هل يفعلها البشير و يتنازل عن الترشيح لعرمان

Quote: سيدي الرئيس، الانتخابات قادمة، و الشعب السوداني يتمني أن يخرج السودان عبرها الي بر الأمان و تأسيس دولة المواطنة و المساواة .. و لنا الحق هنا أن ننتقد سيادتكم، إحقاقا للحق و عملا بمبدأ ( أخطا عمر و أصابت أمراة). و أنت سيدي الرئيس ترشح نفسك للفوز بها، لتحقيق آمال هذا الشعب و تطلعاته نحو الحرية و إقامة دولة العدل. و لكن سيدي الرئيس عمر البشير، نستغرب ترشحك للرئاسة لفترة قادمة، و أنت لم تقم العدل و تنصف المظلوم و تساوي بين الناس بالحق طوال فترة حكمك من العشرين سنة السابقة. سيدي الرئيس، لماذا تريد آن تحكم لفترة حكم سادسة، أذا جاز التعبير هنا علي اعتبار أن فترة الحكم الديمقراطي هي أربع سنوات، و السودان منهك من الحرب المقدسة، و الفقر في اعلي معدلاته، و الفساد سود كل صورة بيضاء من صفائح مؤسسات الدولة في ظل حكمكم طويل الأمد. سيدي الرئيس كما جئت أول مرة راكبا علي دبابتك، محطما ما اختاره الشعب بإرادته من حكومة ديمقراطية، لم يخترك احد و فرضت نفسك علي الجميع. و كذبت علي جماهير الشعب الأبي بأن انقلابك علي الديمقراطية لم يكن وراءه الجبهة الإسلامية، والمؤمن يزني و يشرب الخمر و لكن لا يكذب، وقال تعالى: “إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون”، (النحل: 105) و لكنك قلت (كنت عضوًا بالحركة الإسلامية منذ أن كنت طالبًا في السنة الأولى بالثانوي) القدس العربي 30 يناير 2002. سيدي الرئيس ماذا تقول لله سبحانه و تعالي، وللشعب في الانتخابات القادمة، والمئات و الألوف من أبناء الشعب السوداني عانوا ما عانوا في فترة حكمك الطويلة من الجوع و العطش و الفتن ما ظهر منها و ما بطن. ماذا تقول للذين عذب و قتل أبناءهم و آباءهم و إخوانهم في بيوت الأشباح، و بيوتا اخري سيئة السمعة، وقد اعترفت شخصيا بحقيقة بيوت الأشباح و انك تود قفلها الي غير رجعة. سيدي الرئيس هل عدلت فنمت، و أنت تخاطب الشعب السوداني كل فترة بالعدل و القضاء علي الفساد. و لكن بطانتك من المقربين لك، و أعضاء حكومتك و بطانتهم عملوا (البدع)، و فسدوا في الأرض فسادا عظيما، و أكلوا أموال اليتامى و الفقراء، و ظهر عليهم أكل المال الحرام و السحت، و تباروا في بناء الفلل السياحية و ركوب افخر السيارات، و هم الذين استأجرهم الشعب لخدمته و السهر علي راحته. سيدي الرئيس أنت لم تحاكم او تسجن أياً منهم، بل في كثير من الأحيان تكرم المفسدين بوظائف جديدة و تعفو عن سارقي قوت الشعب، و تعتبر ذلك أحيانا أنها ( استراحة المحارب). سيدي الرئيس لماذا تود الترشح لفترة حكم سادسة و من مات في دارفور أكثر من 300 ألف قتيل و نزوح ما يقرب من 2.7 مليون شخص من أبناء الشعب السوداني. علي من تقع مسئولية حمايتهم و الذود عن حياضهم إن لم يكن قائد الدولة و حامي حماها. و أنت تقول للبي بي سي( وقال البشير انه بصفته رئيسا يتحمل كل المسؤولية عما يحدث لمواطنيه، "لكن ما يقال انه حصل في دارفور لم يحصل. بل أن عدد الخسائر لا يساوي حتى عشر الأرقام التي تتردد.") حتي لو عثرت بغلة في دارفور سيدي الرئيس، فأنت مسئول عنها لتعبد الطريق لها، فما بالك بعشر الأرقام (كما تقول) من الضحايا و الجثث و الثكالي و المعذبين في الأرض من أبناء شعبي في دارفور. من (يطبطب) علي جراح أهليهم و يعطيهم الأمل بمحاكمة المذنبين، إن لم يكن رئيس دولتهم!. سيدي الرئيس، هل ترضي للشعب السوداني أن يكون قائدهم مطاردا من البوليس الدولي في المطارات و المؤتمرات الخارجية، و يمنع من دخول الدول الأوربية و الأمريكية وسائر دول العالم الحر. سيدي الرئيس أن هذا هو الذل بعينه، و المهانة تمشي علي رجليها. فلماذا لا توفر كل هذا العنت و المشقة و تحارب كفرد بعيدا عن السلطة،وادعاءات المحكمة الدولية و بحث أوجه العدالة في ذلك. الشعب السوداني، سيدي الرئيس، يريد قائدا له أيادي بيضاء لا تحمل بين جنباتها سجلات الظلم و ويلات العذاب، رئيس يحترمه ويقدره العالم، و يفرش له البساط الأحمر في كل الديار الدولية، يعبر عن عزة هذا الشعب و سؤدده. سيدي الرئيس، هل نفد الرجال و النساء و القادة من المؤتمر الوطني لترشيح احدهم للرئاسة ام أن مسرحية الانتخابات تتطلب وجود سيادتكم علي سدة الرئاسة. سيدي الرئيس، إذ أنت اعتزلت السياسة ، و كفيت البلاد شر التمزق و الاحتراب، و المهانة و الاستسلام، و احترمت هذا الشعب بما فيه الكفاية، فلتقدم نفسك ( بكل رجالة) للمحكمة الدولية، و معك محاموك، حتي تتضح الرؤية في قضية العصر ، دارفور الجريحة.