من نمولي الى حلفا ..اكتمل مشروع السودان الجديد(منقول)

Quote: وثيقة مهمة نص خطاب ياسر سعيد عرمان - نائب الأمين العام المكلف لقطاع الشمال وعضو المكتب السياسى للحركة الشعبية لتحرير السودان في المؤتمر الأول لقيادات قطاع الشمال 4-5 فبراير 2007 - القائد / سلفاكير ميارديت – رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبى لتحرير السودان . - الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – فاقان أموم أوكيج. - السادة الضيوف . - قادة الحركة الشعبية وأعضائها. تحية طيبة لجمعكم الكريم وترحيباً حاراً بكم جميعاً بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وقطاع الشمال ونحن نعقد مؤتمرنا الاول الذى يأتى تحت شعار : ( بناء - تغيير- ديمقراطية - وحدة طوعية – إحترام التنوع التاريخى والمعاصر ) ، وفى البدء دعونى أبدأ بتحية الشهداء من كل الأطراف الذين سقطوا فى الحرب وكل الذين تحملوا تبعات الحرب وعملوا من أجل السلام فى مقدمتهم الدكتور / جون قرنق دى مبيور أتيم. وتحية خاصة لنساء بلادنا وأطفالها . السيدات والسادة :- تعد إتفاقية السلام الشامل حدثاً فريداً فى تاريخ السودان الحديث ، ليس لأنها أوقفت حرباً ضروس فحسب بل لأنها المحاولة الأولى منذ رحيل الإستعمار البريطانى لبداية إعادة النظر بصورة جذرية فى وقائع وأسس بناء الدولة السودانية المو منذ الإستعمار فى محاولة جريئة لإعادة النظر على نحو ديمقراطى فى قضايا السلطة والثروة والثقافة و الأمن وفتحت الإتفاقية الطريق نحو إجراء مصالحة وطنية شاملة والإتفاق على رؤية جديدة لبرنامج البناء الوطنى فى كل السودان عبر تعميم نموزج الإتفاقية على كافة أقاليم وولايات السودان وعلى الرقم من ان الإتفاقية لم تحسم علاقة الدين والدولة الموضوع ذو الصلة بقضية المواطنة المتساوية ومن ثم وحدة السودان ولكنها فى مجملها خطت برنامجاً مفصلاً لإعطاء إشارات وسياسات جديدة تؤدى لبناء الثقة وتهيئة مناخ معافى وإنهاء العنف بين القوى السياسية ومعالجة أمر التداول السلمى للسلطة عبر إنتخابات حرة ونزيهة بالرجوع إلى الشعب وحسم أمر الوحدة القهرية بالركون إلى وحدة طوعية عبر إجراء إستفتاء على حق تقرير المصير لمواطنى جنوب السودان الأمر الذى يرجع بلادنا إلى منصة التكوين بأن تكون أو لا تكون , ومن هنا تأتى أهمية أن نحسن التعامل مع الفترة الإنتقالية والقضايا التى تطرحها وستلعب القوى السياسية دوراً مهماً ومفتاحياً فى إدارتها لجهاز الدولة والحكم عبر مساهمتها فى تحريك الفئات الشعبية ومؤسساتها لإعطاء وحدة السودان فرصة جديدة عبر التواصل الإنسانى والشعبى بين أقوام السودان ولا سيما فى مناطق التمازج ، ومن هنا تأتى أهمية بناء الحركة الشعبية ولا سيما فى شمال السودان ومعلوم للجميع إن الحركة الشعبية ستلعب دوراً فى غاية الأهمية فى الإستفتاء على تقرير المصير والمعادلة فى غاية الوضوح فإن الحركة الشعبية فى فترة الإنتخابات الاولى والتى هى بمثابة الإستفتاء الاول على حق تقرير المصير شمالاً ستحدد خياراتها على ضوء مدى الدور الذى بإمكانها ان تلعبه فى كل السودان الذى تحدده نتائج الإنتخابات وكلما تمكنت الحركة لوحدها أو بتحالفات سياسية أن تلعب دوراً مؤثراً يتناسب مع حجمها وبرامجها شمالاً كلما إتجهت نحو وحدة السودان الطوعية والجديدة ، وكلما إنحسر نفوذ الحركة الشعبية شمالاً فإنها ستختار خيار الإنفصال عند الإستفتاء الثانى جنوباً اللهم إلا إذا كان هناك من لم يأخذ قضية الإنتخابات النزيهة والإستفتاء على حق تقرير المصير مأخذ الجد ، فإنه بذلك يبحث عن المتاعب وكل شرور البشرية والعالم فى حرب أخرى تتوارى عنها الحروب السابقة خجلاً وحسرة وحزن على ضحاياها ، وبإمكانى ان أقول بصدق وثقة إن بناء الحركة الشعبية فى شمال السودان تأتى أهميته الفائقة من زاوية الحفاظ على وحدة السودان على أسس جديدة ووجود الحركة الشعبية راسخة الجذور فى شمال السودان وثيق الصلة بجذور شجرة الوحدة الطوعية التى نرنو إليها جميعاً فحينما نسعى لوحدة أفريقيا والتكامل (عربى – أفريقى) فإن ذلك يمر عبر السعى لوحدة السودان على أسس جديدة . فكرة قطاعى الشمال والجنوب فى شكلها الظاهرى لا تتماشى مع الأدب والفلسفة السياسية الرفيعة التى إخطتها الحركة الشعبية لنفسها فى تجاوز حواجز التاريخ والجغرافيا المترسخة فى الذهن والمفاهيم والحياة وملخصها فى النظرة للسودان عبر ثنائيات الجنوب والشمال متغافلة الشرق والغرب والوسط ، وثنائية العرب والافارقة متغافلة الإحصائيات التى تضع أغلبية الأفارقة فى الشمال وإن (عرب السودان) هم عرب أفارقة وإن الثقافة العربية الإسلامية هى إسلامية عربية أفريقية وثنائية الإسلام والمسيحية هى الاخرى لا تتسق مع الجغرافيا ، فالإسلام موجود جنوباً والمسيحية موجودة شمالاً وفى الماضى كان لها ممالك ولذلك من المهم القول إن فكرة قطاع الشمال والجنوب لا تقوم على أساس جغرافى بل سياسى ولذلك فإن جنوبى كردفان والنيل الازرق تابعتين للقطاع الجنوبى وإن فكرة القطاع الجنوبى والشمالى ستنتهى عند عقد المؤتمر الثانى للحركة الشعبية لتحرير السودان وربما قبله. القطاع الشمالى بدأ نشاطه الرسمى فى أعقاب إتفاقية السلام مع قدوم وفد المقدمة وقد توجنا عملنا بالإستقبال التاريخى لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الشهيد / الدكتور – جون قرنق دى مبيور أتيم وعندها بدأت مرحلة ثانية تحت قيادة القائد / عبد العزيز آدم الحلو ولجنة ال (24 ) التى قامت بعمل جبار فى إعادة التنظيم والهيكلة ، ثم المرحلة الثالثة والحالية التى كان لى شرف قيادة القطاع للمرة الثانية ، والقطاع الشمالى تأسست فيه فروع الحركة الشعبية بمبادرات ومساهمات طوعية معظمها خارج المظلة الرسمية للحركة الشعبية وهذه المجهودات تستحق الإنحناءة والتحية والتجلة والتقدير على الرغم من أخطاء هنا وهناك ومنافسات وطموحات فى غير موضعها ومخاض عسير فى التعايش بين الأعراق والأقوام والديانات والثقافات التى جذبت ممثليها وطلائعها فكرة السودان الجديد وقد إنتمى الناس للحركة الشعبية كحركة جماهيرية عريضة أفراد وجماعات وأحياناً قبائل وقرى بأكملها ولن أنسى منظر لافتة على طريق سنار – جبل موية مكتوب عليها : قرية طيبة الحسناب – الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى علقها أهل القرية منذ عامين ،وإستقبلنا عشرات من أطفال تلك القرية الوديعة بألواح القرآن فأودعناهم حبنا بندوة قصيرة عن ما هى رؤية السودان الجديد وقلنا لهم (طيبة الحسناب ويياى) . تضم هياكل الحركة الشعبية فى عشرة ولايات ممثلين لمجموع القبائل والثقافات والديانات تجترح بهم الحركة الشعبية طريقاً ومسارات جديدة نحو أن يبقى السودان موحداً وفاعلاً وحاضراً فى خارطة الإقليم والعالم ونموزجاً للتعايش المشترك فى قلب أفريقيا والعالم العربى مشعاً بنوره الوضاء نحو آفاق الإنسانية جمعاء ، ففى ولاية النيل الأبيض على سبيل المثال لا الحصر يتكون مجلس قيادة الحركة الشعبية من (31) قبيلة مختلفة ، ومسئوله المالى / فيكتور فرج - من الأقباط السودانيين . قبل بدء الحملة لتنظيم الولايات وضعت سكرتارية القطاع الشمالى تصوراً ورؤية مفصلة لأهداف الحملة وبرنامجها وبإختصار نرجو أن لا يكون مخلاً تلك الرؤية إستندت على الأسس التالية :- 1- إن توطن الحركة الشعبية لتحرير السودان فى شمال السودان مثلما هو الحال فى الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق وتملك لمواطنى الشمال. 2- ان لا يتعارض ذلك مع الحفاظ على التنوع الإثنى والدينى والثقافى لقيادة الحركة الشعبية فى كل ولاية ، وأن لا يحرم ذلك المجموعات المختلفة من إيصال ممثليها للقيادة. 3- الأحزاب والحركات الحديثة تقوم على توسيع المشاركة فى مؤسسات القيادة وإتخاذ القرار وقد وضعت ذلك نصب أعينها . 4- المشاركة الفاعلة للمرأة فى أجهزة ومؤسسات الحركة الشعبية فى كل ولاية. 5- أن يتم ذلك على أساس الإنتخابات من القرية وحتى مجلس الولاية. 6- رسالة الحملة الاساسية هى إيصال رؤية السودان الجديد مع إعطاء القضايا التكتيكية واليومية حظها من الإهتمام ، ولكن يجب أن نطرح الرؤية الإستراتيجية للحركة الشعبية المتمثلة فى برنامج السودان الجديد . رئيس الحركة الشعبية القائد سلفاكير والسادة الحضور:- ركزت مؤتمرات الحركة الشعبية وندواتها فى كل الولايات أثناء الحملة على القضايا التالية :- - التهميش – الديمقراطية – التنمية – الثقافة – التاريخ – التنوع التاريخى والتنوع المعاصر- البيئة – المرأة –العدالة الإجتماعية – إتفاقية السلام – المصالحة وثقافة السلام – التعايش السلمى - كعناصر فى صلب رؤية السودان الجديد . ومنذ بداية المرحلة الثالثة فى البناء بدأنا برنامجنا بعمل تنظيمى وجماهيرى يهدف تعزيز القدرات وإعادة الثقة لعضوية الحركة الشعبية بعد فقدها الجلل لرئيس الحركة الشعبية ومؤسسها الدكتور / جون قرنق دى مبيور - وبدأنا برنامجنا بندوة جماهيرية كبيرة بميدان المولد بالسجانة خاطبها رئيس الحركة الشعبية القائد / سلفاكير ميارديت - بوصفه رئيساً للحركة الشعبية لتحرير السودان وكانت ذات أثر بالغ فى رفع معنويات جماهيرنا ثم قمنا بالتحضير لإحياء الذكرى الأولى لرحيل المفكر والقائد الدكتور / جون قرنق دى مبيور والتى كانت تحت شعار ( فلنوقد شموع التسامح والمحبة ) فى خلفية معاكسة لأحداث الإثنين والثلاثاء التى إستهدفت رايات التعايش السلمى التى أعلتها الحركة الشعبية وقد كان الحضور البهى فى إستاد المريخ ومدن وقرى شمال السودان التى احيت تلك الأمسية مما أسهم فى تعزيز ثقة جماهير الحركة الشعبية وكل الذين تطلعوا لدور الحركة الشعبية فى معادلة البناء الوطنى وأعطى رجال الشرطة شهادة ووسام بأن مئات الألوف من جماهير الحركة الشعبية لم يسجل ضدهم بلاغاً واحداً فى كل أقسام البوليس وهو الامر الذى لم تشهده أى مناسبة سابقة كثيفة الحضور وقد أظهر قطاع الشمال قدرات تنظيمية باهرة ومبشرة . من بعد ذلك قمنا بإعادة هيكلة لجنة ال (24) التى تبقى منها (17) شخص وفق موجهات المكتب السياسى وتحويلها إلى سكرتاريات وقد إبتدعنا فكرة مكاتب السكرتاريات مما أدى إلى إرتفاع مشاركة أعضاء الحركة الشعبية فى أداء سكرتارية قطاع الشمال من عشرة أشخاص إلى (140) نساء ورجال ، ثم توجهت فرق عملنا إلى الولايات وأقمنا عشرة مؤتمرات فى عشرة ولايات وأكثر من (45) ندوة جماهيرية فى قرى ومدن القطاع الشمالى من ضمنها ندوات كبرى حضرها الآلاف فى : الخرطوم – مدنى – سنار – عطبرة – مروى – حلفا القديمة – كسلا – الفاو – القضارف – بورتسودان وسواكن – الأبيض – الرهد – أم روابة وغيرها . فى حملتنا التنظيمية تعرفنا على واقع الناس والأرض وعلى حياتهم وآمالهم وطموحاتهم وأشواقهم ورغبتهم الملحة فى التغيير وبناء وطناً جديداً للمحبة والسلام والإمكانيات الكامنة والكبيرة للحركة الشعبية لتحرير السودان والقبول الواسع التى تحظى بها فى الريف والحضر وعند الناس العاديين والمثقفين وإكتشفنا إن رؤية السودان الجديد تستأثر بأفئدة جموع كبيرة من أبناء شعبنا وتأكدنا من صحة هذه الرؤية وقدرتها على إيقاظ طاقات شعبنا وتطلعه نحو الحياة الكريمة وإن رؤية السودان الجديد ما هى إلا مشروع كبير للتعايش السلمى فى جوهرها وإن العمل المسلح لم يكن سوى وسيلة يمكن إستبدالها بأخريات من صنوف وسائل العمل السلمى كما يقتضى الحال . فى الريف شاهدنا كيف تثقل الضرائب والجبايات والإهمال الكبير لقطاعات الزراعة والرعى تثقل كاهل الأغلبية من أبناء شعبنا وتهدد فرص التنمية المتوازنة وتعيد إنتاج التهميش ، ومدى أهمية وحيوية جعل البترول محفزاً لقطاعات التنمية الأخرى لا الإعتماد عليه كمورد وحيد وتأكدنا من صحة شعار الحركة الشعبية (بنقل المدينة إلى الريف لا الريف إلى المدينة) وضرورة أن تتبنى الحركة الشعبية على نحو قاطع قضايا المزارعين والرعاة والمهمشين فى ريف شمال السودان. فى ريف ومدن شمال السودان لامسنا عبر التجارب الشخصية مدى التنوع الإثنى والثقافى فى هذه البقاع من بلادنا والتغيرات الديمغرافية الكبيرة والهجرات الواسعة بين أرياف السودان وعلى سبيل المثال: فإن قبيلة المساليت تعتبر الآن قبيلة من شرق السودان مثلما هى من غربه و إن أبناء وبنات النوبة وجنوب السودان العظام موجودون فى كافة مدن الشمال بلا إستثناء وفى بعض ريفه أيضاً كل هذا الحراك مؤشر إيجابى سينعكس على مستقبل الحراك الإجتماعى والسياسى فى بلادنا . إعتمدت خطتنا تنوع وتعدد أشكال البناء التنظيمى وإتاحة الفرصة لإعتمار أكثر من طاقية تنظيمية لأعضاء الحركة الشعبية فى إنتماءاتهم الإبتدائية والقبلية والمحلية وإن تستثمر الحركة الشعبية وجودها فى الجهازين التشريعى والتنفيذى فى الولايات كتيراب يزرع ولا يأكل قبل الزراعة ، وما تم إنجازه فى الولايات ما هو إلا ضربة البداية لمواصلة مهام البناء اليومية الشاقة والمعقدة فى ظل غياب تقاليد تنظيمية راسخة للحركة الشعبية فى ولايات الشمال مما يلقى مذيد من الأعباء على قيادة الحركة وسوف يناقش مؤتمركم هذا مظاهر الضعف والقصور والسلبيات فى أدائها التنظيمى والسياسى لا سيما أن الحركة الشعبية تشق طريقاً جديداً فى إنشاء تنظيم عابر للقوميات والأديان والثقافات وفق رؤية السودان الجديد وهى أكبر محاولة منذ هزيمة حركة اللواء الأبيض تلك الحركة التى شكلت بداية العمل الحقيقى التنظيمى والحزبى الحديث فى السودان بل الحركة الشعبية فى وجه من وجوهها إمتداد لحركة : 1924 التى ضمت على عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين رمزين يمتدان شمالاً وجنوباً لوحدة السودان . قطاع الشمال سيوسع هياكله الحالية بتركيز أكبر فى مجالات الثقافة والرياضة والبيئة والمرأة والشباب والطلاب وسيهتم بقضايا تؤرق مجتمعنا مثل الأيدز لا سيما فى ولايات القضارف وكسلا فتزكية المجتمع تحتاج إلى شفافية وسنعمل للفراغ من إكمال حملة البناء فى ولايات دارفور الكبرى و إكمال حملة بناء العاصمة القومية بالتركيز على أحياء الخرطوم القديمة ومعسكرات النازحين وقوميات بعينها كالنوير و والزاندى وأبناء غرب وشرق السودان وعمال اليوميات فى مجالات البناء والنظافة وقطاع البترول ودون ان ننسى ستات الشاى و هم رصيد للحركة الشعبية القادم من أوساط المهمشين وستظل هياكلنا ضعيفة إلى حين أن تقوى أمام القديم ولكنها ستنمو ويتصلب عودها فى خضم العمل اليومى ومعارك البناء والتغلب على التحديات ووضع الحركة الشعبية فى قلب الحياة السياسية كقوى للتغيير تتوجه للناس فى كل المواسم وضمنها موسم الإنتخابات ونستطيع ان نقول بثقة أن الحركة الشعبية هى من أقوى الأحزاب على الساحة السياسية لا لأنها تحكم الجنوب وتمتلك مصادر القوة فحسب بل لشعبيتها الكاسحة شمالاً وجنوباً وهى قوة رئيسية فى التحول الديمقراطى ، كما لا يفوتنى ان أذكر بأن قطاع الشمال بمثل ما هو ضمانة لوحدة السودان على أسس جديدة فهو بالمقابل ضمانة أخرى للإستفتاء على حق تقرير المصير ، كما أن الحركة الشعبية لكى تزيد نصيبها فى قسمة السلطة أو تحافظ على ما هو كائن الآن لا بد لها من كسب معركة الإنتخابات فى الشمال ، ومهما تكن نتائج الإستفتاء على حق تقرير المصير فإن المصالح الإستراتيجية بين الشمال والجنوب باقية فوق الغضب والإنفعالات . عزز قطاع الشمال فى الفترة الماضية البنية التحتية من مكاتب ومؤسسات وسوف يتم خلال إسبوعين إفتتاح مدرسة الدكتور / جون قرنق للعلوم السياسية التى ستقوم بتدريس برامج ورؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان . السيد / رئيس الحركة الشعبية – السادة الحضور :- صاحب حملة بناء الحركة الشعبية لتحرير السودان فى شمال السودان حملة معادية من بعض الدوائر إتخذت من التحريض الإثنى والدينى والإرهاب السياسى والفكرى والفبركة والتلفيق والتزوير والهجوم على الأشخاص مادة لها وما يقلقنا حقاً ان هذه الحملة تؤثر سلباً على نمو وتطور العلاقات بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ولا يخفى على أحد أن هذه العلاقات هامة لمجموع شعبنا وبلادنا ولا سيما فى مرحلة إنتقالية قلقة ومتوترة تضع بلادنا على مفترق الطرق ونحن نتطلع إلى حوار موضوعى وهادىء وعقلانى مع المؤتمر الوطنى حول هذا الموضوع الهام . سيستمر قطاع الشمال فى توثيق الصلات بين الحركة الشعبية وحركات الهامش والقوى السياسية التى تدعم تنفيذ إتفاقية السلام والتحول الديمقراطى وتوحيد السودان على أسس جديدة وسيدعم القطاع روح الشراكة المتكافئة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى وخلق تفاهمات تقود نحو الإجماع الوطنى والدفع بالمجهودات للوصول إلى حل مرضى وعادل وعاجل لقضية دارفور يعزز ما تحقق فى أبوجا ، وجماهير الحركة الشعبية بدارفور تتطلع للزيارة التى أعلنتم عنها لدارفور . وفى الختام : لابد لى أن أمر فى عجالة على قضايا سياسية ومشاهد إنسانية من حملة البناء ولنبدأ بوادى حلفا القديمة * شدنا فى وادى حلفا تمسك مواطنيها بالأرض وبالتاريخ والثقافة واللغة النوبية مع تمسكهم باللغة العربية وهم يتطلعون لتتبنى رئاسة الجمهورية مشروع لإعادة أعمار وادى حلفا وإكمال الطريق الشرقى حتى لا تموت مدينتهم وتاريخهم . * نعمل على إكمال إحصائية عضوية الحركة الشعبية فى الولايات ولكن يمكن أن نعطى نمازج على شعبية الحركة الشعبية ففى ولاية الجزيرة بلغت عضوية الحركة الشعبية حوالى ( 45,000 ) عضو وفى ولاية النيل الابيض ما يذيد على ( 25,000 ) عضو وفى ولاية كسلا ( 18,089 )عضو * دورالحركة الشعبية فى شمال السودان تم تأجيرها من ملاكها ولكن هنالك دار وحيدة تحكى قصة من قصص الإصرار والمثابرة هى تلك الدار المميزة فى حى الموردة فى حلفا القديمة التى تملكها الحركة الشعبية وقام ببنائها نساء حى الموردة من عضوات الحركة الشعبية ولهن التحية والتجلة . * فى الذكرى الثانية لرحيل الدكتور / جون قرنق تبنى قطاع الشمال حملة لزراعة مليون شجرة فى شمال السودان إحياءً لذكرى ذلك القائد الذى كان ولا يزال شجرة وارفة الظلال . * فى جامعة الخرطوم تمكن قطاع الطلاب فى قطاع الشمال من إنتخاب أول طالب جنوبى رئيساً للإتحاد منذ كلية غردون التزكارية و هو : أكوت دوت - كذلك فازت قائمة الحركة الشعبية لوحدها فى جامعة القرآن الكريم فرع الجزيرة ، وفى جامعة القرآن الكريم الأم فى قائمة متحالفة مع آخرين فكما تعلم أيها القائد إن الحركة الشعبية لا عداء لها مع القرآن أو الإسلام وفى معيتنا الآن فى هذا المؤتمر شيوخ أجلاء من قادة الحركة الشعبية ( المكاشفى والصابونابى والكباشى ) . * يتوجه صوب الحركة الشعبية قوتين هامتين من قوى شمال السودان رجال الطرق الصوفية وأبناء زعماء القبائل والعشائر وستجد فى هذا المؤتمر أسماء عبد الحميد منعم منصور / وعمر الطيب هارون / وعمر الطيب أبو روف / وعدنان الخليفة عبد الله التعايشى و/ أبو سبيب و/ شنان والآلاف من أبناء شعبنا البسطاء الكادحين الذين إحتلوا موقعهم بجدارة فى صفوف الحركة الشعبية . * تطالب جماهير الحركة الشعبية فى كل منطقة حللنا بها بأن يكون للحركة الشعبية قناة تلفزيونية وإذاعة وجريدة وهى مطلب جماهيرى وضرورى لعملنا السياسى وأكدنا لهم إن ذلك فى سلم أولوياتك. * شارك فى بناء الحركة الشعبية فى شمال السودان المئات ولكن أود ان أخص بالذكر والإشارة الشابات والشباب من جنوب السودان الذين إمتلكوا مضاءة وعزم على عبد اللطيف و/ عبد الفضيل الماظ ويردون لهم التحية بإسم الحركة الشعبية . * فى كسلا قمنا بزيارة أسرة الشهيد / خالد آدم دراج وفى الجزيرة أبا قمنا بزيارة والد حماد آدم حماد وأسرته ، وفى نورى قمنا بزيارة العمدة كنيش عمدة نورى وصديق مولانا / الميرغنى – وتمنينا له عاجل الشفاء وفى بورتسودان قمنا بزيارة الناظر: منيب الذى تبرع بأرضه لحى ( فيليب ) ليقطنه النوبة والجنوبيين . وأخيراً : أيها القائد أهدينا عملنا فى الشمال لعلى عبد اللطيف و / عبيد حاج الامين أبطال اللواء الأبيض وإلى الدكتور/ جون قرنق دى مبيور , ولابد لنا أن نضيف فى هذا المؤتمر إهداءً آخراً إلى رجال الكتيبة ( 104) و ( 105) فى بور 16 مايو 1983 وإلى خمسة من أعضاء القيادة العليا المؤسسين للحركة الشعبية : ( جون قرنق دى مبيور/ وكاربينو كوانجين بول / ووليم نيون/ أروك طون أروك ) ولك أنت أيها القائد / سلفاكير ميارديت و أنت الشاهد الحى على تاريخهم وتاريخك ونقول إن أكبر إنجازاتك إنك أبقيت الحركة الشعبية موحدة وحية بعد رحيل الدكتور / جون قرنق وإن أعضاء الحركة الشعبية جميعاً كانوا بالأمس أبناء وأخوان وأخوات الدكتور/ جون قرنق دى مبيور وهم اليوم أبنائك وأخوانك وأخواتك أيها القائد / سلفاكير ميارديت وستجدهم عند حسن ظنك. والسلام عليكم ورحمة الله. الأحد 4 يناير 2007 - الخرطوم © Copyright by SudaneseOnline.com ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام أعلى الصفحة الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع