كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: المهدي في عيد ميلاده .. حزين وليس يائسا.... كل عام وانت بالف خير سيدي الامام الصادق (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الصادق المصدوق
للشاعر: زين العابدين عبد القادر
متين يا لصادق المصدوق لي تنادى واجيك صدوق
**********
أرزقنا الهي عالي الذوق ونمسك في الحنيف لا تزوق
لا ندخل ورطه ول اخازوق وأكون من الحلال مرزوق
**********
محمد عالي قدرك فوق وتسود الرسل كل وتفوق
مع اسم الله اسمك في العرش مرفوق ورؤف ورحيم علينا شفوق
**********
ما بطرد من عليه يتوق وكثير من به صار معتوق
يخصف نعله ويخيط المفتوق هو نور الله وسعيا جاهه ما ملتوق
**********
النبي المقصود به ملحوق وجاهه علينا عامة يحوق
أمر أعداه دوام ممحوق ومشتت شملهم مسحوق
**********
قال الله واحد لا فجور لا فسوق قال أثقوا بالله خير وثوق
في البر والعباده تملى اعمروا السوق الخيرات عليكم جات تقود وتسوق
**********
الصم والبكم والجامد وحكاية النوق والمقبور حياه وخلص المذنوق
كم أطلق صراح الماسور والمخنوق وكم هدى كم فدا المغلول والمشنوق
**********
مرحب صحبه الصديق مع الفاروق وعثمان وعلى للدين شموس وشروق
لبنيان الحنيف باقيين عماد ومروق ودائما بيهم الأيام تطيب وتروق
**********
الصلى عد ما أنصفوا للناس هداتنا حقوق توحد صفنا كي لا يكون مشقوق
بها للامه عامة الحق يكون محقوق وعابدين عنه اصرف كل كيد وعقوق
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المهدي في عيد ميلاده .. حزين وليس يائسا.... كل عام وانت بالف خير سيدي الامام الصادق (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
المهدي مشاركا في الندوة الدولة : رؤى معاصرة للإصلاح ودورها في تعزيز السلام العالمي - عمان
16/01/2010 | 05:06:29
المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع مجلة حراء التركية
الندوى الدولية بعنوان: (رؤى معاصرة للإصلاح ودورها في تعزيز السلام العالمي) تجربة فتح الله كولن انموذجا. عمان 16 يناير2010م
بدأت صباح اليوم بعمان فعاليات الندوة الدولية: (رؤى معاصرة للإصلاح ودورها في تعزيز السلام العالمي) والتي يقيمها المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع مجلة حراء التركية (تجربة فتح الله كولن أنموذجا) بحضور الدكتور عبد السلام العبادي وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردني وسط حضور كبير من العلماء والمفكرين والدبلوماسيين من جميع أنحاء الدول الإسلامية والعربية على شرف الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية.
وعلى هامش الملتقى التقى الإمام الصادق المهدي بسعادة وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية ورئيس الوفد التركي مصطفى أوذجان وعدد من رؤساء الوفود المشاركة ورجال السلك الدبلوماسي المعتمدين بعمان. فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الإمام صباح اليوم.
الأخ الرئيس أخواني وأخواتي
أبنائي وبناتي مع حفظ الألقاب والمقامات
السلام عليكم ورحمة الله
إن لمنتدى الوسطية الاسلامية العالمية رسالة مستجيبة للنداء الرباني: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[1].
وهو إذ يسعى لتفعيل مباديء وشرائع الإسلام لهداية الحياة الخاصة والعامة ويسعى لجمع ما فرقته الفرق والمذاهب في مشروع إسلامي نهضوي: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[2].
ويسعى لبيان القيم المشتركة بين الأديان الإبراهيمية لإقامة تسامح بينها وتعايش ديني عام بين كافة الملل معززا إخاء وطنيا بين المواطنين، وإخاء إنسانيا بين الناس أجمعين.
تكاد الأمة الإسلامية اليوم تنفرد بحالات اغتصاب الأرض، وإهدار الحقوق، والحروب وتحوم حولها الأخبار السيئة.
وكم اسعد المنتدى أن يحيط بالتيارات الحية، والتجارب المشرقة التي تستنير بضياء الإسلام وتبطل ما علق باسمه من كيد أعدائه وجهالة أبنائه.
ملتقانا اليوم يجمع وفدا من اخوتنا الأتراك بنخبة من بعض البلدان للتفاكر حول التجربة التي أسسها المصلح الإسلامي فتح الله كولن. وترحيبا بهذه المناجاة في البر والخير أقول: أولا: إن لتركيا مكانة خاصة في الفضاء الإسلامي فقد كانت مركز أطول دول الإسلام عمرا ومن أكثرها تأثيرا في العصر الحديث. صحيح أدركت تلك التجربة عوامل انحطاط أفرزت تيار كراهة للذات حاول سلخ جلدتها العقدية والثقافية. ولكن نفرا من العلماء والمفكرين والصالحين والمصلحين الأتراك نادوا بتنوير إسلامي فرق بين الجوهر الفاضل وأعراض الانحطاط.
العلمانية الكمالية لم تقف عند حد الاعتدال وفصل مؤسسة الدولة عن مؤسسة الدين متجاوزا ذلك لعداء للدين. هذه المحنة شكلت مشروع استلاب كامل تصدى له المصلحون في تركيا بالتحرير والتنوير.
بديع الزمان النورسي حمل مشعل الرد على الغلو العلماني لا بانكار العلم الحديث ولكن ببيان أن قوانين الطبيعة سنن كونية وهي آيات الله في كتابه المنثور أي عالم الشهادة: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ)[3].
هؤلاء المفكرون والمصلحون في تركيا اجتهدوا واستصحبوا اجتهادات غيرهم من نابهي الأمة وأعادوا تركيا لجذورها واستنهضوا التنوير الإسلامي في عرين الإنكار العلماني كما شب موسى عليه السلام في بلاط فرعون.
هذه العودة للجذور ساهم فيها المصلح فتح الله كولن بتجربة ثرية فيها نصيب من اسمه فتح الله. تجربة تحاشت النزاع على السلطة وركزت على كسب العقول والقلوب وبسط الخدمات الاجتماعية وتشبيك المصالح الحياتية للناس.
فساهم بذلك مساهمة ثرة في مصالحة تركيا بذاتها لا بانكفاء ما ضوى بل بإحياء مخلص لثوابت الأصل ومطالب العصر.
أسعدنا هذا الأحياء لأسباب أهمها ثلاثة:
- أعاد أخانا الغائب من غربته ليساهم في نهضة أمته.
- يساهم في التوازن بين جناحي الأمة فالجناح الشيعي الإسلامي يشهد نهضة يرجى أن تتكامل مع نهضة الجناح السني في سبيل نهضة إسلاميه تتضامن في المشتركات وتتعايش في فيما عداها.
- يدعم الوجود الإسلامي في الغرب عامة وفي أوروبا خاصة.
وسواء انضمت تركيا للاتحاد الأوروبي أم لا فإن لها حضورا أوروبيا من شأنه أن يساهم في تطوير العلاقة بين المسلمين وأوروبا في اتجاه أعدل وأفضل.
التجربة الكولونية وما مهد إليها من اجتهادات تجد منا ترحيبا وتقديرا لأسباب أهمها.
أولا: الجهاد هو ذروة سنام الإسلام واقترن في كثير من الأذهان بالقتال ولكنه أوسع ويشمل جهاد النفس والجهاد المدني. هذه التجربة استنهضت تلك المعاني.
ثانيا: كثير من الحركات الإسلامية أعطت السلطة وما سموه الحاكمية أولوية تستحل كل شيء بما في ذلك الانقلاب العسكري إذ يقول قائلهم يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. إن صحت المقولة فالمقصود السلطان العادل وهو حينئذ عين ما يوجب القرآن. قال الإمام ابن القيم: "كلما تحقق به العدل هو من الشرع".
تجارب هؤلاء أثبتت أن إعطاء السلطة أولوية مطلقة باب مفسدة لأصحابها ومضيعة لمصالح الناس. من لم يقف عند انتهاء قدره تقاصرت عنه طويلات الخطى.
ثالثا: أصحاب السلطة في المجال القطري والدولي أكثر استعدادا بالقوى الخشنة. ولكنهم عاجزون أمام القوى الناعمة. هذه التجربة اثبتت فتوحات القوى الناعمة. بل الحقيقة اليوم أن الإسلام المستضعف أهله في ميزان القوة الخشنة يتمدد في كل القارات بفضل الناعمة. حقيقة أدركها بابا الفاتيكان فحاول في محاضرة عام 2006 إقامة سد من القوة الناعمة ضد تمدد الإسلام إذ رماه بالعنيفية واللاعقلانية. فإذا باهلناه نقول: "رمتني بدائها وانسلت" فأول اللاعقلانية إدعاء أن البابا معصوم من الخطأ. وثانيها توارث البشرية للخطيئة الأولى والفداء وهذان يسقطان المسؤولية الأخلاقية.
وهكذا. إما العنف الذي يرمي به المسلمون فالعنف لدى غيرهم كان أضعاف مضاعفة حروب المائة عام والثلاثين عاما في أوروبا حروب دينية أما في العصر الحديث فغلو وعنف بعض المسلمين مهما قلنا عن عدم جدواه، ردود فعل سياسية لأفعال وافدة تحدث في كل الثقافات كما أوضح العالم الأمريكي روبرت بيب في كتابه عن ظاهرة الاستقتال.
أما الذين يرمون المسلمين بالعنف من رؤية علمانية فالعلمانيون هم الذين أغرقوا القرن العشرين بالدماء في طغيانهم الفاشستي والستاليني والدكتاتوري العسكري.
ختاما: باسم المنتدى ارحب مرة أخرى بإخوتنا من تركيا وبكم أحبابنا الذين لبوا هذا الدعوة راجيا أن نلم ونستفيد باساليب القوة الناعمة أو الجهاد المدني الذي مارسوه: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[4] .
ولهم اجر الاجتهاد الصائب واجر القدوة: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا"[5] ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة البقرة الآية (143)
[2] سورة الأنبياء الآية (92)
[3] سورة الأنبياء الآية (85
[4] سورة الكهف الآية (110)
[5] حديث ابن ماجة
http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=535
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المهدي في عيد ميلاده .. حزين وليس يائسا.... كل عام وانت بالف خير سيدي الامام الصادق (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
رد الإمام رئيس الحزب على بيان أصدره بعض علماء المسلمين في حالة السودان 6/1/2010
6/02/2010 | 10:53:57
أفلا يتدبرون القرآن؟
أم على قلوب أقفالها؟
1 فبراير 2010م
أصدر خمسون من علماء الظاهر بيانا في 13/2/1431هـ الموافق 28/1/2010م بيانا من نحو 12 نقطة أهمها:
1. أن السودان بلد عربي/ إسلامي وعلى أهله التمسك بتطبيق الشريعة وإلا أثموا. وفي الانتخابات القادمة فإن من لا يلتزم بذلك يحرم انتخابه.
2. على المسلمين الاستغناء عن التعامل مع العلمانيين والمنافقين وكافة من لا يشاركهم التزاماتهم لأنهم أعداء الدين.
3. تقرير المصير يؤدي إلى ترك أرض تابعة لسلطان المسلمين ليقيم عليها أعداء الشريعة دولة لذلك لا يجوز الرضا بما يسمى بتقرير المصير فالإسلام لا يعطي الشعب الحق في اختيار النظام الذي يريد ومن باب أولى لا يعطي تقرير المصير الذي يغلب على الظن أن يؤدي لقيام دولة جديدة كافرة معادية ومقر لأجهزة الاستخبارات الصهيونية والعالمية ويخشى أن تعيث في القرن الأفريقي فسادا وفوق ذلك ستكون الدولة الجديدة عاملا ضاغطا على مصر وذلك بتحكمها في مياه النيل.
4. انفصال الجنوب لا يتفق مع الشرع ولا العقل ولا السياسية الراشدة فالواجب بسط الإسلام في تلك الربوع. ولا نرى أن السلام يكفله الانفصال بل هو مقدمة لحرب جديدة خاصة وأن قضايا كثيرة لا تزال عالقة كالحدود بين الشمال والجنوب وغيرها. ومن المفاسد المترتبة عليه بقاء الجنوبيين في الشمال لإعطائهم حقوقا ليست لهم كعدم الخضوع لأحكام الشريعة.
5. على المسلمين في السودان الالتفاف حول علمائهم والصدور عن توجيهاتهم في الشئون العامة المقبلة. وعلى المسلمين في العالم ألا يتركوا المجال للمنظمات وللمؤسسات المنحرفة. السودانيون أخوتنا في الإسلام وعلينا أن ننصح لإخوتنا وأن نعينهم بالرأي وغيره ويجب ألا يترك المجال لتدخلات الغرب من أصقاع الأرض لنصرة عملائه وبني ملته لذلك ندعو علماء الأمة وحكامها وشعوبها إلى الإسهام الإيجابي الذي ينفع الإسلام والمسلمين في السودان.
هذه هي المواعظ الخمس التي أطلقوها. وفيما يلي نقول عنها:
مقولة أن السودان بلد عربي إسلامي وأن سكانه من غير المسلمين عليهم الإذعان لهذه الهوية قسرا، وأن على المسلمين أن يطبقوا عليهم أحكام الشريعة، وأن الأمر العام في البلاد ينبغي أن يخضع لتوجيهات علماء المسلمين، وأن الجنوبيين هم نافذة شر إذا بقوا في الشمال، وأنهم إذا انفصلوا فسوف تكون دولتهم مرتعا للعداوات الأجنبية لذلك يجب أن يجردوا من حقوق المساواة في المواطنة إن كانوا في الشمال، وأن يمنعوا من تقرير المصير. هذه الرؤية المستبدة بموقفها المستعلية على غيرها والتي تقوم على تناقض بين الإسلام والعدل، والعقل، والحرية، والرحمة، والحكمة، والتسامح، والمصالح المرسلة. وتنطلق من اجتهادات خارج تاريخ الإنسانية المعاصرة وما فيه من مواثيق تقوم على مبادئ مشتركة بين حقائق الوحي وتطلعات الإنسانية المستنيرة وهي الكرامة والعدالة، والحرية، والمساواة، والسلام.. نقول هذه الرؤية المنكفئة على ذاتها المستعلية على غيرها هي نفس الرؤية التي جهر بها انقلاب "الإنقاذ" في أول عهده في السودان فأقام تناقضا بين نهجه وسائر مسلمة السودان، وحول قتالا بين الحكومة وحركة مطلبية إلى حرب جهادية عمقت الأزمة وحولت الحركة المطلبية إلى حركة تحرير ديني وإثني وثقافي وفتحت الباب لتناصر مسيحي عالمي وتدخل دولي في الشأن السوداني ببوابة حقوق الإنسان والحرية الدينية.
وبعد حقبة من الزمان أدرك الانقلابيون خطل مواقفهم فجنحوا للسلم وقبلوا شروط أعدائهم المحليين تحت رعاية أعدائهم الدوليين. وأبرموا اتفاقية السلام وصادقوا على إدخال عشرة ألف جندي دولي وبعثة دولية للسودان لمراقبة تنفيذ تلك الاتفاقية. حقا:
إن الترقي إلى العليا بلا ثمن
هو التدلي عن العلياء بالثمن!
هذه التجربة التي جعلت انقلاب الإنقاذ يحقق في الواقع نقيض مقاصده. وفتحت الباب لتمزيق الوطن ولتدويل كافة شئونه لم تكف واعظا لهؤلاء الوعاظ فأوصوا الآن بإتباع نفس الخطى التي حولت الحركة المطلبية الجنوبية التي كانت تطالب بنصيب عادل في السلطة والثروة في البلاد إلى حركة تحرير قومي وديني متجهة لمصير منفصل.
قال الإمام ابن القيم: "الفقيه هو الذي يزاوج بين الواجب والواقع. فلا يعيش فيما يجب أن يكون مغفلا ما هو كائن".
هؤلاء الوعاظ عرفوا نصوص الواجب واستشهدوا بها دون مراعاة لمقاصد الشريعة من حكمة، وعدالة، ومعقولية، ومصلحة. فالشريعة تستمد من فهم النصوص بكل تلك الملكات. قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا).
هكذا كان فهمهم للواجب ضيقا على نحو ما قال ابن القيم: "هذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام، وهو مقام ضنك في معترك صعب فرط فيه طائفة: فعطلوا الحدود، وضيعوا الحقوق، وجرَّؤوا أهل الفجور على الفساد، وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد، محتاجة إلى غيرها. وسدوا على نفوسهم طُرُقًا صحيحة من طُرُق معرفة الحق والتنفيذ له، وعطلوها، مع علمهم وعلم غيرهم قطعًا: إنها حق مطابق للواقع، ظنًّا منهم منافاتها لقواعد الشرع ولَعَمْرُ الله! إنها لم تنافِ ما جاء به الرسول، وإن نَفَتْ ما فهموه هم من شريعته باجتهادهم. والذي أوجب ذلك: نوع تقصير في معرفة الشريعة. وتقصير في معرفة الواقع. وتنزيل أحدهما على الآخر. فلما رأى ولاة الأمور ذلك، وأن الناس لا يستقيم لهم أمر، إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياستهم شرًّا طويلاً، وفسادًا عريضًا. فتفاقم الأمر، وتعذر استدراكه، وعزَّ على العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك، واستنقاذها من تلك المهالك".
أما إلمامهم بالواقع فهو الغفلة عن حقائقه. فالسودان ليس بلد إسلامي عربي وحسب. والجنوبيون اتحدوا في السودان باختيارهم لا بقوة الفتح وفكرة تقرير المصير لم تأت من فراغ بل دفعت إليها السياسات الطاردة. فلولا تفكروا في قوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[ii]
فيما يلي نتناول نقاطهم المحددة:
1. السودان بلد مكون من 5 إثنيات هي: العرب- الزنوج- النوبة- النوبيون- البجا. وفيه وجود مسيحي كبير وفيه ديانات أفريقية. إن تطبيق الشريعة يبدأ منذ النطق بالشهادة ثم الالتزام بأركان الإسلام الخمسة. وفيما يتعلق بنظام الحكم، والاقتصاد، والأحوال الشخصية، والقوانين، والعلاقات الدولية فإن على المسلم المتطلع لتطبيق الشريعة في هذا العصر أن يراعي حقوق المواطنة والتنوع الديني والثقافي، واستصحاب النافع من مستجدات العصر، والعلاقات الدولية القائمة على المعاهدة والسلام والتعاون. شعار تطبيق الشريعة الغافل عن الواقع وحقائق العصر جر للمسلمين ضررا بالغا وشوه ديباجة الإسلام الناصعة.
2. نعم للشعب أن يختار النظام السياسي الذي يريد مع إدراك المسلم ألا يتعارض مع قطعيات الوحي. أما تقرير المصير فقد جاء ردة فعل لسياسات فرضها الانقلابيون فرضت على السودان هوية عربية إسلامية عزلت الجنوبيين الذين هم ليسوا عربا وليسوا مسلمين.
3. إن هذه المشاعر العدائية نحو الجنوبيين إذ تحرمهم حقوق المواطنة هي التي تكتسب عدائهم وهم في الشمال وهي التي دفعتهم للمطالبة بتقرير المصير. وهي التي ستدفع نحو الانفصال. وهي التي ستجعل دولة الانفصال عدائية تتحالف مع نظائرها.
إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك مني من خلق!
لذلك، قال تعالى: (أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
.
وقال نبي الرحمة: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم".
فرض البريطانيون أثناء فترة احتلالهم للسودان سياسية المناطق المقفولة لمنع انفتاحهم على الإسلام والثقافة العربية. إن في نزوح الجنوبيين نحو الشمال فرصة لذلك الانفتاح فإن كان هؤلاء الوعاظ مهتمين بالإنسان الجنوبي وبهدايته فالجدير بهم أن يدركوا هذه الفرصة ويعرفوا دورهم فيها. أين تأليف القلوب؟ وأين التوجيه الإلهي: (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى؟)[iv]
إن الجنوبيين الذين نزحوا شمالا الآن أكثر تقديرا لأهل الشمال ودينهم وثقافتهم مما كانوا عليه قبل ذلك.
4. نعم انفصال الجنوب ضار وربما كان النتيجة الغالبة لتقرير المصير. وكلاهما نتيجة لسياسات خاطئة: "إنك لا تجني من الشوك العنب".
أما الحديث على مياه النيل فجهل محض لأن 85% من دفق مياه النيل منحدر من الهضبة الأثيوبية لا من الجنوب. الهضبة الأثيوبية التي كالوا لأهلها تلك النعوت المسيئة. وعلى أية حال مسألة مياه النيل تحكمها قوانين دولية وسياسيات ودية لا تحكمات سيادية. أما القرن الأفريقي فهو الأقرب للجنوبيين ديانة وثقافة وأراؤهم الطاردة هذه سوف تجعله بؤرة أكثر عداءا وميلا للتحالف مع أعداء الأمة.
وما حدث في دارفور كان مأساة كبرى وفي حالتي الجنوب ودارفور كان العرب والمسلمون متفرجين. وكان الأفارقة جنوب الصحراء والغربيون هم الأكثر اهتماما بما يجري في السودان صحيح أنهم تحركوا ضمن استراتيجيات تخدم مصالحهم. ولكن لولا الإغاثات الدولية والغربية لمات أكثر الناس في الجنوب وفي دارفور جوعا ومرضا. سأل بعضهم مواطنا في معسكرات النازحين كيف تثقون في الكفار ولا تثقون في بني جلدتكم؟ فرد عليه قائلا: واحد قصفك وشردك وآخر أطعمك وعالجك. من الكافر؟.
5. صحيح السودان في خطر غير مسبوق دفعته إليه نفس السياسيات التي يقترحها هؤلاء الوعاظ الآن. وصحيح أن تلك السياسيات فتحت منافذ لاستراتيجيات معادية، منافذ لا تزيدها توصيات هؤلاء الوعاظ إلا اتساعا وزيادة في الخطر. إنها سياسيات حيثما اتبعت يسعد بها الأعداء لأنها تحقق مقصديه في تمزيق بلداننا وفتح النوافذ للتدخلات الأجنبية.
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
حيثما استبد بالحكم في بلد حاكم فظ غليظ القلب إقصائي السياسيات فإنه يعزل نفسه وحكمه ويسعد أعداءه بما يحقق لهم من قبول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)[v].
6. نعم السودان محتاج للمناصحة والتعاون ولكن الحكام والعلماء لا يبدون حراكا حقيقيا بينما الأمة تحترق في أكثر أجزائها. ولمن يريد أن ينصح ويعاون فإن الخطوة الأولى أن يفقه الواجب باجتهاد محيط وأن يشخص الواقع بإدراك دقيق ثم يدلي بدلوه.
هذا وبالله التوفيق.
الإمام الصادق المهدي
--------------------------------------------------------------------------------
سورة الفرقان الآية (73)
[ii] سورة الإسراء الآية (36)
سورة النحل الآية (125)
[iv] سورة طه الآية (44)
[v] سورة آل عمران الآية (159)
http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=588
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر عبد الله فضل المولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست