|
Re: واخيرا نطق القدومى امين سر مركزية فتح (عباس ودحلان شاركا فى قتل عرفات بالسم ) (Re: ضياء الدين ميرغني)
|
بيان القدومي
القدومي كان بدأ اللقاء بتلاوة البيان التالي:
الإخوة المواطنون على أرض فلسطين وفي مخيمات العودة والشتات..
بالرغم من كل الضغوط والتشرد والإنقسام والأحداث الدامية، حرصنا على صون العهد ومتابعة المسيرة، مسيرة النضال من خلال الإصرار على استمرار المقاومة، حتى ينسحب العدو الإسرائيلي عن أرض فلسطين الطاهرة، كما تمسكنا بالوحدة الوطنية وحافظنا على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وعندما أُبرمت اتفاقية اوسلو أقيمت سلطة فلسطينية محلية في الضفة والقطاع، نظرنا إليها كتجربة لاختبار صدق النوايا الإسرائيلية، وسرعان ما تعثرت هذه التجربة، وانحرفت عن مسارها وتنكرت اسرائيل لكل التزاماتها، واغتالت رئيس وزرائها اسحق رابين، فجاء نتنياهو العنصري المتطرف واستهل حكمه بصدامات دامية مع الفلسطينيين في القدس عند النفق، وفي نابلس حول قبر يوسف، فتعطلت التسوية بعد ذلك.
ومن بعده في عهد باراك مرت التسوية بفشل آخر بعد مؤتمر كامب ديفيد بسبب إصرار باراك على السيادة الإسرائيلية على القدس، والسيطرة لمدة 999 سنة على الضفاف الغربية لنهر الأردن. وبمجيء شارون اضطربت الأوضاع الأمنية، وتعطلت مسيرة السلام فاشتعلت الإنتفاضة الثانية عند زيارة شارون للحرم القدسي الشريف، وتصاعدت وتيرة الأحداث، فعمدت السلطات الإسرائيلية إلى محاصرة الأخ أبو عمار قائد الثورة والمسيرة، ولمّا تسلّم بوش الرئاسة كان يرفض أية صلة مع الأخ أبو عمار، بل طالب بتعيين رئيس وزراء فلسطيني بصلاحيات واسعة ليتعامل معه، فتمّ تعيين الأخ أبو مازن في هذا المنصب المستحدث، وبعد فترة من الزمن طرأت خلافات سياسية حادة بين الإثنين مّما اضطر الأخ أبو مازن مهندس اتفاق اوسلو إلى الإستقالة من رئاسة الحكومة ومن عضوية اللجنة المركزية لحركة "فتح".
بعد استشهاد الأخ أبو عمار وافقنا فوراً بصفتنا أمين سرّ اللجنة المركزية العليا لحركة فتح على ترشيح الأخ أبو مازن لرئاسة اللجنة التنفيذية، من خلال الأخ سليم الزعنون (أبو الأديب) رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، كما دعمنا ترشيحه لرئاسة السلطة الفلسطينية وطلبنا من جميع أعضاء "فتح" الالتزام بذلك.
جرت انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 وفازت حركة "حماس" بالأغلبية، عندها بدأت الخلافات تظهر بين الفريقين حول تشكيل الحكومة والإلتزام بالشروط الإسرائيلية المطلوبة، إلى أن وصلت إلى صدامٍ دامٍ في قطاع غزة في شهر حزيران/يونيو عام 2007.
فمنذ أن تسلّم الأخ أبو مازن رئاسة اللجنة التنفيذية والسلطة الفلسطينية، استبد في تصرفاته الإنفرادية، فعمد إلى اقتناص ألقاب الشهيد الأخ أبو عمار، حيث طلب تسميته قائداً عاماً للثورة، ثم رئيساً لدولة فلسطين في المنفى، وصار مغرماً بالألقاب والتسميات اللامعة باسترضاء أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري أحياناً، أو بالإحتيال على أعضاء المجلس المركزي الذي لا يملك صلاحيات كهذه.
حاولنا خلال فترة الأربع سنوات الماضية أن نعيده إلى جادة الصواب للحفاظ على المقاومة واستمرارها وعدم المساس بالمناضلين من كل الفصائل الفلسطينية، لكنه أبى واستكبر وتمادى في غروره وانفراديته، واستمرأ الزلل والتعاون والتنسيق مع المحتل الإسرائيلي من خلال لقاءاته الحميمة التي يجريها مع قادة العدو الإسرائيلي باسم المفاوضات السياسية في ظل موافقة اميركية.
أمر الأخ أبو مازن باعتقال قُدامى المناضلين واستبدلهم برجال أمن حديثي العهد جرى تدريبهم بإشراف الجنرال الأميركي دايتون، وأحال على التقاعد أصحاب التجارب الطويلة والخبرات من عسكريين ومدنيين.
لقد استحوذ على مهام دوائر منظمة التحرير الفلسطينية متجاهلاً قرار الفصائل في شهر آذار/مارس عام 2005 في القاهرة لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وألغى دائرة الوطن المحتل، وتجاوز الأنظمة والقوانين واستبد في رأيه، وعمل على فرض العقوبات الجائرة على كل من يخالفه الرأي أو يرفض الطاعة له.
أمام كل هذه العثرات، وإصرار اسرائيل على إفشال المسيرة السلمية وإقامة المئات من المستوطنات التي يسكنها نصف مليون مستوطن، وتهويد مدينة القدس بكاملها، مازال هناك الآلاف من الأسرى يرزحون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ولا تزال الحواجز العسكرية تنتشر في أرجاء الضفة الغربية فتقطع اوصالها وتشلّ اقتصادها وتعطل حرية الحركة فيها، والجنرال دايتون يتحكم بمصيرها بكتائب الأمن التي يقودها للسيطرة على مرافق الحياة في الضفة ومدنها وقراها.
وما زالت مظاهر الخلاف بين السلطة في رام الله وحركة "حماس" في غزة قائمة. ويقوم كل طرف باعتقال العشرات من المواطنين وزجّهم في السجون والمعتقلات، فكلاهما يتمسك بحكم وهمي، وكلاهما يرزح تحت حصار أمني واقتصادي.
لم يشفع لغزة ما عانته من عدوان اسرائيلي مجرم أسقط آلاف الشهداء والجرحى، ودمّر مئات المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات..
سبحان الله، ما زال الحال على ما هو عليه، احتلال اسرائيلي وعدوان ومعاناة واستيطان يعمّ الضفة كلها، وتتعطّل كل جهود الإعمار بحجة الخلاف بين السلطة و"حماس"، وما من سميع أو مجيب.
وبالرغم من كل هذه المشاهد المأساوية، وبعد هذه الفترة الطويلة التي مضت على عقد المؤتمر الخامس، تشكلت لجنة تحضيرية منذ عامين من عدد من الإخوة القياديين بذلوا جهوداً مضنية، واستطاعوا إنجاز كل المطلوب، وتقرر عقد المؤتمر السادس في الخارج. وصدر قرار من اللجنة التحضيرية والمركزية بذلك، ولكنا فوجئنا بموعد ومكان آخر، في مدينة بيت لحم، في حضن الاحتلال الإسرائيلي وعلى مرأى من رجاله وأعوانه.
ويتساءل المرء، لم هذا الإصرار على عقده في الداخل..؟ هل ليتحكم البعض به وبنتائجه؟ أم لهدم حركة "فتح" ووصمها بالإذعان لتنقلب إلى حزب سياسي محلي في ظل وصاية اسرائيلية؟
"فتح" الثورة، "فتح" العاصفة لن تنطفئ شمعتها، وستبقى متوهجة راسخة قوية حتى يتحقق النصر بعودة كل أبناء فلسطين إلى ديارهم وقراهم وممتلكاتهم، حتى تزول مخيمات الهجرة ونسترد الكرامة والكبرياء، ويشارك الجميع في بناء الدولة، دولة فلسطين بقدسها الشريف.
والله المستعان
أبو لطف
أمين سر اللجنة المركزية العليا
لحركة التحرير الوطني الفلسطيني
"فتح"
|
|
|
|
|
|
|
|
|