السبي في الإسلام ..

Quote: هذا الموضوع ( الأيام الأكثر سوادا في تاريخ المرأة السودانية ) هي عن ظاهرة السبيء منذ الزمن القديم تاريخيا حيث معروف في اللغة أن السبيء يختلف في معناه عن المصاهرة فلا تعريف شرعي للسبيء بل وفقا للظروف والملابسات التي كان يتم في إطارها هذه الظاهرة حتى في ايام الدولة المهدية التي ما تورعت أن كفرت الآخرين واستباحت أموالهم ونسائهم واولادهم وربما لمن يشهد أرض السودان قصصا عن حجم وتنوع أنواع السبيء فكانت موجودة منذ الممالك القديمة وقبل دخول الإسلام السودان ومرورا بالممالك الإسلامية وكذلك في العهد التركي ونهاية المهدية .. فهي ظاهرة لم تجد لها مبررا دينيا فالسبيء والاسترقاق حالة واحدة وبالرغم من الجهود التي بذلها الانجليز لمحاربة هذه الظاهرة واجهت مقاومة ومن الغريب أن ابناء السبايا أو الإماء أنفسهم لم يكن لديهم أي وعي لمحاربة هذه الظواهر إنما كانوا من الناشطين في ترويج فكرة الاسترقاق وخاصة ( الزبير ود ضوة ) أكبر تاجر للرقيق بالسودان حيث يقال أن ضوه أمه ما هي إلا اماء . وبالرغم من أن الاسترقاق لم يكن جزءا من التقاليد النوبية فقد عجزو عن الوفاء بإتفاقية البقط ( وعليكم في كل سنة ثلاثمائة وستون راسا تدفعونها إلى إمام المسلمين من أوسط رقيق بلدكم غير المعيب.. يكون فيها ذكران وإناث ). ونسبة لفشل ملوك النوبة في إيفاء ما ورد في الإتفاقية اضطروا في أحيان كثيرا دفع اولادهم وتوقفوا كليا مما اضطر حكام مصر لإعادة صياغة الإتفاقية مرات كثيرة . وكذلك الخلافات المستمرة والمتصاعدة بين ملوك النوبة والبجا . بقيام الممالك الإسلامية في السودان أنتشرت عمليات السبيء داخل السودان بين مختلف القبائل والممالك فالملك ( بادي ابودقن ) ساروا إلى جبال النوبة يقتلون وياسرون ويسبون حتى وصولهم إلى جبال تقلي حيث رجعوا إلى سنار ومعهم سبايا النوبة وتقلي .. وكما كانت تسبيء النساء من اصول افريقية وكذلك العربيات أو المستعربات في دولة الفونج ... فالملك عدلان بن اسماعيل والشيخ الأمين شيخ العبدلاب اتفقوا على الفتك بالهمج وزراء الفونج وأسترقوا بنات الشيخ محمد أبي اللكليك واسترقهن وفرقهن على رؤساء العسكر ..والهمج قوم خلاسيون من النوبة والعرب وقيل أنهم فرع من الجعليين العوضية . في غرب السودان مارست المساليت السبيء المتبادل بينهم وبين بقية القبائل الأخرى حيث سبىء المساليت زوجات وبنات سلطان واعيان الداجو وكانت بعض القبائل تستعيد السبايا بالفدية نظير مبالغ مالية .. وايضا عند انتصار ملك الجعليين إدريس على الفونج اسر نسائهم ..وكذل الغارات المتبادلة بين الفور والشايقية وبين الفور وبني جرار وبين الفور والرزيقات وعندما يتيقن احد قادة الفور من الهزيمة يقوم بقتل زوجته الجميلة خوفا عليها من السبيء !!! والسبيء قد لا يقتصر بين الجماعات والقبائل الكبيرة ولكن كان هناك نوع من السبيء الفردي المتمثل في ( إختطاف جميلات النساء ) كما حدث بين شيخ الشكرية وبين رهط من قبيلة البطاحين حين اراد شيخ الشكرية أن يتزوج بإمرأة جميلة تسمى ( ريا ) عنوة .. وكذلك قصة ( تاجوج )وما سببته من غارات متبادلة بين الحمران والهدندوة في شرق السودان وكادت لجمالها أن تفني قبيلة الهدندوه نتيجة تنازع زعمائها على الفوز بتاجوج إلى أن قتلها أحدهم حفاظا على تماسك القبيلة . لم يتورع السودانيون عن سبيء بعضهم البعض خاصة في نهاية العهد التركي وخلال الدولة المهدية فقد أخذ السبيء منحنى منظما أوجدت له المبرارات الدينية من قبل المهدي ( نفسه ) وتمادى فيه الخليفة عبدالله التعايشي من بعده فقد شملت غنائم المهدي من مال أو غيره حيث حملات السبيء في المسالمة وفداسي والشنابله وكذل فعل حمدان ابوعنجه عندما غزا جبال النوبة وهزيمته للاحباش وكذلك محمود ود أحمد فقد اسر بعد واقعة المتمة . بعد سقوط الخرطوم في أيدي الانصار اخذت النساء سبايا وارسل امين بيت المال نحو ألف عذراء من بنات أعيان المصريين للمهدي فاختار منهن ثلاثين فتاة من ذوات الحسن والجمال ووزع الباقي على حراسه وذوي قرابته وكلهن موطؤات بملك اليمين .. وكذلك ارسلت عذارى إلى عبدالله التعايشي وإلى الخليفتين علي ود حلو ومحمد شريف وقد بلغ عدد النساء اللآئي سبين ما لا يقل عن خمسة وثلاثين الف فتاة . ومن سبايا سقوط الخرطوم اللائي ىل أمرهن إلى المهدي أمنة بنت ابي بكر الجركوك ويقال انها تزوجت قبل سقوط الخرطوم باسبوع وفي يوم السقوط قتل زوجها وابوها معا فأمسكها أمين المال ودخل عليها المهدي في اليوم الرابع لقتل زوجها وأمينة بنت ابي السعود بك العقاد ( تاجر رقيق مصري ) والشول بنت يوسف بك مدير فاشودة وفاطمة بنت حسن مسمار وزينب بنت محمد بك سليمان الشايقي وآمنه بنت أحمد شجر الخيري وزينب بنت يوسف باشا الشلالي وزينب زوجة أحمد التلب ومقبولة الدارفورية ومأمونة الحبشية وقبيل الله النوباوية وكان المهدي يعمد أحيانا إلى تغيير اسماء بعض سراريه .. وبالمقارنة مع زوجاته الشرعيات فغنه يتضح لنا أن المهدي من خلال المصاهرة سواء كانت زواجا شرعيا أو تسريا او لما ملكت إيمانكم يكاد لم يترك قبيلة أو جنسا إلا وكانت له به صلة . يتبع ........ المراجع :كتاب المرأة السودانية ظلمات الماضي - مختار عجوبة تاريخ الممالك الإسلامية في السودان - السودان القديم والجديد ميمونة ميرغني - حصار وسقوط الخرطوم - الجذور التاريخية للحركة النسائية في السودان أوهاج محمد ادروب