القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 00:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل محمود احمد الامين(adil amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2006, 01:59 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها

    بقلم عبدالوهاب الافندي-القدس العربي

    اثارت ملابسات وعواقب عقد القمة الافريقية في الخرطوم الاسبوع الماضي جدلا واسعا في الاوساط الدولية الاقليمية والسودانية، يكاد يكون انحصر كله في دور الدولة المضيفة (السودان)، بينما اغفل او كاد يغفل تماما لب القضية، وهو مسار الاتحاد الافريقي الوليد وما تمثله هذه القمة بالنسبة لافريقيا، وما نتج أو ما كان من المفروض ان ينتج عن القمة من قرارات.
    صحيح ان مسألة استضافة القمة من قبل السودان لم تكن غير ذات علاقة بمضمونها. فالوضع في السودان ظل لفترة طويلة يعتبر احد اهم قضايا القارة، بل كان يحتل المرتبة الثانية في الوجدان الجمعي الافريقي بعد النظام العنصري في جنوب افريقيا. وبعد تصفية النظام العنصري هناك، اصبح السودان يحتل المرتبة الاولي عند الافارقة، حيث كانت دول عدة، من ابرزها ناميبيا وزمبابوي وتنزانيا ويوغندا وزامبيا واريتريا وكينيا تساهم في تسليح التمرد في الجنوب وتقديم الدعم السياسي والمالي واللوجستي له باعتباره نضالا افريقيا مشروعا ضد الهيمنة العربية .
    وقد تعمقت هذه النظرة اكثر بعد كارثة دارفور التي تفجرت في نفس الوقت الذي بدا فيه ان ازمة الجنوب المزمنة في طريقها الي الحل. ففي الجنوب كان هناك بعد ديني يتطابق مع انقسامات اخري في القارة الافريقية بين المسلمين والمسيحيين. ولهذا كان بعض مسلمي افريقيا يتعاطفون نوعا ما مع اخوانهم في الدين في شمال السودان. اما في دارفور التي غاب فيها البعد الديني واصبح البعد العرقي وحده هو الظاهر، فان الافارقة توحدوا الي حد كبير حول موقف مناهض للحكومة السودانية.
    وفي ضوء هذا الاستقطاب فان مجرد عقد القمة في السودان تحت الظروف الحالية لقي معارضة لا يصعب تفهمها. وبالمقابل فان انعقادها في الخرطوم يمثل انجازا سياسيا كبيرا للسودان، تحديدا بسبب هذه المعارضة. وتعتبر المطالبة بعد ذلك برئاسة الاتحاد الافريقي من قبيل الطمع. ولعل من وجهوا سهام النقد للحكومة واعتبروا ما حدث صفعة كبيرة للسودان، واهانة للكرامة الوطنية، غفلوا عن هذه الابعاد. المنتقدون كانوا علي حق ربما في التشكيك في كلمة قرار استضافة القمة في الاساس، لانه لم يكن من الصعب ادراك عواقب هذا الامر في وقت تواجه فيه البلاد ازمة مثل ازمة دارفور هزت صورتها الدولية بشكل لم يسبق له مثيل، وفي ظل التصور المهيمن لهذه الازمة باعتباره ازمة اضطهاد للعنصر الافريقي في السودان.
    وقد كان السودان واجه لأزمة مماثلة فيما يتعلق بمنظمة دول شرق افريقيا المعروفة بـ ايقاد (IGA)، والتي كان عضوا فيها، ولكنه اضطر اكثر من مرة للتخلي عن دوره في استضافة قمتها بسبب التوتر الكبير مع عدد من دولها، خاصة يوغندا واريتريا. ولكن الاوضاع تغيرت بعد ذلك بحيث تمكن السودان من استضافة قمتين متتاليتين للمنطقة (2001، 2002)، كما تم قبول مرشحه لامانة المنظمة. وقد كان هذا التحول هو تغير موازين القوي في المنطقة، اضافة الي التغييرات الداخلية في النظام. فقد ادي اندلاع الحرب بين اريتريا واثيوبيا في عام 1998، وانشغال يوغندا في حرب الكونغو الي تصدع التحالف المناوئ ـ كما ان تحول السودان الي دولة نفطية في عام 1999 والتخلص من الشيخ حسن الترابي واقصائه من الحكم مساهما في تغيير النظرة الاقليمية والدولية للسودان، واعطاء الانطباع بانه اصبح اكثر اعتدالا.
    ومما لا شك فيه بان ثروة السودان النفطية كان لها دور في التأثير علي قرار عقد القمة في الخرطوم، اضافة الي انجاز اتفاقية السلام في الجنوب العام الماضي. فحتي من الناحية اللوجيستية احتاج السودان الي انفاق عشرات الملايين من الدولارات لتأهيل البنية التحتية (المطار، الطرقات) اضافة الي بناء وحدات سكنية لاستضافة الزعماء المتوافدين. فالخرطوم ما تزال تفتقد الي الفنادق والتسهيلات الاخري التي تجعلها مؤهلة لاستضافة مثل هذه الاجتماعات الدولية.
    اتفاق السلام في الجنوب ايضا سهل الامر، ولكن شبح دارفور المخيم كان له رأي آخر. وفي بادئ الامر كان للازمة بعد يحسب لصالح الخرطوم وهو ان ازمة دارفور اصبحت محور اول مهمة حفظ سلام للاتحاد الافريقي. وكان من شأن ذلك ان يشجع الاتحاد الافريقي وقياداته علي التقرب من الحكومة السودانية حرصا علي نجاح هذه التجربة. ولكن الشعور العام بالاستياء من الموقف السوداني، خاصة بين المنظمات المدنية وفي الاعلام ولدي بعض الزعماء الافارقة كان يتصاعد لدرجة تغلب معه علي هذا الاعتبار.
    وبما ان لازمة دارفور بعدا عالميا يتمثل في التعبئة الواسعة وغير المسبوقة التي شهدها الرأي العام الغربي، ومع استمرار تقارير الامم المتحدة والمنظمة الانسانية علي التأكيد علي استمرار تدهور الاوضاع هناك، فان الدول الكبري انتفضت بدورها ضد مشروع عقد القمة في الخرطوم ـ وبما ان الاتحاد الافريقي وكل دولة لا يسعها اغضاب الدول المانحة ، فكان لا بد من هذا الموقف.
    والنتيجة هي ان الجدل حول السودان استحوذ علي ما تناوله الاعلام عن القمة التي بدا انها لم تناقش شيئا آخر ولم تنجز شيئا. وقد لا يكون هذا الاحساس بعيدا عن الواقع، فالقمة قد ناقشت قضايا ومقترحات كثيرة، كان من ابرزها مقترح سوداني بانشاء يونسكو افريقية ، اضافة الي قضايا التكامل الاقتصادي والامن والسلم في افريقيا، وفض النزاعات، والنقل والمواصلات وغيرها. ولكن ما تحقق في هذه النقاشات لم يكن مدعاة للاحتفال.
    الاتحاد الافريقي يعتبر مشروعا طموحا مقارنة مع منظمات مماثلة (الجامعة العربية مثلا) حيث يدعو الي تسريع التكامل بين دولة (من بين الاوراق التي ناقشها المؤتمر ورقة تقدمت بها ليبيا حول تسريع خطوات قيام الولايات المتحدة الافريقية ). ولكن ـ وبما ان ليبيا ذكرت في هذا المقام ـ فان البعد بين الطموح والواقع يذكرنا بشعارات الوحدة العربية التي كان من يطلقها هم عينهم الذين سببوا اكبر الضرر لقضية الوحدة. وهكذا اصبحت لقاءات القمم الافريقية اشبه بتجارة الاوهام، تناقش فيها اقتراحات براقة وتتخذ قرارات كبري، ولكن الواقع هو الواقع.
    وفي هذا الصدد فان تجربة دارفور تقف دليلا علي هذه المسافة بين الطموح والامكانات. فالاتحاد الافريقي انبري للتصدي لهذه القضية، وتعهد بحفظ الامن والسلام ورعاية المفاوضات. ولكن القوات التي وصلت هي بالكاد قادرة علي حماية نفسها، وبالكاد تتمكن من احصاء عمليات خرق وقف اطلاق النار، ولا تبذل مجرد الجهد للتصدي لها. وتحتاج هذه القوات لطائرات اجنبية لنقلها الي دارفور والي تمويل خارجي لبقائها هناك. وليس لديها معدات كافية، وتسليحها لا يزيد علي الحد الادني. وقد تصدقت كندا علي هذه القوات في العام الماضي بمركبات مدرعة، وما يزال مناديها ينادي حفظ سلام لله يا محسنين !
    ولهذا السبب فان المحسنين قرروا ان يتولوا الامر بانفسهم بدلا من الاستمرار في الانفاق علي عملية خاسرة. وهكذا تكون دارفور تحولت الي انتكاسة لجهود الاعتماد علي الذات في افريقيا بدلا من ان تصبح نموذجا تفخر به القارة. وبالمثل فان المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الافريقي ما تزال تراوح مكانها دون تحقيق تقدم يذكر.
    هذا لا يعني ان القارة الافريقية لم تحقق تقدما في مجالات عدة بدءا من السودان نفسه الذين تحقق فيه سلام جزئي ويبدو مقبلا علي نهضة اقتصادية. فقد انتشرت الديمقراطية في معظم ارجاء القارة، واصبح الاستقرار لا الحروب والنزاعات هو الطابع الغالب علي اكثر دولها. ولكن هناك فرقا بين ملاحظة ان القارة تتعافي تدريجيا من نكباتها، وان يقال انها جاهزة لكي تصبح الاتحاد الاوروبي الآخر، ان لم يكن لسبب فلان القارة تضم بعض دول العالم العربـــي، ومنها الدول المغاربية واتحادها الذي اصبح آية للعالمين في البعد عن كل ما له علاقة بالاتحاد والوحدة.
    بنفس القدر فان الجدل الدائر في الخرطوم الان حول من هو المسؤول عن الكارثة الدبلوماسية التي جلبها عقد القمة وتحولها الي فضيحة للسودان بدلا من فتح جديد، هذا الجدل يستند الي نفس الاوهام التي سوقها الاعلام الرسمي واشتراها الآخرون، ذلك ان تحول النظام السوداني من مرتبة شارون عند الاخوة الافارقة الي رتبة رابين لا تعني فتحا مبينا، وانه من المتوقع في هذه الحالة ان نسمع اصواتا افريقيا تنتقد الدولة تجاه السودان، خاصة بعد كارثة دارفور التي جعلت وضعنا ينتكس الي رتبة سلوبودان ميلوسوفيتش وميليشياته العربية في البوسنة. فالنظام السوداني هو حاليا تحت المراقبة بضمانة حسن السير والسلوك، وعلي اساس اتفاقية تصفية ذاتية، والمحكمة الجنائية الدولية تتحرك بنشاط لمحاكمة كبار مسؤولين تحت طائلة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
    وتحت هذه الظروف فان الترويج الي ان السودان اصبح زعيم افريقيا غير المتوج وان ادارة بوش اصبحت مولهة بحبه هو من قبيل خداع النفس الذي برع فيه البعض وبنفس القدر فان مجرد التطلع الي دور خارجي، ناهيك عن زعامة اقليمية لنظام يجد صعوبة في ادارة شؤونه الداخلية، ويعجز عن ادارة الحوار بين انصاره قبل خصومه، هو بداية حسابات خاطئة تؤدي الي مثل هذه الكوارث. وهو امر لا يجب ان يثير الانزعاج والاستغراب الا عند من غرته الاوهام في المرتبة الاولي.
                  

العنوان الكاتب Date
القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها adil amin01-31-06, 01:59 AM
  Re: القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها adil amin01-31-06, 02:18 AM
    Re: القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها adil amin01-31-06, 02:52 AM
      Re: القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها adil amin01-31-06, 11:38 AM
        Re: القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها adil amin02-01-06, 06:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de