|
Re: سعاد إبراهيم أحمد: لها في حجب أنواط النضال شوؤن (Re: Hussein Mallasi)
|
و''وقع لي'' بسيرة الفيتوري مع نظام عبود المعني العربي القديم عن أن أكذب الشعر أعذبه. فقد عاش الفيتوري خلال نظام عبود بغير نأمة نضال ضده. بل كان يترأس تحرير مجلة تصدر عن وزارة الاستعلامات والعمل بهمتها المعروفة في ترويج النظام. ثم لما ذهب النظام كان ما كتبه هذا الشاعر خامل الذكر في مضابط النضال وأنواطه هو ما جَيش العاطفة السودانية السياسية على صعيد واحد. ربما لم يكن الفيتوري من صناع أكتوبر ولكنه صنع ما بقي وسيبقي من ثورة أكتوبر وهو توقيعها الأشم في وجدان شعبنا إلي يوم الدين. وكانت مفارقة الفيتوري هذه في خاطري وأنا أكتب وثيقة ''نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين'' لتزكية الشيوعيين حتى لا ''ينجروا'' نجرتهم المعروفة في من لا يري رأيهم في الكفاح حذو النعل بالنعل. ما لم أكن أعرفه حتى قبل شهور أن الفيتوري لم يكن مجرد موظف نشط في مجلة للنظام المستبد بل أنه كتب قصيدة عنوانها ''مولد ثورة'' في تحية الانقلاب الذي جاء بهذا النظام. وجاء مطلعها هكذا: أفق لا تطبق العينين هماً ولا تمكث على قلق حزينا ونشرت القصيدة جريدة الناس التي كان هواها انقلابياً. نشرت بعض أبياتها في الصفحة الأولي. وهذا تمييز نادر للشعر. ونشرتها كاملة في صفحة داخلية. ونواصل حديث الذكريات هذا يوم السبت.
(انتهى)
|
|
|
|
|
|