|
Re: فى ساحات فداء الحركة الشعبية (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
. لمحة تاريخية 2:
بعد الإحتلال التركى لما يعرف الآن بالسودان الشمالى , والذى بدأ عام 1820م , ومرورا بحكم الخديوية الباشوات محمد على , عباس , سعيد ثم إسماعيل باشا الثانى , لم يكن الجنوب جزءاً من تلك المستعمرة التى تم ضمها لمصر . ولما كان الخديوى إسماعيل باشا من أشد المعجبين بالتقدم والأداء الأوربى فى أسلوب إدارة الحكم والإستكشاف , فقد إستعان بالمستكشف والمغامر الإنجليزى صامويل هوايت بيكر فى التوسع فى أمبراطوريته جنوبا مع مهمة الإستيلاء على منابع النيل لتصبح تحت الوصاية الخديوية , وتعاقد معه على أداء هذه المهمة مقابل مرتب سنوي ضخم . وفى حقيقة الأمر , تلك كانت فاتحة مجئ الكثير من الإنجليز إلى السودان حيث وفدوا إليه كأفراد مغتربين باحثين عن العمل فيه (كمسؤولين) أو موظفين تحت مظلة الحكم التركى .. ليس إلا. سير صامويل هوايت بيكر
كان بيكر قد حضر الى السودان قبل ذلك التعاقد , وأختلط بإهل بربر وأتبرا وتعلم منهم اللغة العربية , وأستطاع فى تلك الفترة تتبع مجريي النيل الأزرق ونهر عطبرة حتى أصلهم فى مرتفعات أثيوبيا . ثم قام مع زوجته برحلته الأشهر فى دسبمر 1862م من الخرطوم لإكتشاف منابع النيل الأبيض .
قوندكورو .. كانت فى الماضى مرفأً على النيل الأبيض بالجنوب لنقل العبيد
عند وصول بيكر وزوجته الى مرفأ قوندوكورو فى الجنوب , ألتقيا بالمكتشفين البريطانين سبيكى وقراند وهما عائدين بعد إكتشافهما لبحيرة فكتوريا , فأسقط فى يد بيكر وتأكد أن ما جاء لإكتشافه قد سبقه آخرون إليه. وخشى بيكر أن تكون رحلته تلك بلا طائل , ولكن سبيكى وقراند ساعداه ومداه بمعلومات وخرائط ساعدته فى مواصلة رحلته التى تتوجت بإكتشافه لبحيرة البرت فى 14 مارس 1864م. ليعود الى إنجلترا حيث تم منحه لقب فارس وكرمته جمعيات الجغرافية فى كل بريطانيا وفرنسا على إكتشافته.
صورة جوية لبحيرة البرت
مسار رحلات المستكشفين الثلاثة
فى عام 1869م عاد بيكر الى القاهرة حيث أنعم عليه الخديوى إسماعيل بلقب الباشا وعينه لواءا فى الجيش العثمانى ومن ثم حاكما عاما لكل المناطق التى سيتمكن من فتحها وأخضاعها فى المنطقة الإستوائية فيما بعد . وبدعم وتمويل من إسماعيل باشا , قاد بيكر جيشا قوامه 1700 رجل أغلبهم من المساجين السابقين .
معسكر بيكر لتوعية السكان المحليين فى الجنوب بخطأ تجارة الرقيق
كان الرجل من المناهضين لتجارة الرقيق , وهذا ما زاد فى صعوبة إخضاعه لجنوب السودان وشمال أوغندا للحكم التركى . فغير ذكر الصعوبات الجمة التى واجهته فى عبور منطقة الأعشاب النيلية فى منطقة السد , كان عليه أن يخوض معارك وحشية ضارية ضد القبائل النيلية والسكان الأصليين من جهة , وتجار الرقيق من جهة أخرى. ولكنه نجح في النهاية فى إخضاع مساحات شاسعة من جنوب السودان وشمال يوغندا لحكم الخديوي , وقرر بيكر ألا يجدد عقد الأربعة سنوات مع إسماعيل باشا للمواصلة فى حكم المنطقة الإستوائية من جنوب السودان وشمال يوغندا , وعاد الى إنجلترا عام 1874م بعد أن هيأ تلك المنطقة لبسط الحكم الإدارى.
.
|
|
|
|
|
|