جهاز الأمن يفاوض لفك إضراب الأطباء

Quote: حكايتهم ..حكايتي (مقال نشر بأجراس الحرية يوم أمس الإثنين) - ناهد محمد الحسن حكايتهم ..حكايتي صاحب ال(كلامات) يبدي قلقه..!!! خطوط عريضة: وزارة الصحة بوزيرتها والوكيل :بين قلق ومندهش ونحن غايتو ما بننبرش ....!!! د/ولاءالدين بابكر:ماهي مهام هذه الوزارة بالضبط :رش البعوض ام رشّ الأطباء...! شعرت بشيء لا أدري كنهه.. غامض, ويدعو للإنقباض وأنا أطالع أحد أعمدة استاذنا عثمان ميرغني ,والذي تعرض فيه لرسالة وصلته في بريده الإلكتروني تصف سيّدة على طراز(قادرة على كلّ شيء )تبحث عن وظيفة خادمة وهي خريجة من كليّة الطب..!! سموالوزيرة ماري انطوانيت تندهش والسيد وكيل الوزارة يبدي قلقه من لغة الإضراب الأخيرة..!والسؤال الحقيقي هو :الم يكن من الأجدى انفاق العامين المنصرمين-وهو رقم حقيقي وليس مجازا- في معالجة قضايا المضربين بدلا من تحليل لغة الإضرابات..خصوصا وأنها من صميم مسئولياته الوزارية..والخلاصة أنّ صيوان العزاء الشهير بميز الخرطوم قد ولد أفرعا عديدة بالولايات في انتظار ان يكمل الدكتور كمال ماجستير تحليل لغة الإضرابات ويتفرّغ لعمله..! (1)حكاية البنت التي طارت عصافيرها..! ولدت بأحد أحياء العاصمة الريفية ,في بيت قوامه غرفة واحدة ,رحل معيله وترك ثقل العيال على أم, شريفة ,ربطت على بطنها لتربي أطفالها .قالت لي كنت أنظر إلى أمّي التي لم تحصل على شهادة تعليمية كيف تقاسي من أجل لقمة العيش ,فكنت لا أنام ولا العب كالفتيات في عمري ..وكلما حاولت مساعدتها كانت تنتهرني بقولها ..مساعدتي شهادتك ..اشوفك دكتورة ...وصارت أغنية (الطبيبة),أغنيتها المفضّلة..كنت لا أنام ايام الإمتحانات كلما تذكرت فرحتها بشهاداتي المتفوقة حتّى دخلت كليّة الطّب ..شعرت في البداية بالخجل منها وهي تدفع مدخراتها جميعا من أجل ملابسي ورسوم دراستي المسمّاة احتيالا ,قبولا مجانيا ,إذ كنت أدفع مبلغ ال300 جنيه وقتها وهو كل ما تحصله والدتي في الشهر ..شعرت بالحرج أكثر من زميلاتي الثريات ..ولكن حياة الجامعة التي يتقاسم فيها الجميع الزاد على الطريقة السودانية ..كانت تخفف عني الكثير من الهم ..كانت هنالك زميلة أكثر شجاعة منّي تعمل في الأمسيات في بيع الطعام الذي تعده لزميلاتها بيدها ..! كنت أحلم مثلها بالتخرّج ووضع الكوت الأبيض ومساعدة امي في تربية اخوتي ..كنت أنام وأنا أسرد لنفسي قصّة البنت التي ستبني البيت لإخوتها ,وتحجّج أمّها وتشتري لها كل ما تحب ...تخرجت من الجامعة الآن لي 8 سنوات ..وأنا نائبة اختصاصي ,دفعت امي كلّ نفقات دراستي بما فيها امتحان الجزء الأول ..وابتعثتني الوزارة ..لكني الان بدون وظيفة ودون مرتب..! ماري انطوانيت تندهش ,لكنها تشعر أن هنالك جهات سياسية ضالعة في الأمر..! والأمير. يو. كي. دوت كوم, يبدي قلقه من لغة الإضرابات الأخيرة ويصرح بأن التعامل مع هذا الإضراب سيختلف لأنّ أجندته مختلفة..وأظن أنّ رسالة الماجستير التي يعدها في لغة الإضرابات عدا أنها من بحر الطويل الاّ أنّها قد تبتدع في بحور الفراهيدي بحرا أمنيا جديدا ..ابحثوا عنه في باب :اعتقل يعتقل ..! (2)حكاية ام ضبيبينة..! أوّل مرّة تظاهرنا بباب الوكيل كان ذلك في منتصف عام 2008 ,كنّا وقتها بدون وظيفة ولا مرتب,رافعين ذات الشعارات التي حفظتها الصحافة :سئمنا من التسويفات ..حتى متى نظل بدون وظيفة ..وأين حقنا في التدريب ..والتي لازالت مرفوعة الى اليوم ..وأول ما قاله لنا الوكيل وهو يرى الإعلام المرئي الخارجي والصحف :ما في زول بقوم بي نمرة خمسة..!قلنا صاحب (الكلامات) يمازحنا..ولكن هل نسى (كلاماته)..؟ (جاء في إحدى (كلامات)الدكتور كمال عبدالقادر: قيل إن رجلاً (أطرش) كانت له مشكلة مع أحد الصبيان مما جعله يجر الصبي إلى مبنى مهجور وينهال عليه ضرباً لمسافة طويلة.إنتبه الأطرش بعد مسافة ونظر حوله فوجد مئات الناس قد اجتمعوا داخل الخرابة المهجورة. هنا سأل الأطرش الصبي (انت كوركتا؟). تبدأ حركات التمرد صغيرة وتحاول معها الحكومة الحل العسكري وبعد فترة تلتفت الحكومة لتجد أن عشرات المنظمات والدول جاءت لتتفرج على الشكلة. هنا تقول الحكومة للمتمردين (انتو كوركتوا؟). عذر هذا الرجل أنه أطرش فما عذر الحكومة.. )..عذر هذه الحكومة أنّها سجمانة أصلا فما عذر رجل ككمال عبد القادر..؟! (3)بعد التخدير والحلاقة لجموع الأطباء ,الوكيل يقول :نعيما..! تخرج كمال عبدالقادر في كلية الطب بجامعة الخرطوم في العام 1980م، وعمل بوزارة الصحة في عدة مستشفيات حتى عام 1985م، وعمل بمستشفيات مانشستر وبيرمنجهام وبورنموث بانجلترا في الفترة من 86 وحتى 2004، إضافة الى نيله عضوية الكلية الملكية لاختصاصيي أمراض النساء والتوليد، وزمالة الكلية الملكية فى العام 2004م، وتلقى دورات تخصصية بانجلترا فى مجالات الادارة الطبية والتعليم الطبي، وله مساهمات مقدرة في مجال تطوير النظم الصحية ويحمل مؤهلات التخصص الدقيق في مجالات جراحة المناظير وأمراض العقم وأمراض عنق الرحم، وانتدب من قبل منظمة الصحة العالمية لإنشاء قسم التطوير والمهن والتدريب المستمر، ومن ثم عمل مديراً لمركز السودان للإنجاب وأطفال الأنابيب بالخرطوم منذ العام 2004، وعمل مديراً لمركز التطوير المهني والتدريب المستمر بوزارة الصحة الاتحادية.مديرا لمستشفى الخرطوم ووكيلا لوزارة الصحّة الإتحادية ... تدرّب هذا الرجل في كلية طب و مستشفيات السودان في عهودها الذهبية ورغم ذلك كان هو الرجل الذي حمل إستقالات القوم بيديه في يوم كيومنا ,وهو شيء أباحه لنفسه واستنكره علينا ,حصل على أفضل فرص التدريب بالخارج وقضى رغم ذلك عشرون عاما يخدم في غير مواطنيه ,ليعود متنقلا بين وظائف رفيعة ..حاملا شهادات في الإدارة الطبية وتطوير النظم الصحية والتعليم الطبي ..فما هي رؤيته لحل قضايا الأطباء..؟التصدير ..يتحدّث عن إحتياطي الأطباء كإحتياطي الفحم الحجري والنفط ..بعد عامين من المماطلة والتسويف وبعد ان نفدت حيل الساحر جميعا ..لم يجد في نفسه حرجا من أن يقول إحدى (كلاماته) سمعت أن جراحاً كان يستعين بكتاب الجراحة لاجراء عملياته. حيث يقرأ له الممرض خطوة خطوة وهو يقوم بالتنفيذ. كان يريد اجراء عملية تبدأ الخطوة الاولى فيها بحلاقة موضع العملية وحينما فرغ من هذه الخطوة وانتقل الي الصفحة التالية وجد أنها مقطوعة من الكتاب وهنا التفت الي المريض وقال له: (نعيماً).ونحن ننتظر ثورة التغيير وتنمية الموارد البشرية في عهد صاحب (الكلامات)..كان هو غير مدرك لما سيفعله بجموع الأطباء بعد التخدير ..فاليوم لن يضحك أحد على هذه (النعيما)الشهيرة...مشكلتنا أنّنا كنا دائما نقرأ كمال ونتعشّم فيه من السطر الأخير في سابق(كلاماته)...كان علينا منذ البداية أن نقرأه من سطوره الأولى ..ككارثة انقاذية وارد المملكة المتحدة وجيّدة التعليب..لقد فهمنا الآن أن ربطات العنق الأنيقة و(الكلامات)لايمكن أن تحل قضايانا ,خصوصا وأن بعض الأطباء العموميون قد ابلغوا اللجنة أنّ ملف الصحّة –في ايام الإنتخابات-قد أحيل إلى الأمن..! (4)من ضلع الدكاترة مرورا بضلوع جهات سياسية لتكسير الضلوع ...سبحان مغير الحال: يتخرّج طبيب/ة الإمتياز من كلية الطب ويعيّن في وظيفة مؤقتة بديوان شئون الخدمة ,يقضي بها عام وأربعة أشهر سابقا ,وفي عهد وزارة(اقطع وشّك) هذه تقلّصت إلى عام واحد على حساب الدورات التدريبية الصغرى كجراحة العظام والأنف والأذن والحنجرة والجلدية والعيون والنفسية والعصبية وغيرها ..بمعنى أن عهد الطبيب العمومي الملم بكل شيء في الأرياف البعيدة قد ولى..فإذا كسرت لا قدر الله يدك في تلك الأصقاع ,لا شك انك ستعرف اين تذهب..؟!ولأن الهدف هو (قطع وش) الطبيب بأسرع مما يمكن يتم رفته من الخدمة بعد إكمال الإمتياز وهي سابقة خطيرة في دوواوين شئون الخدمة ومكاتب العمل ..لماذا؟للتخلص من التزام دفع راتبه ومعاشه الجاري في تلك الفترة ..وقد يطول انتظاره ويقصر ..ليحصل وظيفة بمنتهى الصعوبة بعد سنوات من التشرّد . واول شيء يفعلونه لك هو مجلس محاسبة للغياب عن العمل..! الغرض منه نهب مستحقاتك القانونية في الفترة السابقة.وتتم مساومتك عليه فإذا وقعت بالتنازل يقبلون تعيينك في وظيفة أخرى يسمونها ثابتة هذه المرّة حتّى تتهوّر وتفكر في التخصص ..مع العلم أنك ستنتظر وقتا طويلا جدا قبل ان يساوموك على مالك ..إن كنت بلا(ظهر)والآ فشفعاءك سيشفعون لك ..! هذا الطبيب المنتظر يوكل له أمر الجلوس لكافة الإمتحانات على نفقته الخاصة .. وسنوات التدريب القاسية التي تشرف فيها على الحوادث 24 ساعة والعيادات المحولة والعنابر والعمليات ,حتى في الإجازات والأعياد دون حوافز مميزة تتراوح أتعاب الطبيب فيه بين الإمتياز والأخصائيين من 500- الى 750 جنيه..اليوم.. يعمل بعض الأطباء في المهن الهامشية ..هنالك طبيب وردت قصته في إحدى الصحف كان يعمل بكسلا في ركشة ..والبعض الآخر في محلات الإتصالات واكشاش الكومبيوتر ..لي زميل حصّل شهادات عليا في مجال علوم الكمبيوتر وهو ينتظر الوظيفة أي كما يقول المصريون(سبعة صنايع والبخت ضايع).. الوكيل يقول بقناة طيبة التلفزيونية ..أنّ الأطباء كانوا عراة فكساهم,أظنه يقصد من مال أبيه ,نريد أن يقدّم الدكتور كمال شهادة تخرجه من كلية الطب بتفاصيلها ونقدّم نحن شهاداتنا وليشرح لنا بعدها مالفرق بين هذه الشهادات حتى يمن علينا بالكساء ,والحقيقة أن بعض(الكلامات)هي الكاسية العارية ..! كل هذا والوزيرة تندهش والوكيل يقلق و الإنتباهة والرائد تطبع :جهات تضلع..والملف للأمن وعينّا حتطلع..وحنشيد نحنا بلادنا وحنفوق العالم اجمع.. تررم ررم ررم كلّ هذا وأرجوكم ان تساعدوني على قراءة صاحب( الكلامات)..؟ فقد حكى في كلاماته إن البنات السمحات كانوا حكرا على الضباط والمغتربين والأطباء –في عهد غير العهد الإندهاشي- فغنى أحده (يا خي كبرنا على الحرب ,يا نغترب يا نقرا طب ..)!بإجراء عملية طرح كلاماتية بسيطة 3 -2=1 إذن نغترب ....التصدير ..التصدير !تدري ماهي المفاجأة:نحن لم نكبر على الحرب..! (5)مالذي يقلق ويدهش أكثر من إضرابنا..؟ جاء في عدد الاربعاء 9170 بصحيفة الأيام الصادر بتاريخ 2008-07-29 ملاحظات حول تقرير المراجع العام حول ميزانية عام 2005م(جاء التقرير وثيقة اتهام كاملة متكاملة سواء النص صراحة أو تلميحاً وذلك بالرغم من ان المراجعة شملت عدد 116 وحدة فقط من مجموع 204 وحدة وبالرغم من عدم تمكنه من مراجعة وحدات الجهاز المصرفي وما يعرف بالشركات والهيئات المحصنة والتي تحاشى التقرير ذكرها صراحة وكذا عدد 64 وحدة لم تقدم حساباتها للمراجعة اذ هناك وحدات غير خاضعة لرقابة ديوان المراجعة القومية. والسؤال هنا ماهو عدد الوحدات التي لاتقع تحت مسؤولية المراجع العام؟ ولمن تتبع ؟ ولماذا لاتصلها فرق المراجعة كل هذا يؤكد ان المبالغ المعتدى عليها اكثر بكثير مما جاء به التقرير اذ تمثل فقط قمة جبل جليد الفساد)إلى أن يأتي في التقرير (يتم دفع حوافز متعددة للشخص الواحد فقد تم على سبيل المثال في ادارة الطب العلاجي بوزارة الصحة الاتحادية دفع عدد 34 حافزاً لشخص واحد في ديسمبر من عام 2005م الصفحة 16و17. هذه كلها مخالفات تستدعي المساءلة القانونية في شأن الفساد)في ذلك التقرير كانت المبالغ التي تم نهبها في الوحدات الحكومية القومية والولائية وغيرها قد بلغت 904.3مليار دينار بزيادة قدرها 66.7مليار دينار عن المال المنهوب في عام 2004م . ماهو الذي يدعو للدهشة أكثر ..والقلق..! (6)فقدان حاسة الشم...! جاء في كلامات كمال عبدالقادر وصل رجل إلى مطار الخرطوم ومعه زجاجة ويسكي.. عندما سأله ضابط الجمارك عن محتوى الزجاجة قال الرجل: (دا زيت فرملة).. ضابط الجمارك فتح الزجاجة وشم محتوياتها ثم أعاد الغطاء وسلمها للرجل وقال ليه: خلاص أمشي. هنا قال المسافر لنفسه: بالله شوف الجماعة ديل خلوا الناس نسوا ريحة الوسكي. بعدما أصبح الاعتداء على المال العام حرفنة، وركوب البنات مع الغرباء (فضل ظهر)، والرشوة شغل بتاع ناس (تفتيحة) يمكننا ان نقول يا ربي الناس نسوا (ريحة الفساد)؟! (7)اندهشوا واقلقوا ..ارجوكم... جاء بصحيفة الرأي العام ,الأربعاء 14 يناير 2009م، 18 محرم 1430هـمفاجأة غير سارّة نسبة ارتفاع الاعتداء على المال العام(151%) بالخرطوم) وجاء في تقرير المراجع العام ل 2007 ان خيانة الامانة احتلت المرتبة الاولى من حيث الاعتداء على المال العام بمبلغ «174.803» جنيهات وحالات التزوير والاختلاس بلغت «305.00» جنيهات حيث وصل الاجمالي مبلغ «308.974» جنيهات بجانب بعض المخالفات المالية نتيجة لضعف تطبيق القوانين والمنشورات المنظمة للعمل المالي والمحاسبي والتراخي في ذلك ممثلة في مبالغ تم صرفها دون وجه حق وصرف دون تقديم المستندات اللازمة وتكرار ظاهرة فقدان الارانيك المالية (8)نتسجم بي شنو ..غنم ماعندنا..؟! أحد الشباب كان يلح على أمه أن تعطيه مبلغاً من المال حتى يدفعه في الكشف لصديقه الذي تزوج . نفت الأم بشدة أن يكون عندها أي قروش، خرج ابنها غاضباً من البيت. وفي المساء كان الميكرفون يذيع أسماء الذين يدفعون في الكشف وفجأة سمعت اسم ابنها وهو يدفع عشرين ألف جنيه. نطت الأم من سريرها وهي تقول: (سجم خشمي باع غنمايتي). قبل أسابيع رفعت المالية أسعار السلع وأقنعتنا إنو الحكاية فرقت معاها ولم يفلح معها صراخ الشعب السوداني الذي نفى أن تكون عندو أي قروش. سمعنا ناس المالية يعلنوا بالمكرفونات عن توقيع عقودات بعشرات المليارات مع عدة (شركات) . شعب السودان يقول: (سجم خشمنا باعو غنمنا). ..! بكم دعم البشير حملته الإنتخابيه ؟! ومرشحو المؤتمر الوطني؟! كم هي كلفة كهرباء الفلل الرئاسية ومخصصات المسئولين ...نتسجّم بي شنو والناس ديل عدمونا الغنماية من زمان ..! (9)جماهير الأطباء إلى (دار زعل)..! (هنالك سؤال بسيط ولكنا أصبحنا نتلقاه ونتقبّله وكأنه قدراً مقدوراً أو أنه أمر من أمور حكم العادة والمسائل البسيطة العابرة المعتادة التي لا تلفت النظر وكأن الرد عليه: (وأيه يعني)؟! ولكن لو خرجنا مما يُراد لنا من نهج مدروس يرمي إلى (قتل الدهشة والتساؤل) لدي المواطنين حتى يصبح الغريب لديهم مألوفاً.. فإن هذه المسألة يجب ان تكون مثار تأمل واسع ومُلحف في التدبّر والتساؤل الذي يكشف مجمل أوضاعنا الإدارية والاقتصادية وطبيعة الدورة المالية للدولة و(فقه الأولويات) لديها.. وقد يمر إحتجاج الأطباء على عدم صرف مرتباتهم- المتراوحة بين 850 جنيهاً- مروراً عابراً حيث أصبح من باب (البدعة) أن يقبض العامل مرتبه في نهاية الشهر، بعد ان يكون قد أدى عمله و(جفّ عرقه)..وحتى اذا كان الامر يتعلق بالاطباء فإن مرتباتهم يمكن ان تتأخر ولا أحد يسأل عن أهمية استمرار الخدمات الطبية الميري، ولا أحد يهتم بإغلاق حنفية تسرّب الاطباء الي بلاد العالمين، حيث يجدون من التقدير والبيئة العملية المواتية والترقّي العلمي البحثي ما يعود عليهم بالأجر المجزي والتطور المهني... ولكن يبدو ان العقاب يطال كل من تحدّثه نفسه بالبقاء في السودان ودفع الضريبة الوطنية)مرتضى الغالي/صحيفة أجراس الحرية (10) جاء في كلامات كمال أعرف صديقاً كان كثير الشجار مع زوجته وكانت تزعل وتذهب إلى بيت أهلها وأحياناً إلى بيت الجيران. بعد عدة شكلات اتفق هذا الصديق مع زوجته على تخصيص أوضة في البيت يذهب إليها الواحد منهما عندما يكون زعلاناً بدلاً من كشف الحال. واتفقا على تسمية الغرفة (أوضة الزعل). في أيام نميري خرجت المعارضة إلى ليبيا وفي زمن الديمقراطية خرج النميري إلى مصر وقرنق إلى أثيوبيا وفي زمن الإنقاذ خرج المعارضون إلى كل دول الجوار وغير الجوار. بدلاً من البهدلة وكشف الحال مع الجيران نقترح على المتعافي ان يبني منطقة خارج الخرطوم يذهب إليها المعارضون. تسمى المنطقة (دار زعل) ويسمى الخروج إليها (تزعلون). إلى جماهير الأطباء (ستزعلون) قريبا إلى (دار زعل)....! (11)تكسر الإشارة فتستقيل ...يكسرو خاطرنا ويندهشو...! بعض نضال نسوي طويل في المانيا استطاعت سيّدة أخيرا أن ترأس الكنيسة الأنجليكانية لأول مرة في التاريخ وكانت تلك السيدة هي مارقوت كيسمان التي تصدّرت غلاف مجلّة الإشبيغل لهذا الشهر ..والتي صرّحت ذات مرة للمواطنين بأن يحترسوا في القيادة ولا يقودون وهم تحت تأثير الكحول ..هذه السيّدة خرجت من أمسية عادية بإحدى البارات وكانت قد احتست بعض الكؤوس – الشراب هنالك قانونيا-وخرجت في طريقها لبيتها الذي يبعد 7 دقائق فقط بالسيارة..وقالت فراو كيسمان أنها ترددت في قيادة سيارتها وهي تحت تأثير الكحول ولكنها شعرت أنها صاحية ومتماسكة فأقدمت على المخاطرة وبعد قليل تخطّت الإشارة فاستوقفها شرطي المرور وهناك بالطبع لا احد فوق القانون ..لا وزراء ولا مدراء مستشفيات ومدراء طواري ولا غيره ..كل من يتكب حماقة ما يحدث ما حدث لكيسمان ..التي تقدم منها الشرطي بأدب وطلب منها أن تنفخ على مقياس درجة الكحول فكانت النتيجة 8و1 وحدة والمسموح به هو 8و فقط وفي المستشفى اتضح ان قياس الدم الحقيقي هو ..5و1 وبالتالي تكون كيسمان قد خرقت القانون ..وبإختصار قامت بكسر الإشارة الحمراء ..وقيادة تحت تأثير الكحول ..فقامت كيسمان بتقديم استقالتها وهي تؤكد اعترافها بالتقصير وتدين مسلكها وتعيب على نفسها التفريط في منصب حصّلته النساء بصعوبة وكثير نضال ..فبكى عليها الألمان وقالوا :لقد رفعت هذه السيدة المعايير الأخلاقية للمسئولين ..لن نرضى بأقل من هذا ... في تاريخ السودان تقدّم رجل وحيد لا يرضى أن يشار إليه وهو المستشار المؤتمن فقدم استقالته وهو الدكتور على محمود حسنين ...مستوى من النزاهة عدّت كجريمة يعاقب عليها القانون ..ففي هذا البلد يمكنك أن تبيد شعبا كاملا وتهدد قبيلة كاملة من الأطباء وتقتل الأطفال وتفصل من تشاء وتظل تعرض وتندهش وتقلق وتحيل إلى جهاز الأمن ليعالج لك قلقك ..وأنت الطبيب ..على طريقة قد عاينتني فدع السماع ..سيفي في الهيجا يداوي رأس من يشكو الصداع...صدقني ..كطبيبة نفسية أقول ..هذا النوع من القلق لن تنجح أجهزة الأمن الا في مفاقمته وأنت خير من يعرف متلازمة (العضو الشبحي) التي تعقب البتر ..! اللهم انّا نستودعك ارواحنا وزملاءنا وأهلينا وأماناتنا وأنت خير الحافظين...! (12)قبل الأخيرة: سسترات مستشفى الخرطوم سيّرن قافلة تضامن مع وزيرة الصحّة ضدّ الأطباء يدنّ ويشجبن بعد أن وعدتهم ببدل وجبة قيمته 55 جنيها شهريا ..بعد ان عدن إلى عملهن بمستشفى الخرطوم فوجئن بأنّ بدل الوجبة نزل في الشباك ناقصا أي 35 جنيها ..! خزل زملاء المهنة من أجل المكاسب السياسية لن ينقص البدلات فقط..! (12)لسنا للتصدير ..البلد بها كفاية من القلق ...! لقد سمعنا (كلاماتك)فصدقناك ورأينا تصريحاتك فاستغربنا ..! إن كنت تفكّر في تعليبنا وتغليفنا بالكلامات البراقة التي تسقط في امتحان المسئولية فإنّنا نقول لك ..إنّك لازلت مغتربا عنّا فكرا ووجدانا .. وإن الأعوام العشرين التي قضيتها في الخارج لتتعلم (كيف تقلق) و(تندهش) ليست ثمنا عادلا للغربة .إنّنا ..نحب هذه الشوارع التي يتلعثم الأسمنت في جنباتها بينما يتفاصح العسكر ..! نحب زقاقات ام درمان الحنينة والليالي الثقافية في الخرطوم وكلام ..يا عوض دكام ..في منتصف الليالي الجريحة لمدينة تنام قسرا حتى بعد رفع حظر التجول ...إنّنا ملتزمون بهذا البلد وقضاياه ..هو أمر سيصعب عليك فهمه ..وجارح جدا لدينا تلويحك بحلول العيد الذهبية التي تنتهي بالتصدير ..لقد كان شعار هذا الإضراب ولازال : نتعزى بأمانينا وبالشعب وبالشعر فنشدو ونطيل لا علينا ايها النيل... لقد كانت مخاضة نحن صرعى الحب يانيل.. وفي الحب التياع ومضاضة قد عشقنا شعبنا يا نيل... هل في عشقنا الشعب غضاضة فإذا نحن على قارعة الدرب صعاليك.. لنا التنكيل والنكران شرا ونكال فاقبلي يا نائبات الدهر انا لك انداد قتال... محطة أخيرة: قوات الأمن إعترضت رئيس لجنة إضراب أطباء السودان وأعضاء من اللجنة بمستشفى امبدّة../ (بين السجن وبيت أشباح../ومهانة ودم مباح /ومذلّة تودي الغربة/ والغربة جراحه جراح../الحل في بلدك ذاته /تتحدّى سلاح بي سلاح/يرحل خفّاش العتمة ويعم سودانّا صباح..!)