|
Re: نماذج لرجال لم ينقهروا رغم محاولات قهرهم ... (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
فلزم شيوخ البادية وعكف عند الخليل ابن أحمد الفرهيدي يطلب منه العلم وأخذ عن غيره من الأقران كيونس وعيسى بن عمر وغيرهما من أئمة نحاة البصرة آنذاك حتى علا شأنه وهو صغير و تفوق على كثير من طلاب العلم حتى أصبح وهو في العقد الثالث من عمره إمام البصرة لا ينازعه في إمامة النحو أحد وقبل أن يصل إلى مأساته في تلك الفترة ألف كتابه [ الكتاب ] ولم يخرجه للناس رغم أن كتابه المسمى الموصوف بالكتاب في النحو ألفه سيبويه في أوائل القرن الثاني تقريباً وإلى اليوم لم يألف أحد في النحو كتاباً أكمل ولا أعظم من كتاب سيبويه رغم عشرات القرون مما يبين بجلاء أن للرجل قدم سبق واضحة وعلو كعب في علم النحو وسيأتي الحديث عن الكتاب بعد ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نماذج لرجال لم ينقهروا رغم محاولات قهرهم ... (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
فلزم شيوخ البادية وعكف عند الخليل ابن أحمد الفرهيدي يطلب منه العلم وأخذ عن غيره من الأقران كيونس وعيسى بن عمر وغيرهما من أئمة نحاة البصرة آنذاك حتى علا شأنه وهو صغير و تفوق على كثير من طلاب العلم حتى أصبح وهو في العقد الثالث من عمره إمام البصرة لا ينازعه في إمامة النحو أحد وقبل أن يصل إلى مأساته في تلك الفترة ألف كتابه [ الكتاب ] ولم يخرجه للناس رغم أن كتابه المسمى الموصوف بالكتاب في النحو ألفه سيبويه في أوائل القرن الثاني تقريباً وإلى اليوم لم يألف أحد في النحو كتاباً أكمل ولا أعظم من كتاب سيبويه رغم عشرات القرون مما يبين بجلاء أن للرجل قدم سبق واضحة وعلو كعب في علم النحو وسيأتي الحديث عن الكتاب بعد ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نماذج لرجال لم ينقهروا رغم محاولات قهرهم ... (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
ثم لما سمع بغداد وكانت يومئذ عاصمة الخلافة وكان أقرانه من الكوفيين كالكسائي وغيره يذهبون إلى بغداد فينالون حظوة الأمراء وأعطياتهم وشرف المنازل أراد أن يسعى في مرحلة جديدة من حياته، فانتقل من البصرة إلى بغداد ونزل عند يحي بن خالد البرمكي وزير هارون الرشيد ثم أراد أن يخوض مرحلة جديدة من حياته فلما دخل على يحي أقام يحي مناظرة بينه وبين الكسائي زعيم نحاة الكوفة وكانت اللعبة السياسة آنذاك بين البصرة والكوفة في أوجها لأن البصرة كانت في السابق حليفة لبني أمية فلما تغير الأمر السياسي أضحت قلوب بني العباس مع أهل الكوفة أكثر منها مع أهل البصرة
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نماذج لرجال لم ينقهروا رغم محاولات قهرهم ... (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
أقيمت المناظرة وكانت في حال الاسم الواقع بعد إذا الفجائية فكان سيبويه يرى أن الرفع حال واحدة لا تقبل الوجهين وكان الكسائي يرى جواز الوجهين الرفع مع النصب فقال لهما يحي : " اختلفتما و أنتما رئيسا بلديكما فمن يحكم بينكما " فقال الكسائي : " هذه جموع الأعراب ببابك قادمة من كل صقع فجعلها تحكم بيننا " – و كانت الأعراب يومئذ لم تخالطها العجمى - يحكمون بين النحاة لأنهم على السليقة وكان الكسائي صاحب حظوة عند هارون الرشيد فأراد الأعراب أن يماروا ويجاملوا الكسائي على سيبويه رغبة في أن الكسائي له منزلة عند الخليفة أعظم رغبة في المال والجاه والأعطيات فلما قال الكسائي ما عنده وقال سيبويه ما عنده وسيبويه يعلم يقيناً أنه على الحق قالت الأعراب ممن حضروا واحتكموا إليهم : " إن الحق مع الكسائي "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نماذج لرجال لم ينقهروا رغم محاولات قهرهم ... (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
لما قيلت هذه الكلمة أنقبض خاطره وكُسر ظهره وما جاء من أجله ، فزاده الكسائي نكالاً أن قال ليحي : " أيها الأمير أصلحك الله إن الرجل قدم يرجو أعطياتك فهلا جبرته " . فأعطى يحي سيبويه بعض من المال يريد أن يجبر به كسره فخرج رحمه الله من عنده وقد أصابه من الغم والهم وقهر الرجال ما أصابه يتوارى من الناس من سواء ما لحق به حتى أنه لم يستطع أن يدخل البصرة بعدئذ رغم أنه رحمه الله كان إذا خرج لصلاة الفجر وهو في الثانية والثلاثين من عمره إذا خرج لصلاة الفجر سحراً يجد طلاب العلم يزدحمون على بابه يسألونه وهو يجيب كأنه يغرف من بحر فذهب هذا المجد كله وهو قد جاء ليؤمن مجداً جديداً وعملاً خالداً فذهب إلى قرية من قرى فارس ومر في طريقه على تلميذه الأخفش فبثه شكوه وقال له بنجواه وأخبره بالقصة ولم يستطع بدنه أن يتحمل ما أصابه من قهر وهم المرض ولم يلبث شيئاً يسيراً حتى توفي وعندما أحتضر وشعر بدنو الأجل تذكر بيتين من الشعر تناسب حاله وكونه قد ذهب يريد أمراً فرجع بأخر فقال رحمه الله : يأمل الدنيا لتـبـقــى له *** فوافى المنية دون الأمل حثيثاً يُروي أصول النخيل *** فعاش النخيل ومات الرجل ثم أسلم نفسه وفاضت روحه إلى باريها رحمه الله ..
| |
|
|
|
|
|
|
|