|
الورد ينبت في العيلفون
|
من جرائم الإنقاذ (وردة حمراء في ضفة العليفون) ... بقلم: عصمت عبد الجبار التربي-سلطنة عمان الاثنين, 15 مارس 2010 09:52
ismat Alturabi [ [email protected] ]
هل تذكرون الطلاب اليافعين الذين طواهم النيل في معسكر العليفون ، منهم من ثقب الرصاص جسده ومنهم من ابتلعه النيل ، كانت الإنقاذ تعدهم وقوداً لحربها في جنوب البلاد بعد أن أعلنت الجهاد على مواطنيها في الجنوب . الشاعر المقاوم فضيلي جماع أصدر مجموعته الشعرية في كتاب واحد صدره باسم (شارع في حي القبة) ومكون من كراستين أولهما (الغناء في زمن الخوف) والثانية (ردى زبد البحر إلى البحر) والديوان يتكون من مائتين واثنين وستون صفحة من القطع المتوسط مع غلاف صقيل وغشيب وقد خلا الديوان من شعره الغنائي المعروف ربما لأنه باللغة العربية الفصيحة ، وكقارئ غير متخصص في النقد الأدبي لا يسعني إلا أن أشيد فقط بجمال القصيد وحلاوته ومعانيه المستبطنة وكثافة اللغة الشعرية
أتناول واحدة من القصائد التي هزتني وهي قصيدة (الورد ينبت في العليفون) يذكرنا بتلك الفاجعة المنسية وقد اختصرتها بعض الشئ لضيق المساحة فمعذرة للشاعر وللمتصفح.
ما الذي يجعل النيل حرباء
تخلع لوناً وتلبس لون
وقد شد أوصاله كالمصارع
بعثر أمواجه في الضفاف
وأشهر سيف المنون
وفي النقطة الصفر
بين انتباهة عين
وغمضة عين
تنادوا إلى لجة الماء
ألقوا بأجسامهم في العباب
إذا ربما يمنح النهر حرية
ربما يكسر القيد والأسر
كان المعسكر ذلاً وقهر
وكان المعسكر
وصمة عار على العليفون
لأن المعسكر كان المزيج
من الهذيان
وحبل الغسيل الذي
أرهقته العيوب
فقد كان ينسج ثوب المنية
للقادمين إليه
يجهز أكفانهم في الشمال
ليدفنهم في الجنوب
تنادوا إلى النهر
والنهر أرغى وأزبد
كشر عن نابه واكفهر
هنا الموج يعلو
وفي الخلف دوي الرصاص
وأحلى الخيارين مر
امتطى البعض
زورق صيد على الشط
والبعض لاذ إلى
جذع سنط قديم
طفا ثم غاص بهم
في العميق
كان السبيل الوحيد
إلى الانعتاق هو النهر
والنهر جاع
وقد يأكل النهر أبناءه
إذ يجوع
وهاج المعسكر
دوي الرصاص الجبان
رصاص يلعلع
دنس طهر المكان
مطر من دخان
مطر من رصاص الزنادقة الملتحين
يا ليل كن شاهداً
إن ذاك الزمان الجميل مضى
وإن البرابرة الملتحين أتوا
من عيوب الزمان الجميل
أتوا من ثقوب النوايا
ومن صلب ذاك الزمان الجميل
وياليل كن شاهداً
إن عصر البرابرة الملتحين
سيمضي
وأن الورود ستنبت
حمراء في ضفة العليفون
عصمت عبد الجبار التربي
سلطنة عمان
|
|
|
|
|
|