|
Re: الرقيبُ الذاتي.. ومَشاغِله (Re: تيسير عووضة)
|
Quote: فكنت قد سمعت من والدتي وصديقاتها أن (الخرطوم بالليل) هو اسم شهير في السبعينيات لتوب أو قطعة قماش عليها لمعة أو رقشة محببة تشبه تلك التي في سماء الخرطوم عندما تكون صافية تزينها النجوم .. |
أهلين ـ تيسير،
وهو كذلك، أيضاً ـ بمثل ما قلنَ لكِ..
والخرطوم بالليل، كانت تتسمّى بها بعضُ الأغاني والأمسيات، وغزوات العاشقينَ والعاشقات، الوثنيين والمُسلمات ـ لنواديها وكازينوهاتها النائمة على ضفاف النيل والسابحاتُ فيهِ / العائمة.. لحدائقها "الأمدرمانية" و"البحراوية" ضِلعا المثلث العاصميّ.. كان، للسوريين والأرمن والكاثوليكيين والحلفاويين والخرطوميين ـ دورٌ ساهراتٌ مِن طفولة الليل حتى مَشيبتهِ في الصباحات الباكرات.. كان الفقهاء والشيوخ وشارحي الذكر الحكيم، والكرادنة والأثاقفة وحافظي التلمود والعهد الجديد والقديم، يُجالسون الناسَ والرعيّة في شرفات الفنادق، وأفياء الملاهي والدواهي وأمام فسَحات البيوت والحارات ـ ويحتسون ما فاضتْ به الأكوابُ على الموائد، ليختلط على الناظرين والبَصّاصين خمرُ اللهِ بسُكرِ الناسْ!
حيثُ كانت الناسُ غير الناس، والفتاوى ضنينة، لا يجود بها غير السالكينَ لدربٍ قصيّ عن قصر الوالي والمُتعالي، وجنان السُلطانْ
"ولوْ عايزنا نرجع زيْ زمانْ قول للزمان: أرجع يا زمان"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|