كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: شريان الشمال ..... أو فراق الطريفي لجمله (Re: خضر حسين خليل)
|
أبناء الولاية الشمالية وبالذات نحن النوبيون هم أكثر من استخدموا طريق أم درمان دنقلا المحس السكوت حلفا ويرتبط فتح هذا الطريق في الماضي بأسماء سائقين من المنطقة النوبية مثل السائقين سليمان علي خيري المشهور بسليمان جنني وعبداللطيف قدو وسعيد ابوحواء وكان ذلك في بداية القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت كان أمل مواطني المنطقة تعبيد هذا الطريق وذلك لوعورته وصعوبة اختراق المنطقة الصحراوية لتحرك الرمال والزحف الصحراوي فكانت مناشدة السلطات المتعاقبة لتعبيد هذا الطريق ، فأتت حكومة الإنقاذ بمشروع شريان الشمال لعمل الإسفلت من أم درمان إلى دنقلا ومن ثم إلى منطقة المحس والسكوت إلى أن يصل حلفا فكان تكلفة إقامة الطريق بالعون الذاتي وكما هو معروف أبدع أهل الإنقاذ في جمع المال من أبناء المنطقة فتم وضع مبلغ معين على المغتربين في دول المهجر تجمع بواسطة القنصليات من جميع مواليد الولاية الشمالية فزاد العبء على المغترب مع مسميات الجبايات الأخرى وكذلك فرض على كل من يسلك هذا الطريق جباية وكذلك المزارعين والمعاملات التي تتم في المحليات والمحافظات في الولاية الشمالية لا بد من تسديد مبلغ شريان الشمال فدفع المواطنون لأن الطريق كان ضمن أحلامهم ، فتم تشييد الجزء الصحراوي من الطريق وعندما بدأ استخدام الطريق ظهرت العيوب أولها ضيق الطريق حتى علق احد السائقين الظرفاء فقال ( انتظرناها عملوها لينا ذي سير المروحة ) عدم جودة نوع الإسفلت المستخدم وهشاشتها والدليل كثرت الحفر مع العلم الطريق لم يكتمل بعد وعدم استقامة الطريق وهذا يؤدي إلى عدم تمكن السائق الرؤية الكاملة عند المنعطفات والتجاوز ، فأصبح هذا الطريق هاجساً من ناحية السلامة لمستخدميه فكثرت الحوادث وأصبح طريق الموت فعندما يودع الأهل المسافر ينتابهم الشعور بهلاكه لكثرت حوادث هذا الطريق الضيق ، فكما نزف هذا الشريان أموال أبناء المنطقة المغتربين وأهلنا الساعين والكادحين لتوفير لقمة العيش لا بناءهم في قرى وجزر الولاية الذين استقطعوا قيمة إنشاء هذا الطريق فأصبح لهم مرعباً وقاتلاً لفلذات أكبادهم . فألي متي سيظل هذا الشريان نازفاً وقاتلاً لأحلام أهلنا النوبيين فأصبحنا نسمع بأن فلان سافر بهذا الطريق ولم يعد ، فصار الحلم كابوساً فنزف أموالنا وأرواح أهلنا ( فهل من مستمع )
|
|
|
|
|
|
|
|
|