|
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير (Re: HAIDER ALZAIN)
|
(2)
أسّس أبو الفوارس أطروحةً كاملة حول استشهاد لي بعبارة للراحل محمد المهدي المجذوب جاء فيها: (أنا أزعم بأن سبب الفوضى في السودان هو جهلُ الناس بالتاريخ، وقد زاد جهلهم به حين كتب عنه شبيكة). وذلك في مقال لي بعنوان (منصور خالد لا يرقص الكمبلا) نُشر في يوليو 2009م. وجوهر أطروحة أبي الفوارس هي أنني دلّست على القارئ فزعمت له أنني لم أطّلع على الكتاب إلا مؤخراً، بينما الحقيقة هي أنني قرأته قبل أكثر من عشرة أشهر بدليل أنني استشهدت به وقتها. ثم إنني، بحسب أبي الفوارس أيضاً، أشَدْتُ بالكتاب والكاتب. لماذا إذن صددتُ عائداً بعد عشرة أشهر لأتناول الكتاب بالنقد بعد سابق الثناء عليه وعلى مؤلفه؟ الإجابة حاضرة عند ابن الأكرمين، وهي أنني بدّلتُ موقف الثناء بموقف النقد في إطار دورٍ معين أضطلع به بإيعاز وتحريض من آخرين، حيث انني، والقول ما قال أبو الفوارس، أخوض (حرباً بالوكالة) نيابة عن هؤلاء. وقد صنفهم صاحبي تحت لافتة (المتضررين من الكتاب)، وهم (الذين أزعجهم التسرب المزعج للكتاب رويداً رويدا، واتّساعُ رقعة تبادله بين الناس، فأوحوا للبطل لينال من صاحب الذكريات ببعض سهامهم). وأخيراً أنعم علينا أبو الفوارس ببعض الإضاءات حول من عساها أن تكون تلك الجهات المتضررة التي تقف من ورائي فتحرضني، والتي بأمرها يأتمر قلمي، فأورد في هذا الصدد عبارةً جرَت على قلم عمه الراحل علي أبوسن يشير فيها الى الدكتور منصور خالد.
وقد عجبت أولاً من عبارة "المتضررين من الكتاب" التي كررها السموأل في مقاله غير مرة، فهذه هي السانحة الأولى التي يتنامى فيها الى علمي أن للكتب مستفيدون ومتضررون. وفي معتقدي أن الكتب إنما تُؤلف لأغراض إشاعة الوعي والمعرفة، لا الإضرار بالناس. ولكنَّ صاحبي محقٌ على أية حال في وصفه لكتاب عمه، فإنما كتب الراحل علي أبوسن أغلب ما كتب لا لشيء إلا للانتقام ممن أذلوه ونغّصوا عليه عيشه ونزعوا عنه أرديةَ العز التي آمن بأن الله أراد له أن يكتسيها. ولهذا صدر أبوسن في كتاب ذكرياته عن فؤادٍ مقهور ونفسٍ موتورة. لم يرعَ حرمة الموت، فلاحق الموتى ونبش قبورهم، وأنشأ يمزق أكفانهم وينزع عن أجساد المقبورين أكبادها، فيلوكها كما لاكت هند كبد حمزة. لم يكن لأي من هؤلاء الراحلين كتبٌ وآثار إبداعية تُعرض للنقد، وإنما لاحقهم هُم، في أشخاصهم وذواتهم، ورماهم بكل رزية دون أن يطرف له جفن. ثم نهضَ الى الأحياء فما ترك في حقهم ولا أبقى، فصرّح وأوحى، وجاهر وخافت. لم يوفّرهم حتى من تهمات العنّة والعجز والضعف الجنسي، لكأنه كان حاضراً في غرف النوم يرصد درجات الانتصاب.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 09:55 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 09:57 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:02 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | ALGARADABI | 06-17-10, 10:22 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:31 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | سيف النصر محي الدين محمد أحمد | 06-17-10, 10:37 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:53 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:56 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | معاوية عبيد الصائم | 06-17-10, 11:12 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 11:31 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 11:50 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 11:55 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | ود الباوقة | 06-18-10, 00:12 AM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | Balla Musa | 06-18-10, 02:14 PM |
|
|
|