الطريف أن هذا الاستعلاء اللغوى/الثقافى كانت ساحته البرلمان. إذ كان للناطقين بغير اللغة العربية تمثيل برلماني من نوع ما. وهذه من حسنات الديمقراطية وإن لم تكن لهم سلطة فعلية. وكانت آلة الحرب العسكرية فى الوقت نفسه فى جنوب البلاد تحصد أرواح العسكريين والمدنيين. واستمرت تفعل ذلك الى وقت قريب وانتقل نطاق الحرب الى غرب البلاد. وربما ينتقل الى شمالها إن تجاسر سكانه على حمل السلاح ومقاومة النظام عسكريآ . فعلآ الحرب اولها كلام. كلام يحقر من شأن الآخرين، ويمهد لقمعهم وقمع لغاتهم وثقافاتهم بالقوة العسكرية باسم الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة الاراضى السودانية.
مريم ماكيبا تغنى اغنية مأساوية تعبر فيها عما حدث فى سويتو عندما طالب التلاميذ أن تكون لغاتهم (الخوسا والسوتو والزولو الخ) لغات التدريس فى المدارس. قمع البوليس مظاهراتهم وقتل منهم عشرات بلا رحمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة