الرفاعي حجر .. عدد المصوتين في جدة بلغ حتى يوم أمس (5000) فماذا أنت قائل

Quote: يا ابا قصي الحديث عن الاختلاف وأدب الاختلاف ذو شجون، ولا أخالك تغفل أن الاختلاف انما يكون في الأفكار التي تطرح، والآراء التي تنشر، أما ان كان الأمر يتعلق بالسب والشتم بفاحش الكلام، وبذيء العبارات، فأي حوار تريد؟ الأمرهنا يا أبا قصي يتعلق بكيفية الرد على الاساءات، فمن شاء تغاضى وصبر ، ومن شاء رد الصاع صاعين، هذا بالنسبة للذي تبدر منه الاساءة لأول مرة، أما الذي يتمادى ويتخذ منهجه سب الناس والاساءة اليهم لمجرد وجود من يصفق له ويحسن منهجه، ويظهره بمظهر البطل المناضل، فذلك أمر آخر. يا أبا قصي، لك آراء عديدة نختلف مع بعضها، ونتفق مع البعض الآخر، لكن قل لي: هلى شتمناك أو تعرضنا للاساءة اليك بسببها؟ ان الذي يطرح آراءه بكل احترام للآخرين الذين يخاطبهم، يجد ذات الاحترام بل أكثر منه، فالحجة تقارع الحجة، والراي الأضعف يتقهقر أمام الرأي الأقوى، ولولا الاختلاف لما كانت الحياة، ففي الاختلاف جمال وروعة، والاختلاف آية من آيات الله تعالى، لكن كيف نحقق جمال الاختلاف؟ بالاحترام الذي يجب أن يكون بين الجميع، وخاصة في السياسة، أنا أختلف معك لأنني أرى أن منهجي هو الأفضل لبناء وطن جميل، وأنت ترى غير ذلك، جميل، فلنعرض ما اختلفنا فيه الى الحكم، والحكم هنا هو عامة الناس الذين نستهدفهم جميعا، لماذا يكون الذين على رأيك هم الشرفاء، والذين على منهجي هم الذين عرضوا أنفسهم للبيع والشراء؟ تلك اذن قسمة ضيزي. ألا نستطيع عرض آراءنا دون الاساءة الى الآخرين ودون تجريحهم.؟. يا ابا قصي، لماذا لا نستطيع مواجهة أصدقائنا، لنقول لهم لقد أخطأتم حينما يخطئون؟ لماذا نحسن لهم أخطاءهم وتصرفاتهم ونقول لهم أحسنتم في كل الأحوال؟ تلك هي المشكلة التي نعاني منها يا ابا قصي. فبعض أصدقاء الرفاعي بنوا له قبة يطوفون حولها، يسيىء الى الآخرين بأقذع العبارات ويصفقون له، ويشتم الناس بألفاظ نابية فيتناقلون التهاني فيما بينهم، وما يكاد يفتح بوستا الا ويتقاطر أولئك المؤيدون له يكيلون السب لمن يستهدفهم هو، بل ويتمادون أكثر من الرفاعي نفسه. وجميل أن تضرب لأدب الحوار بالشيخ أحمد بن حنبل عليه رحمة الله، ولو رجعت الى مسنده، وقرأت سيرته لرأيت كيف كان يفهم حديث (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، لا كما يفعل بعض الفضلاء هداهم الله في هذا المنبر الأسفيري، فان شتم الرفاعي، يصدع مناصروه بما يأمرهم به الرفاعي، وخذ محمد حسن العمدة مثالا في هذا الخصوص. يا ابا قصي ليتنا نؤسس في هذا المنبر أدبا حقيقيا للحوار، أدبا يبتعد عن شخصنة الأمور، ويقول لا للآرهاب الأسفيري الذي يعتمد الكذب سلاحا من أسلحته، في محاولة يائسة للهيمنة على هذا المنبر، فليس كل من يخالفني الرأي عدوا لي، بل قد يكون من أخلص الأصدقاء، لأن الفكرة لاتجلو الا بنقيضتها، والرأي لا يظهره الا الرأي الآخر، شريطة أن تكون هنالك أرضية سليمة من تحرى الدقة والحقيقة فيما ننقل من اتهامات، نريد أن يكون الفرد المحاور منا مستقلا في آرائه، حرا في تفكيره، لا أن يكون تابعا للغير يشتم ان شتم، ويسيء ان اساء.. هدانا الله وأياكم الى ما فيه الصلاح، وعلى الله قصد السبيل .