التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2010, 08:39 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم

    الاستاذ والاديب الدبلوماسي الشاعر محمد المكي ابراهيم انسان يآثرك بأدبه وتواضعه الجم، فهو علم من اعلام الفكر والادب والشعر فى السودان لقد بدا فى الفترة الاخيرة فى تدوين مزكراته فى مقالات فى صحيفة السوداني تحت عنوان التاريخ الشخصي للغابة والصحراء فرايت ان اشرك قراء واعضاء المنبر فى هذه المقالات والتى تنبع اهميتها من رجل عاش تلك الاحداث، بل وكان آحد صناعها ليحكي ويثرد ويفك طلاسم فترة دار فيها الكثير من الجدل، فالكثير من النقاد يؤرخ لها بأنها كانت البدايات الاولى لمناقشة مسألة الهوية السودانية أو ما يسمى بالسودانوية كما تطرق لها من قبل المرحوم حمزة الملك طمبل ومعاوية محمد نور والمرحوم الشاعر محمد المهدى المجذوب فى اشعاره.

    التاريخ الشخصى للغابة والصحراء (1-2)

    بقلم: محمد المكي ابراهيم

    أقدمت في العام1962 على خطوة غيرت تاريخ حياتي فقد حولتني من دارس قانون إلى مشتغل بالثقافة ومن قاض أو محام إلى دبلوماسي يقضي معظم أيام عمره في الغربة والاتصال بالعوالم الاجنبية. ففي ذلك العام صارحت عائلتي برغبتي في قضاء العطلة الصيفية في ألمانيا فتكرموا مشكورين وأمدوني بأربعين جنيهاً سودانياً من جنيهات تلك الأيام اشتريت منها تذكرة الباخرة من وادي حلفا إلى أسوان في مصر ثم تذكرة العبور من اسكندرية إلى أثينا. أما السفر من الخرطوم إلى حلفا قد تكلفت به جامعة الخرطوم باعتبار انه من حق الطالب ان ينال منها تصريحاً بالسفر على نفقتها في عطلته الصيفية إلى أي جهة بالسودان. وكل ذلك غيض من فيض من أفضال تلك الجامعة العريقة على طلابها فقد كانت تطعمنا وتسقينا وتتكفل بنظافة ملابسنا وترتيب غرفنا في السكن الجامعي هذا إلى جانب ما تختار لنا من جيد المناهج وأفاضل الاساتذة.
    في ابريل من ذلك العام بدأت العطلة الصيفية بعد أداء الامتحانات في مارس وظهور نتائجها التي نقلتني بنجاح إلى السنة الرابعة بكلية الحقوق وهي السنة قبل النهائية في كلية ذلك الزمان. وكان معنا في الرحلة خلق كثير على رأسهم الشاعر عبد المجيد عبد الرحمن «القاضي فالمحامي فيما بعد» الذي كان قائد فرقتنا فقد قام بنفس الرحلة في العام الماضي ولكنه كان يحلق في عامنا ذاك نحو سموات ابعد في اسكندنافيا. ومع ذلك فقد خرج عن مسار رحلته ليقودنا إلى هوهنشافتلرن من ضواحي ميونخ في ألمانيا الغربية ويقدمنا لرب العمل الذي قضينا الجزء الأكبر من الصيفية في خدمته.
    عبد المجيد شاعر مفطور له صوت إذاعي رنان وطريقة رائعة في الإلقاء ومحفوظ وافر متجدد من الشعر والنوادر والنكات ونسب رفيع يرتفع به إلى أحد أمراء المهدية الكبار. ولكنه كان يعيش تحت ظل قدر أسطوري مثل تلك الأقدار المكتوبة التي تسيطر على أبطال الميثولوجيا الإغريقية وتوجههم إلى المصير المحتوم. فقد كان مكتمل القناعة بأنه سيموت صغيراً أسوة بأخوته الذكور الذين سبقوه إلى ذلك المصير وتسللوا نحو الردى واحداً بعد الآخر. وقد عاش «أمجد بك» كما كنت أناديه تحت ظل ذلك القدر المقدور ومات في سن صغيرة نسبياً دون الستين وكنا قد تشتتنا حينها في المنافي والمهاجر ولم يبلغني خبر وفاته إلا مؤخراً فألف رحمة علي قلبه المعذب الشاعر وسيرته الجميلة العاطرة.
    قادنا عبد المجيد إلى وادي حلفا وركبنا باخرة الشلال إلى أسوان حيث شاهدنا التماثيل الفرعونية الضخمة وقد عملت فيها يد الحضارة بآلاتها ومفجراتها تمهيداً لنقلها إلى مأمن أمين قبل ان يغرقها السد العالي. ومن ثم أخذنا «المفتخر» إلى القاهرة وأوينا إلى فندق من رخيص فنادقها.
    وخرج بنا عبد المجيد في غزوات إلى جامعتها حيث شهدنا درساً في اللغة الانجليزية لأحد أساتذتها كان قد وفق إلى نطق الإنجليزية بطريقة الأمريكيين وكانت القاعة ممتلئة بطلاب جلسوا في النوافذ والأبواب جاءوا ليسمعوا أستاذهم يتحدث بنفس طريقة أبطال السيما الأمريكيين. وفي مقصف الجامعة التقينا بالشاعر سيد أحمد الحردلو لدقائق قصار. وفي إحدى الأمسيات أخذنا حسن أبو كدوك «إن لم تخني الذاكرة» إلى شقة واسعة تجمع فيها طلاب سودانيون ومصريون ليسمعوا سهرة الخميس لام كلثوم. وأعجبني فيهم إصغائهم اليقظ إلى كل ما تنشد الست ثم انطلاقهم جميعاً- كأنما استجابة لإشارة مايسترو غير مرئي- ليكرروا وراءها: إنما للصبر حدود.
    لم ننس ان نزور المتحف المصري وساحة التحرير وميدان الأوبرا ولم يكن الحريق قد أتى بعد على دارها أما باب الحديد وتمثال رمسيس العملاق فلم تكن بحاجة للزيارة إذ أن القطار أوصلنا إليها أول القدوم. وكان شارع عماد الدين في أواخر أيامه في ذلك الأوان ونساء مهزولات متشحات بالسواد ينادين علينا: يا أبوسمارة ويا أبو طويلة فنهرب منهن إلى داخل فندقنا.
    كانت القاهرة القديمة تلفظ أنفاسها تحت وطأة التعاليم الجديدة لثورة يوليو وكان الفرنسيون والبريطانيون قد غادروها بعد الأحداث الدامية في حرب بورسعيد قبل ست سنوات. وفي ذلك الوقت بالذات كان الدور قد جاء على الجالية اليونانية الفقيرة التي كان عليها ان تغادر مصر عائدة إلى وطنها القديم الذي نسيته أو كادت.
    وحين ركبنا الباخرة لتعبر بنا المتوسط كانت غالبية الركاب من ابناء أثينا الفقراء الذين لم يعرفوا لهم وطناً في الدنيا سوى مصر وبعضهم قد ولد فيها وأجاد لغتها وتعلق بثقافتها.
    في الجزء الأول من الرحلة كنت أسخر من المسافرين المصابين بدوار البحر مستغرباً كيف تجرى عليهم كل تلك البهدلة في حين أسلم منها انا الغرباوي الذي لم ير البحر ولم يركبه في حياته سوى تلك المرة. وقادني الاستكبار إلى عنبر للمسافرين كان موصد الأبواب لأرى أحوال من كانوا فيهه فإذا قبيلة كاملة من اليونانيين المصريين وقد انهمكوا جميعاً في إخراج ما في أجوافهم وعند ذلك شعرت بيد قوية تتعلق بأحشائي وتخرج منها ليس فقط عشاء الأمس وإفطار اليوم وإنما أيضاً لبن الأمومة الذي رضعته قبل نيف وعشرين عاماً. ومن تلك اللحظة إلى نهاية العبور المتوسطي كنت مريضاً وملقى على قفاي على سطح سفينة تتأرجح مع الأمواج تحت سماء مظلمة خالية من النجوم.
    كانت أثينا مدينة صغيرة هادئة مليئة بالمطاعم الصغيرة التي تسمح لك بالتسلل إلى مطبخها لتري بنفسك أنواع الطعام التي تقدمها وتختار منها ما يناسبك. وفي كل مكان كانوا يقدمون شراب الأوزو وفي بعض المقاهي كان صاحب المحل يقدم بنفسه رقصات اليونان الشعبية. وفي فندقنا كان فلاح من الشمال يعالج طفلته الصغيرة العذبة من مرض عضال وكان يأنس إلينا متحدثاً بخليط من اليونانية ولغة الإشارة وحين حانت لحظة الوداع بكى ومسح دموعه بأكمام جاكتته السوداء التي لم يكني يغيرها أبداً.
    كانت اليونان في ذلك الزمان بلدا صغيراً متخلفاً مكتظاً بالناس الذين يتحدثون العربية وكان موظف الفندق يستعين بالموسيقى العربية ليسهر الليل في حراسة الفندق وخدمة النزلاء وفيما بعد ذلك بسنوات كنت أعمل في إحدى سفاراتنا بشرق أوروبا وكان طلابنا القادمون عبر أثينا يشتكون من يونانيين يتحدثون العربية يتظاهرون بالرغبة في مساعدتهم في تغيير ما معهم من عملات ويجردونهم من كل النقود الصغيرة التي أعدوها لمواجهة المجهول. ولكن ذلك لم يكن يحدث حين نزلنا بلاد اليونان وفي تلك الأيام البريئة كان أقرب ما رأينا إلى الغش هو سائق التاكسي الذي طلبناه لمشوار من مشاويرنا السياحية فمضى في عكس الاتجاه المطلوب ليصل إلى قمة واحد من جبال المدينة السبعة «أو أكثر أو أقل» وهنالك أطفأ المحرك وتدحرج إلى السفح موفراً على نفسه الوقود ولم يكن يقصد إلى تكليفنا فوق طاقتنا بزيادة أميال العداد وإنما كان يتحايل على دنياه برشاقة وذكاء. أما الآن وقد استهلكتنا حروبنا على شعوبنا وبلغنا قاع التخلف فقد أصبح المصريون وغير المصريين يهاجرون إلى اليونان ويعملون في خدمتها فخورين بأنهم قد انضموا إلى قبيلة الهجرة والاغتراب.
    حين آن الرحيل من أثينا أخذنا قطار الشرق الأوروبي إلى ميونخ في ألمانيا الغربية «التي تحولت إلى ألمانيا بلا شرق أو غرب» مروراً بيوغسلافيا «أين هي اليوم» والنمسا. وكان ذلك سفراً مضنياً طويلاً تعلمنا فيه كيف يكون النوم في وضع الجلوس وذلك لم نألفه في «قطار الغرب» العتيد فما كان يطيب لنا النوم إلا في الوضع الأفقي بعد ان يفسح لنا قليلاً أو كثيرا أحد رفاقنا في «القمرة» أما الأوروبيون فقد عودونا أن نراهم مستغرقين في النوم وهم جلوس في الطائرات والقطارات ومترو الأنفاق وحتى في مقاعد الحمامات.
    في محطة ميونخ وهي نهاية مطافنا كانت قد بقيت معي سبعة وعشرون من الجنيهات السودانية صرفت بعضها في بنك الصرافة كان الجنيه بأحد عشر ماركا وأكثر. وربما كان ذلك هو الشئ الوحيد الذي أحسست أننا نتفوق فيه على الألمان ففي كل أنحاء المباراة الحضارية رحت اكتشف ان القوم قد سبقونا بمراحل عديدة ولكنني لم أفقد أبداً أمل اللحاق بهم. وهي روح كانت شائعة في الأدب السياسي الأوروبي الذي راح يبنى افتراضات شديدة التفاؤل عن افريقيا المستقلة وما تذخر به من إمكانات وما هي موعودة به من التقدم والرفاهية وقد عشت كل خيبات الأمل التي تلت وفي منتصف الستينيات قرأت كتاباً رائجاً عنوانه «PAFRIQUE EST MAL-PARTI» أفريقيا على البداية الخطأ. ولم تكن قراءة ذلك الكتاب سوى تأمين على نتيجة توصلت إليها بالحدس الشعري وعبرت عنها في قصائد كثيرة منها قصيدة «الشرف القديمة» والتي جاء فيها:
    أفريقيا الجرح الطويل، بذاءة فوق البحار
    أبد من الطرر القديمة قائح ألما وعار
    لن يعبر التاريخ lن أبوابك الحمراء
    يا أنشوطة النوم الذليل
    ويا ملاءات الغبار
    ولكن ذلك لم يمنعني من العودة لنفس الموضوع في قصيدة أمتي مفترضاً ان افريقيا هي التي تنهض وتترك بلادنا في العراء:
    أفريقيا نهضت لدقات الطبول
    تطهرت في نهرها القديس
    قدمت الذبائح والفداء
    وهنا بإحداث السهول تحك أمتنا عجيزتها وتلتحف الملاءة
    يا خوفها الملعون من مرآي الدم القاني
    يسيل على موائدها
    ويمنعها التضاحك والمواء؟
    ولقد ظل معي الهاجس الأفريقي طوال السنين في حياتي الفنية كما في حيات الدبلوماسية فرأيت تجارب أفريقية في التقدم والنمو أفضل مما أتيح للسودان بكثير مثل التجربة التنزانية علي عهد المعلمو نايريري وتجربة السنغال علي عهد الرئيس سنغور ورأيت تجارب أسوأ من السودان بكثير مثل تنزانيا بعد الرئيس نايريري وزائير على عهد موبوتو سيسي سيكو لكني لم أشهد ما هو أسوأ من غينيا على عهد سيكوتوري فقد وجدت مدينة كولونيالية وخطها الشيب ممنوع فيها التعاطي بالسياسة ومكروه فيها حيازة الورق وكل ما يتعلق بالطباعة خوف استخدامها لأغراض سياسية.
    وفي رحلة العودة -بعد عام ونصف من الإقامة في ألمانيا كتبت «الشرف القديمة» معارضاً قصيدتي السابقة مختتماً الرحلة عبر المتوسط بهذه الكلمات:
    هذي سواحلنا تطل
    لمرة أخرى أغادر دخنة الميناء
    يصمت نورس تبع السفين إلى هنا
    القارة الأخرى بها تاريخنا، ثاراتنا، أقدارنا
    ووعودنا للعام الرحب السعيد
    بحفنتين من العطاء
    حفنتان لا أكثر ولكن وا أسفاه لا زلنا نرى «العالم الرحب السعيد» يتبرع لنا من عام لعام بما يقيم أودنا من الأرز والذرة ليطعم لاجئينا ونازحينا ومشردي حروبنا الهمجية السخيفة.
    تميزت ألمانيا الستينيات بروح الندم والتكفير عن خطاياها في الحرب الأخيرة وانسياقها وراء الدعاية العنصرية التي جعلتها تحارب العالم اجمع وجعلتها تتصرف باحتقار نحو كل الأعراق والأجناس. ولم يكن ذلك تيارا فكرياً أو تنظيراً لدى مجموعات من المثقفين وإنما كان روحاً شعبياً عاماً وفي كل مطاعم ومقاهي ألمانيا لم تكن تعدم من يستأذن عليك ليقول لك ا نك مخلوق بشري مثله تماماً وأنه لا يفهم كيف كان عكس ذلك يقال لهم. وكان ذلك البوح البشري الدافئ يتكرر برتابة تدعو للضجر كما انه اقترن بدرجات من الثمل جعلتنا نستقبله بنوع من الفتور ثم بقدر من العداء وبالنتيجة استحدثنا لذلك النوع من الأماكن اسما هو «مقاهي الكمراد» لأن روادها يبدءون مواعظهم بقولهم أيها الرفيق الكمراد.
    ومع الزمن استبعدنا تلك الأماكن من نطاق تجوالنا
                  

العنوان الكاتب Date
التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم Saifeldin Gibreel01-26-10, 08:39 AM
  Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم Saifeldin Gibreel01-26-10, 08:42 AM
    Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم عبدالأله زمراوي01-26-10, 11:53 AM
      Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم كمال علي الزين01-26-10, 12:07 PM
        Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم Saifeldin Gibreel01-26-10, 04:42 PM
          Re: التاريخ الشخصي للغابة والصحراء مزكرات الشاعر محمد المكي ابراهيم Saifeldin Gibreel01-26-10, 04:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de