|
Re: الطيب مُصطفي :أنعــي لكم مشروع السودان الجديد... (Re: بشير أحمد)
|
Quote: لقد كان رأي معظم القيادات العسكرية داخل الحركة ينادي بالانفصال ويعتبر أن أبناء الجنوب لم يخوضوا المعارك ويكوِّنوا التنظيمات السياسية والعسكرية إلا من أجل قضية الجنوب وليس من أجل السودان جميعه وكان من دهاء قرنق أن قدَّم أطروحة تعبِّر عن الرأيين من خلال طرح تقرير المصير الذي يستوعب رأي من يحلمون بجنوب سودان مستقل وطموح «السودان الجديد» الذي يحلم به لحكم السودان جميعه وما عمد قرنق إلى الإصرار على أن تسبق الانتخابات عملية الاستفتاء على تقرير المصير إلا ليحدِّد أياً من الخيارين ينبغي للجنوب أن يختار فإذا فازت الحركة في الانتخابات فإن ذلك يمثل انتصاراً لحسم المعركة لصالح مشروع السودان الجديد حيث ستكون الحركة عندها حاكمة للشمال والجنوب وبذلك يسقط خيار الانفصال بعد أن تكون الحركة قد أمسكت بخناق كلٍّ من الشمال والجنوب لتقيم مشروعها على أنقاض السودان القديم.
إذا كنا قد ذكرنا قبل قليل ما قالته فريزر الوزيرة الأمريكية السابقة التي تعبِّر عن موققف الإدارة الأمريكية السابقة أو قل موقف المحافظين الجدد المساند لمشروع السودان الجديد فإننا في حاجة إلى أن نذكر كذلك مواقف الإدارة الأمريكية الحالية ممثلة في المبعوث الأمريكي غرايشون الذي تبنّى رؤية تختلف نوعًا ما عن رؤية فريزر وإدارة الرئيس بوش فقد قال غرايشون قبل أيام قليلة إن الإدارة الأمريكية تأمل في أن تؤدي الانتخابات القادمة إلى «طلاق مدني» بين الشمال والجنوب!!
صدقوني، وقد ظللت أرصد المواقف الأمريكية منذ زمن، أن هذه هي المرة الأولى التي تعبِّر فيها أمريكا عن موقف أقرب إلى الانفصال منه إلى الوحدة بل إن أمريكا والاتحاد الأوروبي ظلا يصرحان ويؤكدان على تأييدهما للانتخابات القادمة بالرغم من أن القوى العلمانية وغيرها من قوى إجماع جوبا بما فيها جناح أولاد قرنق داخل الحركة تسعى لتأجيل الانتخابات ولا يحتاج الأمر إلى بيان «ودرس عصر» لتأكيد أن أمريكا وصويحباتها أقرب فكرياً إلى تلك القوى العلماناية في معظمها.
ماذا يعني هذا؟!! إنه يعني باختصار أن هناك تحولاً في الموقف الأمريكي حول قضية الانفصال والوحدة ذلك أن أمريكا بإصرارها على الانتخابات تحرص في حقيقة الأمر على الاستفتاء الذي لا يمكن أن يقوم ما لم تسبقه انتخابات بموجب دستور نيفاشا تماماً كما هو الحال بالنسبة للحركة الشعبية بجناحها المسيطر الآن وأعني جناح سلفا كير الذي كان العامل الأول في حسمه لموقفه وانحيازه لقيام الانتخابات في موعدها قرار الرئيس البشير الذي أعلنه على الملأ وقاله بشكل حاسم لسلفا كير إنه «إذا ما في انتخابات ما في استفتاء» بمعنى أنه إذا كنتم كطرف في الاتفاقية تريدون أن تؤجلوا الانتخابات فإننا كطرف ثانٍ يحق لنا أن نقرر تأجيل الاستفتاء!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|