الأحزاب السياسية في العالم الثالث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مجدي عبدالرحيم فضل(مجدي عبدالرحيم فضل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2010, 09:03 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأحزاب السياسية في العالم الثالث

    د. أسامة الغزالي حرب:
    مقدمة
    ليست أهمية الأحزاب السياسية ; كظاهرة
    ترتبط بالنظم السياسية الحديثة ; في حاجة للمزيد
    من الإثبات. وبصرف النظر عن أي أحكام »قيمية «
    حول الظاهرة الحزبية ; فان النظم السياسية
    الحديثة تظل غالبا نظما »حزبية « سواء أكانت
    ليبرالية أم سلطوية أم شمولية ; تعددية أم أحادية.
    هذا الارتباط القوي ب R الظاهرة الحزبية ;
    والنظم السياسية »الحديثة « يضفي أهمية خاصة
    على موقع وأهمية الأحزاب داخل إطار النظم
    السياسية السائدة في بلدان العالم الثالث ; الساعية
    للفكاك من أسار التخلف ; وتحقيق التنمية. وإذا
    كان من ا 4قدر حاليا أن في العالم الآن ما يزيد
    على خمسمائة حزب سياسي في أكثر من مائة
    دولة في العالم فإن غالبية تلك الأحزاب تقع في
    بلدان العالم الثالث. وهي في تلك البلاد تلخص
    أكثر من أي شيء آخر كافة مقومات الحياة
    السياسية. ومن خلال دراسة الظاهرة الحزبية
    يطالع الباحث التركيب الاجتماعي الاقتصادي
    للمجتمع ; والعلاقات ب R القوى والطبقات
    الاجتماعية ; والأيديولوجيات السائدة في اﻟﻤﺠتمع ;
    وأساليب العمل السياسي والحزبي ; وكيفية أداء
    الوظائف اﻟﻤﺨتلفة للنظام السياسي. والظاهرة
    الحزبية بهذا ا 4عنى ; mثل أحد ا 4يادين الرئيسة
    لتفرد خبرة بلدان العالم الثالث واختلافها عن البلاد
    مقدمة
    6
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    الأكثر تقدما.
    وقد أدى الارتباط ب R »الحزب « و »التحديث السياسي « في الدراسات
    السياسية إلى أن اهتمت أدبيات »التنمية السياسية « على وجه الخصوص
    بالدور التحديثي للحزب السياسي ; بل لقد نظر إليه باعتباره اكثر ا 4ؤسسات
    أهمية في هذا ا 4ضمار( ١) ; أو أنه رمز »للتحديث السياسي ;« مثلما mثل
    السدود وا 4صانع رموزا للتحديث الاقتصادي ( ٢). ووضع الحزب في هذا
    الإطار مع مؤسسات وعناصر أخرى أنيطت بها مهام التحديث والتنمية
    السياسية-مثل القوات ا 4سلحة ; والبيروقراطية ; والقيادة »الكاريزمية « أي
    القيادة التاريخية أو ا 4لهمة.
    على أن الإخفاق الذي منيت به التجارب التنموية في الغالبية الساحقة
    من بلدان العالم الثالث ; سواء في ا 4يدان السياسي أو غيره من ا 4يادين
    الاقتصادية والاجتماعية ; والذي لفت الأنظار إلى أوجه القصور في النظريات
    »التنموية « والتحديثية ; كان لا بد من أن ينعكس على رؤية أكثر عمقا لحقيقة
    تلك »الأدوات التحديثية « التي تقع الأحزاب على رأسها. فالأحزاب والجيوش
    والبيروقراطيات والقيادات الكاريزمية ليست سلعا جاهزة تستوردها بلاد
    العالم الثالث ; وتشغلها لكي تقوم بالتحديث السياسي والتنمية السياسية
    في اﻟﻤﺠتمع. إنها أيضا نتاج تجمعها وظروفه الخاصة ; وقبل أن ندرس
    قدرتها على إحداث التنمية والتحديث ; ينبغي أولا أن نتعرف على خصائصها
    ا 4تفردة ا 4رتبطة بطبيعة البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي
    أفرزتها ; وعلى الشروط التي „كن فيها لتلك ا 4ؤسسات أن تتجاوز ظروف
    مجتمعاتها لتلعب دورها-لا لتكريس التخلف-وإ …ا للتغلب عليه ; والتقدم
    نحو التنمية والتحديث. وتلك هي مشكلة ذلك الكتاب وجوهر الدراسة فيه.
    فالعلاقة ب R الحزب والتخلف في بلدان العالم الثالث تبدو وكأنها علاقة
    دائرية مغلقة: التخلف يلقى بظلاله على الظاهرة الحزبية فيطبعها بطابعه
    ويحد من فعاليتها ; وتدهور الأحزاب في تلك البلاد وانعدام فعاليتها يسهم
    في تكريس التخلف أكثر ‡ا يسهم في التخلص منه. ولذلك لم يكن غريبا
    أن عزى الإخفاق في تحقيق التنمية في بلدان العالم الثالث-في جانب هام
    منه-إلى فشلها في بناء تنظيم حزبي قادر على قيادة عملية التنمية بكفاية.
    أي أنه-من وجهة نظر التخلف والتنمية في العالم الثالث-تبدو العلاقة مع
    7
    مقدمة
    الظاهرة الحزبية ذات بعدين: البعد الأول هو أثر واقع التخلف-بكافة أشكاله-
    على الظاهرة الحزبية في العالم الثالث سواء من حيث نشوئها ; أو خصائصها
    ومقوماتها. والبعد الثاني هو أثر الظاهرة الحزبية على واقع التخلف هذا ;
    أو بعبارة أخرى دور الأحزاب في القضاء على التخلف وتحقيق التنمية.
    بهذا ا 4عنى تحفل الأدبيات السائدة عن »العالم الثالث « وقضايا »التخلف
    والتنمية «-من ناحية ; وأدبيات الأحزاب السياسية-من ناحية أخرى بالعديد
    من الإسهامات حول الأحزاب في البلدان ا 4تخلفة ; وعلاقة التأثير والتأثر
    بينها وب R واقع البلدان ا 4تخلفة ; وطموحاتها في التنمية. وسوف نحاول
    هنا استنادا إلى نظرة نقدية مستقاة من التطورات النظرية وا 4نهاجية ; في
    معالجة الظاهرة السياسية في العالم الثالث ; معالجة تلك العلاقة ب R
    التخلف والظاهرة الحزبية في العالم الثالث ; في ضوء ا 4لاحظات الآتية:
    ١- إن الحديث عن التخلف في العالم الثالث ; وإن كان يتم بشكل عام إلا
    أنه سوف ينصرف إلى الأبعاد السياسية له على وجه الخصوص. وبا 4ثل ;
    فإن دور الأحزاب في تحقيق التنمية سوف يتعلق أيضا بجوانبها السياسية ;
    أو: التنمية السياسية ; مع عدم إغفال ا 4ظاهر الأخرى للتنمية بشكل عام.
    ٢- إن معالجة الظاهرة الحزبية في إطار ظروف التخلف العامة في
    العالم الثالث ; لا تلغى حقيقة التباين الشديد ب R مجتمعات العالم الثالث ;
    ‡ا يعكس تأثيرات متباينة على الظاهرة الحزبية فيها ; وعلى قدرتها على
    التغيير. ولذلك ; فإن الكتاب سوف يبرز-وفقا 4ا „ليه سياق ا 4عالجة-
    الاختلافات ب R أربع مناطق متميزة في داخل البلاد ا 4تخلفة ; وهي آسيا
    (وبالتحديد: جنوب وجنوب شرق آسيا) والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ;
    وأفريقيا جنوب الصحراء ; ثم أمريكا اللاتينية ; مع عدم إهمال التفاوت ب R
    البلدان الواقعة في داخل كل من تلك الأقاليم نفسها.
    في ضوء هذا ; سوف يعالج كل من الفصل الثاني (نشأة الظاهرة الحزبية
    في العالم الثالث) ; والفصل الثالث (أ …اط وخصائص النظم الحزبية
    والأحزاب في العالم الثالث) أثر ظروف البلدان ا 4تخلفة على الظاهرة
    الحزبية في اﻟﻤﺠتمعات محل الدراسة ; سواء من حيث نشأتها أو خصائصها
    ومقوماتها ; في ح R يكرس الفصل الرابع 4عالجة »دور الأحزاب في القضاء
    على التخلف وتحقيق التنمية والتحديث في العالم الثالث «. أما الفصل
    8
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    الأول فسوف يتوفر على إلقاء نظرة عامة على ا 4ناهج والنظريات ا 4تعلقة
    بدراسة الأوضاع السياسية في البلدان ا 4تخلفة ‰ا في ذلك الظاهرة الحزبية
    فيها وكما يخلص ذلك الفصل فإن ا 4نهاجية الواجب اتباعها في معالجة
    الظاهرة الحزبية في العالم الثالث ينبغي أن تتسم بخصائص ثلاث محدودة ;
    وهي: التعدد ا 4نهجي وليس الواحدية ا 4نهجية ; والنظرة الكلية للظاهرة
    وليس النظرة الجزئية ; ثم »التخصيص « دون الاقتصار على التعميم. وتحاول
    الدراسة تطبيق تلك ا 4باد ‹ ا 4نهجية على دراسة الظاهرة الحزبية في
    العالم الثالث ككل في الفصول الثلاثة التالية.
    والواقع أن استخلاص تلك »ا 4باد ‹ ا 4نهجية « لم يأت فقط نتيجة دراسة
    كل من النظريات أو ا 4نهاجيات السائدة في دراسة التطور السياسي
    والاقتصادي والاجتماعي في العالم الثالث ; وإ …ا سبقته أيضا ا 4فاضلة
    ب R اتجاه R عام R في دراسة الأحزاب في البلدان ا 4تخلفة. فموضوع
    التخلف والظاهرة الحزبية „ثل منطقة التقاء ب R مجال R نظري R للدراسة:
    أي التخلف من ناحية ; والظاهرة الحزبية من ناحية أخرى. ويفترض ذلك
    أن هناك من الناحية ا 4نهاجية-اتجاه R للمعالجة: أولهما ; دراسة الظاهرة
    الحزبية في البلاد ا 4تخلفة باستخدام ا 4ناهج الشائعة في دراسة التخلف
    والتنمية (وبشكل أكثر تحديدا: التخلف السياسي ; والتنمية السياسية).
    والاتجاه الثاني ; هو دراسة الظاهرة الحزبية في البلاد ا 4تخلفة باستخدام
    ا 4نهاجيات الشائعة في دراسات الأحزاب السياسية عموما.
    وفيما يتعلق بالاتجاه الثاني ; تتعدد ا 4داخل ا 4ستخدمة في دراسة
    الأحزاب السياسية ; وفي مقدمتها ا 4دخل التاريخي ; وا 4دخل البنائي ;
    وا 4دخل السلوكي ; وا 4دخل الوظيفي النظامي ; وا 4دخل الأيديولوجي ( ٣).
    ويتم استخدام تلك ا 4داخل في دراسة الأحزاب السياسية ; من خلال تصنيف
    الأحزاب أو النظم الحزبية ; طبقا لسمات معينة. ففيما يتعلق بالأحزاب في
    ذاتها ; تظل ا 4همة شديدة الصعوبة ; 4ا تتسم به الظاهرة الحزبية-على الصعيد
    الواقعي-من صعوبات واضحة في التطابق مع النماذج التي تقوم خاصة
    على معايير بنائية (مثل التفرقة ب R أحزاب الكوادر والأحزاب
    »الجماهيرية ٤)« ) أو ب R ما يسمى أحزاب التمثل الفردي وأحزاب التكامل)( ٥)
    أو معايير سلوكية (مثل الاختلاف في كيفية mثيل ا 4صالح في الأمة)( ٦).
    9
    مقدمة
    كما يدخل ضمن هذا النوع من التصنيفات العديد من المحاولات التي ركزت
    على نظم »الحزب الواحد ;« ومحاولات أيجاد معايير عديدة لتقسيمها.
    أما فيما يتعلق بالنظم الحزبية أساسا ; فلا شك في أن أبرز التصنيفات
    إ …ا تتمثل في تلك التي تعتمد على عدد الأحزاب في النظام السياسي ;
    وإيراد علاقة ما-بالتالي-ب R هذا العدد ; وطبيعة النظام. وفي صورتها الأولية
    تبدو تلك العلاقة بسيطة وواضحة ; فالحزب الواحد يعني وجود نظام سلطوي
    أو شمولي ; والحزبان يعنيان قيام نظام د „قراطي مستقر ; وحكم للأغلبية
    عملي وشرعي. وثلاثة أحزاب أو أكثر تعني نظاما مشتتا ; تحكمه تآلفات
    متقلبة ; ويخضع ﻟﻤﺨاطر الانقلاب أو الثورة. ثم ما لبثت أن أدخلت على هذا
    التقسيم ا 4بسط تنقيحات هامة ; مثل إمكانية اتصاف نظم الحزب الواحد
    بطابع mثيلي ; أو اتصاف نظام الحزب R بطابع غير mثيلي ; أو إمكانية أن
    تتصف نظم التعدد الحزبي بالاستقرار بسبب تآلف عدة أحزاب لفترة
    طويلة ; أو بسبب وجود حزب قوي منها ذي طابع مسيطر-كما سوف نرى
    تفصيلا.
    والذي تطرحه هذه الدراسة ; هو أن هناك أسبابا قوية تجعل من غير
    ا 4لائم معالجة الظاهرة الحزبية في البلاد ا 4تخلفة من خلال استخدام
    ا 4ناجيات ; والتصنيفات الشائعة في دراسات الأحزاب السياسية وا 4ستقاة-
    بالأساس-من الخبرة الأوروبية والأمريكية.
    طط وفي مقدمة تلك الأسباب ; أن العديد ‡ا يسمى ب »أحزاب سياسية «
    في العالم الثالث عموما ; وفي أفريقيا بدرجة خاصة ; ليست أحزابا با 4عنى
    الاصطلاحي للكلمة حتى وفق أكثر مضامينها عمومية. في ضوء تلك الحقائق
    كان اختيارنا لدراسة الظاهرة الحزبية في العالم الثالث كحقيقة عضوية
    مرتبطة بخصائص الأوضاع السياسية في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ; سواء في
    نشأتها أو مقوماتها وخصائصها أو وظائفها ; وليس كظواهر منفصلة يتجه
    إليها في ذاتها. على أنه يلزم هنا ملاحظة أن دراسة الأحزاب في سياق
    ظروف التخلف والتنمية في أبعادها السياسية في العالم الثالث لا تعني
    على الإطلاق إهمال الدراسات التي عالجت ا 4وضوع ضمن دراسات الأحزاب
    السياسية عموما. بل على العكس فإن تلك الدراسات mثل-بداهة-أحد
    ا 4صادر الرئيسة 4ادة البحث.
    10
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    التعريف بالمفاهيم الأساسية
    أ- »التخلف « و »التخلف السياسي :«
    „كن النظر إلى مفهوم »التخلف « كظاهرة ترتبط بالعالم الثالث ; أي
    ببلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ; من ثلاث زوايا: ملامح أو أبعاد
    التخلف ; وأسباب التخلف ; ثم سمات أو خصائص التخلف.
    فيما يتعلق ‰لامح أو أبعاد التخلف: يجري الحديث عنها على مستوي R
    مختلف R: مستوى عام ; يتعلق بتحديد ملامح عامة للمجتمعات ا 4تخلفة
    دون تخصيص 4يدان مع ;R مثل وصف التخلف بأنه يتضمن: ضعف التصنيع ;
    والتفاوت الطبقي ; والتبعية الاقتصادية ; وتبذير ا 4وارد ; وضعف الولاء
    السياسي ; وازدواجية الاقتصاد والثقافة ب R الحداثة والتقليدية.. . الخ ( ٧)
    ويدخل في هذا الإطار ; محاولات الكثيرين من العلماء ; خصوصا علماء
    الاجتماع ; لتحديد ما يعتبرونه خصائص عامة للمجتمعات ا 4تخلفة ; تختلف
    عن تلك ا 4وجودة في اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة (بصرف النظر عن مدى صحتها) ;
    مثل ازدواج ا 4تغيرات الخمسة التي يطرحها »بارسونز ;« والتي تختلف-بناء
    عليها-خصائص الأفراد في اﻟﻤﺠتمع الصناعي الحديث عنها في اﻟﻤﺠتمع
    التقليدي ; وتشمل: العمومية مقابل الخصوصية ; والأداء (أو الإنجاز) مقابل
    النوعية أو العزو ; والتخصيص مقابل الانتشار ; وا 4صلحة الجمعية مقابل
    ا 4صلحة الذاتية ; والحياد الوجداني مقابل الوجدانية( ٨). كما يدخل في
    هذا النطاق أيضا ا 4تغيرات الثلاثة التي يطرحها هوسلتز ; والتي تتصف
    اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة ‰قتضاها ‰تغيرات العمومية ; والتوجيه نحو الأداء
    (أو الإنجاز) وتخصيص الأدوار ; في ح R تشهد اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة ا 4تغيرات
    ا 4قابلة وهي: الخصوصية والعزو (أو النسبة) وتشتت الدور( ٩).
    وعلى مستوى أكثر تخصيصا ; „كن الحديث عن ملامح التخلف بالنسبة
    ﻟﻤﺠالات محددة ; سواء أكانت اﻟﻤﺠال الاقتصادي ; أم الاجتماعي ; أم السياسي
    أم الثقافي.. . الخ. ففي اﻟﻤﺠال الاقتصادي ; تتبدى أكثر مظاهر التخلف
    ذيوعا وقدما ; بحيث يرى البعض أن التخلف-في جوهره-يشير إلى حقيقة
    اقتصادية ; كما أن دراسات التنمية بدأت بالاقتصاد. وعلى هذا الأساس
    طرحت معايير وسمات عديدة للتخلف الاقتصادي مثل عدم كفاية رؤوس
    الأموال ا 4نتجة ; وتخلف طرق الإنتاج ; وشيوع البطالة البنيانية ; والتبعية
    11
    مقدمة
    الاقتصادية للخارج.
    وفي اﻟﻤﺠال الاجتماعي ; تطرح عديد من السمات التي تتسم بها
    اﻟﻤﺠتمعات ا 4تخلفة سواء من الناحية الد „وغرافية أو الايكولوجية ; أو
    التعليمية ; أو من حيث البناء الطبقي. فتتميز البلاد ا 4تخلفة عموما بارتفاع
    معدل النمو السكاني وارتفاع معدلات ا 4واليد ووجود فجوة كبيره ب R الريف
    والحضر ; وسوء الأحوال الصحية ; وانتشار الأمية ; والتفاوت الطبقي ; وضعف
    الحراك الاجتماعي والتفرقة ب R النساء والرجال.. . الخ. وفي اﻟﻤﺠال
    السياسي ; اجتهد العديد من الدارس R في بيان الخصائص الرئيسة للنظام
    السياسي في البلاد ا 4تخلفة ; وأوجه اختلافه عن النظم السياسية ا 4تقدمة ;
    مثل عدم الاستقرار ; وعدم التكامل السياسي والاجتماعي ; وغياب العقلانية
    في اتخاذ القرار السياسي. وهي خصائص تتضمن بدورها العديد من
    العناصر التفصيلية مثل الانفصال ب R الحاكم R والمحكوم ;R وانعدام
    ا 4شاركة السياسية ; والاستناد إلى الأساس التقليدي للسلطة كمصدر
    للشرعية ; وانعدام ا 4ؤسسية السياسية وغياب الاتفاق العام حول هوية
    اﻟﻤﺠتمع ; وضعف الولاء للدولة واﻟﻤﺠتمع. أسباب التخلف: بدون الدخول في
    تفاصيل تبعد عن جوهر دراستنا „كن القول إن هناك العديد من النظريات
    التي طرحت لتفسير التخلف ; مثل النظريات الجغرافية التي تربط ب R
    التخلف وا 4ناخ الحار أو الاستوائي ; أو تربط التخلف بتوافر موارد معينة
    للطاقة ; والنظريات العرقية أو الجنسية التي تشير إلى mيز الأجناس
    البيضاء والصفات الذاتية لأفرادها ; والتي mيزهم عن الأجناس ا 4لونة
    التي تفتقر إلى هذه الصفات. وهناك أيضا الاتجاهات التي تعزو التخلف
    إلى سيادة قيم تقليدية وخصائص سيكولوجية تشجع الفساد ; وتكرس الكسل
    وا 4شاعر الذاتية وعدم الخلق والتسلط والمحافظة.
    على أننا هنا ; سوف نتفق مع وجهة النظر التي تجمل أسباب التخلف
    في مجموعت R من العوامل: اﻟﻤﺠموعة الأولى ; تلك العوامل الداخلية ; التي
    ترتبط ‰جمل البناء الاجتماعي في البلدان ا 4تخلفة منذ فترة ما قبل
    الثورة الصناعية ; وهي العوامل التي أعاقت …و تلك اﻟﻤﺠتمعات على النحو
    الذي شهدته اﻟﻤﺠتمعات ا 4تقدمة ; كما أنها لا تزال تعمل تأثيرها داخل تلك
    البلدان بشكل يعوق تحقيق التنمية الشاملة والحقيقة فيها.( ١٠ ).
    12
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    أما اﻟﻤﺠموعة الثانية من العوامل ; فهي عوامل خارجية ترتبط بالنظام
    الإمبريالي العا 4ي منذ أن بدأت السيطرة الاستعمارية الأوروبية على أجزاء
    العالم الأخرى بحثا عن الأسواق ; وا 4واد الخام. فلقد أحدثت تلك السيطرة
    العديد من الآثار السلبية الخطيرة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
    والسياسية على تلك اﻟﻤﺠتمعات ; لا توازنها الآثار الإيجابية التي سجلها
    بعض الباحث R للاستعمار في اﻟﻤﺠتمعات التقليدية. ولا تزال تلك العلاقة
    تعمل آثارها السلبية بشكل يفوق (لدى بعض الدارس ;R وكما سوف نتعرض
    لذلك بتفصيل أكثر فيما بعد) التأثيرات السلبية للعوامل الداخلية. وبعبارة
    موجزة فإن فهم تخلف الدول ا 4تخلفة (وفهم وسائل تنميتها بالتالي) إ …ا
    يتطلب فهما عميقا (تاريخيا وبنائيا) للعوامل الداخلية والخارجية التي
    أسهمت في تدعيم التخلف.( ١١ ).
    خصائص مفهوم التخلف: „كن القول إذن إن الفهم الصحيح لظاهرة
    التخلف لا بد من أن يأخذ في الاعتبار الخصائص الآتية:
    ١- أن التخلف حقيقة كلية وشاملة ; تتناول كافة نواحي الحياة في اﻟﻤﺠتمع
    ا 4تخلف حتى وإن اختلفت مؤشراتها-كميا أو كيفيا-من مجال إلى آخر.
    ٢- أن التخلف لا „كن فصله عن السياق التاريخي الذي يتم فيه ;
    فمناطق اليوم ا 4تأخرة ; كانت بالأمس متقدمة ; والعكس صحيح. وهذا يعني
    بالتالي أن فهم ظروف التخلف وأسبابه في اﻟﻤﺠتمعات ا 4عاصرة لا „كن أن
    يتم ‰عزل عن التطورات التاريخية التي سبقتها مثل الثورة الصناعية أو
    الظاهرة الاستعمارية.
    ٣- أن التخلف لا „كن فهمه إلا ضمن منظور بنائي شامل ; يأخذ في
    الاعتبار العلاقات ا 4عقدة (التاريخية وا 4عاصرة) ب R اﻟﻤﺠتمع ا 4تخلف
    واﻟﻤﺠتمع الدولي المحيط به ; وبالتحديد العلاقات التي تربط العالم الثالث
    بدول العالم الغربي ; والتي أسهمت في تشكيل النظام الدولي ا 4عاصر ;
    الذي يقوم على أساس وجود أ ™ متفاوتة التقدم والتخلف.
    ب-في تعريف الظاهرة الحزبية:
    على الرغم من أن أغلب دارسي الأحزاب ; سواء من القدامى أو المحدث ;R
    قدموا تعريفاتهم ل »الحزب السياسي «فإن البعض من أبرز دارسيها لم
    يهتموا ‰سألة التعريف بشكل مباشر أو شككوا في جدواها. فمن الأمور
    13
    مقدمة
    ا 4لفتة للنظر-ابتداء-أن كتاب الأستاذ الفرنسي موريس ديفرجيه الكلاسيكي
    الشهير عن »الأحزاب السياسية « الذي صدر للمرة الأولى عام ١٩٥١ لا نجد
    فيه تعريفا واضحا للحزب السياسي ( ١٢ ) ; أيضا فإن الأستاذ الإيطالي
    جيوفاني سارتوري في مؤلفه الذي صدر عام ١٩٧٦ بعنوان »الأحزاب والنظم
    الحزبية «-وبعد أن يستعرض التعريفات التي وضعها عدد من الدارس R
    الآخرين-يتساءل عن جدوى التعريف أو أهميته. ( ١٣ ).
    ومع ذلك فإن سارتوري يعود على الفور ليقرر أنه إذا كانت دراسة
    الأحزاب في ا 4اضي لا تستلزم ضرورة أيجاد تعريف دقيق ; فإن التطورات
    ا 4عامرة تحتم ذلك ; وفي مقدمتها: التوسع العا 4ي الشامل في الظاهرة وفي
    مجالات دراستها ; والضرورات الإجرائية للدراسة ; وأخيرا-يضيف سارتوري-
    أن دخول الدراسات الحزبية ; ضمن عديد من مجالات الدراسات السياسية
    الأخرى ; في عصر ثورة العقول الإلكترونية يستلزم أيجاد تعريفات دقيقة
    تضمن سلامة البيانات التي تغذي بها الحاسبات وبنوك ا 4علومات ; كشرط
    أساسي لسلامة النتائج التي „كن التوصل إليها ( ١٤ ). والواقع أن التنوع
    الشديد في الكيانات السياسية التي يطلق عليها لفظ الحزب ; سواء من
    حيث أصولها أو مقوماتها أو وظائفها ; والذي ينعكس-بدوره-على التوسع
    الشديد في تعريفها ب R اللاتحديد على الإطلاق ; أو العمومية الشديدة ;
    إلى التحديد الضيق ; أو الخصوصية ا 4تزمتة ; خاصة مع ظهور طوفان
    أحزاب العالم الثالث ; هو الذي حدا بنا إلى استعمال تعبير »الظاهرة الحزبية «
    للدلالة ليس فقط على كل ما يسمى ب »الأحزاب « في البلاد ا 4تخلفة ( ١٥ ) ;
    وإ …ا على أي كيان شبه حزبي يقوم بدرجة أو بأخرى ‰هام الأحزاب
    السياسية.
    ومثل العديد من الظواهر السياسية ; فإن التعريف بالأحزاب لا بد من
    أن يبدأ بالأصل التاريخي ; كمحدد لسماتها الأولية ; والتي تتحدد في ثلاث
    سمات:
    ١- أن الأحزاب ليست هي الكتل أو الأجنحة Factions ‰عنى أنه ما لم
    يكن الحزب مختلفا عن الكتلة أو الجناح فهو ليس حزبا. فالأحزاب إ …ا
    تطورت عن الكتل أو الأجنحة التي ارتبطت بالانتخابات وا 4مارسات البر 4انية
    ولكنها أضحت شيئا مختلفا عنها.
    14
    الأحزاب السياسية في العالم الثالث
    ٢- أن الحزب هو جزء من كل والكل هنا يكون كلا تعدديا. فكلمة حزب
    Party بحكم اللفظ نفسه ترتبط ‰فهوم الجزء Part . ولكن بالرغم من أن
    الحزب „ثل فقط جزءا من كل إلا أن هذا الجزء يجب أن يسلك منهجا
    غير جزئي إزاء الكل ; أي يتصرف كجزء ذي ارتباط بالكل.
    ٣- أن الأحزاب هي قنوات للتعبير ‰عنى أن الأحزاب تنتمي-أولا وقبل
    كل شيء-إلى أدوات أو وسائل التمثيل ; إنها أداة ; أو هيئة للتمثيل الشعبي
    تقوم بالتعبير عن مطالب اجتماعية محددة.
    إن هذه السمات ا 4ستمدة من الأصل التاريخي للأحزاب ; تطرح علينا
    اﻟﻤﺠموعة الأولى من التعريفات ; وهي تلك التعريفات الضيقة التي ترفض-
    بناء على الخصائص السابقة-الاعتراف ‰فهوم »الحزب الواحد «. في مقدمة
    تلك التعريفات ; تعريف »لاسويل وكابلان « الذي يتضمن أن الحزب السياسي
    هو »مجموعة من الأفراد ; تصوغ القضايا الشاملة ; وتقدم مرشح R في
    الانتخابات «. هذا التعريف „يز الحزب عن القطاعات غير ا 4نظمة وغير
    النشطة من الرأي العام ; من زاوية أن تلك الجماعة تتضمن »تنظيما « وبا 4ثل
    فإن هذا التعريف يستبعد الجماعات التي تسعى إلى التأثير على القرارات
    من خلال استعمال العنف ; بالإضافة إلى جماعات الضغط ; حيث أن الأحزاب
    فقط هي التي »تؤمن و mارس القوة السياسية من خلال التصويت الشرعي .«
    وفوق ذلك ; فان ا 4ؤلف R السابق R يشيران إلى أن التعريف „يز الأحزاب
    عن الكتل (التي لا تطرح قضايا شاملة) ويؤكدان أيضا على أنه يستبعد
    نظم الواحدية الحزبية (حيث يرفضان تسميتها أحزابا) ( ١٦ ) ; وهناك أيضا
    تعريف »سيجموند نيومان « الذي يرى أن الحزب هو »تنظيم للعناصر
    السياسية النشيطة في اﻟﻤﺠتمع.. .. يتنافس-سعيا إلى الحصول على التأييد
    الشعبي-مع جماعة أو جماعات أخرى تعتنق وجهات نظر مختلفة ( ١٧ ).
    ويصر نيومان على وجوب بدء تحديد الحزب بتحديد اشتقاق الكلمة نفسها ;
    فتكون »حزب « بالنسبة لحقيقة ما يعني دائما التوحد مع مجموعة ;
    والاختلاف عن أخرى. إن كل حزب في معناه الجوهري يعني الاشتراك في
    تنظيم مع R والانفصال عن آخرين ; بواسطة برنامج محدد.
    إن مثل هذا التوصيف ا 4بدئي ; يعني أن تعريف الحزب يفترض مناخا
    د „قراطيا ; وبالتالي يجعل منه تعبيرا مغلوطا في كل دكتاتورية كما يعني أن
    15
    مقدمة
    »نظام الحزب الواحد (أي الحزب ا 4نفرد) ينطوي على تناقض في ذاته ١٨)« ).
    على أن التطورات التي حدثت على أرض الواقع ; والتي تتمثل بالتحديد
    في ظهور ا 4وجة الأولى من دول الحزب الواحد بعد الحرب العا 4ية الأولى ;
    في الفترة من ١٩٢٠ إلى ١٩٤٠ كما ظهرت في الاتحاد السوفيتي ; وأ 4انيا
    النازية وإيطاليا الفاشية ; دفعت-كما يقول سارتوري بحق-إلى البحث عن
    الخصائص ا 4شتركة في مفهوم الحزب ; ب R نظم التعدد الحزبي ونظم
    الحزب الواحد. واستنادا إلى الخبرة التاريخية أيضا (أي إلى خبرة نظم
    الحزب الواحد الأولى السوفيتية ; والنازية ; والفاشية) فإن الحزب الواحد
    لا „كن تصوره بدون أدراك وجود حالة من »الفراغ « الحزبي ; تستلزم
    شغلها. فإذا كان الظرف الرئيس ا 4رتبط بالتعدد الحزبي هو اتساع الاقتراع
    العام فإن الظرف الرئيسي الذي ارتبط بالواحدية الحزبية إ …ا كان هو
    ظهور اﻟﻤﺠتمع ا 4سّيِس Politicized Society الذي يعكس التنمية السياسية
    (للمجتمع) ‰ا تنطوي عليه من أيقاظ وتنشيط للسكان ككل ; ودمج الجماهير
    في الحياة العامة. في ضوء هذا „كن معرفة السبب في تبلور دول الحزب
    الواحد في الوقت الذي ظهرت فيه ; وكذلك تفسير 4اذا كان البديل الأكثر
    إمكانية والأكثر استمرارية للأحزاب ا 4تعددة هو الحزب الواحد وليس الفراغ
    الحزبي (سواء كان هذا الفراغ تعبيرا عن اللاحزبية ; أو العداء للحزبية).
    ويؤكد سارتوري أن هناك ارتباطا أصيلا ب R الأحزاب في النظام التعددي ;
    وفي النظام الوحدوي. وعلى وجه الخصوص فإن ما يتغير واقعيا وضروريا
    في الانتقال من التعددية الحزبية إلى الواحدية الحزبية هو طبيعة »النظام «
    System . ولكن الحزب الواحد يظل يحمل التكنيك والهيكل التنظيمي اللذين
    سبق أن اتسم بها في ظل التعددية. وإن الحزب الواحد القائم في السلطة
    يقتل الأحزاب الأخرى ; ولكنه يظل سلاحا تنظيميا شبه حزبي ; كما يظل
    هناك معنى للحديث عن »حزب واحد «. على أن الأمر يختلف كثيرا عندما
    ننتقل إلى تعبير »نظام الحزب الواحد « فالتعبير ينطوي على مغالطة ; وعلى
    خلط في ا 4فاهيم ; لأنه لا „كن لحزب (واحد) أن يكون-منفردا-(نظاما)
    System لأن من ا 4فترض أن النظام يتكون من أكثر من وحدة. وهو مالا
    ينطبق على الحزب الواحد ; ولذا فتعبير »النظام « الحزبي أي النظام ا 4تكون
    من عدة أحزاب ينطبق فقط على حالة »التعدد « الحزبي.
                  

العنوان الكاتب Date
الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:03 AM
  Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:07 AM
    Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:13 AM
      Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 09:18 AM
        Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث NGABY AJOOZ04-11-10, 09:26 AM
          Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 12:27 PM
            Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 12:35 PM
              Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 01:46 PM
                Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 02:09 PM
                  Re: الأحزاب السياسية في العالم الثالث مجدي عبدالرحيم فضل04-11-10, 02:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de