كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: البقــــــــــــــارة: الأثنوغرافى، الجيوغرافى والجيوبولتكس علي خلفية ظهور مصطلح دولة البقا (Re: Biraima M Adam)
|
قبائل البقــــــــارة: من قبائلهم الكبيرة: الرزيقات، التعايشه، الهبانية، بنى هلبا، المسيرية، الحوازمة، السلامات، أولاد حميد، بنى سليم، بالأضافة إلي قبائلهم الصغيرة: التعالبه، الحوطيه، الترجم، بنى خزام، البشير، بنى حسين وغيرها .. نأتى إلي ذلك تفصيلاً لاحقاً ..
هاشية: مفهوم القبيلة يختلف عند البقارة من غيرهم من القبائل الأخرى، فالحوازمة مثلاً يتكونون من حوالى 35 قبيلة قائمة بذاتها داخل منظومة قبائل الحوازمة .. لذلك سوف تجدنى إستعمل صيغة الجمع قبائل الحوازمة، قبائل الرزيقات، قبائل المسيرية وهكذا بدل من كلمة قبيلة المفردة التى سوف أستعملها عند الوحدات القبلية الدنيا في التصنيف .. هناك حوالى150 قبيلة داخل منظومة البقارة تقريبا .. مما قاد إلي ظهور مصطلح قومية البقارة .. ومن ثم مصطلح دولة البقارة في الكتابات البريطانية عن البقارة ..ً
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البقــــــــــــــارة: الأثنوغرافى، الجيوغرافى والجيوبولتكس علي خلفية ظهور مصطلح دولة البقا (Re: Biraima M Adam)
|
حزام البقارة: يمتد حزام البقارة بين النيل الأبيض إلي بحيرة تشاد، في خط حدوده الشماليه حولى خط 11 وفي بعض 12 درجة شمالاً، أى محازى لخط السكة حديد بين كوستى - الأبيض - نيالا، شمال هذا الخط في بعض الأحيان وجنوبه في مواقع قليلة .. أما حدودهم الجنوبية هى بحر العرب وبحر الغزال وجنوب النيل الأبيض وحتى أفريقيا الوسطى في حالة التعايشة فى جنوب دارفور .. ويمثلون نسبة سكانية عالية في جنوب كردفان وجنوب دارفور وربما جنوب النيل الأبيض ..
هاشية: سوف نقوم بدارسة جغرافية حزام البقارة لاحقاً وطبيعة معيشتهم فيه وعلاقاتهم بمجموعاته السكانية بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البقــــــــــــــارة: الأثنوغرافى، الجيوغرافى والجيوبولتكس علي خلفية ظهور مصطلح دولة البقا (Re: Biraima M Adam)
|
خلفية تأريخية: تعتبر قبائل البقارة كبرى المجموعات العرقية في غرب السودان وهي قبائل رعوية تجوب السهول الواقعة بين أواسط وجنوب شمال كردفان ودارفور شمالاً الي أقاصي الأجزاء الجنوبية من جنوب كردفان ودارفور جنوباً وجنوب النيل الأبيض، حث تصل في فترة تجوالها الصيفي الي حدود بحر العرب وبحر الغزال لتلتقي بالقبائل الجنوبية، ثم تعود أدراجها مع بداية موسم الخريف نحو الشمال لقضاء فترة الخريف في أراضي القوز تجنباً للحشرات الضارة والأوحال. يعزي كثير من المؤرخين أن أصول هذه القبائل يعود إلي قبائل جهينه العربية إحد أفرع قبائل البيدون التى تقطن الجزيرة العربية والتى هاجرت إلي أفريقيا عن طريق صحراء سيناء إلي النيل الأعلى ثم تفرعت ناحية الغرب وأنخذت حياة التجوال سبيلاً للعيش لها. ويرى أخرون أمثال ماك مايكل أن هذه القبائل جاءت مع الهجرات الأولى مع بداية الدعوة وأستمرت في مسيرها محازات الساحل المتوسطى حتى تونس ثم أنحدرت جنوب الصحراء إلي منطقة تشاد حيث أسس نظارات وعموديات عامرة حتى اليوم، ولكن لنمو ثروتهم الحيوانية وتضييق سلاطين مملكة وداى عليهم بعامل الضرائب والعتاوات رحلت أغلب قبائل البقارة ناحية الشرق حيث أستقرت في مواطنها الحالية .. كما أن المؤرخين لايعرفون متى دخلت هذه القبائل إلي السودان أو مواقعها الحالية تحديداً، ربما ذلك يؤكد قدم أستيطانها في المنطقة. كما أن تأريخها السلالي، القبلي والعشائري لم يكن مكتوباً بصورة جدية. تعتبر جغرافية حزام البقارة وتأريخه السياسيى من أهم الظواهر التى شكلت وأثرت في طبيعة البقارة المعيشية والتى حددت ملامح حياتهم في المنطقة ودورهم الأقتصادي، الأجتماعى والثقافي وتفاعلاتهم مع البيئة والسكان مما خلق شخصية مميزة لهذه القبائل علي ضوءها يمكن قراءة مسيرة حياتها ومستقبل وجودها ودورها في المنطقة. قبائل البقارة مع كونها رعوية نجدها تشرك في صفات عدة كريطقة اللبس، الثقافة، المسكن، التراث، العادات والتقاليد، الديانة، إدارة شؤنها عن طريق الإدراة الأهلية (الناظر، العمدة، الشيخ)، و إنتهاجها طرق العيش الجماعى المعروف في أفريقيا Collectivism. تتميز قبائل البقارة عن بقية القبائل الرعوية الاخري في السودان كقبائل البطانة و البشاقرة والذبيدية بل متميزون حتى عن رعاة الأبقار الذين يتداخلون معهم في المرعى كالبديرية، مسبعات، قبائل النوبة والجنوب الرعويتين. إن هذا التميز تعزيه هذة القبائل إلي إرثها السلالي المشترك؛ إذ يعتبرون أنفسهم أبناء عمومه لكن لا يعرفون في إيّ عم يلتقون. إن ما يمكن الجزم به أن هذه القبائل حقيقةً متميره عن غيرها ومتقاربة فيما بينها ولكن دون شعورها بوحدة مصيرها وهدفها ومستقبل حياتها في المنطقة. ومن الجدير بالملاحظة أن هذه القبائل مسلمة مما يعنى أنها هاجرت من مواطنها الأصلية في الجزيرة العربية بعد نزول الوحي وأتت ضمن طلائع التبشير الاسلامي الأولي إلي القارة السوداء تحمل رسالة، أيّ أن قدومها للمنطقة كان ضمن هدف نشر الدعوة وفق أطار ووسيلة مخطط لها هي الأمتزاج بالسكان المحليين وتعليمهم الدين واللغة عبر الزواج والمصاهرة وحسن الجوار. إن المتتع لهذه القبائل يري أن معظم أهدافها في نشر الدعوة واللغة قد أصابت نجاحاً عظيماً إذ أن أغلب المجتمعات التى عاشوا وسطها تتحدث اللغة العربية و يدين أغلبها بالأسلام. ومن حقائق التأريخ أن هذه القبائل لم تأتي بجوش جرارة لقهر الأفارقة بل جاءت متسلحة بالعلم ومتمرسة في أساليب الدعوة مما يسر مهمتها الصعبة أصلاً حتى فتح الله لها وبها أذاناً صما وقلوباً غلفا في المنطقة وغيرت وحسنت من سبل عيش المنطقة وأدخلت مهارات وحرف جديدة أنعشت إقتصاد المناطق التى أستقروا بها. لا يعرف المورخون متى دخلت قبائل البقارة إلي المنطقة. أن مجرى أحداث التأريخ يشير إلي أن البقارة أستوطنت مناطقها الحالية قبل دخول المستعمر وأعتنقت المجموعات السكانية التى تعيش في المناطق التى أستوطنوا فيها الاسلام أيضا قبل دخول المستعمر بحسن عشرة وأمتزاج القبائل العربية بهم. نظرة سريعة لأحداث التأريخ تنجلي الحقائق الأتية: 1. في نهاية القرن السابع الميلادي دخل الأسلام إلي السودان عبر النيل الشمالي عن طريق التجار ومجموعات الرعاة. وتلك هى بداية دخول هذه القبائل إلي السودان . 2. في 1505م تأسست سنلطنة الفونج الأسلامية. وذكر د. غيمي رأفت الشيخ أن سكانها من قبائل جهينة العربية وتمتد حدودها الغربية حتى حدود سلطنة الفور. 3. في عام 1530 تأسست مملكة تقلى (مملكة الجبال الأسلامية) التى تحادد مملكة الفونج من الناحية الجنوبية الغربية، في المنطقة التى تعتبرحزام البقارة وحتى اليوم. وقد ذكر بروفسر يوسف فضل حسن أن ملوك تقلي يهدفون إلي نشر الأسلام وثقافته عن طريق التبشير والأختلاط والمصاهرة وتشجيع القبائل العربية علي الأستقرار. يتضح أن قبائل البقارة هي عماد مملكة تقلى الدينى، مما يعنى أن هذه القبائل توجد بالمنطقة قبل بداية القرن السادس عشر الميلادي. مما تقدم يتضح جلياً أن دخول هذه القبائل للمنطقة يعود ما بين نهاية القرن السابع الميلادي وقبل القرن السادس عشر الميلادي.
نقلا عن مقال سابق لى
بريمة
| |
|
|
|
|
|
| |