|
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية النخبة « في تلك البلاد ; أو بطريق غير مباشر في كثير من الأحيان. ور ا يساعد في تبرير هذا التوجه »النخبوي « في دراسة الظاهرة السياسية في البلاد ا 4تخلفة ; ما يذكره أحد الباحث R من أن البيانات ا 4توافرة عن النخبة في النظم السياسية غير الغربية ; تفوق البيانات ا 4توافرة عن الجماعات أو الطبقات أو القواعد الشعبية ; وأن سلوك النخبة في تلك اﻟﻤﺠتمعات غالبا ما يكون أكثر أهمية ; من الناحية السياسية ; من سلوك الجماهير( ٣٨ ). وأخيرا ; فإن الكثيرين من دارسي التنمية السياسية ; وبالأخص أولئك ا 4عبرين بوضوح عن ا 4نهاجيات السلوكية ; اهتموا بدراسة علاقات السيطرة والتبعية الشخصية Patron-Client Relations كنمط يز للظاهرة السياسية في البلاد ا 4تخلفة ; وبعكس-في أحيان كثيرة-ضعف التنظيمات الرسمية والعلاقات ا 4ؤسسية بالنسبة لعلاقات الشللية والتبعية الشخصية. ومن هنا ; تفرض دراسة تلك العلاقات نفسها على أي دراسة للظاهرة الحزبية في البلاد ا 4تخلفة ; سواء كأداة »للتجنيد السياسي « خارج سياق الظاهرة الحزبية ; أو في داخلها ; أو كسمة للعلاقات التي تؤثر-سلبا أو إيجابا-على أداء النظام الحزبي لوظيفته في الحياة السياسية للمجتمع. ليس هناك من شك إذن في أن أدبيات التنمية السياسية بكافه صورها ; سواء بشكل مباشر أم غير مباشر ; تقدم إطارات نظرية وأدوات منهاجية ثمينة ; تسهم في إلقاء الضوء على العديد من ملامح الظاهرة السياسية في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة. على أن هذا لا ينبغي أن يصرف نظر الباحث عن أوجه القصور التي تتسم بها تلك ا 4نهاجيات ; والتي لاتزال كافة في محاولات تطويرها: ١- فهذه ا 4نهاجيات لا تزال تعكس ; إلى حد بعيد ; ظروف اﻟﻤﺠتمعات الغربية الصناعية ; وخصوصية تطورها التاريخي ; ا يعني صعوبة تلاؤمها مع الظروف اﻟﻤﺨتلفة كثيرا للمناطق الأخرى من العالم وبالتحديد: البلاد ا 4تخلفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. كذلك فإن ما يسود تلك ا 4نهاجيات من تحيز للأمر الواقع ; وحرص على الإبقاء عليه ; وتجنب التغيير الجذري لصالح التغييرين الجزئي والتطوري ; تضع كلها حدودا على مدى ملاءمة تلك ا 4نهاجيات ; لظروف العالم الثالث( ٣٩ ). ٢- وهذه ا 4نهاجيات-ثانيا-لا تزال تنزع إلى ا 4بالغة في التعميم ا 4بني 44 الأحزاب السياسية في العالم الثالث على تصور إمكانية بناء
وذج ﻟﻤﺠتمع ا 4تخلف ومشاكله ; كما لو كان هناك موقف مع R وحيد للتخلف ; لا تكون ا 4واقف التجريبية إزاءه سوى تنويعات على هذا النمط ا 4ثالي ; وهذا بالطبع يتناقض مع واقع البلاد ا 4تخلفة التي تتباين الخلافات بينها لدرجة mنع توصيفها كنموذج واحد على الأقل إلا بالنسبة للملامح شديدة العمومية. وفوق ذلك ; وكما يذكر البعض ; فإنه ليبدو من قبيل السخرية أن تتسم الكتابة عن العالم الثالث بقدر أكبر بكثير من التعميم ; بالقياس إلى الكتابة عن اﻟﻤﺠتمعات الصناعية ا 4تقدمة على الرغم من توافر البيانات وا 4علومات الصحيحة عن اﻟﻤﺠتمعات الصناعية ا 4تقدمة ; بشكل أفضل بكثير عما هو الحال بالنسبة للبلاد ا 4تخلفة( ٤٠ ). ٣- وتلك ا 4نهاجيات تتجاهل ; أو تقلل من أهمية ; السياق الدولي ا 4تغير الذي يجري فيه تطور اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; مع أن هذا السياق ثل محددا حاسما للتغير في العالم الثالث ; إلى الدرجة التي يرى معها البعض أن التغير في النظم الاجتماعية في العالم الثالث إ
ا هو في الأساس خارجي أكثر منه داخلي. ولكن أدبيات التنمية السياسية ; وتطوراتها ا 4عاصرة (وقد صيغت أساسا طبقا لظروف العالم الغربي ; ومصالحه) لم تأخذ في الاعتبار العوامل الحاسمة بالنسبة لظروف العالم الثالث مثل أثر التراث الاستعماري ; وا 4عونة الخارجية بكافة أشكالها ; والتأثير الكاسح للمؤسسات متعددة الجنسية. كما أن أدبيات السياسة العامة ; لم تول سوى أولوية ضئيلة للكيفية التي لا تزال بها عملية صنع القرارات في عديد من بلدان العالم الثالث ; تخضع للهيمنة الثقافية ا 4ستمرة للقوى الاستعمارية السابقة. ٤- وأخيرا ; وفي ح R تظل الحقيقة الطبقية إحدى العوامل الأساسية في تفسير التطور السياسي ; وكافة نواحي النشاط الإنساني ; في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة وا 4تقدمة على حد سواء ; فإن أغلب أدبيات التنمية السياسية تقلل من هذا العامل ; ومن ا 4دى الذي يؤدي قتضاه الهيكل الاقتصادي ا 4تغير إلى إحداث تغيرات هيكلية كيفية في البناء الطبقي ; وأ
اط التحالف الطبقي ذات الآثار الحاسمة على السياسة واﻟﻤﺠتمع في العالم الثالث. وسعيا إلى تجنب بعض نواحي ذلك القصور ; فإن ا 4بحث R التالي ;R من هذا الفصل ; سوف يتجهان إلى تقد ¡ الأطر النظرية وا 4نهاجية الأخرى التي تسهم في استكمال وتحليل الظاهرة موضع الدراسة. 45 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية المبحث الثاني التحليل الطبقي، والتشكيل الاقتصادي-الاجتماعي على الرغم من ا 4كانة الهامة التي يحتلها التحليل الطبقي في دراسة الظواهر الإجماعية ; سواء في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة أو ا 4تخلفة ; فلا شك في أن أدبيات التحديث والتنمية قد غطت عليه لفترة طويلة ; مفسحة اﻟﻤﺠال لوحداتها التحليلية ; وإطاراتها النظرية الخاصة. على أن الأزمة التي عانت منها أدبيات التحديث والتنمية ومحدودية نتائجها وما كشفت عنه من نواح أصيلة للقصور ; ظلت تاركة للتحليل الطبقي مكانته وأهميته. ومن ناحية أخرى ; فإن التحدي الذي واجهه التحليل الطبقي-والتحليل ا 4اركسي على وجه الخصوص-فيما يتعلق بدراسة الظواهر الاجتماعية في البلاد ا 4تخلفة خاصة ; والذي شكل-من نواح عديدة-أزمة حقيقية للتحليل ا 4اركسي ; مالبث أن أسفر عن تطورات هامة في هذا التحليل ; ليس فقط في مجال التحليل الطبقي للمجتمعات ا 4تخلفة من الداخل ; وإ
ا أيضا في تحليل العلاقة التي تربط تلك اﻟﻤﺠتمعات باﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة. وسوف يستهدف هذا ا 4بحث تقد ¡ عرض موجز للتحليل الطبقي للبلاد ا 4تخلفة مع التركيز على أهم ا 4ظاهر التي سوف تتصل مباشرة وضوع الدراسة ; أي: التخلف والظاهرة الحزبية. ويخرج عن حديثنا ; هنا ; الدخول في أي تفصيلات سواء حول ا 4ضام R الأساسية 4فاهيم مثل »الطبقة « أو »الفئة « أو »التدرج الاجتماعي ;« أو حول التركيب الطبقي للبلاد الصناعية ا 4تقدمة ; وعلاقته بالأوضاع السياسية فيها. ويهمنا فقط أن نحدد-ابتداء-أن التعريف الذي نستخدمه هنا للطبقة يقترب كثيرا من التعريف الذي وضعه »لين «R والذي ينص على أن الطبقة: هي »عبارة عن جماعات من الناس ; كبيرة العدد ; تتميز عن بعضها ; تبعا 4وقعها في أحد نظم الإنتاج الاجتماعي التاريخية ; وتبعا لعلاقة كل منها بوسائل الإنتاج (وهي علاقة كن التعبير عنها وصياغتها في قوان R محددة واضحة) ; وتبعا لدورها في التنظيم الاجتماعي للعمل ; وبالتالي تبعا لنوع حصولها على نصيبها من ثروة اﻟﻤﺠتمع ; وحجم نصيبها هذا. فالطبقات عبارة عن جماعات من الناس تستطيع إحداها استغلال عمل الأخرى ; تبعا لتباين موقع كل منها في نسق الاقتصاد القائم في اﻟﻤﺠتمع ٤١) « ). وبعبارة 46 الأحزاب السياسية في العالم الثالث أخرى ; فإن الوضع الاقتصادي لأي طبقة من الطبقات »يرجع في ا 4قام الأول إلى علاقة تلك الطبقة بوسائل الإنتاج الهامة في اﻟﻤﺠتمع ; وهذا الوضع الاقتصادي هو الذي يحدد نصيب تلك الطبقة من السلطة السياسية ٤٢)« ). وفي حديث هذا ا 4بحث عن التحليل الطبقي للمجتمعات ا 4تخلفة ; سوف يشير بشكل عام إلى التركيب الطبقي للبلدان النامية مع التركيز على دور الطبقة ا 4توسطة ومفهوم »رأسمالية الدولة ;« ثم يتضمن عجالة عن أوجه إسهام التحليل الطبقي في دراسة الظاهرة الحزبية-على وجه الخصوص في البلاد ا 4تخلفة. أولا: حول التركيب الطبقي في البلاد النامية اتساقا مع التعريف السابق ; فإن ما تتسم به اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; من تعدد في أ
اط النشاط الاقتصادي فيها ; وتعدد في نظم وعلاقات الإنتاج يؤدي إلى تنوع كبير في البناء الطبقي على نحو يتفاوت من مجتمع إلى آخر ; ولكنه يختلف بشدة مع التركيب الطبقي للمجتمعات الصناعية ا 4تقدمة. فالبناء الطبقي للبلاد ا 4تخلفة يضم بعض فئات وطبقات اﻟﻤﺠتمع الرأسمالي ا 4عاصر (كالبرجوازية والبروليتاريا الصناعية) والفئات ا 4توسطة التي ظهرت مع التطور الرأسمالي (مثل ا 4شتغل R بالإدارة ; وا 4ثقف ;R والضباط) كما يضم البناء الطبقي بعض الطبقات والفئات التي ترجع إلى نظم ما قبل الرأسمالية (مثل ا 4لاك »الإقطاعي «R والفلاح R ا 4عدم R) بل وبعض التكوينات »القبلية « ا 4نتمية للإنتاج البدائي. وفوق ذلك ; تعرف البلاد ا 4تخلفة طبقات وفئات ترتبط رحلة انتقال النشاط الاقتصادي من ما قبل الرأسمالية إلى الرأسمالية( ٤٣ ). أيضا فإن ما تتسم به البلاد ا 4تخلفة من شكل من التوازن ب R مختلف أ
اط الإنتاج ; يترتب عليه-من ناحية-تعذر تحديد طبقات رئيسة وأخرى ثانوية ; كما هو الحال بالنسبة للبلاد ا 4تقدمة( ٤٤ ) ; ويصعب-بالتالي-أن تنقل التعميمات حول الطبقات في تلك الأخيرة إلى مجتمعات العالم الثالث ; كما ينبغي-من ناحية أخرى-عدم الاقتصار على تقييم الطبقات وإ
ا تقييم الفئات الاجتماعية الأخرى إلى جانبها ; نتيجة لأن هذه الفئات تلعب دورا 47 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية مخالفا لدورها الذي لعبته وتلعبه في ظروف الدول ا 4تقدمة حضاريا ; والتي سلكت الطريق الكلاسيكي للتطور الاجتماعي. كما أن »رفض التقسيم التقليدي للطبقات بايعني ا 4ساواة ب R الوزن الاقتصادي والسياسي لهذه الطبقات ; بل يعني إمكانية كل طبقة أو فئة من هذه الطبقات أو الفئات على قيادة التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التقدمية ; مع وجود مركب مع R للظروف ا 4لائمة «. يشير الباحثون أيضا إلى mيز الوضع الطبقي في البلاد ا 4تخلفة بوجه عام ; بالانتشار واسع النطاق للحراك الاجتماعي ; وإن كان ذلك لعوامل تختلف جوهريا عن عوامله في البلاد ا 4تقدمة. فالحراك هنا ليس بالدرجة الأولى تعبيرا عن ترقي الفرد-أو مجموع الأفراد-في سلم مهنة معينة ; أو في تدرج طبقي مع R. أي أنه ليس مرتبطا بتغير »طريق الإنتاج « وإ
ا هو »نتيجة لتواجد عدة تشكيلات اقتصادية متداخلة ومتشابكة لفترة طويلة من الزمن ; دون أن تتغلب إحدى هذه التشكيلات على الأخرى « ا يعني أنه لا يترتب على ذلك الحراك الاجتماعي ; أي تذويب حقيقي للفوارق ب R الطبقات ; أو حل 4شاكل الصراع الطبقي. الدور السياسي للطبقة المتوسطة في العالم الثالث شكل مصير »الطبقات الوسطى « إحدى نقاط النقد الهامة للتحليل ا 4اركسي لتطور الطبقات في اﻟﻤﺠتمعات الرأسمالية الحديثة. ففي ح R تنبأ ماركس بان الهوة الاجتماعية ب R الطبقت R الرئيست R: البرجوازية ; والبروليتاريا-سوف تزداد اتساعا ; وأن الشرائح الوسطى من السكان ; في تلك اﻟﻤﺠتمعات سوف تختفي في غمار هذه العملية ; إلا أن الهوة ب R البرجوازية والبروليتاريا لم تتسع بالشكل أو الآثار التي تصورها ماركس ; كما أن الشرائح الوسطى ; أو »الطبقة ا 4توسطة « بقيت ; وتدعمت. وفي الواقع ; فإن العديد من شرائح الطبقة ا 4توسطة ; مثل صغار ا 4نتج R والحرفي R والعمال اليدوي R وصغار الصناع وا 4هني R الذين يعملون لحسابهم (وهم الذين كان يشير إليهم ماركس) ¥ امتصاصهم فعلا كمستخدم R بالأجر في ا 4شروعات الرأسمالية الكبيرة. ولكن النمو الاقتصادي واسع النطاق ; وزيادة الحاجة إلى خدمات اجتماعية متعددة وحديثة ; أديا إلى تبلور الطبقة ا 4توسطة الجديدة في اﻟﻤﺠتمعات الرأسمالية ; ا في ذلك 48 الأحزاب السياسية في العالم الثالث ا 4وظف R الكتابي ;R وا 4شرف ;R وا 4ديرين ; والفني ;R والعلماء ; وكثير من أولئك الذين يعملون في توفير هذه الخدمة أو تلك. وكان وجود هذه الطبقات ; حافزا على الاهتمام-من جديد-بعنصر »الهيبة الاجتماعية « القائم على ا 4هنة والاستهلاك وأسلوب الحياة ; كعنصر للتدرج الطبقي ; وهو العنصر- الذي أولاه »ماكس فيبر « أهمية كبيرة ; في محاولته 4واجهة النظرية ا 4اركسية. على أن ظهور وانتشار الطبقات ا 4توسطة في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; يستند إلى عوامل أخرى ; ترتبط بظروف تلك اﻟﻤﺠتمعات ; والتي تتبدى-في الأساس- في الضآلة النسبية للطبقت R ا 4رتبطت R بالإنتاج الحديث ; وهما: »البروليتاريا الصناعية « و »البرجوازية «. وقد تعددت التصنيفات ; سواء من داخل الفكر ا 4اركسي ; أو من خارجه ; لتلك الطبقات ا 4توسطة (أو »الفئات ا 4توسطة كما تفضل ذلك بعض الكتابات ا 4اركسية) ; وضمنتها عناصر عديدة تشتمل ليس فقط على ا 4وظف R وأصحاب ا 4هن الحرة (مثل ا 4هندس R والأطباء والمحام R والمحاسب R.. .. الخ) والقسم الأساسي من الضباط والطلبة ; وإ
ا أيضا »الفئات التي لم تصبح بروليتاريه بعد ; والعناصر نصف البروليتاريه ; والحرفي R وصغار التجار ; وصغار الصناع ; أي: البرجوازية الصغيرة القاطنة في ا 4دن ; كذلك الفئات الفقيرة فيها ٤٥)« ). كما شدد بعض الباحث ;R على حقيقة »عدم التجانس « داخل الطبقة ا 4توسطة في البلاد ا 4تخلفة ; فهناك طبقة متوسطة تقليدية وطبقة متوسطة حديثة. وهناك طبقة متوسطة تجارية وطبقة متوسطة مثقفة ; وطبقة متوسطة مهنية ; وطبقة متوسطة إدارية وطبقة متوسطة للاقليات والأجانب ; وهناك طبقة متوسطة حضرية ; وطبقة متوسطة ريفية .« على أن ما يهمنا هنا بالأساس ; ويرتبط مباشرة وضوعنا ; هو تلك الشرائح أو القطاعات من الطبقات ا 4توسطة ; في العالم الثالث (العسكري R والبيروقراطي R خاصة) التي آخذت تضطلع على نطاق واسع ; بدور أساسي وحاسم في الحياة السياسية للبلدان ا 4تخلفة ; وشكلت النخبة الحاكمة فيها ; ونظر إليها كوسائط للتحديث وتنمية مجتمعاتها. بل لقد ذهب البعض إلى »أن تاريخ البلدان ا 4تخلفة ; ينظر إليه ; باعتباره تاريخ نهوض الطبقة ا 4توسطة ٤٦) « ). ا 4تخلفة ; ينظر إليه ; باعتباره تاريخ نهوض الطبقة 49 حول الإطارات النظرية لدراسة الظاهرة السياسية ا 4توسطة ٤٦)« ). لقد كانت تلك الشرائح من الطبقة ا 4توسطة ; موضعا لإسهامات عديدة من دارسي سياسات الشرق الأوسط على وجه الخصوص ; منذ الخمسينيات فتحدث موروبرجر عن »الطبقة الوسطى ا 4ستقلة ٤٧) « ) وهالبرن عن »الطبقة ا 4هنية الجديدة ٤٨) « ) وأطلق عليها جاك بيرك فقط »الانتلجنتسيا ٤٩) « ) IntelIigentsia وأسماها بيل وليدن »الطبقة الوسطى ا 4هنية ٥٠) « ) وأطلق عليها أنور عبد ا 4لك تعبير »الطبقة الجديدة ٥١) « ). وبصرف النظر عن الاختلافات الدقيقة ب R كل باحث وآخر ; فقد اتفق الجميع على أن طبقة اجتماعية جديدة ; تستند قوتها إلى ا 4هارات ا 4كتسبة من خلال التعليم الحديث ; قد ظهرت في الإمدادات الوسطى للبناء الاجتماعي التقليدي ; ويهدف أفراد هذه الطبقة الجديدة إلى تقد ¡ أنفسهم من خلال مهاراتهم ومواهبهم ا 4هنية ; أكثر منه من خلال الثروة أو العلاقات الشخصية ; وهما ا 4صدران اللذان يفتقدهما أغلب أفراد تلك الطبقة. وهذه الطبقة ; ليست طبقة وسطى برجوازية ; طا 4ا أن أفرادها يعيشون ا يحصلون عليه من أجر ; ومن أتعاب لأنشطتهم ا 4هنية ; أكثر ا يعيشون من حيازة ا 4متلكات ; أو إدارة الأعمال. وبالرغم من أنها ليست طبقة من ا 4ثقف R Intellectuals إلا أنها كن أن توصف ; على نحو سليم ; أبانها »انتلجنتسيا « طا 4ا أنها تكون »النخبة ا 4ثقفة « في اﻟﻤﺠتمع: وعلى عكس الأفراد ا 4تعلم R في الطبقة الحاكمة السابقة ; الذين كانوا يتمتعون با 4زايا ا 4زدوجة ا 4تمثلة في الثروة الطائلة ; والسلطة السياسية ; فإن أفراد الطبقة الوسطى الجديدة ; لا تلكون ما يستندون إليه أساسا سوى التعليم الحديث وا 4تخصص ; الذي يرتبط بالتحديث ; وبالتنمية الاقتصادية والتصنيع. لقد mكنت شرائح هامة من تلك الطبقة من الاستيلاء على الحكم في عديد من بلاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ; وبدأت تنفيذ برامجها »للتحديث « أو »التنمية ;« وفي اﻟﻤﺠتمعات التي لا تزال مبعدة فيها عن ا 4يدان السياسي ; تظل الطبقة الوسطى ا 4هنية قوة متنامية ومزدهرة ; ترنو-باستمرار- إلى ا 4شاركة في حكم بلادها. وفي فترة مبكرة نسبيا ; تفاءل كثر من الدارس R حول الدور الذي كن أن تلعبه تلك الطبقة في تطوير بلادها. وكان »مانفريد هالبرن « أبرز من ارتبط اسمهم بالدفاع عن تلك الطبقة ; 50 الأحزاب السياسية في العالم الثالث و »ملامحها الجديدة « ب R الدارس R الغربي ;R كما دافع عن دورها »الحاسم « في التغيير الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ; وطرح ; منذ ما يقرب من عشرين عاما ; مفهوم الطبقة الوسطى الجديدة باعتبارها mثل »القوة الثورية الرئيسة ; وبالتالي القوة المحدثة للاستقرار ; في الشرق الأوسط «وصادق هنتينجتون على تلك الفكرة ; ورأى أنها لا تنطبق فقط على الشرق الأوسط ; وإ
ا تتعداها »إلى أغلب ا 4ناطق التي mر بعمليات تحديث سريعة ٥٢).« ). أما أهم فئات تلك الطبقة فتتمثل في العسكري R الذين كانوا أكثر ترابطا من الفئات الأخرى ; كما أن نجاح تلك الطبقة في حشد الدعم الجماهيري اعتمد على الجيش ; باعتباره أقوى أدواتها. وهذه الطبقة ; مثلها مثل كل القوى الاجتماعية في الشرق الأوسط ; تتمزق بفعل انقساماتها وتوتراتها الداخلية. وهي انقسامات تنجم عن عوامل القرابة ; والعرق ; والدين ; وا 4نصب ; والأصل الاجتماعي ; والأصل الجغرافي ب R الحضر والريف ; وكذلك عن الخلفية الدراسية. وطبقا لهالبرن ; هناك ثلاثة مظاهر للصراع داخل الطبقة ا 4توسطة الجديدة: فهناك الصراع ب R العناصر التي تتولى ا 4سؤوليات بالفعل ; وتحتل ا 4ناصب وتحصل على الأجور وا 4زايا ; وهي عناصر قليلة ; وب R الغالبية التي تحمل ا 4ؤهلات العلمية ; والقيم التحديثية ; ولكنها لا تحصل على الوظائف التي تتناسب مع مهارات أو قيمها ; أو تعمل بالفعل ; ولكن في خدمة النظم المحافظة على الوضع القائم ; والتي تنكر على تلك اﻟﻤﺠموعة حقها في ا 4كانة والقوة. ويعزى هذا الاختلاف ; في جانب هام منه ; إلى الأعداد الكبيرة من أصحاب الشهادات العليا ; والذي لا يتناسب مع مجمل الأوضاع الاجتماعية والثقافية في البلاد ا 4تخلفة ; ولكنه يشكل الأساس ا 4ت R لتلك الطبقة الوسطى الجديدة. وهناك أيضا التمييز الذي يطرحه »هالبرن « ب R العناصر الأحدث والعناصر الأقدم من تلك الطبقة. وفي هذا الوضع »قد يظل الرجال في سن الأربع R حامل R فجاجة الشباب ; طا 4ا أنهم لم يتمرسوا با 4ناصب وا 4كانة ; والقوة ; ولكنهم لا يحملون-في نفس الوقت-براءة مرحلة الشباب .« وفي هذا السياق يركز هالبرن على »صراع الأجيال « داخل تلك الطبقة. 51
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:03 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:07 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:13 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 09:18 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | NGABY AJOOZ | 04-11-10, 09:26 AM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 12:27 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 12:35 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 01:46 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 02:09 PM |
Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-11-10, 02:33 PM |
|
|
|