بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ياسر محمد عثمان الخليفة(Yassir7anna)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2003, 01:04 PM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية (Re: Yassir7anna)


    اعتراضات من داخل المؤسسة المسيحية

    ولعل أعمق تحليل ونقض لفلسلفة بوش وحماسه الديني الذي يطغى على حكمته السياسية، هو ما كتبه القس "فريتس ريتسش" في مقاله في الواشنطون بوست "عن الرب والإنسان في المكتب البيضاوي" فقد تتبع القس فريتس المصطلحات الدينية في خطاب جورج بوش، والنزعة الوثوقية في أحاديثه بأن الرب إلى جنبه دوما. مثل قول بوش: "إن الحرية والخوف، العدل والفظاعة، ظلا دوما في صراع، ونحن نعرف أن الرب ليس حياديا في هذا الصراع". ومن ذلك تكراره الدائم أن أمريكا "أمة مؤمنة وخيِّرة ومثالية"، وأحيانا "أمة رحيمة وسخية". وبالطبع فإن أطفال العراق وفلسطين يعرفون عن تلك الرحمة وذلك

    السخاء أكثر من غيرهم!!

    ويعلق القس فريتس داعيا إلى قدر أكبر من التواضع وقدر أقل من التبجح، فيقول: "إن أغلب المصلين الذين يحضرون إلى كنيستي الصغيرة لا يعتبرون أنفسهم ، ولا يعتبرون الأمة الأمريكية، مجموعة من القديسين"، وهم "ليسوا مستيقنين من الورع الأمريكي" الذي يتحدث عنه جورج بوش. وهم "يرون أن انتصارنا على صدام حسين ليس دليلا كافيا على فضيلتنا أمام الناس ولا أمام الله، وهو لا يبدو حتى دليلا كافيا على انتصارنا علىالإرهاب".

    "إن تقديم جورج بوش تبريرات دينية لحربه على العراق لأمر مقلق بل مرعب للكثيرين" حسب تعبير القس فريتس. وهو بدون نزاع أكثر جرأة من أي رئيس سبقه في هذا المضمار، باتفاق الجميع.

    ثم يقدم القس فريتس خلفية تاريخية لما يبدو حماسا دينيا متأججا لدى الرئيس بوش، فيجد جذوره في تراث المستوطنين الأوربيين الأوائل في القارة الأمريكية الذين كانوا "متدينين لحد التعصب، يؤمنون بأن أمريكا هي صهيون الجديدة، والأرض الموعودة. والأمريكيون اليوم هم ورثة أولئك روحيا". وهو يشير إلى أن الآمريكيين الحاليين مثل أجدادهم السابقين "يؤمنون بأنهم محط عناية إلهية وقدر إلهي محتوم".لكن اليمين المسيحي الذي ينتمي إليه جورج بوش صاغ هذه الأفكار الثيولوجية صياغة سياسية عملية.

    إن ما كان يطمح إليه أنصار اليمين المسيحي الأمريكي على الدوام – بحسب القس فريتس – هو "قائد على منوال شخصية داود الإنجيلية، يوحد مطامحهم

    السياسية مع رؤاهم الدينية. وكل المؤشرات تدل على إيمانهم بأنهم وجدوا هذا القائد اليوم في شخص الرئيس بوش، كما تدل أن الرئيس نفسه يؤمن بذلك" حسب تعبيره.

    لكن ما يقلق القس فريتس وأمثاله هو أن هذه الظاهرة تقلب العلاقة التقليدية بين الكنيسة والدولة في التاريخ الأمريكي رأسا على عقب، وتجعل رجل الدين في خدمة رجل الدولة، بكل ما يعنيه ذلك من استغلال المسيحية في تبرير الغزو والاستعمار، وإشعال الحروب مع ديانات أخرى وخصوصا الإسلام.

    فالعلاقة بين الرئيس بوش والقاعدة الدينية اليمينية التي حملته إلى الرئاسة ليست علاقة صحية، ذلك أن "أنصار بوش المتدينين يتصدرون المصفقين له. وبدلا من أن يقدموا له الهداية الأخلاقية فإنهم يرضون بأن يكونوا تلاميذ ومريدين له" حسب تعبيره. ويقصد القس فريتس بذلك قادة اليمين المسيحي من أمثال بيلي غراهام وابنه فرانكلين، وجيري فالويل، وبات روبرتسون، وغيرهم .. وكلهم معروف بصداقته الحميمة للرئيس بوش ودعمه المطلق له، وكلهم معروف بعدائه السافر للمسلمين، وهجومه على الإسلام ومقدساته، وبإيمانه الراسخ بالدولة اليهودية. بالنسبة للقس فريتس فإن بوش ومَن وراءه من الأصوليين المسيحيين واليهود في أمريكا يمثلون فلسفة دينية أساها العنف والكراهية والتكبر، في وقت تحتاج فيه البشرية إلى التواضع والإنصاف واعتماد النسبية في تقويم الأفراد والأمم، فلا يوجد بين البشر من هو شرير بشكل مطلق ولا مَن هو خيِّر بشكل مطلق، ولا يوجد في البشرية "محور شر" ومحور خير" كما يريد بوش أن يقنعنا بذلك اليوم.

    ويعترف القس فريتس بحقيقة تأثير الدين في السياسة الأمريكية اليوم أكثر من أي وقت مضى، فيقول: "لم يحدث في التاريخ أن كانت أمريكا مسيحية سياسيا وبشكل علني مثل ما هي اليوم" لكنه يحذر بأن "اقتناعنا بأن الرب إلى جانبنا، يجعل الحاجة إلى مراجعة الذات وإلى التواضع أقل".

    ويختم القس فريتس مقاله العميق بدعوة رجال الدين المسيحيين إلى بث رسالة التواضع والإنصاف، ويحذر قائلا: "إن التكبر الأمريكي في العصر النووي، ليس انحرافا أخلاقيا فقط، بل هو يحمل بين جنبيه أيضا بذور الكارثة ".

    امتزاج المشاعر الدينية بمطامح السلطة والثروة

    ويبقى تحفظ لا بد منه، فالرئيس بوش ليس الإنسان ذا البعد الواحد، الذي يمكن تفسير شخصيته تفسيرا آحاديا. والحقيقة أن شخصية الرئيس بوش شخصية مركبة من الحماس الديني والمنفعية السياسية والمالية. فهو متدين يميني عن صدق، لكنه سياسي طموح، وهو أيضا "رجل نفطي" كما وصفه أحد الكتاب الفرنسيين. وربما تصدق هذه الازدواجية على العديد من المحيطين به: فقد ذكرت مجلة "نيوزويك" أن زوجة "أندرو كارد" مدير مكتب بوش قسيسة، وأن والد مستشارته للأمن القومي "كونداليزا رايس" عمل واعظا في إحدىكنائس ولاية "آلاباما" (نيوزويك 10/03/2003) ومن المعروف أن "كونداليزا" كانت تاجرة نفط ناجحة قبل تقلد منصبها، ومثلها نائب الرئيس "ديك تشيني" وآخرون.

    لقد امتزجت المشاعر المسيحية المتأججة مع ألق الذهب الأصفر في نشأة الدولة الأمريكية، واندفع المهاجرون البيض من شاطئ المحيط الأطلسي إلى شاطئ المحيط الهادئ، وأبادوا حوالي 100 مليون من الهنود الحمر لما وقفوا في وجه تلك الاندفاعة. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم: كل ما تغير هو أن الذهب الأسود حل محل الذهب الأصفر، وأصبحت الاندفاعة إلى الغرب القريب (كاليفورنيا) اندفاعة إلى الشرق البعيد (الخليج العربي). وقد اعتاد المهاجرون البيض إلى أمريكا رشوة قادة قبائل الهنود الحمر بقطع من الزجاج الملون أو حفنة من السكر الأبيض مقابل أراضي تلك القبائل وما فيها وما عليها ومن عليها.. وقد برهن قادة الدول - وإن شئت القبائل - العربية الحالية أنهم أهل لهذه الصفقة من جديد. فهل يلام الرئيس بوش أن يسعى إلى تحقيق أحلامه الدينية ومطامحه الشخصية في أرض يوجد بها من يقبل هذه الصفقات؟!

    يبقى الأمر أكثر تعقيدا مما يتصور الرئيس الأمريكي الذي غطى الحماس الديني على بصيرته السياسية، وأعماه عن الصراعات الدينية والسياسية القادمة التي سيفتح لها الباب بحربه على العراق، وبرجوعه إلى عصر الاستعمار المباشر بعد أن أصبح الضمير البشري يرفض هذا النمط من الاستعمار.

    إن مما يبشر بالخير أنه لا يزال في أمريكا اليوم أصوات – مثل صوت القس فريتس - تدعو إلى التواضع والإصناف، وهي أصوات قد يكون لها شأن في المستقبل، لكن من المحزن أن هذه الأصوات لا تكاد تسمع الآن بسبب طبول الحرب و صخب الأصولية المسيحية وأختها اليهودية.

    فهل ستنجح أصوات العقل والحكمة في أمريكا في الكفكفة من غلواء الحماس الديني لدى الرئيس بوش ورهطه؟ أم أن الدم القاني هو وحده الذي سيتكفل بذلك في النهاية؟
                  

العنوان الكاتب Date
بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna03-18-03, 02:16 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية AlRa7mabi03-19-03, 06:14 AM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna03-19-03, 12:03 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna03-19-03, 12:07 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna03-19-03, 01:04 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna03-20-03, 11:11 AM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna03-24-03, 06:11 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna04-01-03, 04:30 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna04-02-03, 11:11 AM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna04-02-03, 12:32 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna05-18-03, 02:45 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Sudany Agouz05-18-03, 09:45 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna05-19-03, 06:35 AM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Sudany Agouz05-19-03, 06:48 AM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna05-19-03, 09:15 AM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Sudany Agouz05-19-03, 04:08 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Deng05-19-03, 04:28 PM
  Re: بوش.. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية Yassir7anna05-19-03, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de