|
Re: عبد المنعم سليمان :الحلم الذي مات الجلابي لأجله... (Re: بشير أحمد)
|
Quote: لقد عمل الغرابة الدارفورييين بجد على ترميم سلطنتهم التي سقطت بسبب تعاون الغزاة الترك ونخاسة جلابة في 1876ف . وأشادوا في ظرف عقدين من الزمن(1898-1916ف)دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وإدارتها وعلاقاتها الخارجية. وأداروها من أم المدائن أبو زكريا عاصمتهم المعتدة بنفسها. دولة دارفور الأخيرة كانت قوية اقتصاديا وعزيزة في علاقاتها الخارجية ؛ بلغ دخلها السنوي-بقيمة عملتها الوطنية وقتها (الدمور ) قدرا فاق دخل أي دولة مستقلة في عالم الجنوب وقتها .وامتلك سكانها الذهب والفضة والنحاس و رؤوس الماشية والمحاصيل الزراعية ؛ كما أنهم ملاك الأرض التي هبتهم الطبيعة فيها الخصوبة وفن فلاحتها ؛ صاروا أغنى من سكان أي دولة مستقلة داخل قارتنا الإفريقية وقتها .
لم تقم الدولة الاستعمارية في العهد التركي المصري بتعويض الدارفوريين عن دمهم المسفوك أو أموالهم المنهوبة بل استمرت فيهم نهبا وقتلا . لم تقم الدولة الاستعمارية في العهد الانكليزي المصري بتعويض الدارفوريين في دمهم المسفوك وأموالهم المنهوبة بل استمرت هي الأخرى في النهب وسفك الدماء .ورثت اوليجاركية الجلابة كل ذلك السلوك الاستعماري من حلفائها من جملة تركة لا إنسانية لا أخلاقية لمعاملة الإنسان سلعة ربحية ؛ وآلة منتجة مسخرة لخدمة دولتهم .ومنذ خمسين عاما طبقت الجلابة فكرهم اللانساني المتوحش بقداسة وتروحن على شعب إقليم دارفور.
فرضت دولة الجلابة على كل منتجات أهل دارفور الضرائب الباهظة وسؤ المعاملة في جمعها ؛ استخدمت أيديهم رخيصة في مشاريعها في أبشع صورة لاستخدام الإنسان لأخيه الإنسان في عبودية القرن العشرين ؛ وذلك بقدر استخدامها لأيديهم في حربها ضد أعداءها في الأقاليم الأخرى . وفي تضاعيف كل ذلك كانت تمارس حرمانهم من ابسط حقوقهم الوطنية . ويشار إلى انه خلال كل العهود المستعمرة لم يرضخ شعب إقليم دارفور الأبي للاستعمار وسياسيات التدمير؛ ويدرك الغش والخداع بكل ذكاء . وإنهم يحفظون عدوهم وأسلوب هزيمته وقتما يقومون في ثورتهم.
|
|
|
|
|
|
|