|
Re: مدن (Re: خضر حسين خليل)
|
جنوب النيل الازرق ..سحر الطبيعة الفاتن الذي يغويك فتنساق خلف الخضرة والماء والوجه الحسن ..تنساق فلا تود العودة ابداً .. هواء يعيد للوجوه القها الذي لقحته شمس الخرطوم وصهرتها فالشمس هناك تمتلىء باحتها بالسحاب فلا تكاد تراها سحب تسحبك بين رحيلها فتصنع لك فردوساً في ظلال التبلدي والنيم والمانجو... تستعذب المشهد بين لون السماء الاكثر زرقة في بعض المساحات التي رحلت سحبها لتؤاخي بين اللون الازرق للنيل الازرق واللون الرمادي للقطاطي المنتشرة على طول المسافة بين الدمازين والرصيرص .. اغواء اللون الرمادي للارض وجاذبيته للنظر حيث لا تحس باصطدام بؤرة العين الخشن الذي يحدث لك في مناطق اخرى حرقت الشمس ارضها واحالتها الى حراقة. تؤذي العين ..لاتود رد البصر بين شجرة واخرى، ولاتربد لان الاشجار تكون علامات ساحرة تدعوك لكتابة رواية بكاملها عن سحر الرصيرص التي اشهدها لاول واقع في غرامها. المسافة بين الرصيرص والدمازين مرصوفة بالشوارع انخفاضاً وعلواً «خيران وجداول هيمانة» واكوام بيوت النمل الابيض تعلو وتنخفض محدثة تألفاً بين لون الارض ولونها «الاسود - الازرق كما يحلو لاهله تسميتها» المياه رغم النيل الازرق تتلقاها القرى عن طريق روافع المياه من الآبار.. شهدنا اطنان من الاشجار مقطوعة حتى لينفطر قلبك لمشهدها وتبادر للسؤال هل تم زراعة بديل لما تم قطعه؟وسؤال آخر لماذا تلتقط ا لعين مساحات شاسعة «بور» ولا ترى الى ابعد او اقرب نقطة من احد سوى الرعاة العابرين هنا وهناك؟ الشارع رأسي ووحيد ذلكم الرابط بين الدمازين والخرطوم .. شارع مهترئ كالخرقة البالية تعتريه الثقوب يتعرج على نحو ثعباني وليس له من رصيف افقي كأنما المدينة منبتة عما جاورها من الاتجاه الآخر. عبرنا الكبري الفاصل بين الدمازين والرصيرص مشهد يحتاج الى «نفس» عميق تجذبه لترى وقع الجمال على روحك تخشى عليها من شهقة الموت لفرط الجمال .. تشهد الخزان وامتداد النيل الازرق ضارباً بموجه الصاخب على صخور الخزان لتخرج الكهرباء التي لا تصل الى أهل الدمازين والرصيرص .. امر يزعجك حين ترى القرى لابسة ثوب الظلام بدون امل حتى لترى اعمدة الكهرباء زاحفة باتجاهها.. مدن يا صديقى احببتها بعنف
|
|
|
|
|
|
|
|
|