الرد علي دعاوى أبراهيم بقال ضد القبائل العربية: فتح ملف دولة الزغاوة الكبرى مرة أخرى

Quote: ‏ حرب الزغاوة ‏!! تحالف حركتا التمرد في دارفور – تحرير السودان والعدل والمساواة – يحتاج ‏لوقفة وتحليل لأهداف هذا التحالف ومراميه السياسية والعسكرية وتوقيت إعلانه ‏متزامنا مع القمة الأفريقية دون إغفال للمكان وهو تشاد وما أدراك تشاد وقبل ‏الوصول إلى نتائج نقرأ خبر التحالف كما ورد في وكالة رويترز : ‏ متمردو دارفور يشكلون تحالفا يعزز قدراتهم العسكرية‎ رويترز‎ - ‎أعلنت حركتا التمرد الرئيستان في دارفور غربي السودان تشكيل‎ ‎تحالف لمضاعفة قدراتهما السياسية العسكرية، وذلك قبيل انعقاد قمة الاتحاد ‏الأفريقي‎ ‎في الخرطوم الاثنين المقبل‎.‎وقالت حركة تحرير السودان والحركة من ‏أجل‎ ‎العدالة والمساواة في بيان اليوم إنهما شكلتا قوة موحدة أطلقتا عليها اسم ‏‏"تحالف‎ ‎القوى الثورية لغرب السودان‎".‎ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان ‏قوله‎ "‎لقد وافقت الحركتان على توحيد وتنسيق كل القوى السياسية والعسكرية ‏والاجتماعية‎ ‎والعلاقات الدولية ومضاعفة قدراتها على القتال في جهاز مشترك ‏تحت اسم تحالف القوى‎ ‎الثورية لغرب السودان‎".‎وصدر البيان في مؤتمر صحفي ‏عقد في نجامينا عاصمة‏‎ ‎تشاد المجاورة للسودان. وسبق الإعلان قمة الاتحاد ‏الأفريقي الذي يتوسط في النزاع‎ ‎بإقليم دارفور, المقرر أن تعقد في العاصمة ‏السودانية : ‏ الخلاصة الأولى من هذا التحالف أن مشكلة دارفور دخلت فصلا جديدا ، وان ‏الخلافات السياسية والتوجهات الفكرية تم تجاوزها بتغليب الانتماء العرقي لاثنية ‏الزغاوة وهذا يتبدى بوضوح في أن قادة الحركتين ينحدرون من هذه الاثنية العرقية ‏والتي لاتشكل غالبية في فسيفساء التنوع العرقي في دارفور ، وبهذا تجاوزا الخلاف ‏في المرجعية الفكرية فحركة التحرير تتبنى منهجا علمانيا وتنادي بفصل الدين عن ‏الدولة – كما صرح محمد نور احد المنشقين – بينما خرجت حركة العدل والمساواة ‏من عباءة المؤتمر الشعبي وقادتها تلاميذ الشيخ الترابي وكانوا وزراء في الحكومة ‏قبل المفاصلة وحتى أن احدهم قال ( ضحوا بالدولة ولا تضحوا بالشيخ لأنه من أتى ‏بالدولة ) راجع تصريحات د/ خليل إبراهيم . إذن فالفرز بدأ واضحا ولو كان الطرح ‏جادا من اجل الإقليم لكانت الأولوية لحل خلافات اركوي – عبد الواحد وعدم اقصاء الفور . الملاحظة ‏الثانية أن هذا التحالف ابعد أثنية الفور ذات التأثير التاريخي حيث يحمل الإقليم ‏اسمها ، وكذلك استبعاد أي اثنيات أخرى وهو تحالف يبدو انه موجه ضد القبائل ‏المنحدرة من أصول عربية لان من يسعى لوحدة الإقليم يستقطب كل مكوناته ، أما ‏من حيث التوقيت فأنه رسالة للخرطوم ورفض لرئاسة السودان ممثلا في الرئيس ‏عمر البشير للاتحاد الأفريقي الذي ينشط في وساطته ، أما من حيث المكان فتشاد ‏تلعب دورا مؤثرا – سلبا أم إيجابا - في استقرار الاقليم ورسالتها أنها تمسك بخيوط ‏الملعب ويمكن أن تحدد شروط اللعب وتوحيد الحركتين رسالة أن وصول الزغاوة ‏في إلى السلطة في تشاد وفي أفريقيا الوسطى يحتم الواجب مناصرة أبناء العمومة في ‏دارفور وتوفير كل الدعم السياسي والعسكري حيث يتدفق السلاح من تشاد واريتريا ‏وليبيا – راجع تقرير لجنة عقوبات السودان لمجلس الأمن – ولكن السؤال الذي ‏يبحث عن إجابة ما هو الهدف النهائي لهذه الحركات : إن كان الهدف الوصول الى ‏قسمة عادلة ومشروعة في السلطة والثروة فهذا هدف مشروع يشاركهم فيه كل أبناء ‏الاقليم دون استثناء ولكن هذا التحالف العرقي لاثنية الزغاوة ينسف هذه الفرضية ‏ويضعها في مواجهة اثنيات أخرى لا تقبل بوضعها في الهامش ، والى الآن لم يقدم ‏التحالف تصورا واضحا لمستقبل الاقليم سوى المطالبة بحدود 1956 وتأييد نقل ‏الملف للأمم المتحدة واستدعاء وقوات أمريكية وأطلسية للإقليم وهذه نقطة أخرى ‏تحتاج لنقاش في ظل دعوة كوفي عنان – أمين عام الأمم المتحدة لنزع سلاح ‏المليشيات العربية الامر يفتح بابا لحروب بين القبائل . مجمل القول إن دارفور دخلت فصلا جديدا يتجاوز النزاع ‏الداخلي الى تدويل يفضي الى رسم خريطة جديدة للمنطقة أساسها العرقيات . ‏