صحفي فرنسي من صحيفة الليموند يكتب تقريرا من داخل دارفور

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد أمين(أحمد أمين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2004, 07:49 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صحفي فرنسي من صحيفة الليموند يكتب تقريرا من داخل دارفور



    الخرطوم تسحق الثّورة في دارفور بالحديد و النّار

    تتكشف دّراما غير مرئيّة في إقليم السّودان الغربيّ. يتجول ما يقارب مليون شخص بين القرى التي هُوجِمَتْ و نهبت واحرقت و أحيانًا مسحت من الخريطة. يقول المتمرّدون أنّ أكثر من 2,300 قريةً قد دُمِّرَتْ بواسطة ميليشيات عربيّة مسلّحة تابعة للحكومة المركزيّة .

    19/يناير/2004
    تلس، اشميرا، طور(دارفور)
    صحيفة الليموند الفرنسية
    من مراسلنا الخاص: (جان-فيليب ريمي)

    كانوا يمشون تحت النّجوم لمدّة ست ساعات أحيانا يتحول مشيهم إلي جري لكنهم لم يتوقفوا أبدًا، خيولهم الصّغيرة المتعبة تصهل في الظّلام ويحثها راكبيها علي السير تحت وطأت السياط، و متمردي حركة تحرير السّودان (SLA ) الخمسة عشر كانوا فوق الاسرجة منذ المساء السّابق، وقضوا النهار مختبئين في الوادي يحضرون الذّخيرة من مكان ما علي الحدود مع تشاد لينضموا الي إحدى الجماعات الرّئيسيّة للحركة في دارفور بغرب السّودان.

    في النّهار القوّات الحكوميّة و حلفاءهم من مليشيات الجانجويد ( راكبي الخيول ) الذين جندوا من بين سكّان السّودان العرب يمشّطون الاحراش. عمل الجيش النّظاميّ الذي لم يكن قادرا علي سحق الثّورة علي تسليحهم، مقابل دعمهم في الحرب وسمح للمليشا بمسح المنطقة. سياسة وتكتيك "الأرض المحروقة" تكتيك مجرّب و مختبر في السّودان، وتم أتقانه طوال عقدان من الزمان في حرب الجنوب التي يتطلع العالم إليها الآن لتنتهي باتّفاقيّة سلام قريبًا.

    وكما أن النهار هو ملك الجانجويد فإن اللّيل في السّافانّا المكسوّة بالشّجيرات الصغيرة هو ملك المتمرّدين. لكنّ بالرّغم من ذلك يجب عليهم الاحتراس في الحركة لتفادي المليشيات، لكن هذه اللّيلة الحظّ لم يحالفهم وعلي بعد 100 متر من المتمردين بدت تبرز تحت الضّوء الخافتّ أشكال غير واضحة: فوق اسرجة الخيول. الأغراب طلبوا منهم تعريف أنفسهم، وكان ردّهم هو صوت السلاح، الكلاشنكوف و القنابل اليدوية تطلق من جانب المتمرّدين، و ظّلال المليشيا من بعد تنتشر في الأحراش الشّائكة لكنهم سرعان ما يرحلون لتوقعهم إن أعداءهم كثيرين العدد.

    القتال الشّرس

    من هم ؟ مستحيل معرفة ذلك، SLA مجموعة تغير مسارها بسرعة لأنهم يخشون كميناً آخر في الطّريق. القتال في دارفور شرس حيث لا منجي لأحد.

    ويطل النهار على هذه المنطقة التي لا توجد فيها طّرق أومدارس أو مستشفيات ويكشف عن منظر كامل من الكآبة والتعاسة. منذ الربيع في عام 2003 الميليشيا المدعومة من قبل الجيش ّ يزرعون الإرهاب الخفي. كانت المنظّمات الإنسانيّة و الأمم المتحدة تنتظر في العاصمة الخرطوم أو في الدّول المجاورة بلا جدوى للتصريح الموعود للذّهاب إلى دارفور. في تشاد فيضانات من اللاجئين تتواصل وتنتشر بطول الحدود الي أكثر من 500 كيلومتر، أعـــــدادهم أكثر من 100,000 . في دارفور يوجد أكثر من 700,000 شخص - أو مليون حسب أعلي التقديرات - يتجوّلون بين القرى التي هُوجِمَتْ ونهبت ودمّرت بعيدا عن أنظار العالم.
    يهربون لسماع أقلّ وقع للأقدام أو أسم الجانجويد الذيً باستمرار على شفاههم (والذين أيضًا يسمّون أنفسهم "بشمركا"). رحلة 150 كيلومتر في داخل دارفور تشرح هذا الهاجس أفضل من الكلمات. تلس قرية سكنية كبيرة، سكانها هم أحد ضحايا هذه الحرب الشرسة، ومشهورة بسوقها الأسبوعيّ، و الثّروة من تجارة الزيوت. هجم الجانجويد عليها في 16 أكتوبر ودمروا هذا الازدهار الهادئ.
    "وصلوا في الفجر من ثلاثة اتجاهات للقرية و بدءوا في اطلاق الناربعضهم كان علي قدميه وآخرين علي ظهر الجمال. مئات من الرجالّ بعضهم في زّي عسكري أطلقوا النّار على كل شيئ" تستدرك مريم عبد اللّه محمد التي فقدت زوجها في هذا الهجوم.
    يقول القرويّون أن 200 شخص قد ماتوا تقريبًا في ذلك اليوم، ودْفَنُواَ في مقابر جماعيّة كبيرة تمت تغطيتها بالفروع الشّائكة لحمايتها من (الحيوانات والطيور الجارحة).

    القوائم في كلّ مكان تعطي أعداد الضحايا اوقات الهجوم بالتّفاصيل الدّقيقة عدد الأبقار المسروقة بواسطة المليشا. ويحصي المتمرّدون أكثر من 2,300 قريةً هوجمت في دارفور. يبدون جميعًا متشابهين: العائلات اللاتي تحتمي بالأشجار وتنام تحت رحمة طقس شديد البرودة ورياح قارصة. وكلّ ما تبقى في أكواخ الطّين الصّغيرة و القشّ دوائر من الرّماد والأحجار السوداء، التي يمكن أن ترى بداخلها بقايا أسرّة الحديد الملتويّة بالنّار. وعلى أسوار البيوت ذات الأبواب المهدمة ألسنة الرّماد تشهد على الحرائق التي قد رأوها.

    السّود ضدّ الحمر

    وفي أحد هذه المساكن في تلس كان الطيب سليمان يبحث في بقايا الحصاد الأخير لحب الدخن الذي صار رمادا "في الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية كانوا يحرقون بانتظام كل شيء لا يمكنهم حمله. يريدون تجويع النّاس لمطاردتهم بعيدًا عن دارفور والاستيلاء على أراضيهم وإعطاءها إلى إخوتهم العرب !"

    في هذه المنطقة الزّراعيّة الغنيّة المزارعون الذين يعرّفون أنفسهم كأفارقة زنوج باللون الأسود، و القبائل ذات الأصول العربيّة باللون الاحمر قد تعايشت لقرون. الافارقة في الغالب مزارعون والعرب رّعاة - رغم إن هذا الاختلاف كان مصدر نزاعات لكن العادات المحلّيّة قد تمكّنت من حل هذ النزاعات. لكنّ كل هذا يعد الآن فقط ذكريات ذهبت بعيدا. "السّود ضدّ الحمر الآن هناك كراهية" يهمس أحد القرويين وتحصي المرأة التي تقف بجانبه أقاربها الذين قُتِلُوا في الهجمات: أكثر من 17.
    "يقتلون المؤذنين و يحرقون المساجد" يضيف رئيس القرية: "نساء كثيرات قد اُغْتُصِبْنَ أحداهن عندما وجدناها كانت غير قادرة علي المشي. ولذلك إن أبناءنا الآن ينضمّون إلى الثّورة التي بدأت من أعلى الجبل" وفي أعالي جبل مرة الضخم أنشأت قيادة الثورة مقرا جديدًا لها في القمّة محميا بوديان مليئة بالمستنقعات الكبيرة، والمجاري الضيقة و المنحدرات الشديدة. في مخبئه الذي يطل علي السّهل رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد أحمد النور يجلس على بساط وامامه بطّاريّة تليفونات قمر صناعي للاتّصال بقادة القطاعات.
    "في كلّ مكان هناك هجمات جديدة القرى الجديدة احترقت لذلك لم يكنّ هناك بديل للثّورة، دارفور قد هُمِّشَت منذ الاستقلال لأنّ العرب الذين جاءوا إلى السّلطة في الخرطوم أرادوا إبقاءنا في هذه الظّروف البدائيّة . ونحن الآن نقاتل من أجل حقوقنا. نريد المدارس المستشفيات و نصيبنا من الثّروة القوميّة القبائل العربيّة تُوَحَّدت ضدّنا البعض أتي من بلاد أخرى في المنطقة من إفريقيّا الوسطي و الكاميرون و النّيجر. لانهم قد وُعِدُوا بأرضنا لكنّ مزارعينا يريدون القتال الآن وأنا ليس لديّ أسلحة كافية لكلّ المستجدّين."
    عندما بدأت حركة SLA في فبراير 2003 كان النزاع يختمر لسنوات طويلة في دارفور حيث حاولت أعداد من الجماعات المسلّحة تنظيم المزارعين في جماعات للدّفاع عن النّفس و لحماية قطعانهم من غارات البدو العرب. هؤلاء الجماعات الصّغيرة سُحِقَتْ من قبل الجيش السّودانيّ وأعضاءهم قتلوا، وسجنوا أو ذهبوا الي المنفى . نتيجة لذلك لم يأخذ أحداً SLA مأخذ الجد - وخاصّة الحكومة التي أسمّتها مجموعةً من قطاع الطّرق و وعدت بسحقهم. لكنّ كيف لجيش نّظاميّ - أجوره رديئة وينقصه الحماس، وبه عدد كبير من السودانيّن من ابناء دارفور – أن يقاتل بكفاءة ضدّ حركة متمرّدة قويّة و قادرة علي أن تغطّي المنطقة بالكامل على ظهر حصان أو ظهر جمل أو عندما تسمح وعورة الأرض يستخدمون عربات تايوتا (بيكب) ؟ القبائل الغير عربيّة (كما) يسمّون أنفسهم المساليت والفور والزغاوة قد دفنت اختلافاتها و اتفقت في اتّحادًا مقدّسًا.
    خلال عام 2003 أحرزت حركة تحرير السودان أكبر انتصار لها بمهاجمة أكبر مدن دارفور وتدمير طّائرات مقاتلة في القاعدة العسكريّة بالفاشر العاصمة القديمة لإقليم دارفور. بعد هذا قررت الحكومة تسليح مجموعات البدو العرب و إطلاق العنان لهم في المنطقة ومنذ ذلك الوقت كان التصعيد متواصلاً.


    ترجم المقال من الفرنسية إلي الإنجليزية
    بواسطةالصحفية الإنجليزية
    جولي فلينت
                  

01-30-2004, 12:22 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحفي فرنسي من صحيفة الليموند يكتب تقريرا من داخل دارفور (Re: أحمد أمين)



    well done Jan Remee
    This an example of courageous journalism that take risk to find out what is really happening, I hope some of us will learn from this specially if the crime happing in our own back yard.

    (عدل بواسطة أحمد أمين on 01-30-2004, 12:22 PM)

                  

04-20-2004, 10:50 PM

khider
<akhider
تاريخ التسجيل: 03-17-2002
مجموع المشاركات: 2361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحفي فرنسي من صحيفة الليموند يكتب تقريرا من داخل دارفور (Re: أحمد أمين)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de