هكذا تحدثت السيدة هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالة!

Quote: إننا ندرك تماما أن من ضمن دوافع المجتمع الدولي لقبول تلك المساومة إعطاءه الأولوية القصوى لإيقاف الحرب والموت والنزوح واللجؤ والتصفية والاغتصاب، وتلك دوافع نبيلة وسامية نتفق تماما معها ومع أولويتها القصوى على كل شيء آخر. وفي ذات الوقت نعلم أيضا أن تلك الدوافع النبيلة والسامية تتقاطع مع مصالح أمنية واستخباراتية تتعلق بتعاون الحكومة السودانية الذي وصف بأنه منقطع النظير مع أجهزة المخابرات الأمريكية فيما سمي بالحرب الدولية على الإرهاب ومده تلك الأجهزة بالمعلومات وتسليمه بعض المطلوبين، ثم غضه النظر عن الهجمات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السودانية لتدمير إمدادات الأسلحة لحماس. إن اتفاقنا مع الأهداف النبيلة المتثلة في إيقاف الحرب، لا يمنعنا مطلقا من الاحتجاج على التضحية بالمطامح المشروعة لشعبنا في الحرية والديمقراطية لصالح أمن دول وشعوب أخرى مهما كانت. إننا لا نحتج فقط على ذلك، وإنما نقول أن تلك السياسة لم تفلح في الماضي لذا فإنها أيضا لن تنجح في المستقبل، فلدينا تجربة اتفاقية سلام دارفور في أبوجا 2006، والتي دفع ثوار دارفور للتوقيع عليها دفعا تحت هرورات المجتمع الدولي، فلم تنجز سلاما ولم توقف حربا ولم تعد نازحا ولا لاجئا ولم تحمي امرأة من اغتصاب أو طفل من ذبح حتى اليوم، ولم يستفد منها سوى النظام. إن ما يجب أن يتيقن مهنه المجتمع الدولي هو أن هذا النظام، قد يكون باستطاعته أن يوقف إطلاق النار لفترة قد تقصر أو قد تطول، ولكنه لا يمكن أن يصنع السلام، لأن الحرب هي جوهره وفي قلب آيديولوجيته الاستعلائية الاقصائية التي لا ترى في البشر المختلفين أو المعارضين إلا ملاحدة كفرة ومن جنس أو عرق حقير لا تستحق سوى السحق والإبادة. وما يجب ان يفهمه المجتمع الدولي أنه بمساوماته الاستخباراتية مع هذا النظام فهو إنما يرهن الحرب على الإرهاب إلى صانعي الإرهاب الدولي أنفسهم، كما عليه أن يجيب على سؤال بسيط وهو طالما أن النظام السوداني يتلقي الهدايا والدعم لقاء تعاونه المستمر في الحرب ضد الإرهاب، فما هي مصلحته في أن تنتهي تلك الحرب على الإرهاب؟