|
Re: فى ساحات فداء الحركة الشعبية (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
لمحة تاريخية 3:
غردون باشا بتكليف من إسماعيل باشا , خلف بيكر فى حكم المنطقة الأستوائية الضابط الأنجليزى تشارلس جورج غردون , والذى كان معروفا لدى الشعب البريطانى بـ (غردون الصينى) نسبة لشهرته فى قمع الثورة التبتية الصينية عام 1862م. بعد أن أنعم عليه إسماعيل باشا بلقب الباشوية , أستقر غردون باشا فى قوندوكرو بجنوب السودان وظل حاكما للمنطقة الإستوائية حتى عام 1876م. إستطاع غردون أثناء فترة حكمه فى تلك المنطقة أن ينشئ خط تجارى من نهر السوباط حتى يوغندا , وأعتزم أن يوصل هذا الخط التجارى الى ميناء ممبسا فى كينيا. فى عام 1874م , قام ببناء وأفتتاح محطة فى مدينة دوفايل على نهر البرت كنقطة إنطلاق للمراكب البخارية لتستكمل إستكشاف بحيرة البرت. حقق غردون باشا نجاحات كبيرة فى محاربة الرق بالمنطقة الإستوائية , كما قام بتأسيس نظام إدارى حديث فى تلك المنطقة , ولكن نزاعه وإختلافه الدائم مع الحاكم العام المصرى فى طريقة حكمه جعله يستقيل من منصبه ويسافر الى لندن . كتب إليه إسماعيل باشا خطابا يرجوه فيه أن يعود الى السودان , ولكن هذه المرة ليس حاكما للمنطقة الإستوائية فقط , وإنما كحاكم عام للسودان . قبل غردون المنصب وعاد ليستقر فى الخرطوم حاكم للسودان.
مع افتتاح قناة السويس عام 1869م أزدات الأهمية الإقتصادية والإستراتيجية للسودان ومصر , وأنفتحت عيون الدول الكبرى وأطماعها على هذه المنطقة. ولما كانت الأمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس حاضرة بقوة فى الساحة الدولية , لم تكن فرصة الهيمنة تلك لتفوتها . كان طموح إسماعيل باشا فى تحديث أمبراطوريته وتطويرها بلا حدود , فأسهب فى بناء ونشر المنشئات الإقتصادية والتعليمية والثقافية , وكانت محصلة ذلك الجهد الكبير هو إغراق مصر بالديون الخارجية الهائلة . ذلك كان مدخل الدول الدائنة وعلى راسها بريطانيا للتدخل السافر فى شئون الحكم المصرية وفرض الوصاية عليها .
الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا (31 ديسمبر 1830 - 2 مارس 1895) أجبرت بريطانيا إسماعيل باشا على التنحى عن العرش عام 1879م وأحلت أبنه توفيق مكانه , فبدأ تملل الشعب وثورته فى مصر والسودان من هذه الوصاية الأجنبية . وبدلا من أن يصحح توفيق باشا هذا الوضع الشاذ ويتصالح مع شعبه , إزداد إلتصاغا بالأنجليز ليحموا له عرشه من الثورات المحلية التى بلغت ذروتها فى ثورة عرابى . فى عام 1882م وبناء على طلب من توفيق باشا نفسه , قصفت القوات البريطانية مدينة الأسكندرية لتخمد الثورة هناك , ثم لتتسلل بعد ذلك وتقوم بإحتلال مصر وتطيح بحكومة عرابى وتبدأ سيطرتها وإستعمارها لمصر والسودان.
تركز أغلب الوجود الأنجليزى العسكرى فى مصر , لأهمية السيطرة على قناة السويس فى ذلك الوقت , بينما كان محدودا للغاية فى السودان حيث واصلت القوات التركية والمصرية فيه مهمة إدارة البلاد , وسمى الحكم فى السودان عندها .. بالحكم الثنائى .
.
|
|
|
|
|
|