سر(الحبشيات) انا عرفتو؟؟

Quote: وبالله من غير قومة نفس .. لأني حقيقة قريت شرحك ليهو وغلبني ما أفهمو ..اي والله غلبني .. فياريت توقع لي الحتة ياعمك .. ومشكور مقدماً .

لمّن امشى اشرب جبنة - ولامؤاخذة - بكون عااااااادى

نرجع لى قصة الحب والجنس ....

نحن السودانيين يا العوض ... عندنا مفاهيم مضرة بى حياتنا وصحتنا الأسرية والإجتماعية والنفسية زاتو ... لاكين متمسكين بيها إمّا لأنها مفاهيم مرتبطة بى أمور نحن ما قاعدين نناقشا لا علناً بى طريقة مباشرة لا بى طريق ابداعية وفنية ... أو بنكون متمسكين بيها خوفاً من المجتمع والنسق العام الذى يحكم هذا المجتمع ... أو نتمسك بها من باب الجهل بالآثار الضارة الغير مباشرة ...

مثلاً ... فكرة أن الحزم والصرامة والتخويف أدوات تمنع الفتاة من السقوط فى براثن الجنس ... ولهذه الفكرة عيبين يظهران بمراقبة الشعوب التى لا تتبعهما ... العيب الأول أن للحزم والصرامة والتخويف وأدوات المنع أن لها مردود عكسى ... بالمنطق البسيط أن كل ممنوع مرغوب ... وكلما زادت درجة المنع زادت درجة الرغبة .... العيب الثانى أكبر بكثير من العيب الأول ... وهو أن هذا المنع المستمر يرسل للعقل الباطن ومنذ الطفولة أن للجنس قيمة سالبة وأنه ينتمى لمعسكر الشر فى حياتنا .. هذا المفهوم الذى يتم بناؤه طوال العمر عن الجنس سيّء وعيب ومن تمارسه ساقطة أخلاقياً يصطدم بزوال أسباب المنع بعد الزواج ... فبرفع الحظر عن الجنس يصير مسموحاً ولكن لا تنتفى عنه الشرور والعيوب التى انبنت طوال العمر ... فيصير الزواج نفسه جزءاً من التنازل الأخلاقى الذى يؤكد دونية المرأة ودورها فى مؤسسة الزواج ... فتأمل ...

بالنسبة للشعوب التى لا تشترط الزواج والعفة كشرط للأخلاق الحميدة فإن لديهم أنساقهم الخاصة بهم لتنظيم حياتهم وبناء مفاهيمهم الجنسية ... رغم وجود اختلافات بين الشعوب فإن المسيحيين عموماً (الديانة الأكثر انتشاراً) يتشابهون فى مفاهيمهم التى يستقونها من اعتبار الجنس هو خطيئة الإنسان الأولى التى مات المسيح من أجل غفرانها ... بمعنى آخر ... الجنس ذنب مغفور مقدماً ... فلا هم يجرّمون الجنس ولا هم يبرئونه ... لذلك فهم ينظرون لمؤسسة الزواج نظرة مختلفة ... فليس عندهم الزوج الذى يملك حق أن يشهر للزوجة تاريخها الجنسى ويطالبها بالعذرية فى ليلة الدخلة مثلاً ... وهكذا ...

فعندما يصل الأمر للخيانة الزوجية ... فهم يشبهون مجلس الجودية الذى تعقده قبيلة المسيرية للرجل الذى يمارس الجنس مع زوجة رجل آخر ... إذ يسئل ذلك الرجل:

كلامك دا قرم ولاّ حقارة (أى هل الدافع هو الشهوة فقط أم أن الدافع إمتهان رجولة الزوج فى أهل بيته)
فإن قال: قرم ... يعفو عنه مجلس الجودية ... بحجّة: "نحن أول قرمنا" ... ويصير لبانة التندّر والسخرية فى كل لسان ...
وإن قال: حقارة ... يحال أمره للزوج ... لتصفية حسابات الحقارة بالسيف ...
فتجد أن الحكمة فى الخيارين أن أحلاهما مرّ ... وأن الإجراء كله لا يحمل تجريم للجنس أو للمرأة ...

هذا المثال لا يطابق حال الأثيوبيين بأىّ حال من الأحوال ... ولكنى أتمنى أن أكون قد قرّبت الصورة بطريقة توضّح كلامى الأول ...


(ولحدّى هسة مافى قومة نفس )







... المهم ....