|
|
 Re: الفونج ... ملوك السودان ... بناة الوطن وامل المستقبل ...في كتاب طريق النهضة ...فترقبوه !!! (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
نعود لسيرة بطلنا الهمام، الصنديد المقدام، الأمير حيدر بن أحمد، و وجدت نبذة مقتضبة عنه بموسوعة القبائل و الأنساب للبروفيسور عون الشريف قاسم 2/724:
"اشتهر حيدر بن أحمد بن حمد بن رافع.
و قيل أن حيدر هذا كان رئيس عموم قحطان و حارب العنج مع الجعليين بقيادة حميدان بن صبح".
ا.هـ.
و لنتناول تفصيلاً أكبر، و هذه المرة من تاريخ الفحل، و الذي جاء به لدى حديثه عن سيرة الأمير صبح بن مسمار الجعلي، و كيف كانت بداية ظهور الأمير حيدر على مسرح الأحداث ببلاد النوبة، يقول الشيخ الفحل:
"الأمير صبح بن الأمير مسمار بن السلطان حسن كردم الفوار ورث الملك بعد والده مسمار فأسس المساجد وأظهر أعلام الدين وكان ناسكاً عابداً. شاهدنا في جبل العرشكول غاره الذي كان يتعبد فيه. كما أخبرنا الشيخ الوسيلة السماني الشيخ برير نقلاً عن أسلافه وكان قوي الشكيمة جاداً في سياسة الملك وقوي جنده وملك النيل الأبيض شرقه وغربه. وهذا هو الداعي لبني جعل لأن تتوق نفوسهم حتى يستولوا على النيل لآخر بلاد البديرية والحاكماب وإلى جزيرة بدين أو بادن. وما تم لهم ما كانوا يتوقون إليه لأن النوبة والعنج لهم مملكة قوية في إثيوبيا المسماة سوبا اليوم شرق الخرطوم. ولهم في النوبة العليا والنوبة السفلى ممالك ذات قوة ونفوذ.
فأصبح الأمير صبح يدبر كيف يستولي على البلاد. وكان يكاتب أمراء قبائل قحطان والمشايخ في شرق النيل الأزرق وغربه ويجتمع بهم ويدبر كيف يتخلصون من العنج والنوبة ويحتلون البلاد. وكان آنذاك يرأس قبائل قحطان رجل قوي الشكيمة شجاع مدبر شديد البأس نافذ الأمر وهو الأمير حيدر بن الأمير أحمد بن حمد بن رافع بن الأمير عامر وابن عمه الأمير عبد الله القرين ولد فرج ولد حمد ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر، وكان عبد الله القرين قائد الخيل وفارس الميدان البطل الشجاع والد المانجلك.
وبعد أن تم الاتفاق بينهم توفي الأمير صبح ودفن بسفح جبل العرشكول مدته في الملك ثمانية عشر سنة. وترك من الولد حميدان".
ا.هـ.
و يمضي الشيخ الفحل مع سيرة الأمير حميدان بن صبح و ما تم بعد ذلك بتحالفه مع الأمير حيدر و الأمير عبد الله القرين، فيقول:
" وأرسل لأمراء ومشايخ قبائل قحطان فجاءوا إليه بأجمعهم والقائد الأكبر الأمير حيدر بن الأمير أحمد بن الأمير حمد بن الأمير رافع بن الأمير عامر. فاتفقوا وتعاقدوا على زمن معين في صيف سنة ثمانمائة و إحدى وثمانين.
وقطع الأمير حميدان البحر الأبيض وجيوشه بمخادة أبو زيد في حذر وتكتم وهنالك قابله الأمراء من قحطان وضموا جيوشهم وأخذ الأدلاء في تعدية الجيوش بالمخادات وهناك تم لهم ما أرادوا، فالتقوا مع العنج والنوبة في حرب ضروس دامت أياماً ونصر الله العرب، فقتلوا المقاتلة، وحرقوا المساكن لحد المربعات، وسبوا النساء والأطفال، وكان الأمير عبد الله القرين جد العبدلاب اليد العليا، لأنه كان قائد الخيل وصاحب تدبير الحرب. وتم النصر على يده للعرب فأصبحت علوة خراباً بلاقع، وقتلوا ملكها عفايق بعد الأسر ومن أسر معه. وصفت البلاد إلى العرب من شوكة قوية اللهم إلا من استكان وصار عبداً مملوكاً، وهرب البطريك بجيشه.
وهنالك جلس الأمير حيدر، والأمير حميدان، والأمير عبد الله القرين، و وزعوا الغنائم والسبي بين الناس واحترموا الكنائس، وكانت ثلاثة كنائس: كنيسة البحر وأثرها موجود، والكنيسة التي وجد الشيخ عبد السلام ود كبيدي في طابقها السفلي باب الذهب، وكنيسة جنوب أم دوم قدام التميد. واتفقوا أن يكون النيل الأزرق إلى الأمير عبد الله القرين وحيدر وقومهم. ويسمى البحر الجهني. والنيل من كركوج بحري الخرطوم وأمام بحري يسمى بحر الجعليين. وفي الواقعة هرب البطريق ديرين وجمع جيوشاً من الأحباش و البجة وعاد بعد موت الأمير حيدر إلى سوبا وطرد العرب. وكانت عنده مدخرات الكنيسة فجمع له الأمير عبد الله والملك عمارة دنقس فقتلاه وجيشه وتم خراب سوبا المؤبد وهو الخراب الثاني بعد الأول."
ا.هـ.
و تاريخ هذه الأحداث الهامة كانت في سنة 881هـ، الموافق لـ 1477م، أي قبل حوالي ثلاثين عاماً من سقوط سوبا النهائي عام 910هـ/1504م.
أما مخادة أبو زيد، فهي في الأصل مخاضة بالنيل الأبيض، و سميت كذلك لأنه قديماً و في موسم انحسار مياه النيل كان يمكن خوضه و عبوره دون الحاجة لقوارب، و قد حققت في موقع تلك المخاضة، و كانت تقع عند مدينة كوستي الحالية، و التي تقابلها ربك من الناحية الشرقية للنيل الأبيض.
أما موضع كركوج المذكورة، فهناك عدة أماكن باسم كركوج، و الغالب أن المقصودة هنا تقع بمحاذاة الخرطوم الحالية، و لا أدري إن كانت منطقة الجريف الحالية شرق الخرطوم أم لا.
و أما عن وفاة الأمير حيدر، فيقول الشيخ الفحل في تاريخه:
"وفي سنة 890 هـ توفي قائد القبائل القحطانية الأمير حيدر بن الأمير حمد بن أحمد بن الأمير رافع بن الأمير عامر، فخلفه في رئاسة القبائل الأمير عبد الله القرين ولد فرج ولد حمد العليت ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر، وكان الأمير عبد الله القرين قوي الشكيمة رجلا شجاعا طموحاً".
ا.هـ.
و التاريخ 890هـ يوافق 1485م، و قد كانت وفاة الأمير حيدر بن أحمد بعد حوالي 9 سنوات من أحداث سقوط سوبا الأول التي أشار إليها الشيخ الفحل، و أعقب وفاته تجرؤ بطريك النوبة العنج باسترجاع سوبا، كما ذكر الفحل، ثم يفصل في الأحداث التالية قائلاً:
"وفي هذه المدة قوي أمر علوة واتخذوا ملكاً والبطريك ديرين هو الكل في الكل والمدبر لأمر الملك والكنائس. واتخذ البطريك جيشاً قوياً من النوبة والأحباش والبجا. وكانت عنده ذخائر الكنائس ينفق فيها. وفي سنة 915هـ جرد الملك عمارة دونقس جيشاً كثير العدة والعدد. وجمع الأمير عبد الله كل القبائل العرب وقصدوا مملكة علوة إلى سوبا فقام البطريك يحرض أصحابه ويغريهم أن المسيح وعدهم بالنصر.
و كانت الحرب باسم الدين فلولا حسن قيادة الأمير عبد الله القرين ومعرفته الحربية وشجاعته الزائدة لتم نصر النوبة وأهلكوا العرب. والله قدر نصر العرب بأسباب منها حصر النوبة وقطع المؤونة عنهم. والثاني أن الخيل كرت على البطريك وقتل، ففت ذلك في عضد النوبة فانهزموا وتبعتهم العرب قتلاً وأسراً وبذلك تم خراب سوبا المؤبد.
فحرق العرب البلد والكنائس وقتلوا وسبوا النساء ونهبوا الأموال وذلك خراب سوبا المؤبد الذي لم يشهد التاريخ خراباً مثله لأنها أيام قلائل وأصبحت البلد حرائق بعد العمار وخلو من كل ساكن، وحيطان تصيح فيها البوم."
ا.هـ.
و من هنا جاء المثل الشعبي السائد لدى السودانيين حتى هذا اليوم، فيقولون: "فلان خرب خراب سوبا"!
و أما أبناء الأمير حيدر و حالهم بعد ذلك، فلم أجد تفصيلاً في ذلك، غير أن هناك فرعاً من القواسمة من رفاعة السودان يسمون بالحيدراب.
و يذكر عون الشريف في موسوعته 2/725:
"حيدراب: فرع من جهينة من رفاعة."
ا.هـ.
أما الفحل فقد كان أكثر تفيصلاً في شأنهم، فقال:
" فرع الحيدراب أولاد الأمير حيدر ولد الأمير أحمد ولد الأمير حمد ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر.
هذا البيت من رفاعة كان له شأن عظيم لأن الأمير حيدر كان رئيس عموم قبائل قحطان و حارب العنج و النوبة في سوبا مع الأمير حميدان ولد الأمير صبح، و أزال العنج و أحرق الكنائس، و كان ملكاً لا ينقصه سوى التاج .
و الحيدراب أفناهم الزمن، منهم أقلية في الرهد في جهات الحواتة."
ا.هـ.
و بعد هذه السيرة المختصرة، و النبذة العطرة، و الحياة النضرة للفارس الهمام الأمير حيدر بن أحمد، لا نستغرب إن أعجب بنوه الذين تداولت شفاه المعمرين سيرته و إلى الآن، و إن لم يدركوا تفاصيل كل تلك الصولات و الجولات التي خاضها جدهم ضد نصارى النوبة، و ألحق بهم هزائم فادحة، لم ينهضوا بعدها حتى وافته المنية، فكان لهم بالمرصاد فارس آخر من فرسان رفاعة و هو عبد الله القرين الملقب بجماع.
ألا رحم الله الأمير حيدر، و أدخله جنات الخلد،،،، آمين...
المصدر :http://www.arroufaiyeen.com/fourm/showthread.php?t=381
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
عبدالرحمن الحلاوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست