|
Re: مملكة الكنوز _ والنزاع العربي _ النوبي ...! (Re: كمال علي الزين)
|
(*) - قدوم العمري الى المنطقة سنة 255هـ تولى على مصر من قبل العباسيين احمد بن طولون سنة 254هـ ، وهو من الاتراك ، وعزم على اعادة نفوذ الدولة العباسية في بلاد النوبة ، فانفذ حملة سنة 255هـ، وهدف الحملة محاربة رجل قرشي اسمه عبد الله بن عبد الحميد الذي طلب أن يُبايع أميراً في تلك المنطقة بدعم من قبائل جهينة كونه فيما يذكر من نسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد انتصر العمري على الطولونيين ، لكن قبائل ربيعة استطاعت جذب حلفاء العمري ( جهينة ، وسعد العشيرة) الى صفها فكان ان تم قتل العُمري غيلة على يد رجل عربي من مضر كان موالياً لربيعة. وهو الامر الذي مكن قبائل ربيعة من بقائهم مستقلين ، تحالفهم بل وتخضع لهم قبائل البجة السودانية اضافة الى خضوع القبائل العربية الاخرى لهم.
4- الخلافات بين بيوت الزعامة في ربيعة وفي مراحل تاريخية لاحقةب نزاع بين بيوت ربيعة على المشيخة : بنو بشر بزعامة اسحاق ، وبني يونس ، وهم جميعا من بني حنيفة ، استطاع اسحق بن بشر الانتصار وتزعم قبائل ربيعة ، بينما مضى ( بني يونس) وهم أحفاد أشهب الى الحجاز ، ونظن ان هذه حدث اوائل القرن الخامس الهجري . ولكن مالبث البشريون طويلا في الزعامة حتى جاء احفاد أشهب واستعادوا نفوذهم وزعامتهم للقبيلة ، وهذه فيما يلي مشجر لبيت الزعامة في بني حنيفة ، وهي الشجرة ماخوذة من كتاب ( دولة الكنوز) لعطية القوصي الذي سبق ان اشرنا له ، وفي الشجرة وضع اللهازم فرع تنحدر منه قبيلة عنزة ، وتنحدر بني حنيفة من عنزة ( لرؤية المشجر راجع مركز الدراسات الوائلية )
كما لم يوضح القوصي وحتى خليفات صاحب كتاب ( مملكة ربيعة) موقع أشهب شيخ ربيعة في المشجر ولا نعرف إلا انه احد أبناء عمومة هبة الله ( كنز الدولة).
5- قيام دولة الكنوز الربعية
في عام 397هـ كانت مصر تحت النفوذ الفاطمي، ومن الطبيعي ان بلاد ربيعة جنوب مصر ستكون هدفاً لهم ، لكن ثائرا في ذلك العام من بني امية غير مجرى الامور ، وكان ذلك الثائر ينتسب الى بني امية اهل الاندلس ، انتقل الى مصر وقاد عصيانا عنيفا ضد الفاطميين ، لكنه عندما شعر بهزيمته انتقل الى بلاد ربيعة في مدينة اسوان التي اتخذها امير ربيعة ( هبة الله محمد بن عبد الله بن بشر) وقتئذ عاصمة لامارته .
قام امير ربيعة هبة الله ابن بشر بالقبض على ابي ركوة ، وتسليمه لخصومه الفاطميين ، وعرفانا بجميله اعترفت الدولة الفاطمية بهبة الله امير مستقلا الى حد ما ولُقب بـ ( كنز الدولة) ، ومن هنا نشأت دولة الكنوز الربعية .
6- علاقات إمارة الكنوز مع الفاطميين اعترف الفاطميون بإمارة ربيعة كما ذكرنا ، وظلت علاقات الطرفين هادئة حتى سنة 466هـ عندما عصفت المجاعة في مصر وأضعفت الدولة ، فأعلن كنز الدولة استقلاله مستغلا هذه الظروف ، ويبدو ان مع ربيعة قبائل الجعافرة الأشراف وجهينة ، حيث انه اشتركوا في ثورة الاستقلال عن الفاطميين. نتيجة لذلك شنت الدولة الفاطمية حربا على قبائل ربيعة وحلفائها ، عن طريق ارسال حملة عسكرية بقيادة : بدر الدين الجمالي ، فاستطاع الجمالي المذكور هزيمة ربيعة واعادة وضعها السابق في الخضوع الاسمي للفاطميين مع بقاء الحكم الذاتي لكنز الدولة .
7- نهاية امارة الكنوز لاتحدد المراجع التي لدينا النهاية الحقيقية لدولة الكنوز الربعية ، فمن المؤكد ان إمارة ربيعة ( أبناء هبة الله كنز الدولة) كانت قد انتهت بانتهاء النفوذ الفاطمي على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 570هـ ، حيث أن صلاح الدين اشتبك مع الكنوز تلك السنة وقضى على مقر دولتهم في ( أسوان) . من جهة أخرى يقول الباحث عطية القوصي ويوافقه عوض خليفات أن الكنوز لم ينقطع ذكر دولتهم ، بل إنهم هاجروا إلى الجنوب وتحديدا إلى بلدة اسمها ( مريس) وأعادوا شيئا من نفوذهم ، وظلت دولتهم في مقرها الجديد قائمة حتى منتصف القرن الثامن الهجري على الأقل ، وبعد انتهاء فترة حكم الدولة الأيوبية وبداية حكم المماليك ظلت دولة الكنوز وإمارتهم قائمة حيث انتقلوا بفعل الضغط المملوكي إلى بلدة ( دنقلة) ضمن أراضي جمهورية السودان المعاصرة . ويشير المقريزي إلى أن قبيلة عنزة من أحلاف بني جعفر في صعيد مصر مع بني هلال وعرب آخرين ، وعلى ذلك تكون قبيلة عنزة في مصر قد اشتركت سنة 652هـ مع ثورة العرب ضد المماليك ، تلك الثورة التي قادها حصن الدين ثعلب الجعفري في الصعيد المصري . وعلى كل حال فان المؤكد والثابت إن اسم بني الكنز لم ينقطع ، لابل لازالت إحدى قبائل البجة في زمننا المعاصر تتسمى باسم ( قبيلة الكنوز) ويُتوقع أن أصل جزء منها هو من بني حنيفة وإن كان لايمكن تعيينهم لامتزاجهم الشديد بالبجة منذ قرون وقد مر بنا نص ابن سعيد الأندلسي حيث قال: (ولم يبق الآن لحنيفة باليمامة ولا غيرها باقية) __________________
مركز الدراسات الوائلية
|
|
|
|
|
|
|
|
|