احتلال العراق وتداعياته في المنطقة> > >محمد علي جادين> > >مقدمة :> > >1. الغزو الأمريكي للعراق يمثل زلزالا سياسيا واجتماعيا خطيرا له تداعياته ونتائجه المدمرة في عموم المنطقة العربية والشرق الأوسط ومن ضمنها وطننا السودان ، بل هو بداية لفرض الهيمنة الأ" /> حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها

حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ضياء الدين ميرغنى الطاهر(altahir_2&ضياء الدين ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-31-2003, 08:58 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: Elmosley)

    الاستاذ الجليل يوسف الموصلي
    لك خالص التقدير والإحترام . أتفق معك وهذا ما اوردناه مفصلاً في العديد من المواقف واليك هذه المساهمة لاحد قيادات البعث المؤسسة
    والمفكرة وهو الاستاذ عبد العزيز حسين الصاوي ولكن لم يكن للأخرين ان يتوقعون النهاية التي تنتظرهم



    آراء وأفكار







    الحوار البعثي / البعثي

    ضروراته ومبرراته


    اثار الانهيار السريع للمعسكر الاشتراكي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات العديد من الأسئلة الفكرية والسياسية . ابرزها الأسئلة المتعلقة بمصير الاشتراكية كخيار انساني وطريق للتطور ونظام اقتصادي اجتماعي بديل للنظام الراسمالي وبدا للوهله الأولى أن الحدث تنحصر أثاره علي الأحزاب الشيوعية الماركسية لا سيما تلك التي تدور في فلك موسكو . ولكن سرعان ما تكشف أن آثارة تطال كل الأحزاب الاشتراكية في العالم وأن عليها أن تجيب علي السؤال التالي : هل يعني انهيار المعسكر الاشتراكي فشل الاشتراكية كفكرة علي الإطلاق أم يعني فشل النموذج الماركسي السوفيتي للتطبيق الاشتراكي ؟! وما هي حدود التداخل والتمايز بين تصورات الماركسية وتصورات الأحزاب الاشتراكية غير الماركسية ؟؟ .

    بالنسبة لحركة البعث كحزب اشتراكي ترتبط حيويته وقدرته علي الاستمرار بنجاحه في الاجابة عن تلك الأسئلة وبمقدار الجهد الفكري الذي يستطيع الاسهام به لاعادة الثقة للاشتراكية كفكرة وخيار انساني وطريق للتطور والتنمية رغم التراجع الكبير الذي تشهده أمام افكار الراسمالية الجديدة وايدلوجيا الخصخصة والعولمة التي تجتاح العالم بزعم أن تاريخ البشرية قد تحدد نهائيا علي طريق التطور الراسمالي .

    لكن التحدى المباشر الذي وجدت حركة البعث نفسها مواجهة به كان بعد عملية الكويت المفاجئة التي اجتاحت فيها القوات العراقية الكويت في بضع ساعات أعلن العراق إنها اصبحت المحافظة السادسة عشر واخذ الإعلام والخطاب العراقي يروج الحجج وبراهين تاريخية تؤكد أن الكويت جزء من العراق وأن ماحدث في الثاني من أغسطس 1991 ليس اكثر من اعادة الأوضاع الي طبيعتها . الحدث والخطاب العراقي في تبريره أثارا اسئلة عديدة حول مصداقية حركة البعث الفكرية والسياسية فيما يتعلق بقضيتي الوحدة العربية والتضامن العربي ومقولات الطريق الشعبي والديمقراطي للوحدة العربية ، حيث برزت المفارقة بين خطابه السياسي وسلوكه العملي الذي كشف فيه العراق عن عقل بسماركي يعتمد علي القوة في الضم والالحاق وفق منطق تقليدي يتناقض مع روح ونصوص الإعلان القومي الذي اطلقه صدام حسين في أبريل 1980 والذى هدف لالتزام العرب بالحدود القطرية الراهنة والامن الجماعي وعدم اثارة القضايا الحدودية التي تعصف بالتضامن العربي والاعتراف بسيادة كل دولة علي اراضيها التي علي اساسها انضمت للجامعة العربية . لقد كان اسوا ما في عملية الكويت تبريرها بخطاب قطرى وتقليدي لم تجروء

    اكثر الأنظمة العربية رجعية تجاوز حدوده اللفظية وبذلك لم تنحصر الأسئلة التي تواجه حركة البعث في مصير الاشتراكية ، بل شملت أيضا قضايا الوحدة العربية والتطور الديمقراطي .

    ذاتيا يواجه البعث ظاهرتان مؤثرتان علي سيرته النضالية في المرحلة القادمة . الأولى خسارته لموقعه الريادي وسط التيار القومي الديمقراطي وعموم قوى النهضة العربية الحديثة كما كان الحال حتى السبعينات . فقد كانت مقولاته الفكرية حول المرحلة السابقة تحدث صدى واسعا وسط القوى القومية والوطنية الأخرى . فقد كان أول من طرح فكرة الترابط الجدلى بين الوحدة والحرية والاشتراكية وتبنتها احزاب قومية أخرى وأن حاولت اعادة ترتيب الشعار الثلاثي بعد ذلك . كما رسخ البعث في الفكر العربي فكرة الطريق الخاص لبناء الاشتراكية في مواجهة محاولات الأحزاب الشيوعية بفرض النموذج الماركسي السوفيتي كنموذج وحيد للاشتراكية ، والتأكيد علي الخصوصية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية كمحددات في بناء النموذج الاشتراكي العربي . ثم اجاب عن السؤال الكبير في فترة الستينات حول تطبيق الاشتراكية في قطر واحد . وتشير بعض الدراسات حول تطور الفكر الاقتصادي العربي الي أن المبادرات الفكرية الهامة التي قدمتها حركة البعث جعلته الحزب العربي الوحيد الذي قدم مساهمة عميقة في هذا المجال بجانب عدد مجدود من المفكرين الاقتصاديين العرب وكانت تشكل كل التراث الاقتصادي العربي الحديث حتى بداية الثمانينات .

    ولكن حركة البعث فقدت هذه الريادية منذ وقت طويل ولم تعد مراكزه تنتج فكرا يثير الانتباه كما كان الحال حتى السبعينات . وعندما بدأت المراجعة النقدية ومحاولات تجديد الفكر القومي في بداية الثمانينات ظلت حركة البعث علي هامش هذه المحاولات ، وبرزت مراكز أخرى مثل مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت ومراكز أخرى (المغرب العربي والقاهرة والخليج) في مقدمة مسيرة تجديد الفكر القومي بالجهد الكبير والجرئ في نقد مسيرة العمل القومي واستشراف آفاق جديدة أمامه في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية العاصفة .

    الظاهرة الثانية هي الانكماش التنظيمي الواضح في معدلات نمو تنظيمات حركة البعث في الاقطار العربية المختلفة وبالتالي تراجع نفوذه في الشارع السياسي العربي الذي كانت تمثل فيه حيزا مؤثرا حتى عقد السبعينات وقدم خلال تلك الفترات انجازات هامة سياسيا وجماهيريا . ففي غضون سنوات قليلة بعد تأسيسه تحول البعث الي حزب له نفوذه القوى في الرأي العام في عدد من اقطار المشرق العربي والمساهمة في تحقيق وحدة مصر وسوريا 1958 وتمكن من الوصول للسلطة في سوريا والعراق اكثر من مرة وبناء تجربة هامة في البلدين لها تأثيراتها الكبيرة في مجرى حركة التحرر القومي العربية في العصر الحديث . وهذا التراجع لا حظه مؤتمر 1992 الذي اشار تقريره التنظيمي الي انكماش تنظيمات البعث في المشرق العربي والخليج العربي وان النمو التنظيمي الفعلي كان واضحا في تنظيمات اليمن والسودان وموريتانيا والأردن لاسباب خاصة بتاريخها وظروف تلك البلدان . وهي ذات التنظيمات التي بدأت تواجه مصاعب سياسية وتنظيمية منذ العام 1994 عندما وقع الانقسام في التنظيم اليمني حيث وقف عضو واحد فقط من أعضاء القيادة القطرية مع قاسم سلام (عضو ق .ق) بينما وقف أعضاء القيادة الآخرين (9 أعضاء) ونواب الحزب في البرلمان البالغ عددهم آنذاك ثمانية نواب والغالبية الساحقة من العضوية في صف رفض الانحراف والتلاعب بتاريخ ومقدرات الحزب . ومع ذلك فقد ساندت المؤسسة القومية قاسم سلام مما دفع بعث اليمن لقطع صلته ببغداد . وتكرر ذات الموقف الخاطئ في السودان عام 1997 عندما ساندت المؤسسة القومية بدرالدين مدثر الذي وقف في صفه عضو واحد فقط من أعضاء القيادة في الداخل واثنان فقط من أعضاء القيادة في الخارج رغم التجاوزات المالية والتنظيمية الشديدة الوضوح التي ارتكبتها هذه المجموعة مما دفع الغالبية أيضا لقطع صلتها ببغداد علي النحو الذي عايشه كل الرفاق . وتكرر ذات السيناريو في الاردن العام الماضي مع تعديلات طفيفه عليه حينما بدأت القيادة في التحقيق في تلاعب بعض اعضاءها في مالية الحزب وبيع منح دراسية في الجامعات العراقية ولكن تدخلت المؤسسة لمصلحة المتهمين كما حدث في اليمن والسودان ليعلن اثنان من أعضاء القيادة ، وهما نائبا الحزب في البرلمان الاردني مع عدد كبير من الكادر المتقدم ، قطع صلتهم ببغداد . وبذلك تصبح الصورة العامة للحزب في هذه الاقطار هي قطع الاغلبية النوعية لصلتها بالمؤسسة القومية في بغداد وبقاء المجموعات الاضعف تنظيميا وسياسيا واخلاقيا مرتبطه بمركز بغداد .. الملاحظات البديهية التي يمكن استخلاصها من ذلك هي أن هذا المركز يعاني من خلل واضح في طريقة تفكيره وفهمه للامور وطريقة عمله واسلوبه هي التي قادت لهذه الانقسامات . هذا الخلل يمكن حصره تنظيميا في مخالفة النظام الداخلي وتقاليد الحزب والتراجع عن مقررات المؤتمر القومي 1992 . بالاضافة الي اختلالات بارزه في الجوانب الفكرية والسياسية .

    يضاف لكل ذلك الانقسام التاريخي بين مركز بغداد ومركز دمشق الذي ظل موجودا كواقع منذ عام 1966 وظل وموجودا في وعي المواطن العادي ووعي المفكرين والسياسيين والدارسين والاكاديميين ولكنه غير موجود وغير معترف به في وعي البعثيين الملتزمين في الجانبين . وهذا الانقسام كان نتاج صراعات ما بعد انهيار وحدة 1958 داخل حزب البعث في المشرق ومع الحركة الناصرية في تلك البلدان وقيادة عبدالناصر في مصر . واستمراره حتى الآن الحق اضرارا بالغه بحركة البعث في عمومها وتسبب في تدهور نموه وتطوره في الفترة اللاحقه وكان له تأثيره أيضا في حركة التحرر العربي عامة . ومع إن محاولات عديده قد بذلت لاحتواء هذا الانقسام في 1970 و1979 إلا إنها فشلت كلها وظل الصراع مستمرا بين المركزين دون مبرر موضوعي .

    إن الظروف الموضوعية والذاتية التي يمر بها البعث تشير بوضوح الي حاجة لاجراء مراجعات نقدية واسعة لمجمل مسيرته في المرحلة السابقة تمكنه من تجاوز ازمته الراهنة . والمدخل الصحيح لذلك هو الاعتراف بوجود هذه الأزمة أولا والاعتراف بوجود الآخر البعثي والاعتراف أن مهمات المراجعة والنقد الذاتي والتجديد هي واجب كل البعثيين في كل الاقطار وليست عملا صفويا مرهون بارادة هذا المركز أو ذاك . ويقتضي ذلك أن يدير البعثيون حوارا داخليا لتجاوز هذه الأزمة وتمكين حركة البعث من استعادة دورها ورياديتها الفكرية ونفوذها السياسي في المنطقة . ومن هذه الزاوية يكتسب مشروع الحوار البعثي - البعثي مشروعيته ومبرراته كضرورة تاريخية تحدد مستقبل الحركة بمجملها .

    اطراف الحوار :

    لآن موضوع الحوار يتصل بمستقبل حركة البعث ككل فإن كل البعثيين في مختلف مواقعهم ومختلف مواقفهم في داخل اقطارهم وفي المهجر معنيون بالمشاركة في هذا الحوار دون استثناء لاي طرف . وقد بدأ يتشكل في أوساط البعثيين وعي عام بضرورة تجاوز الواقع الراهن والمتردى من خلال فعل غير تقليدي .. صحيح أن الظروف الموضوعية والمتغيرات الدولية ظلت تضغط في هذا الاتجاه ، إلا أن التطورات التنظيمية في اليمن والأردن والسودان وغيرها قد دفعت للاسراع في التفكير بعقلانية والوعي بحقيقة الذات دون تضخيم أو وهم والعمل الجاد لاعادة تأسيس الحركة وتوحيد كل اطرافها . صحيح إن معدلات تنامي هذا الوعي تتفاوت من قطر لآخر لكنها كمحصلة آخذة في الصعود مما يعني ضرورة توسيع المشاركة في مشروع الحوار لا قصي حد ممكن لتشمل كل التنظيمات المرتبطة بمركز بغداد أو مركز دمشق بالاضافة الي البعثيين السابقين الذين حافظوا علي تمسكهم بمنهج الحزب ولازالوا ينشطون فكريا في تجديد الفكر القومي وانهاض حركة التحرر القومي العربية . والواقع أن عددا من هؤلاء المفكرين يقودون اليوم محاولات جادة لتجديد الفكر القومي من مواقع مستقله (مركز دراسات الوحدة العربية) ويقدمون جهدا عمليا رصينا يجد تقدير المثقفين العرب عموما . ورغم ابتعادهم عن التنظيم الحزبي فقد ظلوا يعكسون روح حركة البعث ومنهجها القومي (مثل : معن بشور ود. عبدالدائم ود. مسعود الشابي ومحسن العيني وغيرهم) .

    لقد انتقل مشروع الحوار البعثي / البعثي من كونه فكرة الي واقع قابل للتمدد والتطور بالحوار الذي جرى بين بعث السودان وبعث اليمن وانتهي بالبروتوكول الموقع بينهما والذى أكد علي سعي الطرفين لتوسيع المشاركين في هذا الحوار وبذل الجهود لانجازه ، بجانب الاتصالات الجارية الآن مع تنظيمات البعث في اكثر من قطر .

    موضوعات الحوار :

    الحوار البعثي / البعثي مواجه بعدة اسئلة فكرية وتنظيمية تشكل في مجملها مشروعا لتجديد الحزب وإعادة توحيده فكريا وسياسيا بما يجعله ينسجم مع المتغيرات الدولية والاقليمية التي حركت رياح التغيير ، وفكريا يبرز أولا موضوع الديمقراطية السياسية كقضية رئيسية لازالت تحتاج لجهد فكرى يردم الفجوة التي تبدت بعد سقوط نموذج الديمقراطيات الشعبية الذي تبناه الحزب متأثرا بتجربة المعسكر الاشتراكي في 1963 في وثيقة (بعض المنطلقات النظرية) والواقع أن البعث نشأ كحزب ديمقراطي حسب دستوره الصادر في 1947 وعلي أساسه دخل الحزب في النشاط الديمقراطي في سوريا وبقية بلدان المشرق العربي في السنوات التي اعقبت ذلك حتى إعلان الوحدة المصرية السورية 1958 . ورغم ذلك فان الصياغات الفكرية اهتمت بقضية الحرية كقيمة وهدف بحكم ظروف سيطرة الاستعمار الذي كان يجثم علي الاقطار العربية إبان تأسيس الحزب . وفي حين كان التنظير لقضية الحرية والاستقلال الوطني والقومي كثيفا لم تحظ قضية الديمقراطية إلا باشارات عابرة الأمر الذي سهل - بجانب عوامل أخرى - تسلل التأثيرات الماركسية في صياغة المنطلقات النظرية عام 1963 . ومن هنا جاءت مقولات الحزب الواحد ومعاداة الديمقراطية والحريات العامة .

    كذلك يحتاج مفهوم الاشتراكية الي تأكيد النموذج العربي الخاص والطريق العربي الخاص الذي يتجنب الاخطاء التي سقطت فيها تطبيقات المعسكر الشيوعي والانظمة الوطنية التقدمية العربية بما يجعل الاشتراكية من جديد مطلبا جماهيريا في مواجهة الفئات الرأسمالية التي تحاول بسط سيطرتها علي أنقاض المعسكر الاشتراكي مكشرة عن نزوع استغلالي فاضح ليس في دول العالم الثالث فقط بل وفي الدول المتقدمة حيث بدأ التراجع السريع عن المكاسب الاجتماعية للطبقات الوسطي والفقيرة التي تحققت لها إبان الحرب الباردة كمحاولة لوقف نمو الأحزاب الشيوعية في اوربا الغربية وامريكا . ويتجه هذا التراجع نحو العالم الثالث لاستغلال مقدراته تحت شعارات العولمه وحرية التجارة العالمية .

    والوعي السائد لدى البعثيين كان يقولب قضية الوحدة العربية في صيغة اندماجية فيها من المثالية والاحلام اكثر مما فيها من الامكانية والقابلية للتحقق بالنظر الي واقع الأمة العربية الملغوم بعوائق تتوالد في كل فترة اخرها غزو العراق للكويت . إن اسوا ما في تلك المغامرة إنها تلحق الضرر بصورة مباشرة بالبعث كحزب وحدوى كان يستهجن ويدين الخلافات العربية والصراعات الحدودية لا نها تصرف العرب عن قضيتهم المركزية وتسئ للعلاقات الشعبية العربية باثارتها لنعرات قطرية انعزالية في الخطاب التعبوى بين الزعامات المتصارعة . ولذلك هناك ضرورة لاعادة ربط قضية الوحدة العربية بالديمقراطية والقبول الشعبي وبتكامل سياسي واقتصادي وثقافي طويل المدى .

    تنظيميا المطلوب اعادة تعريف مفهوم الحزب وصياغة مفهوم جديد ينسجم مع رؤاه المتطورة حول قضايا الوحدة والحرية والاشتراكية والديمقراطية ويتجاوز المفهوم اللينيني للحزب الذي يجعل تنظيم الحزب شبيها بالتنظيم العسكري . وهو المفهوم الذي قاد لانحراف البعث وكل احزاب اليسار عن اشاعة مناخ الديمقراطية داخل الحزب كشرط لازم للتطور وإدامة قوة الدفع التجديدية وذلك لمساعدة الحزب علي الالتحام اكثر بجماهيره وقيادة نضالها علي النقيض من النموذج القائم علي مفهوم الطليعة المتعالي الذي يصور الحزب كصفوة خارقة تقوم بمهمات النضال نيابة عن الجماهير . إن مفهوم الطليعة القاصر هذا هو المسؤول عن تسلل روح المغامرة والانقلابات العسكرية التي تختصر الطريق وتهمش دور الجماهير في الوصول لاهداف الأمة الي وعي قطاعات واسعة داخل صفوف حركة البعث والحركات اليسارية الأخرى . إن الطليعة لا تتميز في حقيقتها إلا بتقدم وعيها وقدرتها علي استشراف المستقبل واستعدادها العالي للنضال ومهارتها في تحريك نضال الجماهير وقيادته بالتلاحم معها وليس بالانفصال عنها أو النضال نيابة عنها .

    تبدو صياغة مفهوم جديد للحزب في غاية الأهمية لانه ينعكس علي اساليب عمل الحزب الداخلية والجماهيرية وعلي علاقته مع الجماهير والقوى السياسية الأخرى ويساعد الحزب علي ابتكار الصيغ والبرامج التي تمكنه من التحول لحزب جماهيرى والموضوعات التي ستتأثر بإعادة صياغة مفهوم جديد للحزب تشمل بنية الحزب التنظيمية وعلاقة المركزية والديمقراطية وعلي وجه الخصوص طبيعة المركز القومي ودوره وعلاقته بتنظيمات الاقطار وعلاقة هذه التنظيمات ببعضها حيث اكدت التجربة الماضية أن المركز القومي قد ظل يشكل عبئا علي الحزب ومصدرا لازماته وانقساماته بتدخله الذي يتجاوز صلاحياته في قضايا من صميم صلاحيات وواجبات الاقطار في الوقت الذي اصابه العقم في ضخ انتاج فكرى في جسم الحزب وجماهيره لأكثر من عشرين عاما علي الأقل واصبح مرتبطا بالسلطة اكثر واكثر .

    الصعوبات والمعوقات :

    من المؤكد أن مشروعا بهذا الحجم سيواجه بعدد من الصعوبات اولها العقلية التقليدية التي لازالت تسيطر علي العديد من البعثيين وقياداتهم والتي ترفض في الأساس الاعتراف بوجود الخلل وترفض الاعتراف بوجود آخر بعثي وتنظر لكل عمل نقدى وتجديدى بتشكك وريبة وتمارس نوعا من خداع النفس بالتفسيرات الجاهزة لنظرية المؤامرة ، يضاف اليها المصالح المادية والمعنوية التي ترسبت مع الوقت لبعض الاطراف القيادية ، وفي سبيل حماية هذه المصالح ستقاوم أي اتجاهات للتجديد والحوار . هذه المصالح كشفتها بوضوح التطورات في تنظيمات اليمن والأردن والسودان حيث دار قسم من الصراع حول تجاوزات مالية واضحة وجد مرتكبوها الحماية من المركز القومي مما أوجد نوعا من تداخل المصالح بين الطرفين وتحالفهما لقطع الطريق علي أي تطور ديمقراطي .

    ومن ناحية أخرى سيشكل الخلاف العراقي السورى بتعقيداته المعروفة والحواجز النفسية المترتبة عليه والمتراكمة مع السنين عائقا مهما رغم مضي اكثر من ثلاثين سنة عليه ورغم تغير الظروف التي أوجدته . فقد بات واضحا أن الأوضاع الدولية والاقليمية وظروف الحزب الذاتية تدفع موضوعيا باتجاه تجاوز هذا الخلاف والتعاون الوثيق بين سوريا والعراق في كافة المجالات بما في ذلك وحدة الحزب في البلدين . وهو أمر بدأت تدركه قيادة البلدين في السنوات الأخيرة وظهر ذلك في تحسن العلاقات المقطوعة بينهما منذ عشرين عاما وفي قيام سوريا بدور سياسي واقتصادي هام في كسر الحصار المفروض علي العراق واعادته للعمل العربي المشترك .. وهناك أيضا بعض الصعوبات الفنية المرتبطة بتوقيت ومكان انعقاد الحوار والكلفة المادية العالية للمشروع هذه الصعوبات في غالبيتها غير موضوعية لذلك لن تصمد أمام ضغوط الواقع والاحتياج الملح لتجاوز واقع الحزب الراهن . ولكن ذلك لن يحدث بكل تأكيد بين ليلة وضحاها ، كما إنه لن يحدث من تلقاء نفسه . إن جهدا منظما وصبورا لابد منه للوصول الي هذا الحوار . ويمكن القول أن الاتصالات الاولية في هذا الصدد والبروتوكول الموقع مع بعث اليمن تبعث علي التفاؤل وتشير الي الامكانية الكبيرة لنجاح هذا المشروع . وفوق كل هذا وذاك المهم هو أن يبدأ هذا الحوار داخل التنظيمات المختلفة في كافة مواقعها ومن خلال الصحف واجهزة الإعلام تمهيدا للارتقاء به الي أعلي . ومن خلال ذلك يمكن تذليل كل الصعوبات المتوقعه . والمراجعة في المقالة التالية تمثل نموذجا لمثل هذا الحوار ، وفي العدد القادم تقدم عرضا ومناقشة لكتاب عزالدين دياب حول الانقسام السياسي في الوطن العربي ، حزب البعث نموذجا ، كمساهمة في هذه الحوارات .

    آراء وأفكار












                  

العنوان الكاتب Date
حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-06-03, 04:20 AM
  ج2 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-06-03, 04:25 AM
  ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-06-03, 04:28 AM
    Re: ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها Elmosley08-20-03, 02:19 PM
      Re: ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-31-03, 08:58 AM
  Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-06-03, 06:32 PM
  Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-07-03, 04:57 PM
  Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-11-03, 04:50 AM
  Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها AbuSarah08-11-03, 05:51 PM
    Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-13-03, 07:18 PM
      Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها hamid hajer08-20-03, 02:12 PM
        Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_208-31-03, 09:50 AM
  Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_209-01-03, 01:55 PM
  Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها altahir_209-08-03, 05:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de