قيل عن الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبُوك أنه قال للبدري : يا إيد ( البدري ) .. أزرعي بَدري .. وأحصُدي بَدري ونومي بدري ..أصحي بَدري ..و شوفي كَان تتقَدري
سينضب معيني إن تتبعت خُطى سيدة القص الحَنين :
الأستاذة سلمى الشيخ سلامة حين سردت قبساً من حياته . ستتعجب الحسان اللائي يتدثرنَّ في الأحلام المُقدسة يترقبنَّ مقدمه : كيف أكتُب عنه وقد التقيته مرة واحدة لحماً ودماً ، ثم التقيتُه مرات ومرات في مرآة بِركٍ الفن المُتلألئ ، المسموع والمَرئي و سرق هو بها قلوبنا جميعاً .
بيننا والكاتبة الرائعة المذكورة في علياء كتابنا المُشرع هذا ، و في السماء الدُنيا محبة سَمِها ما شئت وقل : ( عبدالعزيز العُميري ) زُمُرُّدة في الوجدان .
هو عشق مُشترك لتُفاحةٍ هجرت شجرتها مُبكراً لأهواء في رغبات الدنيا المجنونة بالهجر وقد تخيرت الريح الطيب فينا و دفعت به ليُجمل تُراب الوطن . ينـزرع وتنبت الأرض من بعد موسم أو موسمين نباتاً موسوماً بتفاصيل الحياة الصاخبة التي عاش الفنان الراحل وتألقت به ثم رحل . تغنى مع أستاذنا الرائع ( علي السقيد ) أغنية وطنية كلماتها غريبة في وطن الإعسار . مطلعها :
جينا نخُت إيدينا الخَضرة فوقِكْ يا أرض الطيبين يا بنوت الحِلَّة العامرة أبِشرنَ .... عديلا وزين ............. أفتَحَنْ البيبان والطاقة وأمسَحَنْ الدمعة الحرَّاقة
......
سنَشرع في اصطياد وريقات عن المبدع عبد العزيز العميري مرة أخرى ، وسنوسع أنفُسنا طرقاً للذاكرة ، ونكتُب لمن لم يره من أجيالنا اللاحقة أن الأرض لم تزل بكراً ، وأن خيرها الولود قابعٌ ينتظر وقته ليبدأ الزمن الجميل ، يعيد غسل أوجهنا من أثار الغَبرة الكالحة التي ألمَّت بأمتنا ، ونُزيح الرمد الصديدي الذي أعمانا أن نُبصر كما يُبصر إخوتنا في الإنسانية . من يصحو ليفتح لنا صدر ذلك الزمن الباهر ، ويُجمل صبحنا بحرير الشفق في أعراسنا القادمات ؟ .
ما تعود أهلنا التوثيق ، فقد غشتهم لوثة البداوة منذ قرون ولم يعودوننا الكتابة .
من سرق صبحنا المُضيء : العُميري ؟
سنفتح ملفاً لأوجهه الناصعة المُتعددة ، ونفتح الوجدان ، نفُض لفائفه و نُغسل الكآبة من ذاكرتنا ثم نبدأ من جديد .
إن غلب أهلنا النعاس من تعب المَشقة وشمس الهجير ، فسنفرش وسادته ليستريح الغلابة منا ونعيد الرؤيا من جديد : هنا شرابنا من بئر لا تنضب ، وشجرة فاكهتنا تُنبت مُقابل كل شَفة ثمرة يُحبها الأطفال .
ــــــــــ
نأمل من الجميع أن يمدوننا بما يعرفون عن الفنان الراحل عبد العزيز العميري ، إذ نرغب أن نصنع ملف وفاء تكريماً له ، والشكر موصول لكل من يقرأ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة