نحو محاولة للاعتذار التاريخي:ردا على قرشى عوض وخالد فضل والطاهر ساتى(صلاح شعيب)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 00:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد خليل محمد بحر(خالد خليل محمد بحر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2007, 01:20 PM

خالد خليل محمد بحر
<aخالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحو محاولة للاعتذار التاريخي:ردا على قرشى عوض وخالد فضل والطاهر ساتى(صلاح شعيب)

    يمتلئ المرء بالفخر والثقة من المستقبل في حال أن يرى أن هناك من جيلنا شباب قادر على رؤية الواقع السوداني بعيداً عن المؤثرات المجتمعية البالية التي كانت قد أورثتنا النظر للاخوة الجنوبيين بوصفهم أرقاء لا تنفع معهم إلا المحارق التي أوقدناها ضدهم، منطلقين من تراث العسكرتارية أو أدبيات اللواء أ.ح حسن الترابي في نسخته قبل الأخيرة والذي أراد بصيف العبور أن يسحق الجنوبيين الذين اعترفنا بعد أقل من عقد من تلك الحملات العسكرية المليئة بالضغينة بأنهم يستحقون أن يقرروا مصير أرضهم التي شهدت تقتيلاً وتنكيلاً بهم. والواقع أن جيلنا غير ملزم بثقافة الدولة المركزية وآدابها التي أورثتنا وطناً متشظياً، ولذلك يجب ألا نخاف من طعن الفيل في ظله، إذاً إن أولى المحطات الحرية بالطعن هي الثقافة التي توجد الخطأ المشين ويغيب فيها أدب الاعتذار النبيل برغم إدعاء الانتماء للمجال الحضاري الاسلامي.. إن مطالبة أصوات جريئة لجيلنا بضرورة الاعتذار للجنوبيين تجاه ممارسة الرق يمليها صحو الضمير والخلوص من شرور النفس والاعتراف بأن إنسانيتنا لن تكتمل ما دام فهمنا لثقافة الاعتذار مثل فهمنا لمناصرة الفكر الابتدائي.
    حقاً إنها محاولة مشرفة أن ينهض أساتذة جدد ينتمون إلى جيل الحقيقة والنبل والسمو ويقولونها بكل الصدق الذي يميزهم عن كتبة السلطان وأولئك الذين لا تزال ضمائرهم تحس بالتلذذ لا بالوخز، فقرشي عوض إنما أراد أن يدين وضعاً أثقل كاهل أهله الغبش الذين ساقتهم أقدار ثقافة المركز إلى جحيم الواقع وبؤس المآل وفي ذلك فهو يملك كل المؤهلات الاخلاقية التي تجعله يحفر معرفياً في الماضي، وفوقاً عن ذلك فإن وضعه ككاتب شريف يخوله أن يقود أمته إلى تصحيح ما ذهب خطأ في تاريخها البعيد والقريب معاً، ولهذا من الطبيعي أن يزرع في صخر معان إنسانية راقية ما أقلها أنه يمارس الدعوة كما قال لكل «...رموز المجتمع النيلي والأوسط من أحفاد تجار الرقيق أمثالي أو احفاد الجنرالات الذين اصدروا التعليمات بحرق القرى وجرح الكرامة والكبرياء، ان يعترفوا أولاً بذلك ثم يقدموا عليه اعتذاراً تاريخياً لأحفاد أولئك الذين حملوا سنة الفيل على أكتافهم من جهات النيل العليا حتى موانئ التصدير على شاطئ المتوسط وهم يرسفون في الأغلال ويسقطون من داء الكوليرا والدوسنتاريا وحتى إذا وصلوا إلى أرض الكنانة بيع الأصحاء منهم مع ما يحملون. هذه وصمة عار في جبيننا لا نستطيع أن نظهر بين الناس دون أن يلحظها أحد. ولن يغير من هذه الحقيقة إسباق الأدوار الرسالية على تجار الرقيق لأنهم أسلافنا. إننا إن فعلنا ذلك بدعوى الدفاع عنهم فإننا لن نفعل سوى أن نجلل أنفسنا نحن الذين لم نغترف شيئاً بعارهم الذي لا يغتفر، فالأجدى عند الله أن نطلب لهم المغفرة بما جنوه على أنفسهم وعلينا...».
    أما الأستاذ خالد فضل فقد أراد أن يضرب المفاهيم البالية التي اعتادت عناصر دولة السودان أن تورثها للأجيال حول ضرورة السكوت عن الأخطاء الماضية، وخالد بذلك يستند على الجرأة في مساءلة هذا الإرث بلحظات صدق نادرة وينحو لكشف عورات الخطاب الجمعي الذي يستكبر دون الإحساس بمخازيه الماضية ويذهب للقول: «... إن الوقت قد حان لعمل جاد وطرح موضوعي وتنفيذ فعلي لهذه الأفكار التي تحقق نوعاً من رد الإعتبار للذين ظلموا أو يشعرون بالظلم، ولعل في مثل هذا المسلك ما يعيد الأمل بين مكونات الشعب السوداني في إمكانية العيش المشترك والإلتفات (معاً) للحاق بركب المدنية الذي قطع أشواطاً طويلة في سعيه من أجل رفاهية بني الإنسان.. فهلاَّ تنادينا لفعل راشد يغير مسار التهور الذي تسير عليه عجلات دولاب (دولة السودان)...».
    بالنسبة للكاتب الصحافي الطاهر ساتي فقد أبان عن مراجعة نقدية لذاته وخرج عن إهاب الماضي ليؤسس مجالاً للإسهام الوطني الحر، كاشفاً بؤر الفساد الحكومي وناطقاً بالرأي الذي يؤذي دعاة الإنفصال فيحاولون النيل منه، ولكن الفتى اختار طريق الصدام الصعب مع ذلك الماضي الذي لا يبصق عليه وإنما يراجعه بالصدق المفرح وتراه هنا يستعيد ذكرى أيام الميل أربعين ليخلص قائلاً: «... إنها كانت معركة بين الدولة وإحدى جهاتها ذات المظالم التاريخية والحقوق الهضومة، والدليل على ذلك اعتراف الدولة بها في نيفاشا بإزالة المظالم وإعادة الحقوق التي كانت مهضومة إلى أهلها بما فيها حق تقرير مصيرهم بالبقاء في الدولة السودانية بكل حقوق المواطنة، أو تأسيس دولتهم، وهذا الحق يكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن طرفاً من طرفي القتال هو صاحب الحق الأصيل لأرض المعركة، إن شاء ضمها لأرض الوطن، وإن شاء فصلها وجعل منها وطناً آخر..».
    تلك كانت حروف من ذهب لخطاب جديد ينبت في ظروف صعبة، ذهب فيها الكبار من كتابنا إلى تسطيح العقول والاقتراب من موائد السلطان والهرولة نحو التوظيف وبقيت المفردات التي تدعو لوطن جديد يغتسل من ذنوب حكامه شحيحة بينما واقع الحال يتطلب الصدع بالحقيقة وتشكيل ثقافة للسلام تتجذر على تمهيد الطريق لدوام التسامح.
    عموماً، إن الإعتذار للخطأ وسيلة الإنسانية اليوم لتنظيف السرائر من الأدران التاريخية، وعلى صعيدنا السوداني الملئ بالضغائن والأحقاد نحتاج للإعتذار الصادق عن كل ما اقترفته الآلة العسكرية في هدم لحيوات إنسانية وبطش لبيئات جغرافية، والاعتذار أيضاً عن الفكر الذي قادنا لحملات الاسترقاق وصنع الظلم تجاه أخوان لنا في الإنسانية، وذلك أقل ما يجب في مشوارنا، إذا أردناه، لخلق الوحدة الوطنية، ولا أظن أن السلطة الحالية فقط مطالبة بإخراج بيان رئاسي يفي بالغرض كما فعل كلينتون يوم أن اعتذر لما اقترفه أجداده تجاه الأفارقة، وإنما المطلوب هو أن تأخذ أحزابنا رسن القيادة نحو تقديم اعتذار نيابة عن الشمال الذي كان له نصيب في استدامة حيوات جنوبية مليئة بالألم والظلم والموت والدمار، إنه لا يقوم للسودان الموحَّد قائمة بدون هذا الاعتذار الذي يعادل تسوية نيفاشا، هذا الاعتذار ينبغي أن يدعو له مفكرونا ومثقفونا ويجب أن يوقع عليه كل سوداني متعقل حتى نتخلَّص من هذا العار الذي وصمتنا به الحكومات المركزية وجوهنا، وعلينا نحن دعاة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والإيمان بفاعلية أدوات المجتمع المدني واحترام حقوق الثقافات... إلخ، أن نكون مستعدين للصدام الفكري مع أولئك الذين يحاولون تغيير وجهة القضايا الوطنية ووصمنا بالتآمر ضد المكوِّن العربي والإسلامي هذا في الوقت الذي يتاجرون به لصالح مكاسب حياتية، فضمائرهم الميتة لا تحس بالجرم التاريخي الذي ارتكبته ثقافتنا تجاه الجنوبيين وعلينا ألا نخشى حروفهم الصدئة التي يوجهونها ضدنا، فنحن إصحاب ضمائر وطنية أنقى منهم، ضمائر تتحرَّك بعوامل الصدق والوعي وإمكانية الإشرئباب للمستقبل الوضئ للقوميات السودانية جميعها والأديان كلها، وهذا هو المخرج الوحيد الذي يجعلنا سودانيين متحدين لقرن جديد تقوم معانيه على مفارقة فكر التوتاليتارية ويعترف ديمقراطياً بالآخر السياسي والعرقي والاجتماعي والثقافي... إلخ.
    إن الاعتذار عن ثقافة الاستعلاء المركزية التي ريَّفت المدن الآمنة ويبَّست القرى الوديعة وشرَّدت السودانيين، بينما يمسك بقيادة الوطن حفنة من إنتهازيين يفتقرون للوطنية، تحتاج من يملك في نفسه الاستقامة إلى المقاومة الفكرية المستمرة لكشف عيوبها وألاعيبها.
    وفي الواقع مرجعية إعتذارنا لا تنهل بالضرورة من المرجعية الغربية التي تحاول الآن تخليص نفسها من التركة الاستعمارية والاسترقاقية التي قادتها بريطانيا وأميركا، إنها مرجعية تستند على قيمنا الدينية والاجتماعية والثقافية التي تركتها السلطة في سعيها لتبيئة الفكر التوتليتاري المستورد، أو لحظة سعينا لمنهجة فكر الدولة على ضوء فكر الاستعلاء العالمي الذي خلق هذا الدمار والضغينة في المرابيع الإنسانية، وهذه هي حقيقة الدولة المركزية في العالم العروبي والإسلاموي حيث تغيّب الدولة شعوبها عن الوعي وتقمعهم وتجثم على صدورهم قروناً مديدة ودولة كهذه هيهات أن تملك بصائرهم بالوعي وبسط ثقافة التسامح والاعتذار عن الآثام الماضية.
    إن الدعوة التي يطلقها الأستاذ قرشي عوض وآخرون خلافه بضرورة أن يقدَّم إعتذار واضح للأخوة الجنوبيين عن ممارسات الرق الماضية، يجب أن يشمل إعتذاراً عن كل السياسات التي إتبعتها الحكومات المركزية في التعامل مع نضالاتهم لاسترداد حقوقهم المسلوبة والتي كان يتم التحايل عليها في أزمان السلم عبر سياسات رعناء، سواء لشراء ذمم بعض ضعاف النفوس منهم أو عبر التهميش الذي عانوا منه على المستوى القومي، كما ينبغي لأحزابنا الرئيسية أن تقدِّم إعتذارات منفصلة عن تنكر زعاماتها الماضية لحق النظام الفيدرالي الذي طالبوا به ووفقاً عليه صوتوا لصالح استقلال السودان ولم تلتزم به الحكومة الوطنية الأولى.
    بهذا الصنيع نكون قد استنينا بادرة تاريخية نحن مؤهلون لها مهما كانت ظروفنا ملأى بالقتامة، فالشعب السوداني الذي يملك تاريخاً ناصعاً من النضال لاسترداد حقوقه لا يمكن أن يتخاذل في الضغط على حكومته وأحزابه ومثقفيه لحمله على تقديم هذا الاعتذار والذي نرجو به أن يكون وثيقة جديدة للتسامح، وهو لا يزال يخطو لتصحيح أوضاعه وخلق الوحدة بين أجزاء القطر.
    على الاخوة المثقفين أن يسعوا للتفاكر في ما يتعلق بكيفية التخلص من هذا العبء التاريخي وألا يتخاذلوا في الدلو برؤاهم حول هذا الأمر ودفعه حتى يتحقق.

    نقلا عن الصحافة



                  

العنوان الكاتب Date
نحو محاولة للاعتذار التاريخي:ردا على قرشى عوض وخالد فضل والطاهر ساتى(صلاح شعيب) خالد خليل محمد بحر04-07-07, 01:20 PM
  Re: نحو محاولة للاعتذار التاريخي:ردا على قرشى عوض وخالد فضل والطاهر ساتى(صلاح شعيب) خالد خليل محمد بحر04-07-07, 01:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de