|
Re: (مكتب سلفاكير): الحديث عن تصويت رئيس الحركة الشعبية للبشير" كذبة أبريل" (Re: Nazar Yousif)
|
حين أراد قادة المؤتمر الوطني تسويق لعبة غير ذكية، ومحاولة احراز هدف تسلل في شباك الحركة الشعبية، لم يضعوا في حسابتهم أن الحركة الشعبية حركة كبيرة، وعمرها أطول من عمر المؤتمر الوطني، ولو تقوى بعود السلطة، ولو أثرى من عرق الغلابة، ومن دماء المهمشين، فلقد ذهب بعضهم الى جوبا، وجاءوا الى الخرطوم، وكان في جعبتهم طرح مضحك، أو هو الى النكتة أقرب، حيث اقترحوا أن تقوم الحركة بدعم مرشحهم الرئاسي عمر البشير، مقابل دعم سلفاكير في الجنوب، وعدم ترشيح أي منافس لسلفا، ومع أنهم حاولوا عدداً من القيادات الجنوبية في الحزب الحاكم، لكن كانت المحاولات فاشلة، فليس هناك من يجرؤ على المغامرة، ولم يجدو سوى لام أكول أجاوين، وهو صاحب سجل مليء بالمغامرات،
( والممطورة لا تبالي من الرش)، لكن المزحة كانت في دعم الحركة لسلفا، وهم يعلمون أن لا أحد سينافس سلفا في الوقت الحالي في كل الجنوب.
ثم دارت الأيام، وسربوا التقارير بأن ترشيح عرمان كان مناورةً، ثم قالوا أن انسحابه كان (صفقةً)، ثم أشاعوا أن سلفا (منح صوته للبشير)؛ مع أن عملية الاقتراع يجب أن تكون سرية، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما يدور في الصدور، إلا أن ما لا يعيره المؤتمر الوطني اهتماماً، هو تدفق الأصوات صوب نجمة عرمان برغم المقاطعة، و لو كنت مكان المؤتمر الوطني، لسمعت صوت الانذار القوي القادم من الجنوب، ولأعدت الحسابات بعد أن أقوم بتضريبها ( أخماس في أسداس)، ولأدركت أن في الأمر شيئ ما، وأن ثمة وميض نار تحت رماد قريب، ولأعتبرت أن الأمر جلل، فلقد أشارت كل النتائج الأولية للانتخابات في جنوب السودان، الى تقدم مرشح الحركة الشعبية المقاطع ياسر سعيد عرمان، وبرغم اعلانه الانسحاب من المنافسة بعد أن أدرك أن (اللعب غير نظيف، وأن الحكم منحاز، وأن أرضية الملعب ذاته لا تصلح للعب) .
وكان الوطني يظن أن 60% من الجنوبيين سوف يصوتون للبشير، خاصةً بعد انسحاب عرمان!، وقبيل الانسحاب كانوا يظنون أنهم سيتحصلون على نسبة 30%، لكن يبدو أن مرشح الوطني سوف يحصل في أحسن الأحوال على نسبة 20%، وهي ذاتها نسبة كبيرة للغاية.
ولا أدري ان لم تكن قنوات الوطني تنقل الى قيادته أن أفراد الجيش الشعبي يصرون على عدم (ترك نجمة في بطاقة الاقتراع، وأن هناك من يؤكد أن عرمان لم ينسحب، لأن صورته واسمه ورمزه فوق البطاقة، وهم بذلك يدركون أن عرمان واسمه ورمزه هم في الحقيقة مطبوعون في قلوب المهمشين، فالرجل كان في قلب معركتهم متحزماً، ومتلزماً عند الفزع، ولم يأتي اليهم طالباً أصواتهم (عند الطمع)، وهم يعرفون أن التصويت لعرمان يفتح الطريق نحو آفاق وحدة، كان يمكن أن تقوم على أسس جديدة، وأن من حارب معهم، لا كمن حارب ضدهم.
وخلاصة الحكاية فان صورة الجنوب، تعكس بوضوح أن الجنوبيين زهدوا في وحدة السودان القديم، وهم ليسوا بضاعةً للبيع والشراء، أو أنهم كمن تشتري منهم (الديك بقرش، لتبيع اليهم الريش بقرشين)، وأن ذلك يعني أن البشير ما عاد رقماً في حسابات الجنوب، كما أن الجنوب يظل وفياً لمن يثق فيه، وأن عرمان لم يكن (صفقةً، أو مساومةً ) في سوق نخاسة السياسة، بل ان قرار انسحابه كان قاسياً على الجنوبيين قبل غيرهم، وأن شارات الأمل والتغيير كانت حلماً جميلاً، وللتأكيد على ذلك كان التصويت له برغم انسحابه من المنافسة، وبرغم ذلك فان ترتيبه سيكون الثاني ، بل هو الأول، لأن ملايين الأصوات في الجنوب، وفي جبال النوبة، والنيل الأزرق هي أصوات ديمقراطية، وصحيحة، تقرر واقعاً مغايراً للذي يريده كثيرون. http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news_view_11142.html
|
|
|
|
|
|
|
|
|