|
Re: . (Re: Munir)
|
العزيزان جني ومنير ... تحياتي الانسدادات التي وصل إليها الوضع الآن في السودان هي بسبب هذا النظام تحديدا ، وهو بالتالي جزء من المشكلة وليس جزء من الحل . هذه حقيقة . كان النظام عبر اتفاقاته الهوائية والعبثية مع كافة قوى المعارضة ورهانه على الوقت ، يزيد من ورطته ، عكس ماكان يتوهم . الوضع كارثي بامتياز للأسف ، وليس في الأفق مايعين على الإحساس بالانفراج . جهل النظام بمنطق الصراع الدولي وسياسات القوة التي تحكم العالم عبر أقنعة الدبلوماسية أوحى له بإمكانية التمادي في حماقات لاتفعل شيئا سوى المزيد من توريطه وبطريقة يصبح عليه من العسير الخروج من الحفرة العميقة التي وقع فوقها . أمريكا والقوى الغربية بالطبع لها أطماع وأطماعها هذه لا يمكن أن تندرج في الآيدلوجيات أو الشعارات التي ترى فيها حكومة الخرطوم كما لوكانت السبب الحصري لعداء الغرب لها ؛ هذا وهم . أمريكا والغرب لا يمكنهما التدخل في أي دولة إلا بعد أن تكون هذه الدولة نموذجا سيئا جدا ودولة فاشلة بامتياز عبر الطغيان ، والفساد ، وقمع الحريات ، وشن الحروب الأهلية على مواطنيها ـ حتى ولو كانو معارضين ـ والعجز عن حل المشكلات التي هي في الأساس مهمة حصرية ومفترضة للحكومة كقضية دارفور ، وغير ذلك . غزو أمريكا للعراق نموذج على ذلك . حين غزت أمريكا العراق كان العراق دولة فاشلة بامتياز نتيجة لسياسات صدام حسين الهوجاء في الحرب مع إيران ودخول الكويت وضرب الشيعة والأكراد وقتل مئات الآلاف من أبناء شعبه . هذه هي الحقيقة للأسف . الغرب (أمريكا وأوربا) لا يأبى أن يتبادل المصالح ولو بطريقة مجحفة مع أي دولة لها الحد الأدنى من مقومات الاستقرار ، وقد يساهم في استقرار تلك الدولة إذا كانت له مصالح حقيقية فيها ، فليس أفضل من استثمار المصالح ضمن الاستقرار السياسي ، الفوضى لا تخدم مصالح أي بلد . وهذا ماسعت إليه أمريكا حين رعت نيفاشا بأمل أن تثمر نيفاشا استقرارايضمن لها مصالحها . لكن للأسف تصرف الحكومة مع الحركة الشعبية ومماطلتها في تنفيذ بنود نيفاشا(احتجاجها عللى الانفراد بوزارة الطاقة والبترول في حصة الاتفاقية مثال على ذلك) كل ذلك جعل من أفعال هذه الحكومة الرعناء سببا يكاد يكون حصريا في الانسداد الذي وصلنا إليه . رهان الحكومة على الصين في مجلس الأمن (كما يردد أحد وزراء الحكومة) دليل على غباء سياسي مركب . اقتصادات الصين ومصالحها مع الولايات المتحدة في التجارة المشتركة والثقيلة بينهما أضعاف أضعاف مصالحها في السودان . ومع ذلك إذا كان هناك احتمال ضعيف جدا للانفراج فهو يكون فقط عبر قرارات جادة وحقيقية من طرف الحكومة لبسط الحريات وإشراك القوى السياسية الفاعلة في صناعة المصير السياسي ضمن حكومة طوارئ وطنية تمهد لانتخابات حرة وتتعاون مع كل القوى الإقليمية والعربية من أجل الاعتراف بأخطائهافي قضية دارفور ـ التي أصبحت بمثابة الفضيحة الأخلاقية لنا كسودانيين أمام بقية الشعوب ـ واستعدادها للقبول بالحل . لكن مثل هذه القرارات ـ بحسب رأيي ـ من رابع المستحيلات التي يمكن أن يتفتق عنها عقل هذا النظام . قوى العالم الحديث التي يمثلها الغرب هي في الحقيقة القوة الوحيدة التي تنظم شئوون هذا العالم ـ شئنا أم أبينا ـ والمشكلة ليست في ما إذا كنا سنتعامل معها أو لا نتعامل ـ من المستحيل لأي دولة عاقلة أن لا تتعامل مع أمريكا بصورة من الصورة فأمريكا في أسوأ أحوالها شر لابد منه ـ المشكلة هي في ماهي الطرق العقلانية التي تسمح لنا كدولة أن نستفيد من ذلك التعامل بأقل الخسارات ، وهذه الاستفادة تبدأ من الاستجابة لتحدياتنا الداخلية أساسا وهي مهمة حصرية للشعب والحكومة مثل : توحيد الجبهة الداخلية ـ الحريات ـ التداول السلمي للسلطة ، التنمية الوطنية العادلة إشاعة حقوق المواطنة إحترام القانون والعدالة . أما خارجيا فيكون فهمنا للعالم فهما عقلانيا أي كما هو في الواقع لا كما نتخيل . وللأسف السبب الحصري لتدخل الغرب في شؤون الدول الصغيرة يكون من خلال عجز الدولة المعنية في تحقيق تلك التحديات الوطنية الداخلية بالنسبة لها كدولة . وهذا عادة ما يكون السبب فيه الحكومات وليس الغرب . هل هناك من يشتم أمريكاوإسرائيل أكثر من أحمدي نجاد وشافيز ؟ هل يمكن للبشير أن يصل في تحدياته لأمريكا وإسرائيل إلى مستوى أحمدي نجاد (الذي طلب ذات مرة إلى محو إسرائيل من الوجود) ؟ بالطبع لا وهذا ما يدل على أن المسألة بالنسبة لتحرك الغرب تجاه دولة ما لا يكون بسبب الآيدلوجيا والشعارات . أمريكا تعرف تماما أن شافيز وأحمدي نجاد رغم شتئمهما لها ، تعرف أن الشعب الفنزويلي والإيراني هو الذي اختار رئيسه عبر تداول سلمي للسلطة وهذا يعني بالضرورة تماسك الجبهة الداخليةوتصالح الحكومة مع شعبها أي الحد الأدنى من الشروط التي تحتاجها كل دولة في هذا العالم لتعيش في مأمن من التدخلات الخارجية . لهذا لا تستطيع أمريكا أن تغزو فنزويلا ولا إيران لأنها تعرف أن الشعب هو الذي سيدافع عن الرئيس الذي اختاره بنفسه . لكنها في حالة صدام والعراق كانت تعرف تماما أن الشعب لن يخرج للدفاع عن صدام ـ وهذا ماحدث بالفعل ـ في ضوء كذلك يمكننا قراءة سيناريو الكارثة التي ستحدث في السودان لأسباب داخلية أساسا (فشل الدولة في تحقيق تحدياتها الداخلية والوطنية) ولأسباب خارجية مترتبة بالأساس على ذلك الفشل . ومن المحزن أن الصحف الاسرائيلية التي علقت على خبر قصف الشاحنات في السودان قالت : أن اسرائيل اختارت السودان لأنها دولة تعم فيها الفوضى ودفاعاتها ضعيفة جدا ولأنها دولة منبوذة من المجتمع الدولي ورئيسها مطارد من قبل العدالة الدولية كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط . للأسف أن المعطيات الموجودة في ظل هذا الوضع الكارثي ، وتوقعاتنا المتشائمة حيال ما سيحدث ، ليس لأن الواحد متشائم بطبيعته ، بل لأن الواقع نفسه يفيض بالتشاؤم مودتي محمد جميل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أراهن بحذائى الأسود القديم ان نظام البشيرلا يعى عاقبة هذا السيناريو القديم الجديد!نيويورك تايمز | jini | 12-31-08, 07:04 AM |
Re: أراهن بحذائى الأسود القديم ان نظام البشيرلا يعى عاقبة هذا السيناريو القديم الجديد!نيويورك ت | Seif Elyazal Burae | 02-27-09, 05:42 PM |
Re: أراهن بحذائى الأسود القديم ان نظام البشيرلا يعى عاقبة هذا السيناريو القديم الجديد!نيويورك ت | jini | 03-27-09, 05:36 PM |
Re: أراهن بحذائى الأسود القديم ان نظام البشيرلا يعى عاقبة هذا السيناريو القديم الجديد!نيويورك ت | jini | 03-28-09, 08:57 AM |
فقط الاجراء الأول | فتحي الصديق | 03-28-09, 10:33 AM |
Re: أراهن بحذائى الأسود القديم ان نظام البشيرلا يعى عاقبة هذا السيناريو القديم الجديد!نيويورك ت | Adil Osman | 03-28-09, 10:55 AM |
. | فتحي الصديق | 03-28-09, 11:04 AM |
Re: . | jini | 03-28-09, 01:51 PM |
Re: . | Munir | 03-28-09, 05:15 PM |
Re: . | jini | 03-28-09, 06:39 PM |
Re: . | Munir | 03-28-09, 08:21 PM |
Re: . | محمد جميل أحمد | 03-28-09, 10:08 PM |
|
|
|