|
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من (Re: abuguta)
|
التحيات بكل ما فيها لجميع الزملاء الأعزاء
وعود على بدء لمحاولة تناول الرمز وما له، وسأحاوا أن أتناول الرمزية هنا، كمحاولة من الذي تبنوها، كمساهمة فى ركاب التجديد فى الشعر العربى، ومشكلة التجديد فى الشعر العربى، ليست جديدة كما يرد الى الذهن، بل ربما تعود الى العام القرن الثامن إن لم تخنى الذاكرة، وأود أيضا أن أنبه الى أمر هام، وهو أن ما يرد ضمن هذا التناول، ليس بالضرورة قوالبا متعارف عليها أو مسلم بها، بمعنى قواعد أو تعريفات ثابتة، إنما هو محض رؤى وتحليلات من عندى، حتى لا يؤخذ بها كمسلمات ثابتة، وأعود للقول بأن نقاد ذلك العهد كانوا قد قسموا الشعر العربى من هذه الناحية، وأعنى ناحية التجديد، الى عهدين، العهد الأول يبدأ قبل الإسلام بنحو مائة سنة، أى أوائل القرن السادس، وينتهى بعد الإسلام بنحو مائة سنة كذلك، وتسمى هذه الفترة، فترة الشعر القديم، والعهد الثانى يبدأ بقيام الدولة العباسية فى حوالى أواسط القرن الثامن، حيث بدأ الشعر المحدث
سقت المقدمة أعلاه، للوصول الى أن اؤلئك النقاد قد اجمعوا على أن الشعر العربى كان فى عهده الأول، واحدا فى اصوله وناحيه، على الرغم من تغاير الصياغة والطريقة ومن اتغيير الذى ظهر في اغراضه فى بداية الإسلام، ونجد أنه قد كثر شعر النسيب والهجاء ونشأ ما عرف لاحقا بالشعر السياسى، ولكن الشعر وفى عهده الثانى تميز بطعم جديد، اذ اتسعت عوالمه بسبب التأثر بالحياة الجديدة ومناحيها الإجتماعية والفلسفية والعلمية المصاحبة، لذا نجده يحاول أن يعبر بأساليب جديدة كليا، وهو ما أردت الوصول اليه، وربما يكون ذلك النوع الجديد قد تمثل فى شعر بشار بن برد والعتابى وأبى نواس وابى تمام وابن المعتز وبقدر أقل لدى الشريف الرضى وكثيرين عيرهم، وهو اتجاه خرج به اصحابه على عمود الشعر العربى، والذى حدده المرزوقى فى المقدمة التى كتبها فى شرح ديوان الحماسة لأبى تمام
ما يهم فى الأمر هو بداية بزوغ اساليب تعبيرية وبنية جديدة متمردة طهرت فى ذلك العهد، وحتما وفى هكذا حال، لبد من مؤيدين ومن معارضين، وقد كان المعارضون أقوى شأنا ودفعا بل وتطرفا، فنجد أن إبن الإعرابى يقول مشيرا الى شعر أبى تمام: إن كان هذا شعرا فما قالته العرب باطل، وظهرت تعابير مثل، الخروج الى المحال، والعدول عن المحجة، والزوال عن النهج المعروف والسنن المألوف الى آخر التعابير الرافضة والمستهجنة للتيار الوليد
هذا قد يدلل على وجود المعرضين والمؤيدين على الدوام لكل قادم جديد، وينطبق الأمر عينه على الرمز والرمزية، والى يومنا الراهن.
لا أود الإسترسال فى هذه الجزئية، وانتقل الى إشكالية الرمز والغموض، والمكونات الأساسية من تشبيه وصورة، فالغموض أو المعنى غير المألوف والصورة الشعرية الغير مألوفة ايضا، أعتبرت من قطاع كبير ولا تزال ، على أنها اتجاه جديد مخالف للطريقة التقليدية، ولنحاول الفصل أولا بين الصورة والتشبيه
فالتشبيه كما اراه، هو جمع بين طرفين محسوسين وربط بين الأشياء، بينما الصورة هى توحد بين تلك الأشياء، فالتعبير ينظر الى الاشياء باعتبارها اشكالا وليس معانى أو وظائف وبالتالى فهو لا يمتلكها، بينما الصورة تتيح لنا إمتلاك الأشياء، وهى ليست لمحة أو اشارة تحوم فوقها، وامتلاك الشئ يعنى النفاذ الى حقيقته، ويمكن أن نقول أن الصورة، تمثل الرؤيا والرؤية فى آن، وتكون تغييرا فى طريقة التعبير عن هذه الأشياء
لذا فإنه اذا اتى الرمز على طريقة الصورة، فلربما يستطيع ايصال المعنى بكل ما فيه، وان اتى فى شكل تشبيه محص، سقط التعبير فى محاولة الوصول والتقريب بين الاشياء
وخلاصة القول، هو وجود علاقة شائكة بين الرمز والغموض، وقليلون هم من استطاعوا الابحار فى ذلم البرزخ الصعب، وكثيرون أتى نتاجهم بلا معنى
فالوضوح ليس بذلته كمالا، كما ان الغموض أو الرمز ليس بذاته نقصا، هذا اذا توفر شرط التكامل التعبيرى وكانت الصورة فى مكانها الأسلم، فعندها يكون الغموض والرمز دليل غنى وعمق، وقد قال ناقد قديم، لا اتذكر اسمه، إن أفخر الشعر ما غمض
إذن لبد من الفصل بين الرمز والغموض، فمن غير الممكن إطلاق الغامض على نص تعذر فهمه على البعض لإحتشاد الرموز به مثلا، فقد يكون ذلك النص أوضح ما يكون، وفق ادراك وفهم محددين
فالرمز من وجه، يمثل موقفا ابداعيا، يرى ما لايراه الآخرون، وربما هناك تفاوت طبيعى على مستوى الغنى الداخلى وعلى مستوى التعبير بينه وبين المتلقى، ولكن لا يجب على هذا التفاوت أن يعنى انغلاق كل منهما على الاخر او استحالة التفاهم بينهما، فقد يعنى عدم التطابق، وكما عبر محمود درويش مرة عن ذلك وقال، إن اختلاف الطرفين، الشاعر والمتلقى، هو فى حقيقته إتلاف، ولكنه إتلاف يقتضى من المتلقى أن يكون خلاقا هو ايضا
لبد من العمق فى الشعر، وليس من البديهى أو المقبول كليا وضع الشعر فى ساحة الوضوح الأكمل، فالفارق ضئيل الى حد بعيد بين الوضوح والجلاء والتسطح
فقليل هذا مفيد احيانا، وكثير ذلك ضار فى أحايين أخرى، والعكس صحيح
آمل أن أكون قد أسهمت ببعض أراء، قد لا تغنى كثيرا أو تثمن، إنما رجونا المشاركة بالقليل مع التحية والتقدير
أخوكم أبوذر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من جدل | abuguta | 06-16-03, 01:58 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-16-03, 08:12 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | عبدالقادر الكتيابي | 06-16-03, 08:13 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-17-03, 01:22 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | THE RAIN | 06-16-03, 10:30 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-17-03, 02:02 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | عبدالقادر الكتيابي | 06-17-03, 07:00 AM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | THE RAIN | 06-17-03, 06:04 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-17-03, 09:42 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | عبدالقادر الكتيابي | 06-17-03, 11:46 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-18-03, 02:33 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | المنتصر | 06-18-03, 00:20 AM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-18-03, 09:35 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | عبدالقادر الكتيابي | 06-18-03, 02:14 PM |
Re: استاذنا عبد القادر الكتيابى.... ماذا .. عن الرمزية وما ثار حولها من | abuguta | 06-23-03, 08:45 PM |
|
|
|