الى المجموعة السودانية ورابطة المرأة السودانية (سوا) في قطر ... إنــي أحـبكــم

Quote: الاخ / معتز القريش المحترم تحية طيبة لقد قرأت موضوعك فى سودانيز اونلاين والذى تعبر فيه عن حبك للمجموعة التى اقامت الاحتفالات بعيد الاستقلال الرابع والخمسين فى الدوحة وكذلك اعلنت احتفاءك بما قدم فى هذه الليالى ، أسمح لى أن اشارك معك فى هذا الموضوع ولما انك تكرمت بوضع بريدك الالكترونى فى هذا الموضوع لمن يرغب فى المساهمة والمشاركة لمن هم غيراعضاء فى هذا الموقع فأرجو ان تنقل ما اكتبه ادناه عنى ولك جزيل الشكر كنت وما زلت معجب بالفنان شرحبيل لقدرته على التطريب ومقدرته الفائقة لتجويد فنه بل انه فنان لم يسمح لنفسه طوال تاريخه الفنى ان يبتزل الغناء او ان يهبط به الى ما هو تحت ذوق المستمع الذى يحترم الفن والغناء والفنان شرحبيل فنان موسوعى بمعنى الكلمة او يمكن ان نقول انه معجون بطينة الابداع فهو غير انه فنان مطرب ومغنى لا يجاريه احد فى لونه هو ايضا فنان تشكيلى عرفته صالات العرض والمجلات وهو معروف عنه انه مخترع شخصية عمك تنقو الشهيرة وفوق ذلك انه فنان مهذب غاية التهذيب تكاد لا تسمع صوته وهو يحدثك ولذلك عندما عرفت ان المجموعة السودانية اختارت الفنان شرحبيل احمد للحضور للدوحة لم تكد تسعنى الفرحة ولذلك حرصت حضور كل حفلاته التى اقامها للعامة فى سينما الخليج وفى مركز اصدقاء البيئة ، اكاد اقول لك ان هذه الايام كانت من اسعد الايام فى هذه الغربة وبقدر ما سعدت رأيت السعادة فى وجوه واجساد الكثيرين الذين حضروا هذه الاحتفالات وعبروا عن هذه الفرحة والسعادة بكل ما يمكن التعبير عنه بالرقص والحبور ، فعلا لقد اهتزت القلوب طربا ورقصت الاجساد وتمايلت الارواح التى حلقت بعيدا فى معانى الغناء ولحنه وموسيقاه ، لا اعرف كيف اشكر الفنان شرحبيل على جمال اللحظات التى زرعها فينا ولا اعرف كيف اشكر اللجنة المنظمة على توفير اجمل وامتع اللحظات فى تاريخ وجودنا الطارىء فى الدوحة كما انه انقل اعجابى بالفرقة الموسيقية التى صاحبت الاستاذ شرحبيل بقيادة المايسترو وليد فقد كانت الموسيقى بحق هى اكسير الغناء فى تلك الايام لقد صدحت الموسيقى وتسربت الى داخل حواسنا ففتحت مغاليقها وشفيت الامنا شكرا لكم ايضا ومزيدا من الابداع ومزيدا من الاعمال الجميلة الممتعة كما اننى حضرت الليلة الشعرية التى اقيمت أمس فى قاعة الهلال الاحمر القطرى ، دعنى فى البدء أقول ان اللجنة المنظمة قد وفقت فى اختيار الشعراء فقد زاوجت فى مابين الشعر الحديث والشعر القديم بين شاعر يتكتب بالدارجة وشاعر يكتب بالفصحى كما انها لم تنسى تمثيل العنصر النسائى فى تلك الليلة وكما يعرف الجميع ان لكل لونية من الشعر معجبيه ومحبيه ورواده ولذلك اعتقد انها اى اللجنة وفقت فى ارضاء الجميع وقبل ذلك اعتقد ان هذه اللجنة قد اتاحت لنا فرصة ان نقارب طائر الشعر المحلق دائما فى سماء الابداع خاصة كما تعرف ويعرف الجميع ان التحولات الثقافية والمعرفية والتقنية التى هبت على العالم فى القرن الاخير والتى توجت الآن بطغيان العولمة وهيمنتها على الكثير من جوانب الحياة القت فى صدورنا بذور التوجس والقلق خوفا من ان تستطيع هذه التحولات ان تقلص من الوهج الساحر للشعر او تقصيه عن عيون محبيه ومريديه او تقلل من اهميته لأن الشعر هو احدى ضرورات توازننا الروحى فى عصر طغت عليه الوان من االاستهلاكية او الثقافة القشرية المتعجلةحتى اضحت تهدد فنون الابداع ولذلك أشكر اللجنة المنظمة ان اتاحت لنا هذا الفيض الشعرى الذى اعاد توازننا الروحى ولقد رأيت اعجاب الحضور الكثيف بهذا الشعر المتدفق كالشلال من افواه الشعراء الكرام ولقد رأيت التصفيق الحاد وفى الحقيقة كنت حريص ان ارى أثر الشعر على وجوه ونفوس الحضور لقد تجاوب الجميع من الشعراء حتى ارتبك الشعراء كلهم من هذا الحضور الكثيف وقد عبروا عن ارتباكهم صراحة على الرغم من انهم اساطين الليالى الشعرية فى السودان الا انهم ربما اندهشوا من هذا الحضور وتلك النوعية فى بلاد الغربة التى تسلب الانسان جسده وروحه وتفقده دفء اهله وناسه ولكنى أقول هذا هو السودان وهاهم السودانيين وهاهم شعراء بلادى يستلهمون شعرهم من طين وماء بلادى ان الفيوض الجمالية التى انداحت فى القاعة قد شملت الجميع وخرجوا وهم ملأى بالنشوة مما اعطاهم دفعة الى الامام لا ادرى هل قصت اللجنة ان تقصد باحتفالها باستقلال السودان ان تمنحنا قطعة من هذا السودان هنا قطعة من ترابه وهوائه ممثل فى مبدعيه ام تراها ارادت ان تحلق بنا بعيدا فى السودان المرغوب والمطلوب فى المستقبل ايا كان قصدها فقد ساعدتنا ان نحتفل باستقلال بلادنا ومنحتنا فرح وسعادة تكون وقودا لنا فى باقى ايامنا غير انها حركت فينا ملكة التفكير فى بلادنا ومعانى استقلاله والشكر مرة اخرى للاستاذ شرحبيل وللشعراء الكرام دون فرز وللجنة المنظمة التى قدمت هذه الاعمال الجميلة وكانت مثل الماء فى عطش صحراء الغربة وجعلتنا نحترم ونقدر بلدنا وان نفخر به ونسمو به فوق الامم ونسعى جاهدين لأن نجعله مكانا آمنا لأطفالنا مع التحية لك أحى معتز محمد احمد تاج السر الدوحة