|
Re: فى ساحات فداء الحركة الشعبية (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
. لمحة تاريخية 4:
واجه غردون فى النصف الثانى من القرن الـ 19 تحديات قاسية كحاكم عام للسودان. المبادرة الأوربية لتجريم تجارة الرقيق أدت الى خلق أزمة إقتصادية حادة فى شمال السودان ونتج عن هذا تزايد فى عدم الإستقرار الأمنى . تدهورت العلاقات بين أثيوبيا ومصر على أرضية الخلافات بين البلدين على أحقية مقاطعة بوقوس "Bogos" والتى أدت الى إندلاع الحرب بين البلدين عام 1875م , إستطاعت فيها مصر إحتلال أجزاء واسعة من أثيوبيا حتى مدينة هرار الإسلامية المحصنة فى شرق أثيوبيا . هدأت بعدها الأمور فى تلك الجبهة حتى عام 1877م , عندما سافر غردون الى مصوع وحاول عقد معاهدة للسلام مع الأمبراطور الأثيوبى يوهانس الرابع بالكتابة اليه من هناك ولكن الأمبراطور كان وقتها مشغولا بحرب أخرى مع أقليم شيوا المسلم فى جنوب شرق أثيوبيا .
الأمبراطور الأثيوبى يوهانس سلاسى الرابع مع أبنه راسلاسى أضطر غردون الى الرجوع للخرطوم بعد أن أندلعت ثورة ضخمة فى دارفور , لم يجد غردون أمامه أنسب من الدبلوماسية للتعامل معها . يصاحبه رجل واحد فقط كمترجم , ذهب غردون حاملا راية بيضاء الى داخل معسكرات ثوار دارفور , وبعد مباحثات مطولة معهم , إستطاع إقناع العديدين منهم بالإنضمام اليه فى حربه ضد تجارة الرقيق , أما الذين رفضوا طلبه من ثوار دارفور ففضلوا الرحيل جنوبا. بعد هذا رجع غردون الى جبهة أثيوبيا مرة أخرى ومكث فيها حتى يناير من عام 1878م ثم عاد بعدها الى القاهرة ليظل فيها حتى إقصاء إسماعيل باشا من منصبه بواسطة الإنجليز وتعيين إبنه توفيق مكانه عام 1879م كما أسلف ذكره عاليه.
بعد أن آلت أمور الحكم فى مصر والسودان الى الإنجليز , أحتفظ غردون بمنصبه كحاكم عام لمنطقة السودان , وكانت تشمل (السودان الحالى كله + أجزاء كبيرة من شمال يوغندا + أجزاء أخرى واسعة من أثيوبيا). ذهب غردون بعدها الى هرار فى أثيوبيا حيث وجد فوضى كاملة فى نظام وإدارة الأقليم أستبدل على إثرها حاكم الإقليم وعًين بديلا له بعد أن أنشأ له نظاما إداريا حديثا قبل مغادرتها عائدا مرة أخرى الى دارفور للمواصلة فى حربه ضد تجارة الرقيق .
جيسي باشا فى الفترة نفسها , كان الضابط الإيطالى والمستكشف جيسي باشا , الذي عينه غردون حاكما لبحر الغزال بديلا للزبير باشا رحمة , يخوض حربا ضد السكان المحليين من جهة وضد سلفه السابق الزبير باشا , فى سبيل أيقاف تجارة الرقيق , من جهة أخرى , وإستطاع أن يحقق فيها الكثير من النجاحات .
حاول غردون باشا مرة أخرى الوصول الى سلام مع أثيوبيا وذلك بالتوجه مباشرة الى أمبراطور أثيوبيا , تماما مثلما فعل مع ثوار دارفور , ولكن الأمبراطور الأثيوبى إعتقله وسجنه لفترة قصيرة ثم أمر بترحيله مكبلا الى مصوع . رجع غردون بعدها محبطا ومنكسرا الى القاهرة ليستقيل من منصبه كحاكم للسودان ثم يذهب الى سويسرا لقضاء فترة نقاهة قصيرة ليعود بعدها الى إنجلترا فى عام 1880م.
.
(عدل بواسطة Dr Mahdi Mohammed Kheir on 02-16-2010, 02:54 AM)
|
|
|
|
|
|