|
Re: شاعرنا الدبلوماسي ... محمد المكي إبراهيم: لهذه الأسباب لم يتمكن من العودة للوطن!!!! (Re: Saifeldin Gibreel)
|
الأخ الكريم / صــلاح الباشــا
للشــاعر الكبير محمد المكــي ابـراهيـم - رد الله غـربتـه – مكـانة كبيرة فــي نفسـي رغــم
سـنوات (التيه) التـي قضـاهـا مــع من ينــازعونــه الان حقــه فــي التمــتع بجــواز سـفـر
دبلـوماســي عقابــا له ،على مايبدوا، لمــواقفـه المناوئــة لــهم والتــي جاهـــر بــها
بطـريقته المعهـــودة.
ورغــم تضــامـني المـبدئ مـعه في حـقه المشـروع الا اننـي ارى الا يُـرجـع ود المـكي مسـألة
عـدم تمـكنه مـن العــــودة الى الســودان لــرفض السـفارة تجـديد الجــواز الدبلومــاسي
الذي لايثـمن ولا يغـني مـن جـوع في زمـن (البهدلة) التي تعتـري الشخصـية السـودانية بـكاملها،
دعـك مـن الجـواز الذي يتابـطه بكل بـلاويه.
شـاعـرنا الـراحل صـلاح احــمد ابــراهيم –طيب الله ثـراه- تنـازل طـواعيـة عـن الجـواز
الدبـلوماسي عنـدما كان سـفيرا للسـودان فـي الجـزائر وارتـضى ان يحــمل جـواز سـفر عــادي
مثله مـثل غـمار النـاس دون ان يـقلل ذلك مـن مـكانته الــدبلومـاسية والادبيــة والسـياسـية
او يحد من تسفاره وهو الذي عشق المنافي وعمل مثل ما عمل ود المكي في سفارة دولة خليجية
بباريس حتى لحظة وفاته.
في نظـري من الاجـدى بشاعرنا ود المكـي ان يتشـبث اكثر بجـواز سـفره الـعادي ويسافر الى
البلد التي لعنها مـرة الحردلـو وينزل في مطارهـا ،مطـار الـدهشة الاولى، كما قال شاعر من
قبل أعيـته كـأبة المنـظر وسـوء الاستقـبال ، ويختلـط بغـمار الناس فـي صالـة القـدوم
العــادية التي قـد تصـلح ان تكـــون لـه مشـروع قصـيدة قادمـة بـدلا مـن صــالة كــبار
الـــــــــزوارVIP LOUNGE) ( التي تداري هذا القبح.
صـرخ ذات مــرة شاعـرنا الشفيف مصطـفى سـند في البرية ابـان العـهد الديـمقـراطي القـريب
وطـالب الحكـومة السـودانية آنذاك التكـرم بارسـال ثلاثة جـوزات سـفر للشاعـرين الـراحلين
صـلاح احـمد ابـراهيم وجيـلي عبـدالرحمـن والشـاعر محـمد الفيتـوري فـي منـافيـهم عـبر
سـفاراتنا فـي الـدول التي اكــرمت وفــادتــهم وذلك للــعودة الى الســودان، ومــا كــانت
صرختـه تلك الا تــقديرا لمــواقفهم الجـرئية والقـوية في وجه نظـام النمــيري البائـد
وتـذكير للساسة بأنهم ليس وحدهم مـن ناضــل ضـد دكتاتــورية النميري، لكــن ضــاعت تلك
الصــرخة وســط سخب الساســة وهــرولتهم تجــاه مصالحــهم الشخــصية التي لاتعـلوا عليـها
اي شـيئ
عــاصرت ذات مـرة قصـة نـزاع على جـواز سـفر دبلومـاسي حـدثت لمستشار قـانوني في القنصلـية
الـعامة السودانية بجدة اوائل تسعينات القـرن المـاضي حيث رفـض المستشـار انـذاك تسـليم
الجـواز الـدبلومـاسي للقنصل الذي ذهـب اليــه في منـزله للتشـاور معـه حـول الـجواز، بل قام
بـطرد القـنصل ومـن معه مـن اعضـاء القنصلـية ورفض تسليم الجــواز والتحق لاحقا بسفارة اجنبية
وعمل بها كمستشار قانوني،
وكـان المستشار الذي لم يـروق للحكـومة بقائه بالسفارة قــد استـدعته الخارجية السودانية
للحضــور الى السودان ايام موضة الصــالح العــام لاحــلال مــن يمثلونهم فــي هذه المــواقع
الهامــة.
حكومـة بلادنا يا رعاك الله نازعت المواطن في وطنيته ومعيشته، بل حتي في جنازته اذا اقتضى
الامر، فكيف لا تنازعك في وثيقة سفر اصبحت ارخص من كل شيئ في الوقت الذي يتكرمون فيه
بمنحها لمن على شاكلتهم من غير السودانيين
|
|
|
|
|
|
|
|
|