|
Re: رثاء طرابيشي .. إلي الجابري (Re: mutwakil toum)
|
أخي الفاضل / متوكل تحياتي ،
شكراً لك لإيراد كلمات رثاء الأستاذ جورج طرابيشي في المفكر الراحل الجابري ، ولقد أنصفه حقاً طرابيشي بكلماته تلك ورثاه عميقاً .. وإن كنت أستغرب أن يأتي بتلك المفردة بين سطوره وهو يحتفي بضيفه و(زميله وصديقه) ويذكر أنه تناول معه قدحاً من الوسكي ؟!
(( وعلى صفحات مجلة "الوحدة" استقبلت الجابري في أوّل لقاء بعد أكثر من عشرين عاماً من الانقطاع. ثمّ استقبلته أيضاً في بيتي على العشاء في الضاحية الباريسية. وليلتئذ، ونحن نتناول قدحاً من الوسكي، صارحني بأنّه يعاني من مشكلة في القلب. ولم أتردّد بدوري في أن أصارحه بأنّي أعاني من مشكلة مماثلة. ثمّ انقطعت العلاقات بيننا . انقطعت ودّياً كما انقطعت فكرياً. ذلك أنّ خيبة كبيرة شقّت طريقها الى عقلي كما الى قلبي)) .
(معذرة .. فقد "حرنت" خاصية الاقتباس عندي ، ورفضت أن تعمل) .
هل صدق الرثاء يستوجب ذكر بعض المسالب أو مساوئ الراحلين ، عوضاً عن إبراز محاسنهم وجميل خصالهم ؟ ولنا في الرسول الكريم الأسوة الحسنة :(اذكروا محاسن موتاكم) ! أم ترى أن طرابيشي - بخلفيته الدينية ، وهو يرثي صديقه لا يرى فيها(تلك العبارة) ما يشين أو ما يصب في خانة القدح في زميله الراحل ؟! ما ضره إن قال ولو تجاوزاً (كوباً من شاي أو قهوة) ؟!
رحم الله المفكر الكبير محمد عابد الجابري وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار والنفس إن رضيت بذلك أو أبت منقادة بأزمة الأقدار
يعجز القلم عن تسطير أي كلمات للتعزية في رحيل المفكر الجابري ، ولكن العزاء الوحيد أنه لم يمت ؛ فكتاباته وأفكاره وكتبه ستظل معنا إلى أبد الآبدين ، ننهل من معينها ونستفيد.
رحل الجابري بعد أن أضأء لنا طريق الفكر والعقل ، وبعد أن كان يعيش بيننا ملء السمع والبصر ، مفكراً عملاقاً أنفق جل وقته في نقد العقل العربي ، أصبح يعيش فينا.
عليه شآبيب الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون .
مودتي ،
( ليمو )
|
|
|
|
|
|