ديسمبر 2009م تجاوزت أهم أوجه القصور في مارس أبريل 1985م

Quote: الأشواق وحدها لا تكفي الجبهة خرجت من رحم الحركة الشعبية وهي على دراية بتكتيكاتها في الانتفاض والعصيان لذا سعت ومنذ البداية لإجهاض القوى الفاعلة في هذا الصدد وأحكمت قبضتها الأمنية على البلاد والعباد ولم تتنازل عن خطها على رغم من مساحيق التجميل التي دهنت بها وجه النظام مؤخراً مدعومة بالقوى التي تقارعها الآن والتي قبلت المشاركة منذ البداية في برلمان غير ديمقراطي بوهم التغيير من الداخل التخطيط تم على عدة محاور الهدف النهائي ديمقراطية حزب واحد مهيمن دون انعكاسات اجتماعية أو ليبرالية حقيقي ساعدها في ذلك ضعف التجمع الوطني وضآلة خبرة الحركة الشعبية في العمل السياسي دعمت هذا التوجه بتفتتيت كل الأحزاب إلى حويزبات صغيرة متوالية لتدعم الوجه الديمقراطي لمخطط الحزب الواحد المهيمن ضرورات كثيرة أملت على الجبهة ذلك البنادق المشرعة في الشرق والغرب والجنوب الضغوط الدولية والأهم أنها ترغب في خلق مناخ سياسي اقتصادي مستقر للتنعم بالأموال الطائلة التي تجري بين يديها أهم ما أفرزه يوم الثنين 7 ديسمبر ما يلي: - خطاب موحد نأمبل أن يتلافى جرثومة التشرذم اللاحق كما حدث في أسمرا 99 - تواري الخطاب الانفصالي في اجندة الحركة وبروز واضح للخطاب الوطني - تداخل حركات الهامش الدارفوري بإبداء الرأي السياسي في إشارة واضحة لاستعدادها لخوض التجربة الديمقراطية السلمية متى تهيأ المناخ لذلك. يجب على أحزاب مؤتمر جوبا مواصلة الضغط من أجل: - إصدار القوانين التي تكفل نزاهة الانتخابات والممارسة الديمقراطية اللاحقة - اسقاط الميزانية وإعداد ميزانية متوازنة تدعم التعليم والصحة والتنمية من خلال تقليص مخصصات الأجهزة الأمنية والسيادية - ضمان أن يكون للتجربة الديمقراطية بعدها الليبرالي الحقيقي بكل ما في المصطلح من دلالات. ضمان أن يكون هنالك بعد اجتماعي متجذر للتجربة الديمقراطية من خلال الانحياز الواضح للشرائح الفقيرة. - ضمان البعد الثقافي للتجربة الديمقراطية من خلال اتاحة الفرصة الحقيقية لنمو ثقافات الشعوب السودانية في فضاء واسع من الحرية والدعم الرسمي. ما يخص المؤتمر الوطني: - المؤتمر حالياً قوى سياسية كبرى بالفهم الديمقراطي (امتلاك الثروة والسلطة والقدرة على الوصول إلى الجماهير) ومن أهم أدوات العمل السياسي أن تفهم جيداً قدرات من تقارعه. - هنالك فرصة تاريخية لتصحيح مسار سياسات المؤتمر من خلال نزع فتيل هذه المواجهة وقبول مطالب الشعب - الدعوة العاجلة لمؤتمر تداولي قومي للخروج بمقررات مسنودة شعبياً لإعادة صياغة الواقع السوداني وإعلان تدشين مرحلة الاستقلال الجديد للسودان - هنالك حالياً مقومات واضحة لتأسيس دولة مستقرة خصوصاً بعد أن أصبح لكل شعوب الوطن صوتها الواضح، فعلى من يجلس على دست الحكم أن ينتبه إلى أن التاريخ لا يرحم - التوقف عن القراءات الفطيرة لقدرات هذا الشعب والاعتقاد بأن البندقية والقوة قد تجلب الحل فلقد ثبت وسيؤكد التاريخ ذلك مراراً أن هذا الشعب لا يقبل أن يحكمه فرد أو حزب واحد وهذه فطرة جبل عليها ولا سبيل لتجاوزها على الطرفين قراءة تاريخ الشعوب والمنطقة وتاريخ الشعب السوداني للاعتبار أنا مع كل ما يحقن الدم السوداني ويحل أزمة نظام الحكم في السودان ويؤسس لوطن ديمقراطي ليبرالي يعلو فيه صوت المواطنة على صوت البندقية وصوت الوحدة على رصاص الانفصال لأني أعتقد أن المشكلة الأكبر هي تشرذم البلاد والعباد إلى دويلات متقاتلة لا تستقر حتى يأذن الله في أمرها وحينها نقول على الحلم والأمل السلام. قال غاندي ما معناه أنه مرت على الشعوب أوقات ظنت فيها أن الديكتاتور خالد لكنها أصبحت ذات يوم لتجده قابعاً في مزبلة التاريخ. (انظر شاوشيسكو)