الأحزاب السياسية في العالم الثالث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مجدي عبدالرحيم فضل(مجدي عبدالرحيم فضل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2010, 12:35 PM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    النخبة « في تلك البلاد ; أو بطريق غير مباشر في كثير من الأحيان. ور ‰ا
    يساعد في تبرير هذا التوجه »النخبوي « في دراسة الظاهرة السياسية في
    البلاد ا 4تخلفة ; ما يذكره أحد الباحث R من أن البيانات ا 4توافرة عن النخبة
    في النظم السياسية غير الغربية ; تفوق البيانات ا 4توافرة عن الجماعات أو
    الطبقات أو القواعد الشعبية ; وأن سلوك النخبة في تلك اﻟﻤﺠتمعات غالبا
    ما يكون أكثر أهمية ; من الناحية السياسية ; من سلوك الجماهير( ٣٨ ).
    وأخيرا ; فإن الكثيرين من دارسي التنمية السياسية ; وبالأخص أولئك
    ا 4عبرين بوضوح عن ا 4نهاجيات السلوكية ; اهتموا بدراسة علاقات السيطرة
    والتبعية الشخصية Patron-Client Relations كنمط ‡يز للظاهرة السياسية
    في البلاد ا 4تخلفة ; وبعكس-في أحيان كثيرة-ضعف التنظيمات الرسمية
    والعلاقات ا 4ؤسسية بالنسبة لعلاقات الشللية والتبعية الشخصية. ومن
    هنا ; تفرض دراسة تلك العلاقات نفسها على أي دراسة للظاهرة الحزبية
    في البلاد ا 4تخلفة ; سواء كأداة »للتجنيد السياسي « خارج سياق الظاهرة
    الحزبية ; أو في داخلها ; أو كسمة للعلاقات التي تؤثر-سلبا أو إيجابا-على
    أداء النظام الحزبي لوظيفته في الحياة السياسية للمجتمع.
    ليس هناك من شك إذن في أن أدبيات التنمية السياسية بكافه صورها ;
    سواء بشكل مباشر أم غير مباشر ; تقدم إطارات نظرية وأدوات منهاجية
    ثمينة ; تسهم في إلقاء الضوء على العديد من ملامح الظاهرة السياسية في
    اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة.
    على أن هذا لا ينبغي أن يصرف نظر الباحث عن أوجه القصور التي
    تتسم بها تلك ا 4نهاجيات ; والتي لاتزال كافة في محاولات تطويرها:
    ١- فهذه ا 4نهاجيات لا تزال تعكس ; إلى حد بعيد ; ظروف اﻟﻤﺠتمعات
    الغربية الصناعية ; وخصوصية تطورها التاريخي ; ‡ا يعني صعوبة تلاؤمها
    مع الظروف اﻟﻤﺨتلفة كثيرا للمناطق الأخرى من العالم وبالتحديد: البلاد
    ا 4تخلفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. كذلك فإن ما يسود تلك
    ا 4نهاجيات من تحيز للأمر الواقع ; وحرص على الإبقاء عليه ; وتجنب التغيير
    الجذري لصالح التغييرين الجزئي والتطوري ; تضع كلها حدودا على مدى
    ملاءمة تلك ا 4نهاجيات ; لظروف العالم الثالث( ٣٩ ).
    ٢- وهذه ا 4نهاجيات-ثانيا-لا تزال تنزع إلى ا 4بالغة في التعميم ا 4بني
    44
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    على تصور إمكانية بناء …وذج ﻟﻤﺠتمع ا 4تخلف ومشاكله ; كما لو كان هناك
    موقف مع R وحيد للتخلف ; لا تكون ا 4واقف التجريبية إزاءه سوى تنويعات
    على هذا النمط ا 4ثالي ; وهذا بالطبع يتناقض مع واقع البلاد ا 4تخلفة التي
    تتباين الخلافات بينها لدرجة mنع توصيفها كنموذج واحد على الأقل إلا
    بالنسبة للملامح شديدة العمومية. وفوق ذلك ; وكما يذكر البعض ; فإنه
    ليبدو من قبيل السخرية أن تتسم الكتابة عن العالم الثالث بقدر أكبر بكثير
    من التعميم ; بالقياس إلى الكتابة عن اﻟﻤﺠتمعات الصناعية ا 4تقدمة على
    الرغم من توافر البيانات وا 4علومات الصحيحة عن اﻟﻤﺠتمعات الصناعية
    ا 4تقدمة ; بشكل أفضل بكثير عما هو الحال بالنسبة للبلاد ا 4تخلفة( ٤٠ ).
    ٣- وتلك ا 4نهاجيات تتجاهل ; أو تقلل من أهمية ; السياق الدولي ا 4تغير
    الذي يجري فيه تطور اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; مع أن هذا السياق „ثل محددا
    حاسما للتغير في العالم الثالث ; إلى الدرجة التي يرى معها البعض أن
    التغير في النظم الاجتماعية في العالم الثالث إ …ا هو في الأساس خارجي
    أكثر منه داخلي. ولكن أدبيات التنمية السياسية ; وتطوراتها ا 4عاصرة (وقد
    صيغت أساسا طبقا لظروف العالم الغربي ; ومصالحه) لم تأخذ في الاعتبار
    العوامل الحاسمة بالنسبة لظروف العالم الثالث مثل أثر التراث الاستعماري ;
    وا 4عونة الخارجية بكافة أشكالها ; والتأثير الكاسح للمؤسسات متعددة
    الجنسية. كما أن أدبيات السياسة العامة ; لم تول سوى أولوية ضئيلة للكيفية
    التي لا تزال بها عملية صنع القرارات في عديد من بلدان العالم الثالث ;
    تخضع للهيمنة الثقافية ا 4ستمرة للقوى الاستعمارية السابقة.
    ٤- وأخيرا ; وفي ح R تظل الحقيقة الطبقية إحدى العوامل الأساسية
    في تفسير التطور السياسي ; وكافة نواحي النشاط الإنساني ; في اﻟﻤﺠتمعات
    ا 4تخلفة وا 4تقدمة على حد سواء ; فإن أغلب أدبيات التنمية السياسية تقلل
    من هذا العامل ; ومن ا 4دى الذي يؤدي ‰قتضاه الهيكل الاقتصادي ا 4تغير
    إلى إحداث تغيرات هيكلية كيفية في البناء الطبقي ; وأ …اط التحالف
    الطبقي ذات الآثار الحاسمة على السياسة واﻟﻤﺠتمع في العالم الثالث.
    وسعيا إلى تجنب بعض نواحي ذلك القصور ; فإن ا 4بحث R التالي ;R من
    هذا الفصل ; سوف يتجهان إلى تقد ¡ الأطر النظرية وا 4نهاجية الأخرى
    التي تسهم في استكمال وتحليل الظاهرة موضع الدراسة.
    45
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    المبحث الثاني
    التحليل الطبقي، والتشكيل الاقتصادي-الاجتماعي
    على الرغم من ا 4كانة الهامة التي يحتلها التحليل الطبقي في دراسة
    الظواهر الإجماعية ; سواء في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة أو ا 4تخلفة ; فلا شك في
    أن أدبيات التحديث والتنمية قد غطت عليه لفترة طويلة ; مفسحة اﻟﻤﺠال
    لوحداتها التحليلية ; وإطاراتها النظرية الخاصة. على أن الأزمة التي عانت
    منها أدبيات التحديث والتنمية ومحدودية نتائجها وما كشفت عنه من نواح
    أصيلة للقصور ; ظلت تاركة للتحليل الطبقي مكانته وأهميته. ومن ناحية
    أخرى ; فإن التحدي الذي واجهه التحليل الطبقي-والتحليل ا 4اركسي على
    وجه الخصوص-فيما يتعلق بدراسة الظواهر الاجتماعية في البلاد ا 4تخلفة
    خاصة ; والذي شكل-من نواح عديدة-أزمة حقيقية للتحليل ا 4اركسي ; مالبث
    أن أسفر عن تطورات هامة في هذا التحليل ; ليس فقط في مجال التحليل
    الطبقي للمجتمعات ا 4تخلفة من الداخل ; وإ …ا أيضا في تحليل العلاقة
    التي تربط تلك اﻟﻤﺠتمعات باﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة. وسوف يستهدف هذا
    ا 4بحث تقد ¡ عرض موجز للتحليل الطبقي للبلاد ا 4تخلفة مع التركيز على
    أهم ا 4ظاهر التي سوف تتصل مباشرة ‰وضوع الدراسة ; أي: التخلف
    والظاهرة الحزبية.
    ويخرج عن حديثنا ; هنا ; الدخول في أي تفصيلات سواء حول ا 4ضام R
    الأساسية 4فاهيم مثل »الطبقة « أو »الفئة « أو »التدرج الاجتماعي ;« أو حول
    التركيب الطبقي للبلاد الصناعية ا 4تقدمة ; وعلاقته بالأوضاع السياسية
    فيها. ويهمنا فقط أن نحدد-ابتداء-أن التعريف الذي نستخدمه هنا للطبقة
    يقترب كثيرا من التعريف الذي وضعه »لين «R والذي ينص على أن الطبقة:
    هي »عبارة عن جماعات من الناس ; كبيرة العدد ; تتميز عن بعضها ; تبعا
    4وقعها في أحد نظم الإنتاج الاجتماعي التاريخية ; وتبعا لعلاقة كل منها
    بوسائل الإنتاج (وهي علاقة „كن التعبير عنها وصياغتها في قوان R محددة
    واضحة) ; وتبعا لدورها في التنظيم الاجتماعي للعمل ; وبالتالي تبعا لنوع
    حصولها على نصيبها من ثروة اﻟﻤﺠتمع ; وحجم نصيبها هذا. فالطبقات
    عبارة عن جماعات من الناس تستطيع إحداها استغلال عمل الأخرى ; تبعا
    لتباين موقع كل منها في نسق الاقتصاد القائم في اﻟﻤﺠتمع ٤١) « ). وبعبارة
    46
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    أخرى ; فإن الوضع الاقتصادي لأي طبقة من الطبقات »يرجع في ا 4قام
    الأول إلى علاقة تلك الطبقة بوسائل الإنتاج الهامة في اﻟﻤﺠتمع ; وهذا
    الوضع الاقتصادي هو الذي يحدد نصيب تلك الطبقة من السلطة
    السياسية ٤٢)« ).
    وفي حديث هذا ا 4بحث عن التحليل الطبقي للمجتمعات ا 4تخلفة ; سوف
    يشير بشكل عام إلى التركيب الطبقي للبلدان النامية مع التركيز على دور
    الطبقة ا 4توسطة ومفهوم »رأسمالية الدولة ;« ثم يتضمن عجالة عن أوجه
    إسهام التحليل الطبقي في دراسة الظاهرة الحزبية-على وجه الخصوص
    في البلاد ا 4تخلفة.
    أولا: حول التركيب الطبقي في البلاد النامية
    اتساقا مع التعريف السابق ; فإن ما تتسم به اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; من
    تعدد في أ …اط النشاط الاقتصادي فيها ; وتعدد في نظم وعلاقات الإنتاج
    يؤدي إلى تنوع كبير في البناء الطبقي على نحو يتفاوت من مجتمع إلى
    آخر ; ولكنه يختلف بشدة مع التركيب الطبقي للمجتمعات الصناعية ا 4تقدمة.
    فالبناء الطبقي للبلاد ا 4تخلفة يضم بعض فئات وطبقات اﻟﻤﺠتمع الرأسمالي
    ا 4عاصر (كالبرجوازية والبروليتاريا الصناعية) والفئات ا 4توسطة التي ظهرت
    مع التطور الرأسمالي (مثل ا 4شتغل R بالإدارة ; وا 4ثقف ;R والضباط) كما
    يضم البناء الطبقي بعض الطبقات والفئات التي ترجع إلى نظم ما قبل
    الرأسمالية (مثل ا 4لاك »الإقطاعي «R والفلاح R ا 4عدم R) بل وبعض
    التكوينات »القبلية « ا 4نتمية للإنتاج البدائي. وفوق ذلك ; تعرف البلاد ا 4تخلفة
    طبقات وفئات ترتبط ‰رحلة انتقال النشاط الاقتصادي من ما قبل
    الرأسمالية إلى الرأسمالية( ٤٣ ).
    أيضا فإن ما تتسم به البلاد ا 4تخلفة من شكل من التوازن ب R مختلف
    أ …اط الإنتاج ; يترتب عليه-من ناحية-تعذر تحديد طبقات رئيسة وأخرى
    ثانوية ; كما هو الحال بالنسبة للبلاد ا 4تقدمة( ٤٤ ) ; ويصعب-بالتالي-أن تنقل
    التعميمات حول الطبقات في تلك الأخيرة إلى مجتمعات العالم الثالث ; كما
    ينبغي-من ناحية أخرى-عدم الاقتصار على تقييم الطبقات وإ …ا تقييم
    الفئات الاجتماعية الأخرى إلى جانبها ; نتيجة لأن هذه الفئات تلعب دورا
    47
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    مخالفا لدورها الذي لعبته وتلعبه في ظروف الدول ا 4تقدمة حضاريا ;
    والتي سلكت الطريق الكلاسيكي للتطور الاجتماعي. كما أن »رفض التقسيم
    التقليدي للطبقات بايعني ا 4ساواة ب R الوزن الاقتصادي والسياسي لهذه
    الطبقات ; بل يعني إمكانية كل طبقة أو فئة من هذه الطبقات أو الفئات
    على قيادة التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التقدمية ; مع وجود مركب
    مع R للظروف ا 4لائمة «. يشير الباحثون أيضا إلى mيز الوضع الطبقي في
    البلاد ا 4تخلفة بوجه عام ; بالانتشار واسع النطاق للحراك الاجتماعي ; وإن
    كان ذلك لعوامل تختلف جوهريا عن عوامله في البلاد ا 4تقدمة. فالحراك
    هنا ليس بالدرجة الأولى تعبيرا عن ترقي الفرد-أو مجموع الأفراد-في سلم
    مهنة معينة ; أو في تدرج طبقي مع R. أي أنه ليس مرتبطا بتغير »طريق
    الإنتاج « وإ …ا هو »نتيجة لتواجد عدة تشكيلات اقتصادية متداخلة ومتشابكة
    لفترة طويلة من الزمن ; دون أن تتغلب إحدى هذه التشكيلات على الأخرى «
    ‡ا يعني أنه لا يترتب على ذلك الحراك الاجتماعي ; أي تذويب حقيقي
    للفوارق ب R الطبقات ; أو حل 4شاكل الصراع الطبقي.
    الدور السياسي للطبقة المتوسطة في العالم الثالث
    شكل مصير »الطبقات الوسطى « إحدى نقاط النقد الهامة للتحليل
    ا 4اركسي لتطور الطبقات في اﻟﻤﺠتمعات الرأسمالية الحديثة. ففي ح R
    تنبأ ماركس بان الهوة الاجتماعية ب R الطبقت R الرئيست R: البرجوازية ;
    والبروليتاريا-سوف تزداد اتساعا ; وأن الشرائح الوسطى من السكان ; في
    تلك اﻟﻤﺠتمعات سوف تختفي في غمار هذه العملية ; إلا أن الهوة ب R
    البرجوازية والبروليتاريا لم تتسع بالشكل أو الآثار التي تصورها ماركس ;
    كما أن الشرائح الوسطى ; أو »الطبقة ا 4توسطة « بقيت ; وتدعمت. وفي
    الواقع ; فإن العديد من شرائح الطبقة ا 4توسطة ; مثل صغار ا 4نتج R
    والحرفي R والعمال اليدوي R وصغار الصناع وا 4هني R الذين يعملون لحسابهم
    (وهم الذين كان يشير إليهم ماركس) ¥ امتصاصهم فعلا كمستخدم R
    بالأجر في ا 4شروعات الرأسمالية الكبيرة. ولكن النمو الاقتصادي واسع
    النطاق ; وزيادة الحاجة إلى خدمات اجتماعية متعددة وحديثة ; أديا إلى
    تبلور الطبقة ا 4توسطة الجديدة في اﻟﻤﺠتمعات الرأسمالية ; ‰ا في ذلك
    48
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    ا 4وظف R الكتابي ;R وا 4شرف ;R وا 4ديرين ; والفني ;R والعلماء ; وكثير من
    أولئك الذين يعملون في توفير هذه الخدمة أو تلك. وكان وجود هذه الطبقات ;
    حافزا على الاهتمام-من جديد-بعنصر »الهيبة الاجتماعية « القائم على
    ا 4هنة والاستهلاك وأسلوب الحياة ; كعنصر للتدرج الطبقي ; وهو العنصر-
    الذي أولاه »ماكس فيبر « أهمية كبيرة ; في محاولته 4واجهة النظرية
    ا 4اركسية.
    على أن ظهور وانتشار الطبقات ا 4توسطة في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; يستند
    إلى عوامل أخرى ; ترتبط بظروف تلك اﻟﻤﺠتمعات ; والتي تتبدى-في الأساس-
    في الضآلة النسبية للطبقت R ا 4رتبطت R بالإنتاج الحديث ; وهما: »البروليتاريا
    الصناعية « و »البرجوازية «. وقد تعددت التصنيفات ; سواء من داخل الفكر
    ا 4اركسي ; أو من خارجه ; لتلك الطبقات ا 4توسطة (أو »الفئات ا 4توسطة
    كما تفضل ذلك بعض الكتابات ا 4اركسية) ; وضمنتها عناصر عديدة تشتمل
    ليس فقط على ا 4وظف R وأصحاب ا 4هن الحرة (مثل ا 4هندس R والأطباء
    والمحام R والمحاسب R.. .. الخ) والقسم الأساسي من الضباط والطلبة ;
    وإ …ا أيضا »الفئات التي لم تصبح بروليتاريه بعد ; والعناصر نصف
    البروليتاريه ; والحرفي R وصغار التجار ; وصغار الصناع ; أي: البرجوازية
    الصغيرة القاطنة في ا 4دن ; كذلك الفئات الفقيرة فيها ٤٥)« ). كما شدد بعض
    الباحث ;R على حقيقة »عدم التجانس « داخل الطبقة ا 4توسطة في البلاد
    ا 4تخلفة ; فهناك طبقة متوسطة تقليدية وطبقة متوسطة حديثة. وهناك
    طبقة متوسطة تجارية وطبقة متوسطة مثقفة ; وطبقة متوسطة مهنية ;
    وطبقة متوسطة إدارية وطبقة متوسطة للاقليات والأجانب ; وهناك طبقة
    متوسطة حضرية ; وطبقة متوسطة ريفية .«
    على أن ما يهمنا هنا بالأساس ; ويرتبط مباشرة ‰وضوعنا ; هو تلك
    الشرائح أو القطاعات من الطبقات ا 4توسطة ; في العالم الثالث (العسكري R
    والبيروقراطي R خاصة) التي آخذت تضطلع على نطاق واسع ; بدور أساسي
    وحاسم في الحياة السياسية للبلدان ا 4تخلفة ; وشكلت النخبة الحاكمة
    فيها ; ونظر إليها كوسائط للتحديث وتنمية مجتمعاتها. بل لقد ذهب البعض
    إلى »أن تاريخ البلدان ا 4تخلفة ; ينظر إليه ; باعتباره تاريخ نهوض الطبقة
    ا 4توسطة ٤٦) « ). ا 4تخلفة ; ينظر إليه ; باعتباره تاريخ نهوض الطبقة
    49
    حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية
    ا 4توسطة ٤٦)« ).
    لقد كانت تلك الشرائح من الطبقة ا 4توسطة ; موضعا لإسهامات عديدة
    من دارسي سياسات الشرق الأوسط على وجه الخصوص ; منذ الخمسينيات
    فتحدث موروبرجر عن »الطبقة الوسطى ا 4ستقلة ٤٧) « ) وهالبرن عن »الطبقة
    ا 4هنية الجديدة ٤٨) « ) وأطلق عليها جاك بيرك فقط »الانتلجنتسيا ٤٩) « )
    IntelIigentsia وأسماها بيل وليدن »الطبقة الوسطى ا 4هنية ٥٠) « ) وأطلق
    عليها أنور عبد ا 4لك تعبير »الطبقة الجديدة ٥١) « ).
    وبصرف النظر عن الاختلافات الدقيقة ب R كل باحث وآخر ; فقد اتفق
    الجميع على أن طبقة اجتماعية جديدة ; تستند قوتها إلى ا 4هارات ا 4كتسبة
    من خلال التعليم الحديث ; قد ظهرت في الإمدادات الوسطى للبناء
    الاجتماعي التقليدي ; ويهدف أفراد هذه الطبقة الجديدة إلى تقد ¡ أنفسهم
    من خلال مهاراتهم ومواهبهم ا 4هنية ; أكثر منه من خلال الثروة أو العلاقات
    الشخصية ; وهما ا 4صدران اللذان يفتقدهما أغلب أفراد تلك الطبقة.
    وهذه الطبقة ; ليست طبقة وسطى برجوازية ; طا 4ا أن أفرادها يعيشون ‰ا
    يحصلون عليه من أجر ; ومن أتعاب لأنشطتهم ا 4هنية ; أكثر ‡ا يعيشون من
    حيازة ا 4متلكات ; أو إدارة الأعمال. وبالرغم من أنها ليست طبقة من ا 4ثقف R
    Intellectuals إلا أنها „كن أن توصف ; على نحو سليم ; أبانها »انتلجنتسيا «
    طا 4ا أنها تكون »النخبة ا 4ثقفة « في اﻟﻤﺠتمع: وعلى عكس الأفراد ا 4تعلم R
    في الطبقة الحاكمة السابقة ; الذين كانوا يتمتعون با 4زايا ا 4زدوجة ا 4تمثلة
    في الثروة الطائلة ; والسلطة السياسية ; فإن أفراد الطبقة الوسطى الجديدة ;
    لا „تلكون ما يستندون إليه أساسا سوى التعليم الحديث وا 4تخصص ;
    الذي يرتبط بالتحديث ; وبالتنمية الاقتصادية والتصنيع.
    لقد mكنت شرائح هامة من تلك الطبقة من الاستيلاء على الحكم في
    عديد من بلاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ; وبدأت تنفيذ برامجها
    »للتحديث « أو »التنمية ;« وفي اﻟﻤﺠتمعات التي لا تزال مبعدة فيها عن ا 4يدان
    السياسي ; تظل الطبقة الوسطى ا 4هنية قوة متنامية ومزدهرة ; ترنو-باستمرار-
    إلى ا 4شاركة في حكم بلادها. وفي فترة مبكرة نسبيا ; تفاءل كثر من الدارس R
    حول الدور الذي „كن أن تلعبه تلك الطبقة في تطوير بلادها.
    وكان »مانفريد هالبرن « أبرز من ارتبط اسمهم بالدفاع عن تلك الطبقة ;
    50
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    و »ملامحها الجديدة « ب R الدارس R الغربي ;R كما دافع عن دورها »الحاسم «
    في التغيير الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ; وطرح ; منذ ما
    يقرب من عشرين عاما ; مفهوم الطبقة الوسطى الجديدة باعتبارها mثل
    »القوة الثورية الرئيسة ; وبالتالي القوة المحدثة للاستقرار ; في الشرق
    الأوسط «وصادق هنتينجتون على تلك الفكرة ; ورأى أنها لا تنطبق فقط
    على الشرق الأوسط ; وإ …ا تتعداها »إلى أغلب ا 4ناطق التي mر بعمليات
    تحديث سريعة ٥٢).« ).
    أما أهم فئات تلك الطبقة فتتمثل في العسكري R الذين كانوا أكثر
    ترابطا من الفئات الأخرى ; كما أن نجاح تلك الطبقة في حشد الدعم
    الجماهيري اعتمد على الجيش ; باعتباره أقوى أدواتها.
    وهذه الطبقة ; مثلها مثل كل القوى الاجتماعية في الشرق الأوسط ;
    تتمزق بفعل انقساماتها وتوتراتها الداخلية. وهي انقسامات تنجم عن عوامل
    القرابة ; والعرق ; والدين ; وا 4نصب ; والأصل الاجتماعي ; والأصل الجغرافي
    ب R الحضر والريف ; وكذلك عن الخلفية الدراسية. وطبقا لهالبرن ; هناك
    ثلاثة مظاهر للصراع داخل الطبقة ا 4توسطة الجديدة:
    فهناك الصراع ب R العناصر التي تتولى ا 4سؤوليات بالفعل ; وتحتل
    ا 4ناصب وتحصل على الأجور وا 4زايا ; وهي عناصر قليلة ; وب R الغالبية
    التي تحمل ا 4ؤهلات العلمية ; والقيم التحديثية ; ولكنها لا تحصل على
    الوظائف التي تتناسب مع مهارات أو قيمها ; أو تعمل بالفعل ; ولكن في
    خدمة النظم المحافظة على الوضع القائم ; والتي تنكر على تلك اﻟﻤﺠموعة
    حقها في ا 4كانة والقوة. ويعزى هذا الاختلاف ; في جانب هام منه ; إلى
    الأعداد الكبيرة من أصحاب الشهادات العليا ; والذي لا يتناسب مع مجمل
    الأوضاع الاجتماعية والثقافية في البلاد ا 4تخلفة ; ولكنه يشكل الأساس
    ا 4ت R لتلك الطبقة الوسطى الجديدة.
    وهناك أيضا التمييز الذي يطرحه »هالبرن « ب R العناصر الأحدث
    والعناصر الأقدم من تلك الطبقة. وفي هذا الوضع »قد يظل الرجال في
    سن الأربع R حامل R فجاجة الشباب ; طا 4ا أنهم لم يتمرسوا با 4ناصب
    وا 4كانة ; والقوة ; ولكنهم لا يحملون-في نفس الوقت-براءة مرحلة الشباب .«
    وفي هذا السياق يركز هالبرن على »صراع الأجيال « داخل تلك الطبقة.
    51
                  

العنوان الكاتب Date
الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:03 AM
  Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:07 AM
    Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:13 AM
      Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:18 AM
        Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث NGABY AJOOZ04-11-10, 09:26 AM
          Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 12:27 PM
            Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 12:35 PM
              Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 01:46 PM
                Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 02:09 PM
                  Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 02:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de