رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ مرشحاً بدائرة النـهود - ندوة سياسية تقام مساء اليوم

Quote: أربــــعُ ليــــالٍ بكــردفــــان المؤتمر السوداني اختراق للجدار أم دك للحصون ..؟؟ نبكيك ولا نمجدك «سوميت ، نصرالدين ، عبدالحميد ،ايهاب ، مولانا عبدالمجيد امام والغائب ضوالبيت أسماء نطق بها رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ عبدالرحمن قبل ان يصمت ويضيف ليتهم كانوا بيننا فى اللحظة التى كنا نستعد لمغادرة مدينة النهود بشمال كردفان وشمسها تمضي غربا ، انفجرت بعدها دموع بلانحيب غطت وجوه قادة الحزب ورافده الطلابي مؤتمر الطلاب المستقلين تعبيرا عن الوفاء لرفاق نضال اخذهم الموت وهم فوق المنابر ، ليسيطر الصمت على الجميع قبل ان يقطعه مسؤول اللجنة التنظيمية المشرفة على المؤتمر العام الرابع للحزب عبود علقم قائلا هم كانوا على يقين بحضور مثل هذا اليوم وعملوا من اجله ولاشك انهم سعداء فالمزارعون والرعاة يرددون (قل ماتشاء كن ماتقول ) ويهتفوا حرية سلام وعدالة الوحدة خيار الشعب . المولد الثاني لاشك ان حزب المؤتمر السوداني المحسوب ضمن مجموع الاحزاب الصغيرة او الحديثة بالساحة السياسية السودانية استطاع ان يخترق معاقل ظلت مغلقة تحركها الانتماءات القبلية والولاء الطائفي لفترة من الزمن ، فرحلة شمال كردفان التي قام بها الحزب نهاية الاسبوع المنصرم لمدينة النهود بغرض تقديم رئيسه مرشحا عن الدائرة 13 النهود واريافها ، وصفها المسؤول السياسي دكتور الفاتح عمر السيد بالمولد الثاني للحزب فى اشارة منه الى خروج الحزب وتقديم خطابه الى الجماهير بدلا من العمل داخل القطاعات المثقفة والطلاب بالجامعات التى ظل يتحرك وسطها منذ 1977م وحتى بعد تأسيسه لحزب عقب الانتفاضة الثانية ، فالتدافع الجماهيري والاستقبال الحافل الذي رحب بالوفد خارج مدينة النهود بجانب الحراك الذي احدثه خطاب مسؤوليه فى الليلة السياسية بالمدينة وجد ارتياحاً وقبولاً واسعاً وسط المواطنين ،والامر سرعان ما انعكس ذلك على مسؤولى الحزب واختزله امينه العام عبدالقيوم عوض السيد عندما سألته عن تقييمه للرحلة ليرد سريعا (نحن قادمون وسنحدث التغييرللجميع واظني لن اكذب ان قلت لك ان المستقبل لنا فانت شاهدت بعينك) استقبال الفرسان بعد ان تجاوزنا مدينة الخوي الواقعة فى منتصف المسافة بين مدينة الابيض حاضرة ولاية شمال كردفان ومدينة النهود غربا بدأت ملامح الاستقبال تلوح فى الافق حتى وصلت ذروتها عند منطقة الرويانة التى تقع على بعد نصف ساعة من مقصدنا الاخير ، وعند مدخل المدينة احتشد عدد كبير من المواطنين يحملون شعارات ولافتات تحدد مناطقهم وظلوا يهتفون بشعارات تنادي بالوحدة واعمار المنطقة ، يتقدمهم اعيان المدينة وشيوخها بجانب النساء والشباب والاطفال كلهم يهتفون ( ود البلد ودالبلد ) بجانب زعيم زعيم يا ابراهيم والدائرة لمين لابراهيم ، وسط هذا الهتاف يأتي هتاف آخر بمثابة اعلان تمدد خطاب الهامش والمركز الذي يتخذه المؤتمر السوداني منطلقا لتحليل ازمات الواقع فالجميع كان يردد (كل الوطن للناس لا خاصة لاعامة ) معلنين ميلادها بين البسطاء والجماهير ، الامر الاكثر دهشة هو وجود كل القبائل فى مقدمة استقبال القادمين فالديار التى تعد من ديار قبائل الحمر صاحبة الغلبة والارض بجانب مجموعات ثقافية اخرى شكلت لوحة موحدة ومنتظمة كانهم ارادوا ان يعبروا عن استيعابهم للخطاب الذي يعمل من اجله حزب المؤتمر ، وهو الاعتزاز بالانتماء البسيط والفخر به بجانب الانحياز للانتماء الاكبر وهو الوطن من هنا كانت البداية التى لم تغب عنها الزغاريد ولا هتاف حناجر الشباب والشيوخ وحتى السلاح كان حاضرا عندما تقدم احد ابناء المنطقة واطلق مجموعة من الطلقات النارية فى الهواء مرددا هكذا نستقبل الفرسان تاريخيا . رجل دولة تنقصه المخصصات بعد الفراغ من برنامج الاستقبال انخرط اعضاء الحزب ومسؤولوه فى ترتيب جدول اعمالهم المعد من قبل وادخال بعض التعديلات الجديدة بسبب صعوبة وصول الوفد الى محل اقامته كما كان مأمولاً من قبل بسبب التدافع الجماهيري الامر الذي ادى الى الغاء عدد كبير من اللقاءات والاجتماعات المقررة من قبل بعدد من الفعاليات والقطاعات المختلفة ، ليبدأ اليوم الثاني قى الثامنة صباحا بتدشين العمل بمجمع غسيل الكلى بمستشفى النهود بجانب الوقوف على حالة المرفق بشكل عام وقبل الخروج من مباني المستشفى كان العمال يقومون بانزال مواد البناء والمعدات لتشييد مركز غسيل الكلى ليهتف العاملون بالمستشفى (السيف اصدق انباء من الكتب ) وعندما تجاذبت معهم الحديث قالوا لم ياتينا مسؤول بالدولة دعك عن رئيس حزب معارض ويصدق القول بالفعل كنا نفرح لحديثهم دون ان نرى شيئاً فى الواقع الآن يمكننا ان نهلل ونكبر بلا شكك، قادرنا المستشفى بعد ان ابلغهم الشيخ باحضار مراتب ونواقص وحدة التحصين ومدرسة القابلات والتى وصلت مدينة النهود قبل مغادرتنا لها بساعات ، وفى داخل كلية الطب بجامعة غرب كردفان كان هناك الاحتفال بالوفد له طابع مختلف عندما تقدمت الجامعة باحتياجاتها وطالبت بدعمها لتشييد معمل لطلاب الطب ليجد طلبهم الضوء الاخضر من رئيس حزب المؤتمر السوداني بلا تردد ووعدهم بوضعه في الاولويات غادرنا جامعة كردفان الى محل الاقامة عند منتصف نهار الاربعاء بعد ان افتتح معملا للحاسوب بالكلية . أم القرى تقتحم الترتيب البرنامج الذي اطلعون عليه كان يحتوي على الزيارات النهارية للمستشفى بجانب الجامعة لينطلق مساءا بندوة سياسية بميدان الحرية الا ان وفداً عالٍ من منطقة ام القرى وضع نفسه بقوة داخل الجدول بعد ان علم رئيس الحزب باحتشادهم ووقوفهم فى الطريق منذ منتصف النهار فى انتظاره حتى تحرك اليهم وخاطبهم وسمع الى مطالبهم التى انحصرت فى مشاكل الكهرباء والمياه واعدا بتنفيذها معهم مناصفه وزاد فى خطابه نحن لم نأتِ لحصد الاصوات فقط اردنا ان نتلمس مشاكلكم الآن وعندما نأتيكم للانتخابات سنملككم برنامجاً متكاملاً يعتمد فى الاساس على المواطن وليس من ينوب باسمك فى الدولة واجهزتها . لا خوف بعد اليوم نجم الدين الدباغ احد شباب مدينة النهود اخبرني ان هذا الميدان لم يشهد مثل هذا الحشد من قبل فالجماهير التى احتشدت لمتابعة الليلة السياسية كانت بمثابة استفتاء واضح لاختراق المؤتمر السوداني الى جدار ظل مغلقاً امام الجميع تاريخيا ، ليأتي خطاب المتحدثين متسقا مع ذات الايقاع الجماهيري الذي ظل يردد فى الهتاف باستمرار فمسؤولة المرأة للحزب بدرية عبدالقادر طالبت النساء بعدم ترك فرصهم ومزاحمة الرجال وضرورة مشاركتهم فى العمل الانتخابي القادم حتى يضمنوا التغيير المطلوب ، ليأتي الامين السياسي دكتور الفاتح عمر السيد فى كلمته محذرا الجميع من خطورة المرحلة التى تطلب النظر كثيرا الى ما يدور واستشهد لهم بمخطط الحكومة المعروف بمثلث حمدي وقال ان معالمه بدأت تنطبق الآن فالنهود التى كانت مركزاً للمحصول فى افريقيا الآن تحولت وهاهي تشكو لطوب الارض من البؤس والفقر ، ذات الحديث كرره ممثل الشباب بالحزب وطالب الجماهير بالتحرر من الخوف والعمل من اجل اسقاط المؤتمر الوطني لضمان وحدة السودان متطرقا الى اخلاق وقيم اهل المنطقة التى قال انها تعد احد الركائز التى ينطلق منها فكر المؤتمر السوداني وهي قبول الآخر واردف الامر «عندكم هو سلوك فطري فانتم من اقمتم علاقة شراكة مع ابناء الجنوب فى الزرع لا علاقة اجار وعبودية « و وصف النظام القائم بالهش والمترنح فقط يحتاج الى تكاتف الجماهير واضاف الفرص الآن بين ايديكم حتى لا يحرم ابناؤكم من التعليم كما هو قائم الآن وحتى لا تخربوا دياركم ففوز الوطني يعني تمزق البلاد واشعال النيران من كل جانب ، الا ان رئيس الحزب ابراهيم الشيخ الذي وجد صعوبة قبل ان يبتدر حديثه بسبب الهتاف المتواصل من قبل الجماهير تقدم باعتذار الى كل من فقد عزيزاً طوال الفترة الماضية وقال اتيتكم للوقوف على مجمل المشاكل والعمل على حلها وكنت اود ان ادخل كل بيت واصل كل مريض لكن عليكم ان تعذروني ، قبل ان يشن هجوماً عنيفاً على المؤتمر الوطني وجهاز الامن محذرا من مغبة تزوير الانتخابات التى قال ان مؤشرات تزويرها بدأت لكن الضامن لقطع الامر هو الجماهير ،وطالبهم بالتحرر من الخوف والمطالبه بحقوقهم وقال (لا تخافوا فانتم لاتملكون شيئاً اطفالكم بلا تعليم ومستشفاكم تفتقر للعلاج والاختصاصيين ما ذا تنتظرون فالصمت لن يغير الحال ). ووعد الشيخ بالعمل على اسقاط النظام بجانب قوى الاجماع الوطني تحالف جوبا ، وملك الجماهير مطالب القوى التى اجتمعت بجوبا ، وكشف عن عدم وقوفه مكتوف الايدي حال وصوله الى البرلمان او غير ذلك دون احداث تغيير وقال ( نحن سنخوض الانتخابات حتى نغير فى التشريعات ونضع الخطط لانقاذ الجماهير لكن ان لم نصل لن نتوقف من حل المشاكل وتحويل الحال الى افضل ) . دبوجا فوق العصا حضوراً العم دبوجا الرمز الاتحادي المعروف كان حضورا داخل ندوة المؤتمر السوداني وتحدث لقادته قائلا (الآن انتم هنا وهذه خطوة تحتاج الكثير ونحن لن نتوقف صامتين وسنعمل معكم حتى نرى التغيير الذي ناديتم به ) كلمات كانت لها دلالات و بداية لمفاجآت كثيرة كانت تنتظر المؤتمر السوداني فبجانب دبوجا كان رمز حزب الامة القومي مستور بليلة حضورا مميزا ومعه عدد كبير من قادة العمل السياسي للاحزاب الاخرى بالمنطقة . المعارضة تجمع على مرشح المؤتمر السوداني خرج اجتماع الاحزاب المعارضة الحاسم بمدينة النهود نهار الخميس بالاجماع على دعم ترشيح ابراهيم الشيخ للدائرة 13 بالمنطقة حتى يكون ممثلهم فى البرلمان القومي ،فقط القرار الآن ينتظر الاعتماد من قبل المركز حال توافق الاحزاب على خوض الانتخابات ، فمن الواضح الآن ان تحالف جوبا ان خاض الانتخابات فان الدائرة 13 باتت بحكم المؤكد مشغولة ومكتوب عليها اسم المؤتمر السوداني وحسب معلومات من مصادر مقربة فان الاجتماع وصل الى عدد من الاتفاقات لخوض الانتخابات فى الولاية وتشير مصادرنا الى ان المعارضة بشمال كردفان تعمل على الوصول الى منصب الوالى بجانب المجالس التشريعية الولائية والبرلمان القومي ووضعت خططها للامر . أزمة التعليم فى الطاولة اختتم الشيخ حديثه فى الندوة السياسية التى خاطبها مساء الاربعاء مبشرا المواطنين بحل مشكلة التلاميذ والمعلمين قائلا « عليكم ان تفرحوا فان المؤتمر الوطني لا يأتي الا بالضغط فبعد حديثنا عن قضية المعلمين العادلة نتوقع تحركه لحلها سريعا « فعندما اجتمع بالمعلمين صباح اليوم الثاني كان اتفاق قد تم التوقيع عليه صباح نفس اليوم بتوجيه من المركز لحل المشكلة الامر الذي دعا المعلمين ان يقولوا كان عليكم زيارتنا من بداية العام الدراسي ، بعدها بدأ الاجتماع للنقاش حول وضع التعليم بالمدينة والمشاكل التى تواجههم والتى انحصرت فى البيئة المدرسية بجانب الفقر الذي يسيطر على التلاميذ واسرهم وقصور الدولة من توفير المرتبات ، وخرج الاجتماع بعدد من الاتفاقات من بينها مواصلة مطالبتهم بحقوقهم التى على الدولة مع مراعاة مصلحة التلاميذ ووعد الشيخ بتأهيل البيئة المدرسية للمدارس بالمنطقة . قبل ان نغادر مدينة النهود التى قضينا فيها اربع ليالٍ كانت كل لحظة فيها تحكي عن فصول من المعاناة والمستقبل المظلم لمدينة تحمل شرف انشائها لاول مركز ثقافي بالسودان عام 1917م واطلقت عليه اسم نادي السلام الثقافي ، تلك المفردة التى تهدد وحدة البلاد الآن لغيابه طوال تاريخ تكوين الدولة الا ان الجماهير هناك رغم الفقر والمرض لا زالت تمتلك امل التغيير. نحكي فى الحلقة القادمة عن ظلامات الفقر وآلام المعدمين ونوصف حال مدينة تحاصرها الهموم ونتلمس رأي طلابها الجامعيين وعن مؤشرات نتائج دائرتها بالاضافة الى لقاء الرياضيين ونظرتهم للقادم وصور من الدقيل والرويانة.