ومن الرجالة أيضاً ان لا تستقيل من منصبك مهما كان من أمر إخفاقك.. فالذي يستقيل «ما راجل».

Quote: أزعم ان الديمقراطية في كل الدنيا أنثى.. كذلك الحرية أنثى إلا عندنا فهي «رجل».. كنت أرقب ندوة لحزب كبير.. لم أدخل الساحة.. لأنه عندنا إذا حضرت ندوة حزبية حتى لو بصفتك صحافياً.. يصورونك وتظهر صورتك في الصحف وتصنف ضمن الحزب حتى إن كنت ضد سياسات هذا الحزب.. وهذا ما حدا بكثير من النجوم الذين حضروا بدافع المجاملة ندوات حزبية فاضطروا إلى نفي صلتهم بالحزب وانهم حضروا مجاملة.. لاحظت ان فئة من جماهير الحزب أخذت تهتف أمام عربة الشرطة التي جاءت لتحمي الندوة هتافات معادية للحزب الآخر هاتفة بأنها «ستدوس» رمز المرشح.. الطريف ان رجال الشرطة كانوا يبتسمون ربما في أسى.. فسألت أحدهم لماذا يهتف هؤلاء أمام الشرطة فقال لي متفاخراً: رجالة ساااكت! تذكرت مقولة لوزير الانسانية الشعبي «كمال آفرو» قال فيها: إننا نصر على أخذ كل شئ رجالة رغم أننا مجتمع بدائي إلا أن لساننا طويل يمكن ان يغالط الكمبيوتر.. وظاهرة أخذ الأمور على محمل الرجالة آفتنا الكبرى والأدهى حتى ضمن نسائنا وفتياتنا من تأخذ الأمور أيضاً رجالة.. والرجالة بوجهها السلبي الذي عناه أخونا آفرو ان لا نحتاط للأمور.. ان نقتحم المواقف.. ان نتحرك بوحي عاطفة خرقا لا بتعقل وموضوعية.. والرجالة دائماً تفضي إلى المزيد من الرجالة فليس من الرجالة أن تقول آسف لمخلوق مثلك والاعتذار يقلل من الشأن.. ومن الرجالة أن لا تقول شكراً لمن قدم لك خدمة «أصلو هو أحسن منك في شنو؟ وطبعاً من الرجالة ان لا تستخدم العبارات الخائبة مثل «لو سمحت وعن إذنك». والرجالة أيضاً «توهمنا» وتجعلنا نعامل الآخر ومهما كانت قوته ومركزه كأنه دجاجة لا تحتاج سوى ان تقول لها: كر. ومن الرجالة أيضاً ان نتخذ القرار الأسوأ ولا نتراجع عنه مهما كانت التكاليف حتى لو أدى ذلك إلى دمار الجميع بمن فيهم متخذ القرار نفسه. ومن الرجالة أيضاً ان لا تستقيل من منصبك مهما كان من أمر إخفاقك.. فالذي يستقيل «ما راجل». من الرجالة ان تنهب المال العام.. فإن قلت فلاناً بنى واشترى وسافر رغم أنك تعرف «بيرو وغطاها» فإذا سألت من أين له هذا؟ قالوا في اعجاب: لكن راجل جد عفيت منو!! وفي غفلة من الزمن كان رجل راجل يجلد الفتيات من طرف في السوق العربي لأنه يرى في لبسهن عدم احتشام.. إلى أن تصدت له واحدة بحجر وقالت له: كان راجل أهبشني فلم يهبشها ولعل ذلك جعله يقلل من غلوائه.. فيلوح بالضرب ولا يضرب.. اذكر إننا في الصبا كنا عندما نشتجر مع بعضنا يقول أحدنا للآخر: كان راجل طالعني الخلا.. هذا عندما كان في المدينة خلاء الآن وبحمد الله تحول كل خلاء إلى غابات اسمنت. وكثيراً كان المتطالعان.. وبعد ذهابهما إلى الخلاء يكون الغضب قد تلاشى فغالباً يتم الصلح بينهما.. إلا في حالة واحدة ان يكون الشيطان ثالثهما فيقوم بعمل: المديدة حرقتني.. كانت الرجالة زمان تمثل في عبارات: «أنا المأمون على بنوت فريقو.. إلى أن أصبحت النار ولعت بي كفي بطفيها... ومع احترامي الشديد للذي يطفئ النار بكفه.. إلا أنه فاقد للإحساس.. فالمؤمن يخاف النار وعذابها ويسعى إلى الفوز بالجنة واعنابها.. حتى تكون الديمقراطية أنثى.. والحرية أنثى.. فتفئ علينا أمومة دافئة.. ومشاركة حميمية.. فنسكن إليهما بمحبة ودون رجالة حمقاء..

Quote: والرجالة أيضاً «توهمنا» وتجعلنا نعامل الآخر ومهما كانت قوته ومركزه كأنه دجاجة لا تحتاج سوى ان تقول لها: كر.

Quote: ومن الرجالة أيضاً ان نتخذ القرار الأسوأ ولا نتراجع عنه مهما كانت التكاليف حتى لو أدى ذلك إلى دمار الجميع بمن فيهم متخذ القرار نفسه. ومن الرجالة أيضاً ان لا تستقيل من منصبك مهما كان من أمر إخفاقك.. فالذي يستقيل «ما راجل».