د: منصور خالد يقدم اعظم مرافعة فى تاريخ الغناء السودانى

Quote: ان التزاوج والثراء المشترك بين الثقافات الاصيلة (النوبية والزنجية والحامية النيلوية والثقافة الوافدة العربية) هو سر عبقرية السودان وهو سر لم يعه بعد من يعتزى بنسب عربى ظنين . والا فما بال هؤلاء يحسبوننا نركب المناكير ان اهتزازنا لخليل فرح النوبى وهو يشدو بالعربية (ناولته كأس قال لى عجب) ...خلانى دن بين الدنات ) تماما كما اهتز مالك بن ابى السمح فى حضرة عبدالله بن جعفر بن ابى طالب لقول ابن كعب الخزرجى ( اذا انفذوا الزق والروى وصرعوا نشاوى )... مهنة الغناء عن العرب لم تقف عند الموالى والقيان من الفارسين والفارسيات بل انتهت فى عهد بن العباس الى الخلفاء وابناء الخلفاء فى زمان كان ائمة الفقه الاسلامى فيه هم مالك فى المدينة يحمل الناس على موطئه وابو حنيفة النعمان واحمد بن حنبل فى بغداد . كتب ابو الفرج الصبهانى كتابا من اربعه وعشرين محلد حول الاغانى فى ذلك الكتاب فصل اسماه (الغناء وصنعته عند اولاد الخلفاء الذكور والاناث) يقول الاصبهانى ان اشهر هؤلاء ذكرا هو ابراهيم المهدى بن هارون الرشيد . وكان ابن المهدى ، فى بداية عهده بالغناء ، يتغنى فى تصون وخلوة مع هارون ثم مع الخليفة المامون واستندمه فأخذ يتهتك بالغناء فى مجلسه . وقد اخذت عليه بنت المهدى عن اخيها ابراهيم صنعة الغناء وكانت، على حسن دينها، تلذ بالغناء . ومن ابناء الخلفاء الذين امتهنوا الغناء عبد الله بن موسى الهادى وكان اكثر غنائه للأخطل ، وعبد الله بن الامين بن هارون الرشيد الذى كان ينادم الخليفة الواثق ثم واظب على منادمة الخلفاء حتى المعتمد وابو عيسى ابن الخلبفة المتوكل الذى الى على نفسه الا يكف عن الغناء حتى يكمل ثلاثمائة وستين صوتا بعدد ايام السنة، وكان جل غنائه لابى العتاهية وعلى بن الجهم. وعلى حذو ابن عيسى كان عبد الله بن المعتز.