محجوب شريف بيننا / برقيات علي شرف الحضور

Quote: محجوب شريف "أبقى عشرة وعشرين على رقبتك" محجوب شريف يا والداً أحبنا إليك مني الرسالة الطويلة القصيرة والأشواق... يا من قلت فينا وفي الوطن الحبيب: "فديتك يا مديد القامة يا شعباً سديد الرأي وقلبي عليك يا حجراً حنين دفاي أقبل وين أفوتك وفى حماك حماي أسيب عزاي أسيبه وكيفن ألقى عزاي فى وحشتي وسلواي عيونه وبحة الغناي نخيلك تمره ضوَّ صباي ونيلك فى جواي هامد هميم جرّاي وقبضة إيدي مسكة رمحك الرماي أطالع فى صحارى الليل مطالع صبحك الضواي فديتك لو بقيت منفاي فديتك لو بقيت مرساي" وفديناك يا أبو مريم ومي بأرواحنا وقلوبنا النبضهم قوقاي يا نغماً حنين شاشاي بريقك أقوى من الماس فراقك للفريق بكاي يا سيد الضمير الحي، ويا نبضك يهز الدنيا يا هداي يا أحلى ما في الناس يا الما بتعرف الغفلة في الهباباي نحبك زي حنين الأم على الأولاد وزي أشواقنا للوطن الحبيب في غناي محجوب "أبو مريم ومي" ومعه أميرة في هذه الأسرة الصغيرة أصبحوا مأوى لكل العصافير التي اعتادت أن تغدو إليهم، وتترك الشجر...مدد..مدد العشق يسقط خلف ذاكرتي فيجعلها بلد...فقد جعلت هذا الوطن قمر للعاشقين، فلماذا تسافر؟!! فكيف ترضى عنك تلك الرحابة والبشاشة التي تشهرها علينا، وكيف يبدو الحي بعدك...النفاج، والأطفال والجيران، ولون الشاي فقد كان لك هدوء المدينة والأحباب وكان لنا المنافي والخيام.... فقد كنا نتزود بتلك الذكريات، وعندما تلفظنا الغربة، نستنجد بالعولمة، ونقف في جناح الريح ونضغط "صفرين أثنين أربعة تسعة...." عبر المحمول ذلك الجهاز العجيب فينقلنا إليكم... يرن جرس الهاتف....وكم يتمالكنا الإحباط عندما يأتينا صوت الآلة عفوا إن هذا المتحرك لا يمكن الوصول إليه حالياً الرجاء المحاولة مرة أخرى، وننتظر بفرح وشوق، يرن الهاتف بنفس وقع الضحكة يا محجوب، ثم تجيب أميرة "أهلاً يا فلان الفلاني... أن شاء الله كويس أها أنت وين جيت السودان، وتتمنى جية الأوطان...وتسأل عن أخبارك بلهفة الأمهات، وتطمئن عليك وتطمئنك على حالها برغم قساوة الأقدار... ثم تحول الهاتف إلى محجوب الذي يختزن في ذاكرته الجميلة كل المفردات والألفاظ التي يستخدمها، معك، ولا ينسى أن يسأل من أهلك، ومن أمك وكيف صحتها، يغربل جوفك بإنسانية متناهية، يحنو عليك كما الآباء... فما أن تسمع صوته إلا وتعتريك الفرحة بالانتماء، فيعمق لديك عشق الوطن و حب الناس والخير والجمال والحق والعدل، والقيم الإنسانية والثبات والتسامي على كل الآلام، فكم من مرة قصدته لأشكو له علتي وسلوتي جراء الغربة، فتجده بارعاً في تحويل كل الإحباطات إلى تفائل جميل فإليك الحب والوفاء يا من علمنا الصبر والثبات. حتى ابتسامتك لم تغب عندما داهمك مرض السكري اللعين وظللت تداعبه بشراب الشاي واحتواء الناس الحلوة كالأناناس، فيغضب المرض اللعين، ويتوعدك بالويل. فكنت تقول له دائماً، أنا لا أعرف الخوف تحب الكلمة لو حرة، وتحب السترة لو مرة، وتعاف الشينة لو درة. وكما عودنا محجوب دائماً ما يختار المداخل العميقة في قصائده هاهو الآن أيضاً يختار له محبيه المخارج العميقة لكي يباعدوا بينه وبين هذا الداء اللعين أختاروا له المملكة المتحدة وبمشاركة كل الأحباب والوطنيين الغيورين من كافة أمريكا كندا واستراليا والدول العربية سيقفون وقفة رجل واحد حتى يخرج هذا المرض خلف مزابل التاريخ، وكما كانت دعوته في النفاج لنا جميعاً أن نقف بكل نملك، فها نحن الآن نقف حباً وكرامة دون أن تتسلل إلينا غفلة، أو أن يتسلل إلينا ظن نجتمع عليه، كما اجتمعنا على حب الوطن والبيت الشارع، نتقاسم الحلوة والمرة، ولو مر الزمان أسرع نفرح بعودة العافية ولقاء الحبان على الأوطان... وأجمل هدية كانت من أسرة الأحفاد "آل بدري" دون فرز وهم يشيدون تلك التظاهرة الراقية في مساء العاشر من مايو 2006 للوقوف مع هذا الإنسان الذي لا يعرف سوى العطاء، إنه الآن دورنا وبالرغم بأنه لم "يحوجنا" حتى نعطيه... فلك التحيات أبو مريم ومي ولك العافية تلبسك ثوباً وتفتخر بك، ولنا الأمنيات والصبر، حتى تعود ملء العافية، وتعود للوطن الضحكة والونسة...والقيم الإنسانية، وكما توصينا دائماً... يا محجوب أبقى عشرة وعشرين على رقبتك.... ونتكي على ضراعك كما السنبلاية ونغني: "وتزعلى يوم.. وازعل وننفعل مرات تقبّلى منّى.. واتوسّد ضُراعى سكات وفينا حنيه تتشابك موده.. تشابك الغابات ونحن اذا اختلفنا سوا.. بنطيع الصاح ولو بتنا القوا بنرتاح اذا تمن الملح والعيش.. رُضا الشمّات وتتكى سنبلايه على ضراعى.. واميل كأنى غنا الطفوله العذبْ كأن الدنيا طى القلبِّ والمنديل كأنّ الدنيا طىِّ القلب والمنديل" بدرالدين عوض الكريم - الأمارات العربية المتحدة