|
Re: يا حباني ممكن تنقلوا لي كلام محسن خالد ولدي الفي اليوتيوب (Re: Maawya Hussein)
|
فبذلك لم يعطِ مدفعيتهم فرصة لتنال من جنوده باعتماده على سرعة الخيل وأمهر الرماة السريعين عنده! (سيك سيك، معلّق فيك)، والطريف أنَّ قبائل الهدندوة هذه معروفة بالسرعة والمهارة في استخدام الأسلحة، لدرجة أنَّ الأسطورة السودانية تروِّج لكونهم يطيرون مع الطيور، لشدَّة سرعتهم.
برغم مدفعيتهم المتفوقة والضاربة، وحتف أنف التكنيك والعلوم العسكرية الأوروبية المتقدَّمة بمواصفات زمانها. ولكن هم بذلك يجعلون من جنودهم مجرّد بلهاء، لم يتحرّك أحد من الصندوق، وإنَّما عثمان دقنة هو الذي كان يتحرّك بأقصى ما يستطيع،
لم يجدوا غير أن جعلوا الجنود الإنجليز يطاردون القوات المهاجمة من كتائب الأمير عثمان دقنة، كي تصبح هذه المطاردة بمثابة الـclue الأساسي، من هنا يجعلون قوات عثمان دقنة تجد الثغرة التي تُمَزِّق بها الصندوق إرباً، قلتُ الإخراج لفيلم (الريشات الأربع) يُريدُ حيلةً يدفع بها عن أسطورة المربّعة الإنجليزية؟ ولكن كيف؟ الحادثة قطعية الثبوت والوجود ولا يفيد معها النفي والإنكار، أو كما يقول المثل السوداني (سِيِك سِيِك، مَعَلَّق فيك).
لكن كيف دفع البريطانيون الثمن؟ بالصَغَار، الخزي، وبالعار، والحروب المتواصلة مع المهدية التي أعياهم أن يجدوا لها حلاً جذرياً مع هؤلاء الدراويش كما يحلو لهم التعريف بهم. | أو كما سمعنا بآذاننا راويهم ببطن فيلم الخرطوم الذي أمامنا هذا وهو يقول بالحرف الواحد: { and for fifteen years the Sudanese paid the price with pestilence and famine, the British with shame and war.}. السودانيون دفعوا الثمن كما يقول الراوي، بالأوبئة أو الطاعون، وبالمجاعات.
حتى بعد مجازر الانتقام التي قام بها كتشنر بعد ما يقارب العشرين عاماً من موت المهدي، لم يشفِ ذلك غليلهم ولم يسترد لهم اعتبارهم الاستبدادي. فالمهدي قد فلت منهم بانتصاراته وأمجاده ولا سبيل لإرجاعه وجعله يتقيأ ذلك، وهو لم يضع جنبه للموت إلا بقلب الخرطوم بعد تحريرها منهم.
وثانياً لكون المهدية أذلَّت صلفهم الإمبريالي على نحوٍ لا داحض له، ولا اشتباه حوله. وكل ما فعلته في وجههم كان "استثنائياً" و"مفرداً".
الإنجليز حتى تاريخ اليوم يكرهون المهدية كُرهاً جاداً، وغير متسامحين نحوها كشيء من التاريخ أبداً. وإن سألنا لماذا؟ أوَّلاً لكون الحاضر الإمبريالي لم يتغيّر فما تزال أمثال رؤى المهدي تُمَثِّل خطراً على الإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية.
أمَّا الأسطورة الكبرى، عن إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ولا تُقهر في هدمها لهم المهدي بنفسه، وأخرجهم بقوة السلاح من السودان، كرجل وحيد من العالم كلّه استطاع أن يفعل ذلك في تلك الحقب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|