د: منصور خالد يقدم اعظم مرافعة فى تاريخ الغناء السودانى

Quote: فى ذلك العهد كان الشاعر الرجيم ابو نواس هو امير شعراء اهل المغنى ، فتن به الامين وتغنى بشعره ابراهيم الموصلى مع كراهية الرشيد لما فى شعره من زندقة . سمع الرشيد يوما شعرا لأبى نواس فى غلام نصرانى جاء فيه اليس عظيما عند كل موحد غزال مسيحى يعذب مسلما فلولا دخان النار بعد بصيرة عبدت مكان الله عيسى بن مريم فقال ويحه هذا اللعين قيل للرشيد لأبى نواس ماهو اراد . قال ماهو؟ قيل: وملحة بالغزال ذات نصيحة ترجو انابة ذى مجون مارق فأجبتها كفى ملامك اننى مختار دين اقسه وجثالق والله لولا اننى متخوف ان ابتلى بامام جور فاسق لتبعته فى دينه ودخلته ببصيرة منى دخول الوامق انى لأعلم ان ربى لم يكن ليخصهم الا بدين صادق فامر الرشيد بوضعه فى المطبق (السجن) ثم اطلق سراحه بعد شفاعة الفضل بن ربيع. الموسيقى والغناء اذن ليسا مجونا وتهتكا حتى يشيع متفيقهو السودان الوساوس حولهما ممايدفع بالجهلة الجفاة لتقتيل اهل الفن . ولعله من حق دعاة التوجه الحضارى الاسلامى على انفسهم ان يدركوا بأن الحضارة الاسلاميةافردت لفن النغم مكانا بارزا فى اثارها الأدبية . كتب الخليل بن احمد الفراهيدى فى النغم والايقاع ، ووضع الفارابى كتاب الموسيقية، وصاغ اسحق الموصلى كتاب الاغانى الكبير الذى اختفى من الوجود، وعند اختفائه نقف. ذلك الكتاب مع غيره من الاثار الأدبية العظيمة دمر تحت وطأة خيول هولاكو وهى تجتاح بغداد وهذا هو عين ماذهبت اليه الهولاكية الجديدة عندما اخذ ورثاء التتار فى السودان يبيدون التراث الغنائى فى مكتبات الاذاعة السودانية خاصة ذلك الذى يتغنى اهلوه بالخمر والعشق.