كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: غادرت سيدتي وأغلقت باب" القمرة " بهدوء مُريب كأن بالوناً من مشاعر العتاب والغضب انفجر و أراحها وتركتني مُثقلاً بتأنيب الضمير . لم أكن أتنبه لما كانت تقول . كنتُ أنظرها بمنظار العِشق وأرقب رقصاً جسدياً يدور من حولي يملأ دُنياي بالأعاجيب المُدهشة . ظالمٌ أنا أو ربما اغتسلتُ من خطاياي لأصبح مظلوماً. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: العزيز الأكرم :سرندر شكراً لك أن وهبتنا فوق ما نستحق ،
نشهد أنك قد أحببت خُبزنا المكتوب على ورق السماء ، وإن من بين صلادة الصخر ما يتفجر ماءً وتنبُت زهرة .
أما عن الحُزن :
فكيف هو صنيع حين يولد بين السيف وكساء غِمده ؟..
لكن الفأل دوماً سيد أحلام قادمات |
والله ما زدت شروى نقير على مقدارك الذي أنت به حقيق. بل الأحرى أني تقاصرت بي عجالتي على الاطناب بما يليق ويستقيم وجمال ما بثثته هنا. عائد لك - برواقة- ما إن اتنفس من غبار المطاعنة في الدوام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: serenader)
|
Quote: والله ما زدت شروى نقير على مقدارك الذي أنت به حقيق. بل الأحرى أني تقاصرت بي عجالتي على الاطناب بما يليق ويستقيم وجمال ما بثثته هنا. عائد لك - برواقة- ما إن اتنفس من غبار المطاعنة في الدوام |
الفاضل : سرندر وإن لكَ للغة رقيقة الملامح ، كثيفة المعاني ، موجزة الدلالة لك من الشكر أجزله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: مَنْ هي " ماتريد " ؟ أهي ملكة أسبانيا ما قبل منتصف القرن الماض ؟
|
"ماتريد" (تنطق بفتح التاء وتسكين الراء ومد الياء بالفتح) كانت ملكة جمال السويد في سنة ما من الثلاثينات المنصرمة. ولا اعتقد أن شاعر الأغنية (أبو صلاح؟) رآها. فإن تيسر له ذلك، فعلى الأغلب في صورة منشورة في جريدة، ولا بد أنها كنت مغبّشة وتفتقر إلى الوضوح. فجماع الظن عندي أنه "تماها موية".. على فكرة، "السيدة" التي كتبت فيها الأغنية تسكن في الحي ذاته الذي ولدت ونشأت فيه. وهو حي ناله نصيب مقدر من الأغاني الحقيبية: بدور القلعة، ما بنمشي لي ناس ما بجونا، حاول يخفي نفسه... الخ والاسم واضح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: serenader)
|
العزيز : سردندر تحية عطرة
لم يزل حضورك ببهائه خطواً متوهجاً . يقف قطر الندى مُتكوراً ، ينظُر بنانك وهو يكتُب مُثقلاً باللغة وبالمعرفة. إني أرى أن شُعراء الأغنية منذ الثلاثينات على قليل ما توفر لهم ، يسبقهُم حرصهم على تتبُع المعرفة أنا وُجدتْ . وبمثل ما تفضلت ، تقول الأخبار أن هنالك في السودان في عهد التُركية قُنصلية للنمسا أي قبل أكثر من خمسين عاماً قياساً من مطلع الثلاثينات ، علاوة على توفر المجلات والصحف المصرية . إني أحسب أن الشاعر قد رأى صورة " ماتريد " كاملة ببهائها ، بل وأظنه قد ذهب مذهباً بعيداً لخداع اللغة وفتوتها بين اللبس بين لفظة " ماتريد " و " مَا تريد " .
لك التحية والمحبة ، فما تفضلت به ثراء يقصر عنه الثناء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: إن كنتُ أثق في مشاعري فأنا قد نظرتُ الدُنيا بمنظارٍ جديد ،غير الذي نظرته بها من قبل . أرى الصحارى من حولنا كأنها مضارب ظليلة . صَحو نسيم مجالسها دفء السَكن. من حولها الأرضُ مُعشوشبة وتلال الرمل الصفراء من البعيد تبدو مثل " شال المراعي " وقد اعتلى الجبال كما في قصيدة الشاعر /محمد المكي إبراهيم" مزرعة الجبل " . تراه وقد أدهشته مرائي الفتنة التي تتزين بخضرة كثيفة ، مُتدرجة الألوان ، ناعمة الظلال ، تكحل الأعيُن الناظرة . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: العزيز : سردندر تحية عطرة
لم يزل حضورك ببهائه خطواً متوهجاً . يقف قطر الندى مُتكوراً ، ينظُر بنانك وهو يكتُب مُثقلاً باللغة وبالمعرفة. إني أرى أن شُعراء الأغنية منذ الثلاثينات على قليل ما توفر لهم ، يسبقهُم حرصهم على تتبُع المعرفة أنا وُجدتْ . وبمثل ما تفضلت ، تقول الأخبار أن هنالك في السودان في عهد التُركية قُنصلية للنمسا أي قبل أكثر من خمسين عاماً قياساً من مطلع الثلاثينات ، علاوة على توفر المجلات والصحف المصرية . إني أحسب أن الشاعر قد رأى صورة " ماتريد " كاملة ببهائها ، بل وأظنه قد ذهب مذهباً بعيداً لخداع اللغة وفتوتها بين اللبس بين لفظة " ماتريد " و " مَا تريد " .
لك التحية والمحبة ، فما تفضلت به ثراء يقصر عنه الثناء . |
عزيزي الشقليني فراراً من أن يتحول بوستك النادر لغة ومغزى إلى اعتراف متبادل بالفضل- مستحق مني وتفضلاً منك- لن أرد على ما سبق، لكني احتفظ بطلاوته ذخراً لـ "زخم" لا شك آت.. وأصادق على حسن ظنك بأهل الحقيبة، وانا من مفتونيها، وغنما قصدت التلطف، فأدلى بي إلى تعسف غير مقصود ولا مبتغاي كان. *****
Quote: أريقُكِ أم ماءُ الغمامةُ أم خَمــرُ .. بفيّ بَرُودٌ وهْوَ في كَبدي جَمـرُ أذا الغصنُ أم ذا الدِّعصُ أم أنتِ فتنةٌ .. و ذَيّا الذي قَبّلتُهُ البَرْقُ أمْ ثَغـرُ رَأت وجهَ مَن أهوى بليلٍ عـواذلي .. فقُلنَ نرى شَمساً وما طلعَ الفَجرُ رَأينَ التي للسّحر في لحَظاتهـــا .. سُيوفٌ ظُباها من دَمي أبداً حُمرُ |
لله در أبي الطيب.. لكني أرى - من حيث التمني على جريان المقادير في الموقف الذي ابدعته بعاليه- أن سيد شعراء الغزل طراً العباس بن الأحنف أرق وأعذب وأصوب تصويراً وتعبيراً في قوله:
ولقد سقتك بشرة عنبراً وقرنفلاً *** والزنجبيل وخلط ذاك عقاراً والذوب من عسل الشراة كأنما *** غصب الأمير تبيعه المشتارا
(نسيت باقيهن)
وأحسب أن مما يلحق ببليغ معانيك ومليح تصاويرك في المعنى الذي تريد، ما حفظه الرواة باعتباره واسطة العقد في سائر شعر العباس بن الأحنف، أي قوله: يا أَيُّها الرَجُـلُ المُعَـذِّبُ قَلبَـهُ *** أَقصِر فَـإِنَّ شِفـاءَكَ الإِقصـارُ نَزَفَ البُكاءُ دُموعَ عَينِكَ فَاِستَعِر *** عَينـاً لِغَيـرِكَ دَمعُهـا مِـدرارُ مَن ذا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكـي بِهـا *** أَرَأَيـتَ عَينـاً لِلبُكـاءِ تُـعـارُ الحُبُّ أَوَّلُ مـا يَكـونُ لِجاجَـةً *** تَأتـي بِـهِ وَتَسوقُـهُ الأَقــدارُ حَتّى إِذا اِقتَحَمَ الفَتى لُجَجَ الهَوى *** جاءَت أُمـورٌ لا تُطـاقُ كِبـارُ وَإِذا نَظَرتَ إِلى المُحِبِّ عَرَفتَـهُ *** وَبَدَت عَلَيهِ مِـنَ الهَوى آثـارُ قُل ما بَدا لَكَ أَن تَقـولَ فَرُبَّمـا *** ساقَ البلاءَ إِلى الفَتى المِقدارُ
والبيتين الثاني والثالث بالغين في الحكمة وصدق التعبير مبلغاً يعجز الوصف ويخجله.. لكني لا أملك وأنت تحكي عن سيدة أقمارك أن استدعي بلاغة أبي نواس، وأحسبك من حزبه - بالمعنى القريب وليس البعيد (ما تفهمني غلط )- في قوله: تَمَّت وَتَمَّ الحُسنُ في وَجهِها *** فَكُلُّ شَيءٍ ما خَلاها مُحال لِلناسِ في الشَهرِ هِلالٌ وَلي *** في وَجهِها كُلَّ صَباحٍ هِلال
الحصة شِعِر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: serenader)
|
B]
العزيز سرندر تحية لك فقد أثريت الملف بحق إن من الشِعر ما قتل ،
إن الشِعر دُنيا ترى الكون بمنظار السِحر ، وبساتينه الغناء . وحياة الشعر وهي تترفع عن اللغة المُباشرة التقريرية تفتح اللغة الموسيقية لمعاني منفتحة الأفق ، عذبة المناهل . لو جلس المرء بتمهُل يقرأ بيتاً في قصيدة ويستعرض حياته ، ماضيها و حاضرها ، لوجد أن الشاعر قد مسَّ وجعاً أو لمس أحاسيسه كأنه عاش حياتك منذ الطفولة إلى فورة الشباب وما بعدها . لن يسع المرء إلا انحناءة أمام هذا التجول بين الغزل وهو يمرح في سهول الدُنيا ، يغرف من الشعر ، ذاك المٌتعدد الرؤى ، وهو يتجاوز سماوات الخيال . أسأل نفسي كيف لا يمُر على مشهدي صحيفة من موائدك حلوة المذاق ، كي تُعمِر بُنياننا النفسي وتُثري وجداننا ؟ بمثل بنانك وذاكرتك ...تقتضي ألا تبخل علينا بجنان الشعر ، وهي تصور الكون بلغة منتشية ، تقفز من فوق كل الحواجز . يقولون عن أبي الطيب أنه يقصُر عن رقة البُحتري ، فطموحاته لونت شعره ، وما تركت كثير وداعة كما عند غيره . ولعلك مُصيب فيما تفضلت به ، ومن بيته الذي أوردنا :
Quote: رَأينَ التي للسّحر في لحَظاتهـــا .. سُيوفٌ ظُباها من دَمي أبداً حُمرُ |
تلمح تشبيه المعارك ، والمقاتِل والدم ،وذاك باب ينهل من طبائع الشخوص التي تكتُب الشعر ، فقد تميز أو الطيب بالحكمة أكثر .... شكراً لك أن جعلت من الملف دون سابق إنذار : دوحة مُزدانة بظلال الشِعر ودُنياه الجميلة . للشعر سطوة على النفس ، فتجد نفسك تتنقل بين أزهاره ، ولا تقف نزوة أو شهوة دون أن تجدها عند الشِعر قماشة حرير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هيّ ضحـوكٌ فَرِحـةٌ تُحـاكي طائر الهَـزَار (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: ماتريد" (تنطق بفتح التاء وتسكين الراء ومد الياء بالفتح) كانت ملكة جمال السويد في سنة ما من الثلاثينات المنصرمة. ولا اعتقد أن شاعر الأغنية (أبو صلاح؟) رآها. فإن تيسر له ذلك، فعلى الأغلب في صورة منشورة في جريدة، ولا بد أنها كنت مغبّشة وتفتقر إلى الوضوح. فجماع الظن عندي أنه "تماها موية".. |
اطلعت على سفر الأستاذ : معاوية حسن يس :ـ " من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان ـ من أقدم العصور وحتى 1940 م " وقد ذكر بخلاف ما نحسب من نسبة القصيدة لسيد عبد العزيز ، وقد أوردها في ص 598 . وهو يرصد أشهر الأغنيات وفيها ذكر " سيدة وجمالها فريد " وذكر أنها مسجلة بصوت سرور 1929 م
وهي فرصة لنُحي من خلال هذا المنبر شعراء الأغنية منذ العشرينات وإلى اليوم من الذين جلسوا لشعر الغناء وأسسوا الخير لوجداننا .
| |
|
|
|
|
|
|
|