|
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير (Re: HAIDER ALZAIN)
|
لها بار كامل وجردل ملئ بمكعبات الثلج، بداخله زجاجتان نضّاحتان تمدان رأسيهما فوق الثلج كأنهما طائرا بطريق). وعلى ذكر الصهباء، فقد أكد لنا أبوسن انه كان يحتسي فقط الخمور المعتقة الراقية التي يحتسيها الملوك والأمراء وأغنى أغنياء المعمورة، وأنه زار منطقة "تل الحمار" في ألمانيا التي تنتجُ أعظم نبيذ في العالم، واقتنى مع إحدى صديقاته تسع زجاجات من النبيذ الفاخر. غير أنّ عشيقات أبي سن المفتونات لم يكنّ كلّهنّ أوربيات، بل كان في جمعهن بعض السودانيات من بنات الأُسر التي دأبت على إرسال بناتها الى إنجلترا. وقد جاء في وصف واحدة من عشيقاته السودانيات، وهي "تنتمي الى أسرة طيبة موسرة": (تنظر اليها فتشعر بملمس نعومة بشرتها في عينيك، تتحدث اليها فتشعر بنعومة روحها في أحشائك، تنظر اليك فتشعر بنعومة حالك في أوصالك، تتحدث اليك فتتذوق حديثها بلسانك. إذا كانت الأنوثة الكاملة ممكنة فقد تجسدت فيها، وسالت منها كأنهار النار من البراكين). وأكد لنا بأن هذه السيدة السودانية (كانت تعرف معنى المشاعر الجارفة منبعاً وتدفقاً ومصبّات). ثم أفادنا، افاده الله، بأنه قضى وطره من هذه المرأة، حيث كتب: (وكنت أنهلُ منها وأروى ظمأ عزوبتى)!
(7)
ولأن الأسرّة، بتشديد الراء، ومفردها سرير، تأخذ مكاناً جوهرياً في حياة المؤلف، فقد اهتم عند انتقاله للقاهرة بغرفة النوم وسريرها. وكان له سرير نحاسي ضخم أمتعنا بالحديث عنه، بفخرٍ شديد، على مدى أربع صفحات كاملة، اشتملت على نحوٍ من ألف وثمانمائة كلمة من كلمات مذكراته. وصفوة القول عن هذا السرير أنه لم يكن سريراً عاديا، فابن أبي سن لا ينامُ مثل عامة الناس فوق أي سرير. يقول المؤلف إنه اشترى من دكانٍ في وكالة البلح بامبابة سريراً نحاسياً، أخبره البائع المصري انه نفس السرير الذي ضاجعَ عليه الخديوي إسماعيل الإمبراطورة يوجيني إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث عند زيارتها لمصر لحضور احتفالات افتتاح قناة السويس في العام 1869م. وقد اقتنع صاحبنا اقتناعاً كاملاً بما ذكره له البائع المصري واشترى السرير على هذا الأساس. وكتب انه عندما دفع الثمن واستلم بضاعته أخذه صاحب المحل جانباً وذكّره بأنه أصبح المالك لهذا السرير الذي ضاجع فيه الخديوي إمبراطورة فرنسا، وأن عليه أن يحفظ لهذا السرير هيبته وكرامته وأن يتخير النساء اللائي سيضاجعهنّ فوقه. وقد هززتُ رأسى وضربت كفاً بكف عندما أكملتُ قراءة ذلك الجانب من المذكرات، وقلت لنفسي: لقد سمعت بالصعيدي المصري الذي باعوه الترام في ميدان العتبة، ولكني لم أكن قد علمت حتى قراءة ذلك الجزء من المذكرات عن الدبلوماسي السوداني الذي باعَه بنو بمبة فى وكالة البلح سرير الإمبراطورة يوجيني زوجة نابليون!
غير ان الذي أدهشنى حقاً في محور النساء والحب والجنس من مذكرات أبي سن هو انه مع كل فتوحاته النسائية في الشرق والغرب انتاش بكلمات جارحة وحادة وزيراً سودانياً لأنه مارس الجنس مع امرأة إنجليزية أثناء زيارة له للندن، واتهمه بالإساءة لسمعة السودان. وقد أورد أبوسن اسم ذلك الوزير الثلاثي كاملاً، وذكر انه وبعض مساعديه أقاموا في دار السفير، وان الوزير استجلب الى دار السفير نساءً وضاجعهن. وقد استعصى عليّ أن أفهم سبب غضبة أبي سن على الوزير وتقريعه إياه، طالما انه هو نفسه كان يعيش حياته بالطول والعرض، دون ضابط ولا رابط. ثم إنني تذكرت أنه كان قد عاير وزيراً آخر في مكان مختلف من المذكرات بكونه - حسب ادّعاء أبي سن - عاجزٌ جنسياً. وقد أشفقت على وزراء السودان إشفاقاً شديداً بعد ذلك. ولا بدّ أنّ هؤلاء الوزراء قد حاروا وحار دليلهم مع أبي سن وتقلباته. فإذا استحصن الوزير وتمنّع عن النساء اتهمه بالعجز، وإذا انتفض وأتى بالنساء وبسطهن على الأسرّة واعتلاهن، اتهمه بالإساءة لسمعة السودان، فما يدري الوزير من هؤلاء الى مرضاة أبي سن سبيلاً!
(8)[/red]
وفي مسألة الاعتزاز بالأنساب الشريفة يلتقي أبوسن وصديقه المجذوب، ولا عجب إذن انهما يخاطبان بعضيهما بألقاب مثل "ابن سادات البشر". يقول ابوسن إن البريطانيين الذين يعرفون السودان، كانوا إبان حياته بين ظهرانيهم، لا ينادونه إلا بلقب "السير علي أبوسن"، باعتبار أنهم كانوا يعرفون انه من أسرة أبوسن ذات الحسب الرفيع. وهناك روايات للرجل حول معرفة الناس حول العالم لأسرته ونسبها وحقها في حكم السودان. من ذلك انه عندما ذهب لزيارة قبر جده أحمد باشا أبوسن المدفون في المقابر الملكية بالقاهرة التقى شخصية مصرية انفعلت به انفعالاً شديداً عندما علمت بنسبه وان تلك الشخصية قالت له: (أين أنتم؟ أين أنتم؟ أين أنتم؟ من هو إسماعيل الأزهري الذي أصبح حاكماً؟ ومن هو الميرغني؟ ومن هو المهدي؟ البلد دي حقتكم انتو. مالكم؟ ماذا دهاكم؟) والشخصية المصرية هنا تبدى استغرابها كيف أن حكم السودان آل الى آخرين، بينما المؤلف وأسرته هم الأحق بالحكم. وأبو سن يحتفي بتلك المقولة ويضمنها مذكراته ويشيد بالرجل. وكاتب المذكرات شديد الإيمان بنسبه القرشي، وليس من عادته أن يترك فرصة لإثبات قرشيته تمر دون أن يهتبلها، ولا ضير في ذلك بطبيعة الحال. وقد توسل الى اثبات نسبه القرشى بحديثٍ للزعيم إسماعيل الأزهري، فقال انه حدث الزعيم ذات يوم بأن والده كان يرسم على الرمال بـ"الحدّاثة"، فردّ عليه الأزهري: (هل تدرى أن "حداثة" السنّاب من صولجان قريش؟ اسمها المحجن، وهي عصا منحنية الرأس كالصولجان كان يستخدمها زعماء قريش). وبهذا الكشف المدوى فإن النسب القرشى الشريف يتحقق أيضاً وبصورة تلقائية لكل منسوبي قبائل البجا في السودان، والبشاريين في مصر، والبني عامر في إرتريا، بقرينة أن عادة الرسم بالعصا على الرمال أثناء الحديث في الملتقيات الخاصة والعامة هى من الصفات الراكزة والشائعة عند هذه القبائل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 09:55 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 09:57 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:02 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | ALGARADABI | 06-17-10, 10:22 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:31 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | سيف النصر محي الدين محمد أحمد | 06-17-10, 10:37 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:53 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 10:56 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | معاوية عبيد الصائم | 06-17-10, 11:12 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 11:31 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 11:50 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | HAIDER ALZAIN | 06-17-10, 11:55 PM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | ود الباوقة | 06-18-10, 00:12 AM |
Re: هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير | Balla Musa | 06-18-10, 02:14 PM |
|
|
|